كشف تحقيق موسع قاده اتحاد البث الأوروبي (EBU)، وشاركت فيه 14 جهة بث عامة،بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أن متبرعًا بالحيوانات المنوية كان يحمل، من دون علمه، طفرة نادرة مسببة للسرطان، أنجب ما يقرب من 200 طفل في أنحاء أوروبا.

A rare genetic mutation that increases cancer risk by 90% has been passed on by an unknowing donor, whose sperm was used to conceive almost 200 children across Europe.

???? #GlobalNewsPod https://t.co/QXxDmsEyMb — BBC World Service (@bbcworldservice) December 10, 2025
وأظهر التحقيق أن الحيوانات المنوية لم تُباع لعيادات في المملكة المتحدة، لكن بعض العائلات استخدمتها أثناء تلقي علاج الخصوبة في الدنمارك، وقد توفي بعض الأطفال بالفعل، ومن المتوقع أن يصاب العديد ممن يحملون هذا الجين بالسرطان خلال حياتهم، رغم أن الرجل بدا بصحة جيدة واجتاز جميع الفحوصات الروتينية، وتبرع بالحيوانات المنوية طوال 17 عاما بينما كان طالبا، لكن ما يصل إلى 20 في المئة من حيواناته المنوية كانت تحمل طفرة في جين TP53 – وهو الجين الذي يمنع الخلايا عادة من أن تصبح سرطانية.


ودق الأطباء ناقوس الخطر هذا العام بعد رصد 23 طفلا يحملون المتغير من أصل 67 حالة معروفة آنذاك، وقد شُخِّصت الإصابة بالسرطان لدى عشرة منهم بالفعل، وكشف التحقيق أن حيوانات المتبرع المنوية استُخدمت لإنجاب ما لا يقل عن 197 طفلا في 14 دولة – مع احتمال أن يكون العدد الحقيقي أكبر.

وأقر بنك الحيوانات المنوية الأوروبي (ESB) في الدنمارك، الذي وفر العينات، بأن الحيوانات المنوية استُخدمت مرات كثيرة أكثر من اللازم، وأرسل "أعمق مشاعر التعاطف" إلى الأسر المتضررة،وقال البنك إن: "الطفرة كان يستحيل التقاطها عبر الفحوصات"، وإنه "أوقف المتبرع فورًا" عند ظهور المشكلة.

وكشف التحقيق أن أطفالا وُلدوا باستخدام حيواناته المنوية في الدنمارك وبلجيكا وإسبانيا واليونان وألمانيا. كما جرى بيع الحيوانات المنوية إلى أيرلندا وبولندا وألبانيا وكوسوفو، وتلقت نساء من السويد علاج الخصوبة من هذا المتبرع، وفي الوقت نفسه، تلقت "عدد صغير جدا" من نساء المملكة المتحدة علاجًا في عيادات بالدنمارك، وفقا لبيتر تومسون، الرئيس التنفيذي لهيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة في المملكة المتحدة (HFEA).

متلازمة "لي-فراوميني"
ويواجه المصابون بهذه المتلازمة خطرا متزايدا يصل إلى 90 بالمئة للإصابة بالسرطان قبل سن الستين، بما في ذلك سرطان الثدي وأورام الدماغ وسرطان العظام وساركوما الأنسجة الرخوة وبعض سرطانات الأطفال، وتعد متلازمة "لي-فراوميني" حالة نادرة، وفقا للمراكز الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، ويقدّر وجود أكثر من 1000 عائلة متعددة الأجيال مصابة بها حول العالم. ويخضع المصابون لمتابعة منتظمة للكشف المبكر عن الأورام، وأفادت الـ"بي بي سي" أن البيانات لم تُجمع من جميع الدول، ما قد يعني أن الرقم الفعلي لعدد الوفيات قد يكون أعلى، حيث استُخدمت الحيوانات المنوية في 67 عيادة خصوبة في 14 دولة.

