ما هي خيارات واشنطن لحكم غزة بعد الحرب؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
بدأت الولايات المتحدة التفكير في خياراتها المتاحة لشكل مخطط الحكم في قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب، وإقامة نظام جديد في القطاع، ومن المرجح أن تمتد العواقب المترتبة إلى تكوين الشرق الأوسط الكبير والجديد، وربما أبعد من ذلك.
واشنطن ستدعم قيادات أمنية وسياسية من الجماعات الفلسطينية المعتدلة لحكم غزة
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونوابه يتحدثون مع نظرائهم في الدول العربية حول خطط حكم غزة، بعد أن تنهي إسرائيل عملياتها العسكرية الرئيسية هناك، ووفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات في هذه المرحلة، التي وصفت بـ"المبكرة"، يقول ذات المسؤولين إنه من السابق لأوانه مناقشة التفاصيل، ويرى محللون أن الإدارة الأمريكية ليس لديها مخططاً محدداً لإدارة غزة في الوقت الحالي، ولكن من المتوقع أن يتم طرح هذه القضية خلال زيارة بلينكن القادمة إلى الشرق الأوسط.
U.S. Secretary of State Antony Blinken and his deputies are speaking with Arab states about plans for governing Gaza after Israel ends military operations there https://t.co/hWofwn7uA0 https://t.co/hWofwn7uA0
— The Wall Street Journal (@WSJ) November 2, 2023 جولات ونقاشاتيزور بلينكن إسرائيل، لعقد اجتماعات مع أعضاء الحكومة الإسرائيلية ومن المتوقع أن يتوقف في الأردن وكانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، موجودة في المنطقة قبل الزيارة، حيث ناقشت الخطط المستقبلية لغزة، من بين قضايا أخرى، وتؤكد مصادر مطلعة على المناقشات المبكرة أنه لا توجد حتى الآن خطة تدعمها واشنطن، ولكن أحد الخيارات هو فترة تكون فيها غزة تحت قيادة قوة متعددة الجنسيات من المنطقة.
وبحسب محللين للصحيفة يعتبر الحصول على شكل ما من أشكال الدعم من الدول العربية أمر مهم، لكن التوصل إلى خطة حوكمة في منتصف عملية برية "يشبه السؤال عن التنظيف بعد إعصار من الفئة الخامسة أثناء حدوثه، وتأتي محاولة التخطيط لما بعد الحرب في الوقت الذي أدى فيه ارتفاع عدد القتلى المدنيين، بسبب العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة، إلى تعميق الصدع بين الدولة العبرية وجيرانها العرب.
أيد بعض الإسرائيليين احتلال غزة على المدى الطويل، وهو خيار رفضه الرئيس الأمريكي جو بايدن، أو دفع سكان غزة إلى منطقة سيناء في مصر المجاورة، وهي فكرة رفضتها مصر جملة وتفصيلاً، ومع توغل القوات البرية الإسرائيلية في عمق غزة، يواجه القادة الإسرائيليون والأمريكيون مسألة من سيحكم الجيب المكتظ بالسكان بمجرد إزاحة حماس. وعلى ما يبدو أن الشكل الذي قد تبدو عليه تلك السلطة الحاكمة غير واضح حتى اللحظة.
Andy Vermaut shares:Israel Aims to Destroy Hamas. What Comes Next for Gaza Is Unclear.: Israel is preparing a ground invasion of the Gaza Strip to destroy Hamas. But it hasn’t offered any indication of what could happen next. https://t.co/ikHXcAoJjJ Thank you! pic.twitter.com/D58P01xYGu
— Andy Vermaut (@AndyVermaut) October 14, 2023 من سيحكم غزة؟وقال بلينكن: "في مرحلة ما، سيكون الأمر الأكثر منطقية هو أن تتولى السلطة الفلسطينية الفعالة الحكم والمسؤولية الأمنية بنهاية المطاف في غزة، وتعتقد مصادر فلسطينية أن السلطة في الضفة الغربية تحت قيادة الرئيس الحالي محمود عباس (87 عاماً)، تعتبر أضعف من أن تتمكن من إدارة غزة على المدى القريب.
ويقول بعض المحللين إن تحالفاً من الدول العربية أو المسؤولين الفلسطينيين أو القادة الفلسطينيين يمكن أن يشرف على غزة على أساس مؤقت، حتى تصبح المنطقة في مكان أفضل لانتخاب قيادتها، لكن إشراك الدول العربية يأتي مع عقباته الخاصة والصعبة.
بشكل عام، يتردد الجيران العرب في القيام بدور حاكم، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تقويض هدفهم طويل المدى المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما قاومت القاهرة منذ فترة طويلة الدعوات لحكم غزة بسبب مخاوف من أن يكون ذلك ذريعة لدفع سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة إلى مصر. ومن المرجح أن يكون للأردن القليل من الاهتمام بالمشاركة في خطة تبدو متعارضة مع "حل الدولتين".
