كشف مصدر أمني، الساعات الماضية، عن ضبط الأجهزة الأمنية في محافظة المهرة (جنوب شرقي اليمن)، قبل أيام، تهريب أجهزة تشويش طائرات مسيّرة كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.

يأتي ذلك وسط تزايد ملحوظ لعمليات إحباط تهريب الأجهزة والمعدات العسكرية، والتي تدخل في صناعتها، في عدد من المنافذ البرية والبحرية، ونقاط التفتيش في المحافظات الخاضعة لسيطرة الأطراف المناوئة للحوثيين، دون كشف الأطراف التي تساعد في تهريب هذه الشحنات منذ بداية الحرب قبل أكثر من ثماني سنوات.

وأكد المصدر أنه تم ضبط شحنة أجهزة تشويش طائرات مسيرة مع معداتها، في منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان، بمحافظة المهرة، وانها كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً.

في حين أوضحت قناة الحدث، حسب وثيقة قالت إنها حصلت عليها، أن شحنة الأجهزة المضبوطة كانت على متن شاحنة تحمل 20 صندوقاً، وتم ضبطها في المنفذ الحدودي مع عمان في 22 أكتوبر الجاري.

وحتى اللحظة لم تصدر الجهات الأمنية المعنية أي توضيح حول عملية التهريب التي لم تكن الأولى.

ويظل السؤال الأكثر تكراراً عقب كل حادثة ضبط.. من يسهّل عمليات التهريب هذه، ولماذا تكتفي أجهزة الضبط المتعددة في أكثر من محافظة بالإشارة إلى أن الشحنات كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي، دون الكشف عمن يقف وراءها، ويسهل عبورها من المنافذ الخاضعة لسيطرة الأطراف المناوئة للحوثيين.

تهريب متواصل

وأحبط خلال العام الجاري، تهريب العديد من الشحنات في منفذ "شحن" وعدد من المحافظات، كانت جميعها في طريقها للحوثيين.

ففي منذ "شحن" بمفرده، أحبط في مايو الماضي، شحنة معدات خاصة بالاتصالات، تتضمن 11 كبينة تغذية وتنظيم محطات شبكات اتصالات PAELTA قوة Am63، إلى جانب 181 كرتونا بها محول طاقة كهرباء متحول خاص بكبائن الاتصالات، إضافة إلى 8 قطع أدوات كهربائية تابعة للمحولات.

وفي يناير الماضي، احبط تهريب 100 محرك لطائرات مسيَّرة، في منفذ "شحن" أيضاً كانت على متن قاطرة تحمل شحنة تجارية ادَّعى مالكها أنها ملابس، إلا أن الفحص والتدقيق أثبت وجود معدات وأجهزة اتصالات على متنها، وهي في طريقها للمليشيا الحوثية إلى صنعاء.

وسبق أن ضبطت الأجهزة الأمنية في المهرة أكثر من شحنة أسلحة وأجهزة ومعدات تدخل في التصنيع العسكري، خلال العام نفسه وأعوام سابقة.

ولا يعد منفذ "شحن"، الطريق الوحيد لتهريب الأجهزة والمعدات العسكرية للحوثيين حيث تستخدم العديد من الطرق البرية والبحرية.

ففي يوليو الماضي، ضبطت قوة أمنية ما يقارب 4 أطنان من المواد الكيميائية تحتوي على مواد سريعة الاشتعال، تستخدم للأغراض العسكرية، داخل أحد الهناجر بمدينة إنماء في البريقة، غربي عدن.

وذكر مصدر عسكري، أن «تقرير الخبراء المختصين أكد أن المضبوطات تحتوي على مادة مسحوق الألومنيوم، وهي مادة يمكن خلطها مع بيركلورات الأمونيوم، ليتم إنتاج وقود صاروخي قوي».

وأكد أن «الشحنة احتوت، أيضاً، على أكياس غير معلمة من مسحوق أكسيد الحديد، والذي يستخدم كمادة مضافة لوقود الصواريخ، حيث يعمل كمحسن معدل الاحتراق».

