تُطلق جامعة القاهرة مبادرة للتوعية بسرطان الثدي في الجامعة؛ بالتعاون مع الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، وبإشراف أساتذة متخصصين، وذلك خلال الفترة من 29 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر بعدد من كليات الجامعة ومبانيها الإدارية، وتحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

 

وقال الدكتور محمد الخشت، إن المبادرة التي تطلقها الجامعة تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بسرطان الثدي، وتستهدف الوصول لأكبر عدد من عضوات هيئة التدريس والطالبات والعاملات وإجراء الكشف الطبي عليهن وتوعيتهن بسرطان الثدي والقيام بتدريبهن على الكشف الذاتي، للحد من انتشاره داخل المجتمع الجامعي، مؤكدًا حرص الجامعة على تقديم كافة إمكاناتها البشرية والمادية وإطلاق القوافل والحملات والمبادرات التي تخدم المجتمع في مختلف القطاعات في إطار دورها ومسؤولياتها المجتمعية ومساندة الدولة ودعم جهودها التنموية الشاملة والمستدامة.

 

ومن جانبه، قال الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إن مبادرة التوعية بسرطان الثدي بالجامعة سوف تستمر لمدة 5 أيام، وسيتم توفير مقر ثابت بجوار القبة للتوعية، مضيفًا أن فاعليات التوعية سوف تُقام بكلية العلاج الطبيعي يوم الاثنين 30 أكتوبر، وكلية الهندسة يوم الثلاثاء 31 أكتوبر، وكلية الزراعة يوم الأربعاء 1 نوفمبر، وكلية الطب البيطري يوم الخميس 2 نوفمبر، مؤكدًا حرص إدارة الجامعة على دعم المنظومة الصحية لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة وتوفير أوجه الرعاية المختلفة لهم.

 

وعلى جانب آخر استعرض الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، تقريرًا من الدكتور هشام عبد الحكم عميد كلية طب الفم والأسنان السابق عن أداء القوافل العلاجية والخدمية والصحية، التي أطلقتها الكلية بالتنسيق مع مؤسسة حياة كريمة، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، خلال شهر أكتوبر 2023، وشملت قرية أوسيم بمحافظة الجيرة، والرزنة بمحافظة الفيوم.

 

وأوضح التقرير، أن عدد المستفيدين من القافلة العلاجية لقرية أوسيم بلغ 531 حالة، تضمنت 254 حالة كشف عام، و30 حالة خلع للأطفال، و50 حالة كشف للأطفال، و5 حالات حشو عادي، و5 حالات حشو عصب، و75 حالة خلع كبار، و7 حالات تنظيف، بالإضافة إلى تحويل 60 حالة لمستشفى الكلية لاستكمال العلاج، وتحويل 45 حالة للكشف المبكر عن أورام الفم، وتوزيع الأدوية بالمجان على أهالي القرية، كما تم تنظيم العديد من الندوات التوعوية والتثقيفية للأهالي.

 

وكشف التقرير، أن القافلة العلاجية التي أطلقتها كلية طب الفم والأسنان للرزنة بمحافظة الفيوم، استمرت لمدة يومين وشارك فيها 80 عضو هيئة تدريس وهيئة معاونة وأطقم تمريض، وبلغ إجمالي عدد المستفيدين من القافلة 1969 حالة خلال اليومين، تضمن اليوم الأول 270 حالة شملت 147 حالة كشف، و3 حالات حشو عادي، وحالة علاج جذور، و3 حالات تنظيف، و43 حالة خلع كبار، و9 حالات خلع أطفال، و22 حالة كشف مبكر، إلى جانب تحويل 42 حالة لمستشفى الكلية لاستكمال العلاج، وتم توزيع الأدوية ومعجون الأسنان والفرش بالمجان علي المواطنين، بالإضافة إلي تنظيم  مسرح للعرائس، وأنشطة ترفيهية شارك فيها 900 تلميذ في مدرسة الرزنة، كما تم عقد لقاء توعوي جماهيري حضره ٤٣٤ أما و٨٦٨ طفلا وطفلة حول مكافحة أمراض الفم واللثة والتسوس وكيفية استخدام فرشاة الأسنان وتنظيف الفم من أجل الحفاظ علي الصحة العامة، ورفع الوعي الوقائي لدي المواطنين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بسرطان الثدی الدکتور محمد حالة کشف

إقرأ أيضاً:

الوصمة.. عائق أمام العلاج النفسي ومساع للتوعية بأهمية الدعم

تظل الوصمة الاجتماعية عقبة رئيسية أمام تلقي العلاج النفسي، إذ تتجلى في التعليقات الجارحة ونظرات الريبة التي تدفع البعض لتحمل معاناتهم في صمت وخوف من وسمهم بالضعف أو الاضطراب العقلي. ومن خلال تجارب وآراء المختصين، نسلط الضوء على هذا الواقع المعقد، حيث تتقاطع مخاوف المجتمع مع آمال التعافي، ويتلاقى الوعي مع الممارسة الطبية.