مصادفة وفشل تنظيمي
يقول خبراء إن القضية تكشف ثغرات في تنظيم التبرع على المستوى الدولي، وقال جاكسون كيركمان-براون، أستاذ في جامعة برمنغهام، في بيان: "التحري عن أمر مستجد في الخصية لن ينجح أبدا عبر فحص الدم. كل حيوان منوي في القذف يختلف قليلًا، لذا فإن فحصها جميعا ليس بسيطا أيضا"، وأضاف: "في نهاية المطاف، تتمحور المشكلة هنا حول حدود عدد الأسر والاستخدام الممتد غير الخاضع للمراقبة".

من جانبها، وصفت كلير تيرنبول من "معهد أبحاث السرطان" في المملكة المتحدة الوضع بأنه غير محتمل على نحو استثنائي، وقالت: "يمثل ذلك تقاطعا شديد السوء لحدثين نادرين بصورة استثنائية: أن تحمل حيوانات المتبرع المنوية طفرات لحالة وراثية نادرة للغاية... وأن تُستخدم حيواناته المنوية في إنجاب عدد كبير على نحو غير اعتيادي من الأطفال". وأشارت إلى أن الأدلة ترجح أن الطفرة نشأت في خصيتي المتبرع وانتشرت سريعا بين الخلايا المنوية، "وهو ما يُعرف بـ "selfish spermatogonial selection".

اختلاف القواعد في أنحاء أوروبا
تختلف القواعد المنظمة للتبرع بالحيوانات المنوية والبويضات من بلد أوروبي إلى آخر؛ إذ يتراوح الحد الأقصى لعدد الأطفال من متبرع واحد بين واحد في قبرص وعشرة في فرنسا واليونان وإيطاليا وبولندا، وفق تقرير لعام 2025 صادر عن مجالس الأخلاقيات الوطنية في دول الشمال.


من جانب آخر، تُقيد بلدان عدد الأسر التي يمكنها استخدام المتبرع نفسه لإتاحة فرصة إنجاب إخوة وأخوات؛ فمثلا يمكن للمتبرع نفسه أن يساعد 12 أسرة في الدنمارك وست أسر في السويد أو النرويج، إضافة إلى ذلك، تُحفظ سرية التبرعات في 16 بلدا، مع إمكان الكشف عن هوية المتبرع في بعضها إذا كان لدى الطفل حالات صحية خطيرة، بحسب التقرير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم سرطانية سرطان علم الوراثة فضيحة طبية حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالحیوانات المنویة الحیوانات المنویة المملکة المتحدة فی الدنمارک

إقرأ أيضاً:

المملكة المتحدة تفرض عقوبات على شركات روسية وصينية يُشتبه بتورطها في حرب معلوماتية

أشار مسؤولون بريطانيون إلى مواقع إلكترونية وإعلانات سياسية مزيفة ظهرت خلال الانتخابات الأخيرة في مولدوفا، وإلى منصات إخبارية وهمية بثّت مقاطع فيديو تتضمن ادعاءات كاذبة عن الرئيس الأوكراني في محاولة لتقويض الدعم الموجه لأوكرانيا.

أعلنت المملكة المتحدة، يوم الثلاثاء، فرض عقوبات على وسائل إعلام روسية وعلى ما تصفه بالأفكار الدعائية، بينما شدّدت وزيرة الخارجية البريطانية على ضرورة أن ترفع الدول الغربية مستوى جاهزيتها في مواجهة حرب المعلومات التي تخوضها "الدول الأجنبية الخبيثة" وفق تعبيره.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، إن لندن تفرض عقوبات على قناة التدوين المصغّر "ريبار" عبر تيليغرام، وعلى مؤسسة دعم وحماية حقوق المواطنين المقيمين في الخارج التي تصفها الاستخبارات الإستونية بأنها واجهة لوكالة التجسس الروسية GRU، إضافة إلى مركز الخبرة الجيوسياسية، وهو مركز أبحاث يديره الكاتب الروسي اليميني المتطرف ألكسندر دوغين.

