أشاد محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، بنجاح الجهود المصرية فى إعادة فتح معبر رفح البرى من الجانب الفلسطينى لإدخال المصابين والجرحى وإجلاء الرعايا الأجانب، مؤكداً أن موقف الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى دعم القضية الفلسطينية، مشرف وقوى، لافتاً إلى أنه لولا الموقف المصرى المتطابق تماماً مع الموقف الفلسطينى، لربما نجحت إسرائيل فى إخراج مواطنى غزة من القطاع، موضحاً أن التهجير سيكون مقدمة لتنفيذ نفس الخطة فى الضفة الغربية وبالتالى تصفية القضية الفلسطينية.

الاحتلال الإسرائيلى يشن حرب إبادة حقيقية ضد الفلسطينيين بغطاء أمريكى

وأكد «الهباش»، فى حواره لـ«الوطن»، أنّ مصر وقفت سداً منيعاً أمام محاولات التهجير، مشيراً إلى أن المذبحة المفتوحة مستمرة فى قطاع غزة، وأن هناك حرب إبادة حقيقية يشنها الاحتلال بغطاء أمريكى.

كيف تتابعون تطورات الأوضاع فى قطاع غزة؟

- كل يوم هناك ضحايا، فالمذبحة المفتوحة مستمرة، وهناك حرب إبادة حقيقية يشنها الاحتلال بغطاء أمريكى على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وأيضاً هناك عدوان مستمر فى الضفة الغربية والقدس، من جيش الاحتلال ومن المستوطنين الذين يعيثون فى الأرض الفلسطينية فساداً ويعتدون على البشر والشجر والحجر، ونحن فى حرب مفتوحة ندافع فيها عن أنفسنا ونحن أيضاً باقون ولن نرحل.

ما تفسيرك لاستمرار العدوان وكل هذه الأعمال الإجرامية؟

- الهدف البعيد من وراء هذا العدوان هو دفع الشعب الفلسطينى إلى الهجرة والخروج من فلسطين، وهذا يتوافق مع النظرية الصهيونية القديمة الجديدة التى تؤكد أنهم يريدون فلسطين أرضاً بلا شعب، لشعب بلا أرض كما يزعمون، لذلك منذ اليوم الثانى للعدوان، طالب رئيس حكومة الاحتلال بشكل واضح، سكان قطاع غزة بالنزوح من القطاع، وهذا يكشف أن الهدف ليس المقاومة كما يزعمون وإنما دفع الشعب الفلسطينى إلى الهجرة وإفراغ فلسطين من أهلها ومواطنيها.

ما أهم دعائم الموقف المصرى؟

- ساندت المواقف المصرية السياسية الموقف الفلسطينى، فهى مواقف مناصرة ومساندة لجهود القيادة الفلسطينية الرامية إلى وقف العدوان ومنع التهجير وفتح كل الممرات الآمنة لإيصال الاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة، فضلاً عن تبنى الرؤية الفلسطينية القائمة على أساس أن سبب الصراع هو وجود الاحتلال.

المساعدات الإنسانية لا تكفى لسد احتياجات أهالى «غزة»

هل أنتم راضون عن دخول المساعدات الإنسانية للقطاع؟

- نثمن الجهود المصرية لإدخال المساعدات وعلاج الجرحى، ورغم ذلك فإن المساعدات الإنسانية التى دخلت قطاع غزة حتى هذه اللحظة، لا تكفى، ونطالب بالمزيد، ففى الظروف الطبيعية كان قطاع غزة يستقبل من 600 إلى 700 شاحنة من الاحتياجات الأساسية يومياً، والآن فى الظروف غير الطبيعية، القطاع بحاجة إلى ضعف المساعدات لمواجهة آثار العدوان.

كم بلغ عدد النازحين حتى الآن؟

- النازحون أكثر من مليون مواطن فلسطينى دُمرت وحداتهم السكنية، فضلاً عن تدمير الطرق وانقطاع الإمدادات الغذائية، والكهرباء.

