عذبوهم حتى الموت.. ملك بريطانيا يزور كينيا لمعرفة تاريخ وحشية الاستعمار
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
تعكس زيارة ملك بريطانيا تشارلز وزوجته كاميلا إلى كينيا رغبة المملكة المتحدة في مواجهة الماضي الاستعماري المؤلم. خلال الزيارة التي تستغرق أربعة أيام، سيقوم الملك تشارلز بالتعرف على جوانب تاريخية حساسة، من خلال لقاء ناجين من انتفاضة “ماو ماو” التي شهدتها البلاد في الخمسينيات من القرن الماضي.
حركة مسلحة ضد الحكم الاستعماريقُتل أكثر من 10 آلاف شخص وتعرض آخرون للتعذيب أثناء القمع الوحشي لانتفاضة ماو ماو في الخمسينيات من القرن الماضي.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، هي واحدة من أكثر حركات التمرد دموية في الإمبراطورية البريطانية. وفي عام 2013، أعربت بريطانيا عن أسفها ودفعت 20 مليون جنيه استرليني (24 مليون دولار) لأكثر من 5000 شخص، لكن البعض يشعر أن ذلك لم يكن كافياً.
انتفاضة ماو ماو كانت حركة تمرد مسلحة ضد الحكم الاستعماري البريطاني في كينيا وشهدت أعمال عنف وقمعًا وحشيًا تسبب في سقوط آلاف الضحايا وتعرض العديد من الأشخاص للتعذيب.
على الرغم من أن بريطانيا قد عبرت عن أسفها وقدمت تعويضات مالية للناجين، إلا أن هناك من يشعر أن هذه الجهود غير كافية لمعالجة الجوانب المؤلمة لتاريخ الاستعمار.
ناجية من وحشية الاستعمارأحد الشخصيات البارزة التي سيلتقيها الملك تشارلز هي أجنيس موثوني، وهي ناجية من انتفاضة ماو ماو تبلغ من العمر 90 عامًا.
تعيش موثوني في منطقة شاماتا في كينيا، وتقوم بزراعة الحشائش بجوار قبر زوجها الذي كان مقاتلًا في صفوف حركة ماو ماو. يعتبر الجنرال إيليا كينيوا، المعروف أيضًا باسم الجنرال باهاتي، رمزًا للمقاومة ضد الاستعمار البريطاني.
وأعربت عن أملها في أن يستطيع الملك فهم تجارب الناجين وأن يساهم في تعزيز التفاهم والمصالحة بين الشعبين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمير تشارلز ماو ماو
إقرأ أيضاً:
حضرموت على صفيح ساخن.. توقف كلي لخدمة الكهرباء يفجر انتفاضة شعبية عارمة
في محافظةٍ تزخر بالثروات النفطية والموانئ الحيوية، لا يجد سكان حضرموت ما يشعلون به مصابيح منازلهم سوى الغضب، ولا ما يطفئون به نار الصيف سوى الاحتجاج. الكهرباء، شريان الحياة الأساسي، انقطع تمامًا عن مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت منذ يوم أمس، لتدخل المحافظة مرحلة الانهيار الخدمي الشامل، وسط صمت رسمي يثير الغضب الشعبي واتهامات واسعة للسلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت بـ"المتاجرة بمعاناة المواطنين".
المدينة التي كانت تُعرف بـ"الهادئة"، لم تعد كذلك؛ فقد انفجرت فيها الشوارع، بالإطارات المشتعلة والهتافات الغاضبة، مع توسع رقعة الاحتجاجات الشعبية من المكلا إلى عدد من مديريات الساحل، رفضًا لاستمرار تجاهل السلطة المحلية والجهات الحكومية للأزمة التي تزداد سوءًا يومًا بعد آخر.
واشتعلت الاحتجاجات خلال الساعات الماضية، حيث أقدمت محتجون على غلق المنافذين الغرب والشرق لمدينة المكلا، إضافة إلى قطع الطرقات الرئيسية داخل المدينة، رفضًا لما أسموه "سياسة التعذيب الممنهجة".
وخرج شباب غاضبون صباح الثلاثاء، إلى الشارع الرئيسي لمدينة بروم ميفع، المدخل الغربي، وقاموا بغلق الطريق بالقوارب والحواجز الحديدية. مانعين الشاحنات والمركبات من العبور احتجاجًا على استمرار الانقطاع الكلي للكهرباء عن المدينة الساحلية.