جذور الوصمة

تعريف وصمة العار في العلاج النفسي لا يقتصر على النظرة السلبية فقط، بل هو إحساس عميق بالحرج، مما يمنع الفرد من طلب المساعدة.

في المجتمع العماني، اتخذت الوصمة أشكالًا متعددة، منها ربط طلب العلاج النفسي بالضعف والجنون، وبهذه الكلمات القاسية لخّصت الطالبة إخلاص الرواحية نظرة كثير من أفراد المجتمع، كما أوضحت الدكتورة نوال المحيجرية، طبيبة نفسية استشارية، أن هذه الوصمة "ليست مجرد كلمات، بل هي خوف متجذر من الحكم المجتمعي، مما يجعل المرضى يتحملون آلامهم لسنوات قبل طلب المساعدة".

وفي العديد من البيوت، تتحول هذه الوصمة إلى قيود غير مرئية، حيث قالت سامية الزدجالية، معلمة: "بعض الأسر تفضل أن يعاني أبناؤها في صمت على ألا يُقال عليهم مجانين".

ولكن هذا المفهوم خاطئ، فهو لا يعكس حقيقة العلاج النفسي، فالحقيقة تكمن في أن العلاج ليس علامة ضعف ولا جنون، بل هو دليل وعي وقوة. وهو نهج علمي متكامل يركز على مساعدة الأفراد في تجاوز وفهم التحديات النفسية والعاطفية التي قد تواجههم، ويتم تلقي العلاج من خلال جلسات يقودها أهل الاختصاص في المجال النفسي. وهذا العلاج لا يقتصر على معالجة الاضطرابات النفسية الحادة، بل هو أداة فعالة لتعزيز الصحة العقلية، وبناء المهارات الصحية للتكيف، والمساعدة في تحسين جودة الحياة.

بين الأرقام والواقع

سجلت عيادات الأمراض النفسية في مؤسسات وزارة الصحة بسلطنة عُمان في عام 2022 زيادة في أعداد الزيارات حيث بلغت 108 آلاف مريض، بارتفاع 8% عن عام 2021. وأشارت إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن 15 ألف مريض جديد زاروا العيادات النفسية لأول مرة في عام 2022 مقارنة بـ 13 ألف مريض في عام 2021. ولكن هذه الأرقام تخفي واقعًا أكثر تعقيدًا. يرى الأخصائيون النفسيون أن هذه الأرقام لا تعكس الحجم الحقيقي للمشكلة، إذ لا يزال الكثيرون يترددون في طلب المساعدة.

وأوضحت الأخصائية سعدية السعدية أن: "الكثير من هذه الزيارات تأتي متأخرة، حين تتفاقم الحالة لدرجة لا يمكن إخفاؤها". وكشفت عن معضلة أخرى: "نعاني من نقص حاد في الأخصائيين النفسيين".

ثمن الصمت

لقد تجاوزت وصمة العلاج النفسي كونها مجرد حكم اجتماعي، بل أصبحت عقبة تعوق الأفراد من حق الشفاء؛ فالكثيرون، مثل فاطمة العامرية، دفعوا ثمن هذه النظرة المجتمعية، حيث قالت بصراحة تلامس القلب: "العلاج ساعدني في استعادة توازني النفسي"، لكنها لم تخف حقيقة التردد التي سبقت هذه الخطوة، إذ كان الخوف من نظرة المجتمع أقوى من ألمها، وكانت الضحية روح تتألم بصمت، وضياع فرص العلاج.

وهذه المعاناة لا تقف عند حدود الفرد، بل تتجذر وتمتد إلى كيان الأسرة ككل، فتجعلهم يواجهون المعاناة بصمت وخوف. وهذا الصمت لا يساعد الأسر إلا في تفاقم معاناة المريض بدلًا من احتوائه وطلب العلاج له.

هنا تكمن المفارقة، ففي حين يسعى المجتمع لحماية صورته، يفقد أفراده صحتهم، وبينما تحاول الأسر الحفاظ على سمعتها، تضحي بسلامة أبنائها. فكل يوم يمر بدون طلب المساعدة هو حلقة جديدة ترسخ سلسلة المعاناة وتهدر فرصة أخرى للعلاج في سبيل الخوف من أحكام المجتمع.

خطوات على طريق الأمل

ولمواجهة هذه التحديات، تبرز المبادرات التي تحيي في طياتها بذور الأمل لمواجهة هذه الوصمة؛ فبين قاعات الجامعات والفصول الدراسية، تنطلق حملات توعوية يروج لها الشباب مثل حمد الحضرمي، طالب بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، الذي قال: "حان الوقت لكسر الحاجز والتحدث عن صحتنا النفسية بصراحة وبدون خوف من المجتمع".

وعلى الجانب المؤسسي، ثمة جهود تسعى لتعزيز خدمات الصحة النفسية في بيئات العمل.

وقد وضح محمد العجمي بقوله: "نحتاج إلى عيادات نفسية آمنة تقدم الدعم النفسي بسرية وبدون أحكام مسبقة". وذكرت الدكتورة نوال: أن وسائل الإعلام، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، لها دور في تشكيل صورة الصحة النفسية في المجتمع العماني، وقد أثرت بشكل مزدوج إيجابي وسلبي على وعي الأفراد وسلوكهم. من أبرز هذه الجوانب الإيجابية: نشر الوعي والتثقيف، وكسر العزلة، وتعزيز الدعم".

ولكن رغم وجود خطوات الأمل، لا تزال هناك عقبات قائمة، حيث أوضحت سعدية السعدية أحد هذه التحديات قائلة: "نعاني من نقص حاد في الأخصائيين النفسيين المؤهلين، مما يعوق قدرتنا على تلبية الاحتياجات المتزايدة". وذكرت المحيجرية: "توجد فئات عمرية واجتماعية معينة تواجه صعوبة أكبر في تقبّل العلاج النفسي، وذلك لأسباب تتعلق بالثقافة، والوصمة الاجتماعية، والمعتقدات الشخصية".

إن تجسير هذه الوصمة يتطلب لما هو أكثر من إقامة محاضرات تثقيفية فحسب، بل يحتاج إلى ثورة في طريقة تفكيرنا، فلا فائدة من التحدث عن الصحة النفسية في المنابر العامة، والهمس بخوف وخجل عندما يتعلق الأمر بحالاتنا النفسية. ولا فائدة في معرفة لا تترجم إلى فعل، ولا قيمة لوعي لا يحقق تغييرًا ملموسًا في حياة الناس والمجتمع. فالصحة النفسية لم تعد خيارًا، ولم تعد ترفًا يمكن تأجيله، بل هي الأساس الذي تُبنى عليه كل مظاهر الحياة. فكما لا يمكن لبناية أن تقوم بدون أساس متين، لا يمكن لمجتمع أن ينمو ويزدهر دون صحة نفسية سليمة؛ فهي الحجر الأساسي الذي يبني الإنسان القادر على العطاء، والفرد المنتج، والمواطن الواعي المسؤول.

التغيير يبدأ من قرار شخصي، من لحظة نقرر فيها أن نكسر حاجز الصمت. عندما نعي أن طلب المساعدة المهنية ليس علامة ضعف، بل دليل قوة وشجاعة. عندما ندرك أن العلاج النفسي ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لحياة أكثر توازنًا وإشراقًا.

مقالات مشابهة

  • الوصمة.. عائق أمام العلاج النفسي ومساع للتوعية بأهمية الدعم
  • رئيس جامعة الأزهر لـ «الخريجين»: أنتم حملة ميراث النبوة
  • جامعة أسوان تفتح باب الترشح لمنصب عميد كلية الحقوق
  • رئيس جامعة القاهرة: الابتكار بصمة شخصية ونستهدف ربط الجامعة بالصناعة والاستثمار
  • حصاد 24 ساعة في سوهاج.. نشاط ميداني وتعليمي وطبي مكثف وحادث غرق مأساوي
  • الاستئناف تستقبل وفدا من طلاب كلية القانون جامعة بدر
  • رئيس جامعة بورسعيد يهنئ مدير الأمن الجديد ويؤكد: الجامعة في خدمة المجتمع وأمنه
  • رئيس جامعة القاهرة يهنئ أساتذة الجامعة الفائزين بجوائز الدولة لعام 2025
  • تكليف الدكتور علي أبو شوشة نائبا لرئيس جامعة كفر الشيخ الأهلية
  • الدكتور إسماعيل القن قائما بأعمال رئيس جامعة كفر الشيخ اعتبارا من أغسطس