ماذا عن وضع المستشفيات فى القطاع؟

- إجمالى عدد المستشفيات فى قطاع غزة 30 مستشفى تختلف سعتها من منطقة إلى أخرى، هناك مستشفيات شاملة وكبيرة مثل مستشفى الشفاء فى مدينة غزة، والمستشفى الإندونيسى شمال قطاع غزة، ومستشفى كمال عدوان، شمال القطاع، والمستشفى المعمدانى.

وهناك مستشفى أردنى ميدانى تديره المملكة الأردنية الهاشمية ومستشفى شهداء الأقصى وناصر فى خان يونس ومستشفى أبويوسف والنجاح فى رفح، معظمها خرجت من الخدمة لأنها غير مُهيأة لمواجهة ظروف كظروف الحرب، وبعض المستشفيات مثل مستشفى الشفاء فى غزة والعودة وناصر أوشكت على الخروج من الخدمة بسبب نقص المعدات والوقود والدواء، فمعظم المستشفيات تعمل فى ظروف غير طبيعية.

هل تلمس تغييراً فى الموقف الدولى منذ بداية الصراع؟

- المواقف الدولية تغيرت وتباينت منذ بداية العدوان إلى اليوم، فمع بداية العدوان كان الموقف الدولى مسانداً لإسرائيل، وصنّف هجوم السابع من أكتوبر بأنه عمل إرهابى، وبالتالى انحازوا جميعاً لصالح إسرائيل.

وبعدما نجحت القيادة الفلسطينية والمجموعة العربية فى إيصال الرواية الحقيقية إلى الرأى العام الدولى من خلال الاتصالات مع مراكز صُنع القرار فى الغرب وتحديداً أوروبا وأمريكا، بدا هناك نوع من الاعتدال فى المواقف الدولية، والآن المواقف الدولية تنقسم إلى قسمين، الأول مواقف شعبية وفى معظمها تساند فلسطين، والثانى مواقف رسمية بعضها أقل من بعض فى تعاطفه مع الشعب الفلسطينى والقضية.

وهذا يكشف مدى أهمية العمل على إيصال الرواية والرؤية العربية الفلسطينية إلى الرأى العام الدولى، لأن الرأى العام هو أساس صنع القرار فى الدوائر الغربية بالتحديد فى أوروبا وأمريكا، فإذا نجحنا فى الوصول إلى الرأى العام بالشكل الصحيح وتغييره، سنضمن أن يضغط هذا الرأى على مراكز صنع القرار فى أمريكا وأوروبا لتعديل موقفها نسبياً تجاه القضية الفلسطينية.

توقعات وقف العدوان

المشهد يمكن أن يتغير فى حالة من اثنتين، الأولى هى أن تُقرر الولايات المتحدة الأمريكية وقف العدوان وهنا تُلزم إسرائيل، كما تحدث الرئيس الأمريكى صراحة عن وقف مؤقت للقتال، والحالة الثانية هى أن يكون هناك تحرك عربى وإسلامى جَدى وفاعل ومُؤثر على المستويين الشعبى والرسمى.

وهذا سيؤدى إلى تغيير ولو نسبى فى الموقف الدولى والموقف الأمريكى تحديداً، وبالتالى يمكن أن يقود إلى إجبار إسرائيل على وقف عدوانها والبدء فى إجراءات لتغيير المشهد السياسى على قاعدة تطبيق الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطينى من ممارسة حقوقه المشروعة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين مصر الشعب الفلسطینى فى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

اللجنة الوزارية بشأن غزة تعقد اجتماعًا مع الرئيس الفلسطيني عبر تقنية الاتصال المرئي

عمّان- واس
عقدت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة، برئاسة صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومشاركة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، ووزير خارجية مملكة البحرين الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج في جمهورية مصر العربية الدكتور بدر عبدالعاطي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اجتماعًا عبر تقنية الاتصال المرئي مع الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، وبمشاركة نائب رئيس دولة فلسطين السيد حسين الشيخ، ورئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى.

