تتصاعد حدة التوترات التي تشهدها المنطقة على خلفية عملية “طوفان الاقصى”، وبرزت للساحة مستجدات أمنية امتدت الى خارج نطاق الاراضي الفلسطينية، سيما مع استمرار قصف القواعد الامريكية في العراق وسوريا، ودعوات اغلاق سفارتها في العراق، وتبادل القصف في جبهة جنوب لبنان واعلان الحوثيين رسميا الدخول بحرب على اسرائيل.

وفي هذا الشأن، ذكر عضو مجلس النواب عامر الفايز، أن الحكومة العراقية لن تفكر ابداً في غلق السفارة الامريكية او غيرها من السفارات الاجنبية، على اعتبار ان ذلك سيجعل العراق في عزلة دولية بعدما استعاد دوره الريادي في المنطقة والعالم.

وقال الفايز  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “اي قرار احادي يتخذ من العراق باتجاه قطع العلاقات او اغلاق السفارات دون تكاتف من الدول العربية، سيضع العراق في خانة العزلة الدبلوماسية والسياسية وحتى الاقتصادية، الامر الذي سيلقي بظلاله على المصالح العراقية”.

واضاف، أن “العراق استطاع ان يحقق مكاسب دولية عديدة وحظي بمكانة مهمة ومرموقة بين دول العالم، مع استعادة موقعه الدبلوماسي والسياسي بين دول المنطقة”.

واردف الفايز، أن “اتخاذ اي خطوة باتجاه اغلاق السفارات ستضر العراق كثيراً”، لافتاً الى أن “المطالبة باغلاق السفارة الامريكية في بغداد وغيرها من المطالبات، لن تغير الحال في فلسطين ولن تؤثر على واقع المعركة الميدانية هناك”.

وتابع، أن “هناك طرقا اخرى للاحتجاج على الوضع الفلسطيني، ينبغي اتباعها بعيدا عن اغلاق السفارات او استخدام لغة السلاح، كما من الممكن استخدام وسائل اخرى للضغط وايجاد حلول للمنطقة”.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

إقرأ أيضاً:

العراق بين النفوذ الإقليمي والتحولات السياسية

مايو 22, 2025آخر تحديث: مايو 22, 2025

محمد حسن الساعدي

يُعدّ العراق من الدول المحورية في منطقة الشرق الأوسط، نظراً لموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وتاريخه السياسي، وموارده الطبيعية الغنية، ولا سيما النفط. ومع ذلك، فإن دوره السياسي خلال العقود الأخيرة كان مرهونًا بجملة من العوامل الداخلية والخارجية، ما جعله ساحةً لصراعات النفوذ الإقليمي والدولي، وفي ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، يبرز التساؤل حول قدرة العراق على استعادة توازنه السياسي واستقلال قراره الوطني.

الموقع الجغرافي وتعدد مراكز النفوذ

يمتلك العراق حدودًا مع ست دول، من بينها إيران وتركيا والسعودية، وكل منها تسعى بدرجات مختلفة لتوسيع نفوذها داخل الساحة العراقية. فإيران، على سبيل المثال، تربطها علاقات تاريخية ودينية عميقة مع قوى سياسية وفصائل مسلّحة داخل العراق، ما يمنحها نفوذاً ملموساً، خاصة بعد عام 2003. وفي المقابل، تحاول دول الخليج والولايات المتحدة موازنة هذا النفوذ عبر دعم قوى سياسية أخرى وتكثيف الحضور الدبلوماسي والاقتصادي.

التحديات الداخلية وتأثيرها على القرار السياسي

تشهد الساحة العراقية تحديات داخلية كبيرة تتمثل في الانقسام الطائفي، وضعف البنية المؤسساتية، والفساد الإداري، إضافة إلى التحديات الأمنية مثل بقايا تنظيم “داعش” وتوترات الميليشيات، هذه الأوضاع تجعل العراق بيئة خصبة للتدخلات الخارجية، حيث تجد القوى الإقليمية في هذا الضعف مدخلاً للتأثير في السياسات والقرارات، منذ عام 2003، مرّ العراق بتحولات سياسية كبيرة أثّرت على موقعه الإقليمي إلا أن السنوات الأخيرة شهدت عودة تدريجية لدوره الإقليمي، من خلال سياسة متوازنة تقوم على الحوار والانفتاح على جميع الأطراف، بما في ذلك دول الجوار. وقد لعب العراق دور الوسيط في عدد من الملفات الحساسة، مثل التقريب بين إيران والسعودية، وتعزيز العمل العربي المشترك، وتقديم مبادرات لخفض التوتر في المنطقة.

التحولات الإقليمية وتبدل التحالفات

شهدت المنطقة خلال السنوات الأخيرة تحولات كبرى، منها تقارب بعض الدول العربية مع إسرائيل، وعودة العلاقات السعودية الإيرانية، بالإضافة إلى انسحاب نسبي للولايات المتحدة من بعض الملفات. كل هذه التغيرات أعادت تشكيل موازين القوى، والعراق يجد نفسه مضطرًا لإعادة حساباته السياسية بما يتناسب مع هذه المستجدات، دون أن يفقد توازنه أو يتحول إلى تابع لهذا الطرف أو ذاك.

نحو دور عراقي مستقل؟

رغم التحديات، هناك مؤشرات على رغبة عراقية متزايدة للعب دور توافقي في المنطقة، كما ظهر في محاولات بغداد لاستضافة محادثات بين إيران والسعودية، وسعيها للانفتاح الاقتصادي على المحيط العربي. إلا أن هذه الخطوات تتطلب إصلاحًا سياسيًا داخليًا يعزز من مكانة العراق كدولة مستقلة ذات قرار سيادي.

يبقى العراق لاعبًا محوريًا في معادلة الشرق الأوسط، لكنه في مرحلة دقيقة تتطلب منه إعادة بناء مؤسساته الداخلية وتقوية وحدته الوطنية، لكي يتحول من ساحة صراع إلى محور توازن، قادر على صياغة دوره السياسي الإقليمي بعيدًا عن التبعية والضغوط التي حولها بدوره الاستراتيجي الى محور عمل مشترك مع جيرانه، وعنصرًا فاعلًا في المنطقة، بما يمتلكه من مقدرات وإرادة سياسية لتحقيق الاستقرار والازدهار، ورغم التحديات فإن موقعه الجغرافي وثقله السياسي والنفطي يؤهلانه لأن يكون جسرًا للتقارب الإقليمي، ومحورًا في صياغة مستقبل أكثر توازنًا للشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • العراق بين النفوذ الإقليمي والتحولات السياسية
  • نائب عربي يلقي كلمة نارية في الكنيست عن النكبة وغزة (شاهد)
  • نائب عربي يلقى كلمة نارية في الكنيست عن النكبة وغزة (شاهد)
  • تصعيد بريطاني ضد الاحتلال الإسرائيلي على وقع تفاقم المأساة في غزة
  • نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تقبل رسميا طائرة فاخرة أهدتها قطر لترمب
  • تحذير أميركي من صواريخ مدارية نووية صينية قد تضرب الولايات المتحدة من الفضاء
  • ننشر تفاصيل لقاء محافظ أسوان بمجلس إدارة المنطقة الصناعية بالعلاقى
  • بيان عربي عاجل وتحذير من موت آلاف الأطفال الرضع.. أولمرت يتهم إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب» في غزة
  • لبنان محرج أمام تحولات المنطقة وتداعيات موقف دمشق
  • تصعيد بري إسرائيلي في غزة وسط ضغوط دولية على نتنياهو