وفي يونيو، ضبطت نقطة مصنع جبل حديد، بمحافظة لحج، قطع طيران مسير وأجهزة تنصت وأجهزة لا سلكية، كانت مخبأة وسط شحنة ألعاب أطفال، كانت قد تمكنت من خلال المرور من عدن، قبل كشفها بعد خضوعها للتفتيش الدقيق.

وهذه الشحنات هي جزء من عدد كبير أحبط تهريبها خلال العام الجاري، ومثلها يتم إحباط كل عام في عدد من المنافذ والمحافظات، ما يعني أن عددا كبيرا نجحت المليشيا في تهريبه عبر مختلف المنافذ.

وفي جميع العمليات، لم تعلن جهات الضبط في أي منها عن الجهة التي تقف وراء عمليات التهريب وتسهيلها، ما يؤكد صحة الأنباء التي تؤكد تخادمات المليشيا الحوثية وأطراف عديدة من مناوئيها، لتصفية حسابات خاصة.

إقرار أممي

تقرير الخبراء الأمميين التابعين لمجلس الأمن الدولي الخاص باليمن، كان قد أكد في تقريره السنوي للعام الماضي، استخدام جماعة الحوثي طرقاً برية لتهريب الأسلحة للحوثيين انطلاقاً من الحدود الشرقية، إضافة إلى الطرق البحرية التي تسلكها شبكات التهريب القادمة من إيران باتجاه المناطق اليمنية.

وكانت البحرية الأميركية، قد أعلنت، مطلع يناير الماضي، اعتراض شحنة أسلحة على متن سفينة صيد في خليج عمان يُعتقد أن مصدرها إيران، وكانت في طريقها للمليشيا الحوثية، وهي ثالث شحنة يتم اعتراضها خلال شهرين، وفق ما ذكره الأسطول الأميركي الخامس ومقره في البحرين.

ورغم الإقرار الأممي والأمريكي بضبط شحنات تهريب أسلحة وأجهزة ومعدات عسكرية، إلا أنها لم تتخذ أي عقوبات ضدها، ما يزيد من شهية إيران والمليشيا الحوثية في مزيد من عمليات التهريب.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: عملیات التهریب کانت فی طریقها

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي: خطة شاملة من خمسة محاور لمكافحة عمليات غسل الأموال

الاقتصاد نيوز - بغداد

أعلن البنك المركزي ،اليوم الخميس، عن وضع إجراءات وقائية للحد من غسل الأموال في مختلف القطاعات، فيما أشار إلى أن هناك تعاوناً دولياً على المستوى الاستراتيجي بإشراك منظمات دولية.

وقال معاون مدير عام مكتب مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في البنك المركزي، حسين علي، إن "جريمة غسل الأموال مرتبطة بمدى وجود جريمة أصلية ترتكب في الداخل، وأيضاً مرتبطة بمدى وجود إجراءات وقائية تتخذها الدولة".

وبين، أنه "وفق عملية تقييم شاملة حصلت في منظومة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، تم تحديد نقاط الضعف في هذه المنظومة، وأين تستغل، وأي من القطاعات التي تستغل في عملية غسل الأموال، وأي الجرائم الأصلية الأكثر ارتكاباً".

وأضاف، أنه "بعد تحديد تلك الجرائم وتحديد النقاط التي يتم بها غسل الأموال، تم وضع إجراءات تخفيفية لمخاطر غسل الأموال من خلال هذه القطاعات".

وتابع، أنه "تم وضع إجراءات تخفيفية في قطاع العقارات، بأن تكون البيوع العقارية من خلال القطاع المصرفي، وأيضاً في قطاع الذهب تم وضع إجراءات خاصة، وأن تقوم المؤسسات المالية بوضع إجراءات مشددة على عمليات التحويل الخاصة بالذهب".

وأشار إلى أن "البطاقات الإلكترونية التي استغلت من بعض ضعاف النفوس بالسحب الخارجي لغرض الاستفادة من سعر الصرف أو عمليات تحريك الأموال غير الشرعية، تم الحد والتخفيف من هذه الظاهرة من خلال وضع ضوابط وتحديث سقوف في تلك البطاقات بحيث لا تكون مجدية لمن يقوم بعمليات السحب الخارجي".

وأكد أن "جميع هذه المعالجات هي وفق عملية تقييم حقيقية بنتائج دقيقة جداً، ساعدت بأن تكون المعالجات محددة ومركزة"، منوهاً بأن "قانون مكافحة غسل الأموال ذكر جميع هذه القطاعات، وهناك دراسات دولية ووطنية تحدد التوجهات الجديدة التي يقوم بها مجرمو غسل الأموال، فكلما أضيف أسلوب جديد تقوم الدول بوضع إجراءات وقائية له".

وأوضح أنه "من ضمن الأساليب أيضاً، تسجيل شركات وهمية، وهناك إجراءات على هذا الموضوع بالتعاون مع دائرة تسجيل الشركات، ومنها عملية تحديد المستفيد الحقيقي من تلك الشركات، وهو موضوع مهم جداً لكي لا يتم استخدام واجهات لهذه الشركات". 

ولفت إلى أن "الدولة العراقية اتخذت إجراءات مناسبة، وحتى عندما تم تقييمها من قبل مجموعة العمل المالي، كانت نتيجة التقييم بخصوص موضوع المستفيد الحقيقي مناسبة مع وضع العراق".

وأشار إلى أن "جميع الإجراءات المتخذة مستندة إلى النهج القائم على المخاطر، بحيث عندما تكون هناك مخاطر، تكون هناك إجراءات عليها، على ألا تعقد التعاملات الخاصة بالمواطنين".

وأكد أن "جميع دول العالم متعاونة في مجال مكافحة غسل الأموال من خلال أكثر من قناة، وفي مكتب مكافحة غسل الأموال لدينا المكاتب النظيرة تسمى الوحدات النظيرة"، موضحاً أن "هذه الوحدات يتم تبادل المعلومات معها بدون أي شرط، وبدون الجهات الدبلوماسية مثل وزارة الخارجية أو جهاز المخابرات".

وذكر أن "هناك تعاوناً دولياً على المستوى الاستراتيجي من خلال التقارير ومن خلال اشتراكنا في المنظمات الدولية ذات الصلة"، لافتاً إلى أنه "في ما يخص عملنا، نجري عملية تحريات، وبعد إكمال الملف تتم إحالته إلى القضاء، ونقول إن هذا الشخص قام بعملية غسل أموال، وأخرج أموال الدولة الفلانية، وهذه الأموال بلغت قيمتها كذا، وموجودة في الحسابات الفلانية، وبعدها يتم التعاون الرسمي القضائي من قضاء إلى قضاء لغرض حجز الأموال ومصادرتها".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • أمن البيضاء يحبط محاولة تهريب شحنة قياسية من حبوب الهلوسة
  • الدار البيضاء.. إجهاض محاولة تهريب شحنة قياسية من الأقراص المهلوسة
  • الأردن يحبط تهريب أكبر شحنة “كريستال قاتل” في تاريخ المملكة
  • الأمم المتحدة: تهجير 160 ألف شخص مرة أخرى في غزة خلال الأسبوع الماضي
  • مستوردو الأدوية في لقاء مع رئيس الجمهورية: لمكافحة التهريب وتأمين جودة الدواء
  • الأتراك يتدفقون للخارج.. ما السر وراء طفرة العقارات؟
  • البنك المركزي: خطة شاملة من خمسة محاور لمكافحة عمليات غسل الأموال
  • اقتصادي: الاستثمارات الخاصة ارتفعت بنسبة 35% خلال العام الماضي
  • صحف غربية: إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة
  • خلفها الحرس الثوري.. عمليات نوعية تكشف تورط مليشيا الحوثي في تهريب المخدرات عبر منافذ شبوة وحضرموت