وأطلعت اللجنة الرئيس الفلسطيني على تحركاتها في إطار الجهود الدولية الرامية للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإنهاء الحصار والكارثة الإنسانية فيه، كما أحاطت فخامته بالجهود القائمة في إطار التحضير لإنجاح المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده في نيويورك، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا خلال شهر حزيران/ يونيو الجاري، وذلك ضمن مساعي تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكدت اللجنة دعم الجهود المبذولة من جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وطالبت إسرائيل بالسماح الفوري لدخول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل كاف ومستدام، والسماح للمنظمات الأممية، وفي مقدمتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بإيصال المساعدات إلى جميع أنحاء القطاع، ووقف التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية.

كما أكدت اللجنة أهمية عقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، الذي سيعقد في القاهرة فور التوصل لوقف إطلاق النار، وذلك لتنفيذ خطة إعادة الإعمار التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة في تاريخ 4 آذار/ مارس 2025.

وأكدت اللجنة أهمية دعم السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيدة بالجهود والخطوات الإصلاحية التي أطلقها فخامة الرئيس محمود عباس.

وعبرت اللجنة عن إدانتها تعطيل إسرائيل للزيارة التي كانت مقررة للجنة إلى رام الله اليوم، مما يعد انتهاكًا للأعراف الدبلوماسية ويعكس نهجًا خطيرًا في تعطيل مساعي اللجنة لتحقيق السلام العادل والشامل ودعم الخطوات الإصلاحية للحكومة الفلسطينية، مؤكدة أن هذه الخطوة غير مستغربة عن الحكومة الإسرائيلية وسياساتها المتطرفة التي تمعن في منع دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة وعرقلة جهود تحقيق السلام.

من جهته، ثمن فخامة الرئيس الفلسطيني جهود اللجنة الوزارية في حشد التأييد الدولي لوقف الحرب على قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية في القطاع ودفع مسار تنفيذ حل الدولتين، معربًا عن تطلعه لإنجاح المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين وتوسيع مسار الاعتراف بدولة فلسطين.

وأكد فخامته التزام الحكومة الفلسطينية ببرنامجها الإصلاحي وتطلعها لتضافر الجهود الدولية لتقديم الدعم على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني؛ بما يعزز جهودها الإصلاحية، مطالبًا إسرائيل بالإفراج عن الأموال الفلسطينية التي تحتجزها.

وجدد فخامته الالتزام الكامل بنبذ العنف واستهداف المدنيين والسعي الدؤوب لإحلال الأمن والسلام بالتعاون مع الأشقاء العرب والشركاء الدوليين، معربًا عن أمله باستضافة اللجنة الوزارية قريبًا على أرض فلسطين.

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية ووزير الأوقاف يلتقيان بالحجاج الفلسطينيين المستضافين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين
  • «رئيس الوزراء الفلسطيني» يجدد دعوته إلى لوكسمبورج للاعتراف بدولة فلسطين
  • خبير: أمريكا وإسرائيل لديهما رغبة في القضاء على حماس وتنفيذ مخطط التهجير
  • اللجنة الوزارية تجتمع مع الرئيس الفلسطيني عبر الاتصال المرئي
  • الرئيس الفلسطيني يدعو حماس إلى ترك الحكم في غزة
  • اللجنة الوزارية بشأن غزة تعقد اجتماعًا مع الرئيس الفلسطيني عبر تقنية الاتصال المرئي
  • وزير الخارجية يؤكد موقف مصر من رفض التهجير ودعم الدولة الفلسطينية
  • رفح تنزف.. 30 قتيلاً وعشرات الجرحى بقصف إسرائيلي أثناء استلامهم المساعدات
  • حزب الوعي: التاريخ لن ينسى دور الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: مصر تلعب دورًا محوريًا في التوصل لوقف إطلاق النار