#حماس: تصريحات #واشنطن حول إدارة قطاع #غزة "وقحة ومرفوضة" https://t.co/WeF3upPoxV
— 24.ae (@20fourMedia) November 2, 2023 قيادة بمعايير أمريكية!وأدانت حماس، التعليقات الأمريكية حول مستقبل غزة بدون وجودها، واتهمت واشنطن بالتدخل ومحاولة تطوير قيادة فلسطينية وفقاً لمعاييرها الخاصة. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية سوف تغادر عملياتها على الفور أو توقفها بالكامل، بعد إزالة حماس من السلطة، ومن المرجح أن تبقى خلايا لحماس وذراعها المسلح حركة الجهاد في فلسطين، أو قد يأتي آخرين. لذا فإن أي شخص يتدخل للمساعدة في غزة في المستقبل القريب سوف يضطر على الأرجح إلى التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة عن ما هي عليه الآن.
واعتبرت مصادر للصحيفة أن فكرة قيام الدول العربية بتوفير قوات أمنية لتحقيق الاستقرار في غزة في نفس الوقت الذي تتطلع فيه إسرائيل إلى تدمير حماس هي فكرة من "أرض الأحلام"، وتتوقع ذات المصادر أن تدعم الولايات المتحدة القيادة الأمنية والسياسية من بين الجماعات الفلسطينية الأكثر اعتدالاً لتولي زمام الأمور في القطاع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا الدول العربیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يطرح خيارات لإجراء سياسي ضد إسرائيل
كشفت وثيقة أعدها الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي عن 10 خيارات لاتخاذ إجراء سياسي ضد إسرائيل بعد أن وجد "مؤشرات" الشهر الماضي أفادت بأن دولة الاحتلال انتهكت التزامات تتعلق بحقوق الإنسان بموجب اتفاقية تنظم علاقاتها مع التكتل.
ومن بين الخيارات الواردة في الوثيقة التعليق الكامل أو الجزئي لاتفاقية الشراكة. ويمكن أن يشمل التعليق الجزئي المعاملة التجارية التفضيلية أو الحوار السياسي مع إسرائيل، وفقا للوثيقة.
كما ذكرت الوثيقة أن الاتحاد بمقدوره أيضا تعليق مشاركة إسرائيل في برامج الاتحاد الأوروبي للطلاب والعلماء مثل برنامج "إيراسموس بلس" للتبادل الطلابي أو "برنامج هورايزون للأبحاث الأكاديمية".
وبالإضافة إلى ذلك، تسرد الورقة خيارات يمكن اتباعها خارج نطاق اتفاقية الشراكة، مثل فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، أو فرض حظر على الأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة.
وإلى جانب ذلك، تقول الوثيقة إن الاتحاد يمكن أن يمنع سفر الإسرائيليين إلى دول التكتل بدون تأشيرة أو يحظر تلقي واردات من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، أو يمكن لدول بالاتحاد الأوروبي أن تقرر بشكل منفرد تطبيق مثل هذا الحظر.
ورغم أنه لا توجد أي إشارة إلى أن الكثير من دول الاتحاد الأوروبي ستفضل الإجراءات الأكثر صرامة التي وردت في ورقة الخيارات، لكن تقرير الشهر الماضي وورقة المتابعة هذه يعكسان رغبة على الأقل في الإشارة إلى خيبة أمل كبيرة لدى الاتحاد تجاه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة.
وتتطلب معظم الإجراءات -التي تم طرحها أمس الخميس- موافقة جميع الدول الأعضاء بالاتحاد البالغ عددها 27 دولة أو أغلبية منها. ويقول دبلوماسيون إن من غير الواضح ما إذا كان هناك استعداد من عدد كاف من الدول الأعضاء للمضي قدما في أي من الخيارات المطروحة.
إعلانومن جانبها قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس أمس إن التكتل توصل إلى اتفاق مع إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، بما في ذلك زيادة عدد شاحنات المساعدات وفتح المعابر وإعادة فتح طرق المساعدات.
ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تلك الخيارات في اجتماع في بروكسل الثلاثاء المقبل.
وكانت دائرة السياسة الخارجية بالاتحاد توصلت الشهر الماضي إلى استنتاج حذر مفاده أن "هناك مؤشرات" على انتهاك إسرائيل التزاماتها بمجال حقوق الإنسان، وذلك في مراجعة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل التي دخلت حيز التنفيذ عام 2000، وتشكّل أساس العلاقة بين الطرفين فيما يتعلق بالتجارة والتعاون الاجتماعي والبيئي.
واستندت المراجعة، التي أطلقتها كالاس تحت ضغط الدول الأعضاء التي روعها الحصار الإنساني المفروض على قطاع غزة، إلى المادة الثانية من الاتفاقية، وهي تنص على أن احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية "عنصر أساسي".
وقد رفض مسؤول إسرائيلي تقرير الاتحاد الأوروبي، ووصفه بأنه أحادي الجانب قائلا إنه "يجسد المعايير المزدوجة التي يستخدمها الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل".
وقبل تقرير الشهر الماضي، عبر أعضاء الاتحاد عن قلقهم المتزايد إزاء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، وحذروا من خطر القيود المفروضة على المساعدات التي تدخل القطاع.
وتصر إسرائيل على أن عملياتها العسكرية في غزة مشروعة وضرورية للقضاء على حركة حماس رغم أن حرب الإبادة التي تشنها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 -بدعم أميركي مطلق- خلفت أكثر من 195 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.