euronews:
2025-07-05@11:15:14 GMT

إسرائيل الغربية

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

إسرائيل الغربية

المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر يورونيوز

اعلان

طوفان التحاليل وتبني المواقف المؤيدة لإسرائيل إزاء الصراع الحالي في فلسطين لا حدود له. فالصحافة المولعة عادة بالتحقق قبل نشر أية معلومة، لم تعد تعير ذلك اهتماما خلال تعاطيها مع هذا الصراع. كما يجدر القول إن السلطات لا تميل إلى التحقق من مصداقية مصادرها، والتي على أساسها تبني سياسة عملها.

لم تكن هناك نظرة كاملة للصورة. كانت الرؤية مركزة على الفضائع المنسوبة إلى حركة حماس والضحايا الإسرائيليين المدنيين فقط -وهو الجانب المسيء بوضوح إلى القضية الفلسطينية- يبدو أن نسيان آلاف القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين لا يحرج أحدا، رغم أن أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وكأن مسؤولية مقتلهم ملقاة على عاتق الفلسطينيين وحدهم، لا على أولئك الذين يرسلون طائراتهم لقصف المباني على مدينة بكاملها وتدميرها.

إن جرائم الحرب التي يمنعها القانون الدولي الإنساني تتجلى في قطع الماء والكهرباء، والإخلاء القسري للمستشفيات، بذريعة أنها تمثل -إلى جانب أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية- أهدافا مشروعة للقصف، بينما هي الأماكن الوحيدة التي يتوقع السكان المذعورون أن يجدوا فيها الملجأ والحماية، ومستشفى الشفاء والأهلي المعمداني والكنيسة الأرثودكسية التي تعد من بين أقدم الكنائس، أوضح مثال على ذلك.

فلسطينيون لاذوا إلى الكنيسة الأرذوكسية في غزة التي قصفتها إسرائيل يوم 20/10/2023Abed Khaled

لقد تعودنا على غارات القصف العشوائي بذريعة مكافحة الإرهاب، أذكر منها تدمير القوات الروسية للعاصمة الشيشانية غروزني، وتدميرها لمدينة حلب السورية، المدينة التاريخية التي حولها الجيش نفسه إلى خراب. وكذلك الأمر بالنسبة لمدينتي الموصل في العراق والرقة في سوريا، حيث أدى قصف جيوش التحالف الغربي وخاصة الولايات المتحدة إلى مقتل مئات آلاف المدنيين، فبطبيعة الحال كانت "داعش" هي المسؤولة!، بعد أن سيطرت على المدينتين واتخذت من سكانها رهينة!

إن تاريخ الصراع الإسرائيلي العربي بالنسبة للإسرائيليين بدأ يوم السابع من أكتوبر، لأن في ذلك اليوم حلت بهم أول هزيمة حقيقية تم الإقرار بها على ذلك النحو، أما بالنسبة للفلسطينيين والعرب فإن تاريخ الصراع بدأ منذ خمسة وسبعين سنة، أي منذ النكبة والحروب التي تلتها.

بالنسبة للفلسطينيين في غزة فإن طريق الآلام فتح مرة أخرى قبل ستة عشر عاما على الأقل، بسبب الحصار الكامل الذي فرضته القوات الإسرائيلية، وأردفته بجولات عديدة من القصف الذي عرفته تلك الفترة.

فتى فلسطيني يملؤ الماء داخل غالونات في غزةHatem Ali

إن الغرب لم يتحرك أبدا مع مجرى التاريخ، ولم يكن في صف العدالة أو القوانين الإنسانية، لكنه استفاق فجأة يوم السابع من أكتوبر. إنه يتحرك بطريقة لاعقلانية ويتبع هواه ولا يدين سوى الأعمال التي استهدفت المدنيين الإسرائيليين ولا يتعاطى بالقدر نفسه عندما يتعلق الأمر بالضحايا الفلسطينيين. إن هزيمة أقوى جيش في المنطقة الذي عجز عن إيقاف هجوم حماس، هو ما دفع الساسة الأوروبيين رجالا ونساء إلى هذا التخبط، جارين عالم الإعلام ووسائل التواصل وراءهم. فهل هي هزيمة إسرائيل أم هزيمة الغرب؟ بحسب ردود الفعل يميل الأمر أكثر إلى الفرضية الثانية.

إن الدعم الأمريكي والأوروبي اللامشروط للحرب التي تقودها إسرائيل ردا على هجوم حماس المفاجئ، لا يمثل سوى عقابا جماعيا لسكان غزة الذين يعيشون أصلا تحت الحصار. إنه دعم مبني على فكرة الإرهاب الوهمية، التي رسمت بعناية انطلاقا من هجمات الحادي عشر من سبتمبر. في هذا المخيال الجمعي لا يوجد مكان لحق الشعب الفلسطيني، الذي يعاني ويلات الفصل العنصري المتكتم عليه منذ عقود طويلة.

