فى غمرة الإنشغال بالعدوان الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة، لم ننتبه إلى أخبار أخرى كان من الممكن أن تكون مانشيتات فى الصحف، لو لم تكن أنباء غزة الموجعة هى المانشيتات منذ بدء العدوان عليها فى السابع من أكتوبر.
من بين هذه الأخبار ما أعلنته قوات الدعم السريع التى تقاتل الجيش فى السودان، عن أنها أطلقت سراح ٢٦٥ أسيرًا من أسرى الجيش لديها.
سألت نفسى: ما الفرق بين قوات الدعم فى هذه المسألة، وبين أى قوة أجنبية يمكن أن تهاجم السودان وتشتبك مع الجيش؟
لا فرق أبدًا من أى نوع.. والمعنى أن الأمر فى عدد من عواصم العرب وصل إلى حالة لا يتقاتل فيها أبناء البلد الواحد وفقط، ولكنهم يأسرون بعضهم البعض.. ثم إن لنا أن نتصور حال كل جندى من الجنود الذين أطلقوا سراحهم، وهو يتأمل وضعيته فى الأسر، فيكتشف أن الذى أسره جندى سودانى مثله تمامًا!.. وبكل أسى وحزن، فإن وضع السودان فى هذا السياق ليس فريدًا بالمرة، لأن أوضاعا فى دول عربية أخرى أصبحت تشبه الوضع السودانى إلى حد التطابق.
فمن فترة كانت الجماعة الحوثية فى اليمن، قد أسرت عددًا من الجنود من الجيش اليمنى، وكانت قد دخلت فى مفاوضات مع الجيش من أجل الإفراج عنهم، وكانت هناك أطراف دولية تشرف على الموضوع وتراقبه!
ومن اليمن إلى ليبيا لم يختلف الأمر، لأن بلد العقيد جاء عليه وقت هو الآخر، أوقعت حكومة الغرب أسرى ممن يتبعون حكومة الشرق، وفعلت حكومة الشرق الشيء نفسه مع جنود الغرب،
ودخلت الحكومتان فى عملية تفاوضية، وبدت القصة هزلية من أولها إلى آخرها، لأنه لا يمكن للمرء أن يتصور المشهد الذى يضم فى إطاره هذا العبث السياسى.
وهكذا غطت الحرب فى غزة على المشهد السودانى الحزين، الذى يتلقى فيه جنود سودانيون نبأ إطلاق سراحهم، ليس من أيدى قوة معادية هاجمت بلادهم، ولكن من أيدى قوات دعم «سودانية».. أو المفروض أنها كذلك!
رغم فداحة ما جرى ويجرى فى غزة، إلا أن الأحداث الجارية هناك قد أزاحت من صدر الصفحات والشاسات ما هو أفدح.. وإذا شئت فراجع نبأ أسرى الجيش فى السودان!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط احمر قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
استعداداً للتصعيد في غزة.. الجيش الإسرائيلي يسحب «لواء المظليين» من سوريا
أنهى الجيش الإسرائيلي مهمة “لواء المظليين” في الجبهة الشمالية بعد خمسة أشهر من العمليات العسكرية في هضبة الجولان وداخل الأراضي السورية، في خطوة تأتي ضمن إعادة توزيع للقوات استعداداً لتوسيع العملية البرية في قطاع غزة، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات “لواء المظليين” أنهت مهمتها في الجبهة الشمالية بعد خمسة أشهر من النشاطات العملياتية في منطقة هضبة الجولان وداخل الأراضي السورية.
وأفاد المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة “إكس”، بأن القوات تستعد حالياً لتنفيذ مهام إضافية في قطاع غزة ضمن جهود توسيع العملية البرية هناك، وذلك تحت قيادة الفرقة 98.
وأضاف أنه خلال فترة انتشارها في الشمال، نفذت قوات لواء المظليين، بالتعاون مع الطواقم القتالية التابعة للفرقة 210، عشرات المداهمات على أهداف داخل الأراضي السورية، أسفرت عن ضبط وتدمير مئات الوسائل القتالية، بحسب البيان.
وقال أدرعي إن من المقرر أن تحل قوات احتياط مكان لواء المظليين في الجبهة الشمالية لمواصلة النشاطات العسكرية هناك.
وتصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بشكل كبير عقب سقوط نظام بشار الأسد، حيث شنت إسرائيل مئات الغارات على المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري بهدف تدميرها ومنع إعادة تأهيل بنيتها التحتية.
وتزامنت تلك الهجمات مع عمليات توغل برية نفذتها القوات الإسرائيلية في أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، حيث سيطرت على المنطقة العازلة.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، كثّفت إسرائيل من عملياتها العسكرية في الجنوب السوري، مستهدفة ما تقول إنه وجود إيراني وتمركزات لـ”حزب الله”، إلى جانب مواقع للجيش السوري، وتبرر تل أبيب تلك الهجمات بمساعيها لمنع تموضع قوات معادية على حدودها الشمالية، ويأتي انسحاب لواء المظليين في ظل تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة، حيث تستعد إسرائيل لتوسيع تدخلها البري، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف الحرب.
ولواء المظليين هو أحد الوحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، ويعد من أهم وأقدم الوحدات القتالية في القوات البرية، وتأسس اللواء في عام 1955 ويشمل عناصر مدربين على القيام بمهام قتالية خاصة في مناطق معقدة ووعرة، مثل عمليات الإنزال الجوي والقتال في بيئات حضرية وعسكرية صعبة، ويميز اللواء بتدريباته المكثفة التي تشمل عمليات هجوم سريعة، قتال في المناطق الجبلية، وكذلك القدرة على تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو.
ويعتبر لواء المظليين جزءاً من فرقة المشاة 98 الشهيرة، التي تشارك بانتظام في العمليات العسكرية الكبرى التي تنفذها إسرائيل سواء في الأراضي الفلسطينية أو في الجبهات الخارجية مثل لبنان وسوريا، ويتمتع اللواء بسمعة قوية بفضل مشاركته في العديد من العمليات البارزة في تاريخ الجيش الإسرائيلي، مثل حرب الأيام الستة، وحرب لبنان الثانية، والعديد من العمليات الخاصة ضد الأهداف العسكرية في الدول المجاورة.
وفي السنوات الأخيرة، تزايد دور لواء المظليين في التصدي للتحديات الأمنية على الحدود الشمالية والجنوبية لإسرائيل، حيث ينفذ العديد من العمليات النوعية ضد أهداف مرتبطة بالجماعات المسلحة أو المواقع العسكرية التي تشكل تهديدات مباشرة لأمن إسرائيل، ولواء المظليين، بالإضافة إلى كونه وحدة قتالية متطورة، يُعتبر رمزاً للقوة العسكرية الإسرائيلية ويمثل جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية ضد التهديدات الإقليمية.