ما هي أمواج تسونامي وما علاقة حدوثها بالزلازل؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
يُعرف التسونامي بأنه مجموعة من الأمواج الهائلة والعاتية والكبيرة جدًا التي تحدث نتيجة لتحرك كمية هائلة من مياه المحيطات بسبب بعض الظواهر والأحداث المفاجئة مثل الزلازل، وتم اشتقاق مصطلح "تسونامي" من اللغة اليابانية ويعني "أمواج المرفأ"، تشبه أمواج التسونامي تموجات ضخمة في بركة ماء، وتختلف عن الأمواج العادية التي تحدث بسبب حركة الرياح ولا ترتبط بالظواهر الناتجة عن حركة القمر مثل المد والجزر.
على الرغم من أن ظاهرة المد والجزر لا تؤثر على نشوء التسونامي، إلا أنها قد تؤثر في حدته وقدرته على غمر المناطق الساحلية عند وصولها إليها خلال فترات المد. يتميز التسونامي بقوته الهائلة وسرعته الكبيرة، حيث يمكن للأمواج المائية التحرك بسرعة تصل إلى 804 كيلومترات في الساعة، وهذه السرعة تعادل سرعة طائرة نفاثة. على سبيل المثال، استغرق التسونامي الذي وقع في العام 1960 من السواحل التشيلية إلى الشواطئ اليابانية 22 ساعة، واستغرق وصوله إلى هاواي 15 ساعة.
يعود حدوث التسونامي إلى عدة أسباب مختلفة، حيث تعمل هذه الأسباب على دفع كميات كبيرة من المياه في البحار والمحيطات، مما يؤدي إلى تكوين أمواج مائية هائلة. يختلف احتمال حدوث التسونامي في المناطق المختلفة بناءً على طبيعة الصفائح التكتونية الموجودة في تلك المناطق. وتُعتبر المناطق الموجودة حول حوض المحيط الهادئ هي الأكثر عرضة لحدوث التسونامي.
تشمل أسباب حدوث التسونامي الزلازل، حيث تعتبر الزلازل السبب الرئيسي لنشوء معظم التسونامي حول العالم. عند حدوث زلزال في قاع البحار والمحيطات نتيجة لتحرك الصفائح التكتونية في القشرة الأرضية، يرتفع كمية كبيرة من المياه إلى الأعلى مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تشكيل تسونامي. بالإضافة إلى الزلازل، يمكن أن تحدث التسونامي نتيجة للانهيارات الأرضية تحت الماء، أو انفجارات البراكين البحرية، أو حتى انهيارات الأنهار الكبيرة في المحيط.
عندما يحدث تسونامي، يتم نقل طاقة الأمواج عبر المحيطات بسرعة كبيرة حتى تصل إلى الشواطئ والمناطق الساحلية. عندما تصل الأمواج الكبيرة إلى الساحل، يمكن أن تسبب دمارًا هائلًا، حيث يتم غمر المناطق الساحلية بكميات هائلة من المياه ويتم تدمير البنية التحتية والممتلكات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب قوة الأمواج في تدمير الأبنية وسحق الأشجار وسحب الأشخاص والأشياء في مسارها.
لحماية السكان من خطر التسونامي، تتخذ العديد من البلدان إجراءات احترازية. تشمل هذه الإجراءات إنشاء أنظمة إنذار مبكر للتسونامي، حيث يتم استخدام شبكات مراقبة ومحطات رصد لرصد الزلازل والتنبؤ بحدوث التسونامي. عندما يتم رصد زلزال قوي في البحار والمحيطات، يتم إصدار إنذار للمناطق الساحلية المحتمل تأثرها بالتسونامي. يتم تفعيل خطط الطوارئ وإجلاء السكان إلى مناطق آمنة قبل وصول التسونامي.
تعد التسونامي ظاهرة طبيعية خطيرة، ولذلك يجب أن يكون الجمهور على دراية بمخاطرها وكيفية التصرف في حالة حدوثها. من الأهمية بمكان البقاء على اطلاع بالتعليمات والتوجيهات الصادرة من السلطات المحلية واتباعها بدقة في حالة حدوث تسونامي.