وقفة مؤيدة للفلسطينيين في بلجيكاAP Photo

إن الغرب يفتقد إلى البصيرة والعقلانية الديكارتية. أوروبا لا تنظر حتى إلى مصالحها الخاصة التي تتجاوز الصراع، فهي تسيء الى علاقتها وصورتها مع نحو أربعمائة مليون عربي يدينون هذه الحرب، وتدفع إلى إخراج حماس من قوقعتها ورفض شريحة واسعة من الفلسطينيين لها، إلى فضاء ومشروعية غير متوقعة.

إن نظرة المواطن العربي وليس الفلسطيني فقط إلى حماس، تختلف عن نظرته إلى تنظيم القاعدة أو داعش، فهو يتقاسم مع العالم إدانته للإرهاب الإسلاموي، ولكنه يرفض الخلط الغربي بين الإرهاب والمقاومة، من أجل نيل الإستقلال وضرورة إنهاء الاحتلال.

إن محاولات شيطنة حماس باتهامها بارتكاب أسوأ الفضائع، لا يبرر في نظر الفلسطينيين المجازر التي ترتكب بحقهم كل يوم: 300 قتيل من المدنيين يوميا 40% منهم هم من الأطفال.

هجمات المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، أوقعت مئات من القتلى الفلسطينيين في مكان لا تتحكم فيه حماس، حيث لا يؤدي بناء المستوطنات غير الشرعية في الأراضي المحتلة إلا إلى استبعاد أي حل سياسي للصراع. هذه الشيطنة لا تهدف في حقيقة الأمر سوى إلى صرف انتباه الرأي العام الدولي والإسرائيلي عن السؤال الرئيسي: لماذا حدث كل هذا؟ ربما سيكون الجواب في هذه الحال: تطبيق القرارات الدولية ورفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء السياسة الإستعمارية.

مستوطنون إسرائيليون مع جنود في الضفة الغربيةOhad Zwigenberg

التعامي الغربي الحالي يذكر بانحرافات السياسات الفرنسية سنة 2011، خلال اندلاع ثورات الربيع العربي في تونس، متمثلا بتأييد الدكتاتوريات المناهضة لشعوبها التائقة إلى الحرية، بل وتسليح تلك الأنظمة والصمت أمام الفضائع التي ترتكب بحق الديمقراطيين العرب، من قتل وسجن ومجازر بحق المدنيين، تصل إلى استخدام السلاح الكيميائي ضدهم، والمأساة السورية مثال حي على ذلك.

بتبنيها سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحرق أوروبا في الآن نفسه مستقبل علاقاتها مع المجتمعات العربية الحديثة التي ستولد في يوم ما، بل وتشارك بتبعيتها لأمريكا في بلورة ذلك. وكما قال إرنست رينان : "إن الشعوب هي نتاج للمعاناة أكثر منها للانتصارات".

ستجد الشعوب صعوبة في الاقتناع بجدوى اتفاقات أوسلو، واتفاقات أبراهام المتعلقة بالتطبيع مع عديد الدول العربية.

مسيرة عارمة في لندن تطالب بوقف الحرب في غزةJordan Pettitt/AP

إن سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب والدعم المطلق لأوكرانيا ضد العدوان الروسي، وفي الوقت نفسه الدعم للاحتلال الإسرائيلي، يقسم العالم مرة أخرى إلى أقطاب متعارضة، والشعور بالإحباط لا يمكن إلا أن يغذي الإرهاب ويؤدي إلى وقوع حروب جديدة.

هل فقدت أوروبا صوابها؟ آمل ألا يكون ذلك، لكن منع المظاهرات الداعمة للفلسطينيين في فرنسا وبلدان أوروبية أخرى وحتى معاقبة الفنانين والرياضيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، يبعث المخاوف بخصوص الديمقراطية والحق في حرية التعبير.

ينبغي علينا أن ندين العمليات التي تستهدف المدنيين، واستعمال القوة العسكرية لفعل ذلك. والعمل بإصرار لرفض هذا النهج، وإلا زاد ذلك من تعميق الفجوات وجعل السلام مستحيلا.

اعلان

فهل تستطيع أوروبا المحافظة على دورها كشعلة للحرية تنير درب الشعوب، وتدين أعمال الترهيب بكل إنصاف؟ عليها الآن أن تختار.

