«وول ستريت جورنال»: إسرائيل فشلت فى مهمتها بالتجسس على حماس لصالح أمريكا
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
أظهرت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي فشلا عسكريًا واستخباراتيًا لإسرائيل بات حديثا لمختلف وسائل الإعلام حول العالم، وهو ما امتد إلى الولايات المتحدة التي طفا على السطح خطؤها في تقدير قدرة الكيان المحتل حينما استخلفته - منذ ٢٢ عاما - في مهمة التجسس على عناصر الحركة، فكان من المنطقي أيضًا أن يصبح المستقبل السياسي لرأس السلطة في إسرائيل ورئيس حكومتها على المحك، كونه المسؤول الأول عن هذا الإخفاق.
وكان لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في هذا الصدد تقريرا يوم الأربعاء الماضي كشفت فيه أن وكالات الاستخبارات الأمريكية قررت في السنوات التي تلت هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ وقف جهود التجسس على حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى.
وذكر التقرير، قال مسئولون أمريكيون لم يتم الكشف عن هويتهم، إنه بدلًا من ذلك، قررت واشنطن توجيه جهودها نحو متابعة ومطاردة قادة تنظيم القاعدة وبعد ذلك تنظيم داعش.
وتفيد هذه التحولات، بحسب هؤلاء المسئولين غير المعروفين، باستنتاجات أمريكية تشير إلى أن حماس لا تشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، وأن هناك أولويات استخبارية أخرى تتطلب اهتمامًا أكبر.
ووفقًا للصحيفة، كانت واشنطن قد قررت نقل مسؤولية متابعة نشاط حركة حماس إلى إسرائيل، وذلك استنادًا إلى ثقتها بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمتلك قدرات قوية وقادرة على كشف أي تهديد، وفقًا لمسئولين أمريكيين.
ومع ذلك، في صباح يوم ٧ أكتوبر، أصبح واضحًا أن هذا التقدير كان مخطئًا بشكل كبير، إذ لم تكن لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أية معلومات حول استعداد حماس لشن حرب بواسطة هجوم مفاجئ وغير مسبوق (عملية طوفان الأقصى)، ولم يتم اكتشاف أيضًا وجود آلاف من المقاتلين على مسافة قريبة جدًا من حدود إسرائيل.
وقال أحد المسئولين المجهولين للصحيفة: "يجب أن نكون حذرين وأكثر تأنيًا في اتخاذ القرارات"، مشيرًا إلى الاعتماد الزائد على إسرائيل في هذا السياق.
ويقر مسئولون أمريكيون بأن الولايات المتحدة أخطأت التقدير بشأن التهديد الذي تمثله حماس للأمن القومي الأمريكي، حيث تبين أن هجوم حماس أسفر عن مقتل وفقدان عشرات الأمريكيين.
ونتيجة لذلك، اضطرت الولايات المتحدة لنقل قوات عسكرية ومعدات بقيمة مليارات الدولارات إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى احتمالية نشوب حرب إقليمية.
مارك بوليمروبولوس، الذي عمل سابقًا ضابط عمليات في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، يعلق على هذه الإخفاقات الاستخبارية ويقول: "بخصوص الأخطاء في التقديرات، التي يمكن أن تُلقى بالغالبية على إسرائيل، فأعتقد أنه يجب أن نعترف بمسؤوليتنا في عدم التنبؤ بهذا الحدث الهام (الهجوم الضخم الذي نفذته حماس)".
ويخلص إلى أن "التخلي عن متابعة حماس لصالح إسرائيل كان له تأثيرات سلبية كبيرة".
ووفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين في وكالات الاستخبارات الأمريكية، بما في ذلك "سي آي إيه"، كان هناك عدد قليل جدًا من المحللين يتابعون الأحداث في قطاع غزة المحاصر والذي كانت المعاناة فيه أقل قبل وقوع الهجوم.
