تقرير دولي: استهداف الاحتلال للصحافة الفلسطينية وصل إلى مستويات غير مسبوقة
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
أفاد منتدى العدالة الدولي لمناهضة الإبادة الجماعية بأن أكثر من 245 صحفيًا فلسطينيًا استُشهدوا منذ اندلاع حرب طوفان الأقصى في أكتوبر 2023 وحتى أكتوبر 2025، في أكبر حملة استهداف للصحفيين خلال فترة زمنية قصيرة في التاريخ الحديث.
وأشار المنتدى في تقرير له أصدره بعنوان "شهود الحقيقة ضحايا الحرب: استهداف الصحفيين خلال حرب طوفان الأقصى"، إلى أن معظم هؤلاء الصحفيين قتلوا أثناء تأدية واجبهم المهني وهم يرتدون السترات والخوذ المميزة بعلامة "صحافة"، ما يشير إلى سياسة ممنهجة لإسكات الشهود ومنع نقل الحقيقة إلى العالم.
وأكد التقرير أن استهداف الصحفيين لم يقتصر على الأفراد، بل طال المؤسسات الإعلامية والبنية التحتية، حيث تعرضت مقرات وكالات دولية مثل "رويترز" و"أسوشيتد برس" و"الجزيرة"، بالإضافة إلى مؤسسات فلسطينية مثل "شبكة فلسطين للإعلام" و"وكالة صفا"، للدمار الكامل أو الجزئي. وأوضح المنتدى أن هذه الهجمات أدت إلى شلل شبه كامل في قدرة الصحفيين على ممارسة عملهم الإعلامي.
وحذر المنتدى من التداعيات الإنسانية الكبيرة، مشيرًا إلى أن عشرات الأطفال أصبحوا يتامى بعد استشهاد آبائهم الصحفيين، وأن فراغ التغطية الإعلامية سمح بزيادة الانتهاكات بحق المدنيين دون رقابة.
من الناحية القانونية، شدد التقرير على أن استهداف الصحفيين المدنيين يعد خرقًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب، وفقًا للمادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، مؤكداً أن الاعتداء على الصحفيين المدنيين يشكل جريمة دولية.
ودعا المنتدى المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة تشمل: فتح تحقيقات مستقلة أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين المتورطين، إنشاء آلية حماية دولية للصحفيين الفلسطينيين، تشمل توفير ممرات آمنة ومعدات حماية، دعم المؤسسات الإعلامية الفلسطينية المتضررة لضمان استمرار عملها، حشد التضامن الدولي من النقابات والمنظمات الحقوقية لمناهضة سياسة الإفلات من العقاب.
وأشار المنتدى إلى أن استمرار استهداف الصحفيين الفلسطينيين يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية قانونية وأخلاقية لضمان الحق في المعرفة والعدالة، وصون حرية الصحافة كأحد الركائز الأساسية لحماية الكرامة الإنسانية.
ومنتدى العدالة الدولي لمناهضة الإبادة الجماعية، ومقره إسطنبول، هو منظمة دولية غير حكومية تعمل على توثيق الجرائم ضد الإنسانية، ومناهضة الإبادة الجماعية، وتعزيز المساءلة القانونية الدولية.
يركز المنتدى على رصد الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، وحماية الضحايا، ودعم العدالة عبر التحقيقات المستقلة، والتقارير الحقوقية، وحملات التوعية الدولية. كما يسعى المنتدى إلى الضغط على المجتمع الدولي والهيئات القضائية لمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد المدنيين وضمان حماية الشهود والصحفيين الذين يوثقون الانتهاكات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية استهداف صحافة فلسطينية احتلال فلسطين غزة صحافة استهداف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استهداف الصحفیین
إقرأ أيضاً:
لوموند: العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية يُثير قلق المجتمع الدولي
ذكرت صحيفة (لوموند) الفرنسية، أنه بعد شهرين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "سلام دائم" في الشرق الأوسط، فإن مستوى العنف الذي تفرضه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية يثير قلق المجتمع الدولي، الذي احتشد حول ترامب للمطالبة بإحلال السلام.
وأضافت الصحيفة الفرنسية ـ في افتتاحيتها اليوم السبت ـ أن الجيش الإسرائيلي لايزال يحتل نصف شريط ضيق من الأرض تحول إلى ركام، حيث يكافح أكثر من مليوني فلسطيني من أجل البقاء في ظروف مزرية.. هذا الشريط من الأرض، الذي لا تزال إسرائيل تمنع الصحافة من الوصول إليه بحرية، لا يزال يستحوذ على الاهتمام، لدرجة أنه يطغى على الإرهاب الخبيث الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون وجيش الاحتلال المتخبط في الضفة الغربية.
وأشارت (لوموند) إلى تقييم دقيق أعدته في العاشر من ديسمبر الجاري يدين هذا الوضع، مضيفة أنه لم يسبق أن شهدت أكبر الأراضي الفلسطينية مثل هذا المستوى من العنف على يد إسرائيل، حيث دفن هذا العدد الكبير من القتلى، وسجل هذا العدد الكبير من الجرحى والأسرى - الذين غالبا ما يتعرضون لسوء المعاملة - والدمار ويعكس موقف الجيش، في مواجهة انتهاكات المستوطنين المتزايدة والدموية، النفوذ المتنامي للصهيونيين المتدينين بين الضباط، والذين تلقى بعضهم تدريبا في أكاديميات عسكرية تقع في قلب الضفة الغربية وفي الوقت نفسه، يتقدم التوسع الاستيطاني، الذي يفتت هذه الأراضي بشكل متزايد ويحول كل رحلة إلى جحيم للفلسطينيين، بخطى ثابتة لا هوادة فيها.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذا التحول جاء عقب دخول حزبين يمينيين متطرفين، إلى الائتلاف الذي شكله رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو قبل ثلاث سنوات، حيث كان هدفهم المعلن هو ضم الضفة الغربية، أو حتى "نقل" سكانها.. لكن هذه السياسة الإرهابية يتبناها الائتلاف الحاكم بأكمله ولا تثير هذه السياسة سوى احتجاجات طفيفة من الأحزاب التي تدعي معارضة نتنياهو، بينما يتجاهلها الرأي العام الإسرائيلي، مرة أخرى.
واختتمت (لوموند) افتتاحيتها بالقول "إن الحديث عن السلام، إن كان هو الهدف حقا، يتطلب منا أن نفتح أعيننا، وأن ندين الإرهاب المفروض على أرض لا تملك دولة إسرائيل أي حق فيها، وأن نطالب بوقفه في أسرع وقت ممكن".