بقلم الدكتور نزار بدران مراقب ومحلل سياسيشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: في ظل خشية من التصعيد مع حزب الله ... إسرائيليون يتبرعون بالدم على الحدود مع لبنان شاهد: على وقع "الغضب الساطع" مارسيليا تدعم غزة رغم الحظر والآلاف يخرجون ضد الحرب في نيويورك وسيدني شاهد: وقفة احتجاجية يهودية في نيويورك دعمًا لغزة واعتقال المئات حركة حماس فرنسا طوفان الأقصى إيمانويل ماكرون بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءة الحرب على غزة.. قصف مستمر على القطاع ونتنياهو: ستكون الحرب طويلة وصعبة "ليس باسمنا".. توقيف مئات الأشخاص في وقفة احتجاجية يهودية في نيويورك دعما لغزة لماذا امتنعت تونس عن التصويت على قرار أممي يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة؟ شاهد: ضخم، لكن في قمة الإتقان والجمال ... اكتشاف ثور مجنّح عمره 2700 عام في العراق كيف تحولت فلسطين على الخرائط لإسرائيل في ظرف 7 عقود فقط؟ اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب على غزة: أكثر من 8 آلاف قتيل فلسطيني بينهم 3342 طفلا وإسرائيل تهدد بالإخلاء الفوري لمشفى القدس يعرض الآن Next في ظل حرب غزة: تركيا تحتفل بمئوية تأسيس الجمهورية وإردوغان يقول "إسرائيل مجرمة حرب" يعرض الآن Next مناورات عسكرية في كوريا الجنوبية تحاكي التصدي لهجوم كوري شمالي مشابه لعملية "طوفان الأقصى" يعرض الآن Next شاهد: على وقع "الغضب الساطع" مارسيليا تدعم غزة رغم الحظر والآلاف يخرجون ضد الحرب في نيويورك وسيدني يعرض الآن Next شاهد: فلسطينيون ينتشلون ذويهم من تحت أنقاض القصف الإسرائيلي في خان يونس جنوب غزة

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط فرنسا قصف تل أبيب تركيا وقف إطلاق النار Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: حركة حماس فرنسا طوفان الأقصى إيمانويل ماكرون بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط فرنسا قصف تل أبيب تركيا وقف إطلاق النار طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط الصراع الإسرائیلی طوفان الأقصى یعرض الآن Next فی نیویورک حرکة حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

باحث في الشأن الإيراني: طهران منفتحة على التفاوض.. وأمريكا لا ترغب في توسيع الصراع

أكد عمرو أحمد، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن إيران باتت منفتحة على الحوار، لكنها لا تزال تعاني من أزمة ثقة حقيقية، وتطالب بضمانات واضحة من المجتمع الدولي، ودولة راعية للمفاوضات، إلى جانب التزامات موثقة من الولايات المتحدة بعدم تكرار سيناريو الضربات الجوية.

وقال أحمد، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، إن اللقاء المحتمل بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وويليام بيرنز في أوسلو، يأتي بعد فشل جولة المفاوضات السابقة في مسقط وإلغاء الجولة المقررة في عمان على خلفية التصعيد العسكري الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن القبول بمدينة أوسلو كمقر للحوار قد يعكس تغيرًا في موقف طهران تجاه فكرة التفاوض المباشر مع واشنطن.

وأوضح أن الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، تبعتها ضربة إيرانية منسقة بشكل غير مباشر لحفظ ماء الوجه، وخلق صورة أمام الداخل الإيراني بأن طهران لا تزال قادرة على الرد على القوى الكبرى.

وأشار الباحث إلى أن الولايات المتحدة تبدو غير راغبة في توسيع رقعة الصراع، خاصة بعد أن أثبتت إيران، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، امتلاكها قدرات صاروخية متقدمة، تمكنت من إلحاق خسائر ملموسة داخل إسرائيل، ما دفع الجميع إلى التفكير في التهدئة.

واعتبر أن الخطاب الرسمي الإيراني لا يزال متمسكًا بلغة الحرب، بهدف الحفاظ على حالة الالتفاف الشعبي حول النظام، والتي تعززت بعد الضربات الأخيرة، قائلا: رغم وجود تباينات داخل النظام الإيراني، فإن الحرب الأخيرة عززت من مكانة ولاية الفقيه، وخلقت حالة من التماهي الشعبي مع القيادة، على عكس ما كان سائدًا قبل التصعيد.

اقرأ أيضاًأمريكا تدرج كيانات إيرانية ضمن قائمة العقوبات لفرض أقصى ضغط على طهران

بعد إعلان إسرائيل اغتياله.. قائد فيلق القدس يظهر في احتفالات النصر بطهران «فيديو»

الرئيس الإيراني في اتصال مع أمير قطر: طهران تسعى لتوسيع علاقاتها الأخوية مع الدوحة

مقالات مشابهة

  • حرب لتصفية الثورة ونهب ثروات البلاد
  • إسرائيل تستعد لجولة تفاوضية جديدة مع حماس وقرب وقف إطلاق النار
  • باحث في الشأن الإيراني: طهران منفتحة على التفاوض.. وأمريكا لا ترغب في توسيع الصراع
  • الهند تتهم الصين بالتعاون مع باكستان خلال الحرب
  • السعودية عن التطبيع مع إسرائيل: أولويتنا القصوى الآن وقف الحرب بغزة
  • لماذا تظهر الآن بوادر صفقة بين إسرائيل وحماس؟
  • ألمانيا: ضحايا المدنيين في غزة لم تعد مقبولة.. قد تخسر إسرائيل أصدقاءها
  • المستشار الألماني: خسائر المدنيين في غزة لم تعد مقبولة.. على تواصل دائم مع نتنياهو
  • إسرائيل: جادون في التوصل إلى اتفاق مع حماس لوقف الحرب وإعادة المحتجزين
  • حماس: نسعى لاتفاق يضمن إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة