“إنجاز علمي مهم”.. قد يفتح الطريق لعلاج العقم عند الرجال!
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
شمسان بوست / وكالات:
تمكّن العلماء من فك تشفير بروتين من الحيوانات المنوية لقنفذ البحر، والموجود أيضا لدى البشر، ما يفتح طريقا محتملا جديدا لعلاج العقم عند الذكور.
وكشفت دراسة أجريت عام 2018 أن البروتين، المسمى SLC9C1، له بنية غريبة للمزج والتطابق.
ويقع البروتين في غشاء خلية الحيوانات المنوية، ويساعد على نقل أيونات الصوديوم والهيدروجين الموجبة الشحنة داخل وخارج الخلية.
وقالت كريستينا باولينو، عالمة الأحياء البنيوية في مركز الكيمياء الحيوية بجامعة هايدلبرغ في ألمانيا: “نحن نعلم أن هذا البروتين ضروري لحركة الحيوانات المنوية وبالتالي خصوبة الرجال، بدءا من الدراسات على قنفذ البحر وحتى الفئران والإنسان”.
ومع ذلك، فإن البروتين يعمل بشكل مختلف في الحيوانات المختلفة، كما أظهرت الأبحاث السابقة.
وأجرت باولينو معظم الأبحاث الجديدة أثناء وجودها في جامعة Groningen في هولندا، مع التركيز على البروتين الموجود في قنافذ البحر.
وقالت باولينو: “إنه يجمع بين “المهارات الآلية” التي لم نشهدها من قبل”. ويتكون البروتين من قطعة تستشعر الجهد عبر غشاء الخلية، وقطعة تستجيب لرسائل جزيئية صغيرة تسمى AMP الحلقي، ومكون يقوم بالتبادل الأيوني الفعلي. وقالت باولينو إن البنية تشبه إلى حد ما لعبة “ليغو”.
واستخدمت باولينو وفريقها تقنية تسمى المجهر الإلكتروني بالتبريد لدراسة البروتين، حيث يجري تبريد العينات إلى أقل من -153 درجة مئوية، ويمر عبرها شعاع من الإلكترونات لتكوين صور عالية الدقة للالتفافات والانعطافات المعقدة للبروتين.
ووجد الفريق أن البروتين في قنافذ البحر يجعل الجزء الداخلي من خلايا الحيوانات المنوية أكثر قلوية، ما يعني أنها قاعدية أو أقل حمضية، عن طريق تبادل أيونات الصوديوم والبروتونات داخل وخارج الخلية. وتؤدي التغيرات في جهد غشاء الخلية إلى حدوث هذا النقل.
وقالت باولينو: “هذا أمر رائع، حيث أن الناقل قد تبنى أو اختطف أسس بناء أخرى عادة ما تكون موجودة فقط في فئة أخرى من الناقلات الغشائية، وهي القنوات الأيونية”.
وأوضحت أن الباحثين مهتمون بالدور المحتمل لـ SLC9C1 في العقم عند الرجال.
ومع ذلك، هناك قفزة كبيرة بين فهم الوظيفة الأساسية لـ SLC9C1 في قنافذ البحر، واستخدام تلك المعلومات لتطوير الهدف بعيد المنال المتمثل في تحديد النسل الدوائي للرجال، كما قال بنجامين كاوب، عالم الكيمياء الحيوية في جامعة بون ومعهد ماكس بلانك للعلوم متعددة التخصصات، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة.
ووجد العمل الأخير الذي نشره كاوب وفريقه في مجلة Nature Communications، أنه – على عكس خلايا قنفذ البحر – لا يتم تشغيل SLC9C1 البشري عن طريق جهد غشاء الخلية. وليس من الواضح ما الذي يتحكم في النسخة البشرية من البروتين، أو حتى ما إذا كانت النسخة البشرية تنقل أيونات الصوديوم والبروتونات، كما يفعل بروتين قنفذ البحر.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الحیوانات المنویة
إقرأ أيضاً:
متبرع بالحيوانات المنوية يحمل جينا سرطانيا أُنجب 200 طفل في أوروبا
كشف تحقيق موسع قاده اتحاد البث الأوروبي (EBU)، وشاركت فيه 14 جهة بث عامة،بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أن متبرعًا بالحيوانات المنوية كان يحمل، من دون علمه، طفرة نادرة مسببة للسرطان، أنجب ما يقرب من 200 طفل في أنحاء أوروبا.
A rare genetic mutation that increases cancer risk by 90% has been passed on by an unknowing donor, whose sperm was used to conceive almost 200 children across Europe. ???? #GlobalNewsPod https://t.co/QXxDmsEyMb — BBC World Service (@bbcworldservice) December 10, 2025
وأظهر التحقيق أن الحيوانات المنوية لم تُباع لعيادات في المملكة المتحدة، لكن بعض العائلات استخدمتها أثناء تلقي علاج الخصوبة في الدنمارك، وقد توفي بعض الأطفال بالفعل، ومن المتوقع أن يصاب العديد ممن يحملون هذا الجين بالسرطان خلال حياتهم، رغم أن الرجل بدا بصحة جيدة واجتاز جميع الفحوصات الروتينية، وتبرع بالحيوانات المنوية طوال 17 عاما بينما كان طالبا، لكن ما يصل إلى 20 في المئة من حيواناته المنوية كانت تحمل طفرة في جين TP53 – وهو الجين الذي يمنع الخلايا عادة من أن تصبح سرطانية.