وكانت الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على المخابرات الإسرائيلية للحصول على معلومات حول حماس من خلال مصادر بشرية وأنشطة تجسس إلكترونية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهم يوم الأحد الماضي بشدة أجهزة الدفاع والمخابرات في بلاده بالفشل في مواجهة الهجوم الذي نفذته حماس.
ونشر نتنياهو تغريدة على منصة «إكس» تعبيرا عن انزعاجه من الأوضاع الأمنية، لكنه بعد ساعات قليلة قام بحذف التغريدة وقدم اعتذارًا.
أعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو أكدوا أن الأولوية الآن هي هزيمة حماس واستعادة الأمن، وأنه يجب التركيز على تحقيق هذا الهدف قبل التفكير في تحليل الأخطاء وتحديد المسؤوليات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة حماس طوفان الأقصى الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: كيف استطاع الحوثيون قض مضاجع البحرية الأميركية؟
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا مطولا عن المواجهات العنيفة التي دارت رحاها داخل اليمن وفي عرض البحر الأحمر بين بين البحرية الأميركية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، قبل أن يوافق الطرفان في أوائل مايو/أيار المنصرم على وقف إطلاق النار.
وذكرت أن المسؤولين الأميركيين يعكفون الآن على تحليل ذلك الصراع لمعرفة كيف تمكن خصم "مشاكس" من تحدي واختبار أفضل أسطول سطحي في العالم، في إشارة إلى حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: أكثر عصابات المخدرات رعبا بالعالم تشن حربا في أوروباlist 2 of 2أوروبيون في حالة تدهور نفسي بسبب أهوال غزةend of listففي ذلك اليوم، كانت طائرة أميركية من طراز "إف/إيه-18 سوبر هورنيت" تحاول الهبوط على حاملة الطائرات ترومان في البحر الأحمر، لكن آلية إبطاء السرعة تعطلت، فانزلقت الطائرة -التي تبلغ تكلفتها 67 مليون دولار- عن مدرج الحاملة وسقطت في البحر.
وقد كانت هذه هي الطائرة الثالثة التي تفقدها ترومان في أقل من 5 أشهر، ووقعت الحادثة بعد ساعات من إعلان الرئيس ترامب أنه توصل إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن، الأمر الذي فاجأ المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون).
وقالت الصحيفة في التقرير الذي أعدّه اثنان من مراسليها إن الحوثيين أثبتوا أنهم خصم صعب المراس بشكل مدهش، إذ اشتبكوا في أعنف معارك تخوضها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية "رغم أنهم كانوا يقاتلون من كهوف وأماكن تفتقر إلى أبسط المرافق في واحدة من أفقر دول العالم".
إعلانوأضافت أن الحوثيين استفادوا من انتشار تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة الرخيصة الثمن التي حصلوا عليها من إيران، وأطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن في أول استخدام قتالي على الإطلاق لهذا السلاح الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة، وابتكروا طريقة لنشر أسلحتهم.
وكشفت أن حوالي 30 سفينة شاركت في العمليات القتالية في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023 حتى هذا العام، أي بمعدل 10% تقريبا من إجمالي أسطول البحرية الأميركية العامل في الخدمة الفعلية. وخلال تلك الفترة، أمطرت الولايات المتحدة الحوثيين بذخائر لا تقل قيمتها عن 1.5 مليار دولار، بحسب مسؤول أميركي.
ومع أن البحرية الأميركية تمكنت من تدمير جزء كبير من ترسانة الحوثيين، فإنها لم تستطع -كما تؤكد الصحيفة- تحقيق هدفها الإستراتيجي المتمثل في استعادة الملاحة عبر البحر الأحمر، في حين تواصل الجماعة اليمنية إطلاق الصواريخ بانتظام على إسرائيل.
القادة في المؤسسة العسكرية والكونغرس بدؤوا في تقصي الحقائق المتعلقة بالحملة في اليمن لاستخلاص الدروس المستفادة، في وقت يشعرون فيه بالقلق من أن ينال مثل هذا الانتشار المرهق من جاهزية القوات الأميركية بشكل عام
وقد بدأ القادة في المؤسسة العسكرية والكونغرس في تقصي الحقائق المتعلقة بالحملة في اليمن لاستخلاص الدروس المستفادة، في وقت يشعرون فيه بالقلق من أن ينال مثل هذا الانتشار المرهق من جاهزية القوات الأميركية بشكل عام.