قال أحد المشاركين في احتجاجات المكلا: "حضرموت تصدر النفط وتملك الموانئ، ومع ذلك نحن نعيش في الظلام. أطفالنا يبكون من الحر، والمرضى يموتون بصمت. لا ماء، لا دواء، لا كرامة، من المسؤول عن هذا؟". وأضاف أن ما يجري يؤكد الفشل الذريع في احتواء الأزمات التي تعصف بالمواطنين، بل أن الأطراف تتعمد ترك المواطن يواجه وحده لهيب الحر ومرارة الغضب.
وأضاف: إذا لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة، فإن صيف حضرموت القاسي قد يتحول إلى شرارة لاحتجاجات أوسع تهدد الاستقرار الهش في الجنوب كله.
وأفادت مصادر محلية لـ"نيوزيمن" أن مدينة المكلا وباقي مديريات ساحل حضرموت شهدت شلل كامل، حيث أغلقت معظم المرافق والمؤسسات الحكومية والخدمية جراء تعطل حركة التنقل، في حين سمح المحتجون الغاضبون لعمال الطوارئ التابعين لقطاع المياه والصحة بالمرور والتوجه إلى أعمالهم.
وأضاف أحد التجار: "البنوك مغلقة وشركات الصرافة، والموظفون الحكوميين لم يستطيعو التوجه إلى أعمالهم لليوم الثاني على التوالي في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية المنددة بتوقف خدمة الكهرباء".
بحسب مؤسسة الكهرباء في ساحل حضرموت، توقفت المحطات بشكل كامل عن العمل نتيجة نفاد الوقود، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة لساعات طويلة متواصلة، وأثّر بشكل مباشر على الخدمات الأساسية، خصوصًا خدمة المياه والمستشفيات، التي باتت تعتمد على مصادر طاقة بديلة غير كافية لمواجهة الاحتياجات المتزايدة.
وتحدث مصدر في الكهرباء لـ"نيوزيمن" عن تحرك عدد من قواطر الوقود من شركة بترومسيلة في الهضبة النفطية بإتجاه محطات التوليد في المكلا، مشيرًا إلى أن الخدمة ستعود تدريجيًا فور تعبئة المحطات بالوقود الإسعافي القادم من بترومسيلة. وأشار المصدر إلى أن الكمية الإسعافية قليلة جدًا وسوف تسهم في التخفيف البسيط من الانقطاع الثقيل، إلا أن الأزمة سوف تستمر.
وقال سكان محليون إنهم يعيشون أسوأ موجة حر تمر بها المحافظة هذا العام دون كهرباء أو ماء، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية وصحية خطيرة قد تضرب الأطفال والمرضى وكبار السن.
في هذا السياق، أصدر حلف قبائل حضرموت بيانًا شديد اللهجة، دعا فيه إلى تحرك فوري لإنقاذ المحافظة، مؤكدًا أن الأوضاع خرجت عن السيطرة. البيان حمّل أطرافًا – لم يُسمّها – مسؤولية ما وصلت إليه حضرموت، وأعاد التذكير بمطالبه المتكررة بشأن تطبيق مشروع الحكم الذاتي كحل جذري لمعاناة المواطنين، بعد فشل السلطة المحلية في الوفاء بأبسط مسؤولياتها.
من جهته، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت دعمه الكامل للاحتجاجات الشعبية، متهمًا "طرفي السلطة المحلية المتصارعين" ومجلس القيادة الرئاسي بالوقوف وراء تدهور الأوضاع. وجاء في بيان المجلس أن الصراع السياسي تم نقله إلى مؤسسات الدولة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الخدمات وتفاقم الأزمات المعيشية.
ودعا المجلس قوات النخبة الحضرمية والمواطنين إلى حماية الممتلكات العامة وضبط النفس، مشددًا على أهمية تفادي أي أعمال شغب قد تُستغل لإثارة الفوضى أو ضرب مطالب المواطنين المشروعة.
وعلى وقع الانهيار، وجه عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي الحكومة والبنك المركزي باتخاذ إجراءات فورية لتوفير الوقود اللازم لإعادة تشغيل محطات الكهرباء في حضرموت وعدن، في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي ومنع انزلاق الأمور نحو اضطرابات أوسع.