ودق الأطباء ناقوس الخطر هذا العام بعد رصد 23 طفلا يحملون المتغير من أصل 67 حالة معروفة آنذاك، وقد شُخِّصت الإصابة بالسرطان لدى عشرة منهم بالفعل، وكشف التحقيق أن حيوانات المتبرع المنوية استُخدمت لإنجاب ما لا يقل عن 197 طفلا في 14 دولة – مع احتمال أن يكون العدد الحقيقي أكبر.
وأقر بنك الحيوانات المنوية الأوروبي (ESB) في الدنمارك، الذي وفر العينات، بأن الحيوانات المنوية استُخدمت مرات كثيرة أكثر من اللازم، وأرسل "أعمق مشاعر التعاطف" إلى الأسر المتضررة،وقال البنك إن: "الطفرة كان يستحيل التقاطها عبر الفحوصات"، وإنه "أوقف المتبرع فورًا" عند ظهور المشكلة.
وكشف التحقيق أن أطفالا وُلدوا باستخدام حيواناته المنوية في الدنمارك وبلجيكا وإسبانيا واليونان وألمانيا. كما جرى بيع الحيوانات المنوية إلى أيرلندا وبولندا وألبانيا وكوسوفو، وتلقت نساء من السويد علاج الخصوبة من هذا المتبرع، وفي الوقت نفسه، تلقت "عدد صغير جدا" من نساء المملكة المتحدة علاجًا في عيادات بالدنمارك، وفقا لبيتر تومسون، الرئيس التنفيذي لهيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة في المملكة المتحدة (HFEA).
متلازمة "لي-فراوميني"
ويواجه المصابون بهذه المتلازمة خطرا متزايدا يصل إلى 90 بالمئة للإصابة بالسرطان قبل سن الستين، بما في ذلك سرطان الثدي وأورام الدماغ وسرطان العظام وساركوما الأنسجة الرخوة وبعض سرطانات الأطفال، وتعد متلازمة "لي-فراوميني" حالة نادرة، وفقا للمراكز الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، ويقدّر وجود أكثر من 1000 عائلة متعددة الأجيال مصابة بها حول العالم. ويخضع المصابون لمتابعة منتظمة للكشف المبكر عن الأورام، وأفادت الـ"بي بي سي" أن البيانات لم تُجمع من جميع الدول، ما قد يعني أن الرقم الفعلي لعدد الوفيات قد يكون أعلى، حيث استُخدمت الحيوانات المنوية في 67 عيادة خصوبة في 14 دولة.
مصادفة وفشل تنظيمي
يقول خبراء إن القضية تكشف ثغرات في تنظيم التبرع على المستوى الدولي، وقال جاكسون كيركمان-براون، أستاذ في جامعة برمنغهام، في بيان: "التحري عن أمر مستجد في الخصية لن ينجح أبدا عبر فحص الدم. كل حيوان منوي في القذف يختلف قليلًا، لذا فإن فحصها جميعا ليس بسيطا أيضا"، وأضاف: "في نهاية المطاف، تتمحور المشكلة هنا حول حدود عدد الأسر والاستخدام الممتد غير الخاضع للمراقبة".
من جانبها، وصفت كلير تيرنبول من "معهد أبحاث السرطان" في المملكة المتحدة الوضع بأنه غير محتمل على نحو استثنائي، وقالت: "يمثل ذلك تقاطعا شديد السوء لحدثين نادرين بصورة استثنائية: أن تحمل حيوانات المتبرع المنوية طفرات لحالة وراثية نادرة للغاية... وأن تُستخدم حيواناته المنوية في إنجاب عدد كبير على نحو غير اعتيادي من الأطفال". وأشارت إلى أن الأدلة ترجح أن الطفرة نشأت في خصيتي المتبرع وانتشرت سريعا بين الخلايا المنوية، "وهو ما يُعرف بـ "selfish spermatogonial selection".
اختلاف القواعد في أنحاء أوروبا
تختلف القواعد المنظمة للتبرع بالحيوانات المنوية والبويضات من بلد أوروبي إلى آخر؛ إذ يتراوح الحد الأقصى لعدد الأطفال من متبرع واحد بين واحد في قبرص وعشرة في فرنسا واليونان وإيطاليا وبولندا، وفق تقرير لعام 2025 صادر عن مجالس الأخلاقيات الوطنية في دول الشمال.
من جانب آخر، تُقيد بلدان عدد الأسر التي يمكنها استخدام المتبرع نفسه لإتاحة فرصة إنجاب إخوة وأخوات؛ فمثلا يمكن للمتبرع نفسه أن يساعد 12 أسرة في الدنمارك وست أسر في السويد أو النرويج، إضافة إلى ذلك، تُحفظ سرية التبرعات في 16 بلدا، مع إمكان الكشف عن هوية المتبرع في بعضها إذا كان لدى الطفل حالات صحية خطيرة، بحسب التقرير.