ويجري البنتاغون بدوره تحقيقا بشأن حوادث فقدان طائرات وتصادم منفصل في البحر الأحمر تعرضت لها قطع حاملة الطائرات ترومان الضاربة، ومن المنتظر أن تظهر النتائج في الأشهر المقبلة.
وطبقا للصحيفة، فقد أدى نشر القوات لقتال الحوثيين إلى سحب موارد وعتاد عسكري كانت موجهة إلى الجهود المبذولة في آسيا لردع الصين، وتسبب في تأخير جداول صيانة حاملات الطائرات. ومن المتوقع أن تظل آثار هذا الانتشار ماثلة لسنوات قادمة.
وعلى الرغم من هذا الاستنزاف والإنهاك، يعتقد مسؤولون في البحرية أن قتالهم ضد جماعة الحوثي قدم لهم خبرة قتالية لا تقدر بثمن، ويُنظر إلى الصراع في البحر الأحمر داخل البنتاغون على أنه إحماء لصراع محتمل أشد ضراوة وتعقيدًا وأثرًا.
إعلانوفي المقابل، اكتسب الحوثيون قوة كبيرة منذ استيلائهم على معظم أنحاء البلاد قبل عقد من الزمن. وأفادت وول ستريت جورنال بأن الجماعة اليمنية بدأت منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بمهاجمة المدن الإسرائيلية وكذلك السفن العابرة للبحر الأحمر.
وأشارت إلى أن الحوثيين كانوا قد أطلقوا أول وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على المدمرة الأميركية "يو يو إس إس كارني" في عرض البحر الأحمر في اشتباك استمر 10 ساعات، مما فاجأ البحارة على متنها.
المعركة التي وقعت بين الحوثيين والأميركيين يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وصفت بأنها أعنف قتال تتعرض له سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية منذ ما يقرب من قرن، إذ أسقط الحوثيون أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز سريعة التحليق
ووصفت الصحيفة تلك المعركة بأنها أعنف قتال تتعرض له سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية منذ ما يقرب من قرن، إذ أسقط الحوثيون أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز سريعة التحليق.
ولما توعد الحوثيون بتكثيف هجماتهم، سارع العسكريون الأميركيون إلى حل مشكلة لوجستية تمثلت في أن المدمرات -مثل كارني- لم تشارك في القتال لمدة تصل إلى أسبوعين لأنها كانت في رحلات مكوكية في البحر الأبيض المتوسط لإعادة التسلح، وكانت الدول المجاورة حذرة من أن تصبح هي نفسها أهدافا للحوثيين.
وقد استطاعت وزارة الدفاع الأميركية في نهاية المطاف استخدام ميناء في البحر الأحمر، وصفه أحد المسؤولين بأنه كان سببا في تغيير قواعد اللعبة لأنه أتاح لسفن البحرية الأميركية إعادة التزود بالسلاح من دون الحاجة لمغادرة مسرح العمليات.
ومضت الصحيفة في تقريرها إلى القول إن وتيرة العمليات أثرت على البحارة الذين كانوا مضطرين إلى البقاء متيقظين على مدار الساعة لأنهم كانوا باستمرار في مرمى نيران الحوثيين. ولذلك، لم تقم حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" سوى برحلة قصيرة واحدة خلال 7 أشهر من القتال.
ومع أن البحرية الأميركية اعتادت العمل في بيئة مماثلة في الخليج العربي، حيث يوجد الإيرانيون على مسافة قريبة، إلا أن ردع مليشيات مثل جماعة أنصار الله في اليمن أصعب من ردع حكومة نظامية، كما تزعم الصحيفة، لافتة إلى أن مثل هذه الجماعات أضحت أكثر خطورة مع انتشار الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطائرات المسيرة الهجومية.
إعلان