كما شملت العقوبات شركتين مقرهما الصين، بسبب ما وصفته كوبر بـ"الأنشطة السيبرانية الواسعة والعشوائية" التي تستهدف المملكة المتحدة وحلفاءها.

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يصافح وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في وزارة الخارجية بواشنطن، في 8 ديسمبر 2025. AP Photo

وفي خطاب ألقته في وزارة الخارجية في لندن، قالت كوبر إن بريطانيا وحلفاءها يواجهون "تهديدات هجينة متصاعدة.. تُضعف البنية التحتية الوطنية الحيوية، وتقوّض مصالحنا، وتتدخل في ديمقراطياتنا".

وقالت كوبر: "علينا أن نسمّي الأمور بأسمائها: هذه حرب معلومات روسية، ونحن ندافع عن أنفسنا".

وأضافت أن هذه التهديدات تشمل الهجمات المادية مثل أعمال التخريب، إلى جانب حملات التضليل التي "تُغرق مواقع التواصل الاجتماعي بمحتوى يولّده الذكاء الاصطناعي ومقاطع فيديو مُتلاعب بها"، في محاولة لتقويض الدعم الغربي لمقاومة أوكرانيا للغزو الروسي الواسع.

Related بريطانيا تحذر روسيا بعد رصد سفينة تجسس بالقرب من اسكتلنداتقرير صادم: إجراءات حكومية متأخرة ضد كوفيد ـ 19 كلفت بريطانيا 23 ألف ضحية"لا إذن فلا سفر": بريطانيا تطبق قواعد تصاريح سفر رقمية اعتبارا من فبراير ٢٠٢٦

وأشار مسؤولون بريطانيون إلى مواقع إلكترونية وإعلانات سياسية مزيفة ظهرت خلال الانتخابات الأخيرة في مولدوفا، وإلى منصات إخبارية وهمية بثّت مقاطع فيديو تتضمن ادعاءات كاذبة عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزوجته، في محاولة لتقويض الدعم الموجه لأوكرانيا.

ألقت كوبر خطابها في الذكرى المئوية لتوقيع معاهدات لوكارنو، وهي سلسلة اتفاقيات أبرمت بين دول أوروبية بهدف تعزيز السلام في القارة بعد الحرب العالمية الأولى.

وشدّدت على أهمية التعاون الدولي في وقت يقلب فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحالفات راسخة منذ عقود.

وقالت كوبر، التي التقت وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن يوم الاثنين، إن تلك المحادثات "كانت واضحة للغاية في ما يتعلّق بقوة التزام الولايات المتحدة تجاه الناتو".

المصادر الإضافية • AP

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • فضيحة طبية في أوروبا: 197 طفلاً ولدوا من حيوانات منوية تحمل طفرة جينية تزيد خطر الإصابة بالسرطان
  • الانتربول يكشف عن أرقام صادمة للاتجار بالحيوانات الحية
  • تحقيق أوروبي: متبرع يحمل طفرة جينية تسبب السرطان يساهم بإنجاب 197 طفلاً
  • سمو وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزيرة خارجية المملكة المتحدة
  • فضيحة طبية في أوروبا .. استخدام حيوانات منوية لمتبرع يحمل طفرة سرطانية لإنجاب نحو 200 طفل
  • متبرع بالحيوانات المنوية يحمل طفرة سرطانية غير مكتشفة مرتبط بنحو ٢٠٠ طفل في أنحاء أوروبا
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على شركات روسية وصينية يُشتبه بتورطها في حرب معلوماتية
  • تقييم أمني جديد يمهد لعودة محتملة للأمير هاري إلى المملكة المتحدة
  • يونيسف: يجب وقف قتل الأطفال في غزة فورا