أسباب حدوث تسونامي
تختلف تأثيرات التسونامي وشدته على المناطق الساحلية بناءً على طبيعة تلك المناطق، فقد يكون له تأثير طفيف في بعض المناطق، في حين يكون مدمرًا في مناطق أخرى. عندما يصل قاع الموجة أولًا إلى الساحل، يحدث انخفاض ملحوظ في مستوى سطح البحر، أما إذا وصل قمتها أولًا فإنه يحدث ارتفاعًا كبيرًا في مستوى سطح البحر، تتشابه الموجات العادية وموجات التسونامي في بعض الخصائص المشتركة مثل الطول الموجي وارتفاع الموجة وسعة الموجة وتردد الموجة وسرعتها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المحيط الهادئ الصفائح التكتونية حدوث زلزال أسباب حدوث تسونامي المناطق الساحلیة
إقرأ أيضاً:
تقرير: إسطنبول على أعتاب زلزال مدمر بسبب نشاط خطير في أعماق بحر مرمرة
سلط تحليل معمق نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الضوء على مخاطر زلزالية متزايدة تهدد مدينة إسطنبول، محذرًا من أن “شيئًا مرعبًا يحدث في أعماق بحر مرمرة”، حيث يتعرض أحد أخطر خطوط الصدع في المنطقة لضغوط متراكمة قد تنذر بزلزال مدمر.
وبحسب التقرير، فإن خط صدع يقع تحت بحر مرمرة، وهو بحر داخلي يربط بين البحر الأسود وبحر إيجة، يشهد تصاعدًا في مستوى الضغط الجيولوجي. واستند التحليل إلى دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة ساينس، كشفت عن نمط مقلق لنشاط زلزالي متدرج خلال العشرين عامًا الماضية.
صدع مرمرة الرئيسيووفق الدراسة، شهدت المنطقة سلسلة من الزلازل المتوسطة الشدة، تتجه بشكل منتظم نحو الشرق، ما يثير مخاوف من اقترابها من منطقة مغلقة تعرف علميًا باسم “صدع مرمرة الرئيسي”، ويبلغ طولها ما بين 15 و21 كيلومترًا، وتقع تحت سطح البحر جنوب غربي إسطنبول. هذه المنطقة ظلت هادئة بشكل لافت منذ زلزال عام 1766 الذي بلغت قوته 7.1 درجة.
وحذر عالم الزلازل ستيفن هيكس من جامعة لندن من خطورة هذا النمط، قائلاً إن “إسطنبول تتعرض لهجوم”، في إشارة إلى الضغوط الزلزالية المتزايدة التي قد تنتهي بتمزق مفاجئ للصدع. ويشير الباحثون إلى أن حدوث مثل هذا التمزق قد يؤدي إلى زلزال بقوة 7 درجات أو أكثر، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة نحو 16 مليون نسمة يقطنون المدينة.
الزلزال التالي الأقوىولفتت الدراسة إلى تسلسل لافت لأربعة زلازل متوسطة الشدة، كان آخرها زلزال بقوة 6.2 درجة وقع في أبريل 2025 شرق خط الصدع مباشرة، محذرة من أن الزلزال التالي قد يكون أقوى وقد يحدث أسفل إسطنبول نفسها.
ورغم أن بعض العلماء، من بينهم جوديث هوبارد من جامعة كورنيل، يرون أن هذا التسلسل الزلزالي قد يكون مصادفة، إلا أن إجماعًا علميًا واسعًا يؤكد أن تراكم الضغط على صدع شمال الأناضول يجعل وقوع زلزال مدمر مسألة وقت.
من جانبها، شددت عالمة الزلازل باتريشيا مارتينيز-غارزون، إحدى مؤلفي الدراسة، على أن التركيز يجب أن ينصب على أنظمة الكشف المبكر والاستعداد لتقليل الخسائر، مؤكدة أن الزلازل لا يمكن التنبؤ بها بدقة.
واختتم التقرير بتحذير من أن زلزالًا كبيرًا قرب إسطنبول قد يؤدي إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، في حال عدم اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.