تشكيلات الفرق: ريال سوسييداد - برشلونة في الدوري الإسباني 2023-24
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
يتصادم الكبيران ريال سوسييداد وضيفه برشلونة في لقاء مرتقب يحتضنه ملعب آنويتا ضمن منافسات الجولة الـ 12 من الدوري الإسباني.
تنطلق المباراة في تمام الساعة 23:00 بتوقيت مكة المكرمة ويمكن مشاهدتها عبر شبكة بي إن سبورتس على قناة beIN Sports HD 1 بتعليق حسن العيدروس.
تشكيلة ريال سوسييداد المتوقعةالمدرب: إيمانول آلغواسيل
حراسة المرمى: أليكس ريميرو
الدفاع: آيهين مونيوز، روبن لي نورماند، إيغور زوبيلديا، هاماري تراوري
الوسط: ميكيل ميرينو، مارتن زوبيميندي، آندير بارينتشيا، برايس مينديز، تاكيفوسا كوبا
الهجوم: ميكيل أويارزابال
تشكيلة برشلونة المتوقعةالمدرب: تشافي هيرنانديز
حراسة المرمى: مارك أندريه تير شتيغين
الدفاع: أليخاندرو بالدي، إينيغو مارتينيز، رونالد آراوخو، جواو كانسيلو
الوسط: إيلكاي غوندوغان، غافي، فيرمين لوبيز
الهجوم: جواو فيلكيس، فيران توريس، لامين يامال
.المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ برشلونة ريال سوسييداد الدوري الإسباني
إقرأ أيضاً:
المستعرب الإسباني خوسيه بويرتا: غرناطة مركز التراث الأندلسي وبوابة الإبداع العربي في أوروبا
الدوحة – من غرناطة، المدينة التي لا تزال أصداء الأندلس تتردد في أزقتها، تنبعث "جائزة رضوى عاشور للأدب العربي" شاهدا ثقافيا حيا على الترابط العميق بين الثقافتين العربية والإسبانية، ومُكرِّمةً لإرث أدبي استثنائي نسجته الناقدة والروائية الراحلة من خيوط التاريخ المشترك وأوجاع الحاضر.
في طليعة هذا الجهد الثقافي، وفي سياق النقاشات الفكرية التي أثارها المؤتمر الدولي الأول للاستشراق بالدوحة (26-27 أبريل/نيسان 2025)، تأتي أهمية الحوار مع المستعرب الإسباني خوسيه ميغيل بويرتا فليشيت، عضو لجنة تحكيم الجائزة، وأحد أبرز فرسان الاستعراب الإسباني الذي نذر جهده لإضاءة فصول الذاكرة الأندلسية وتأثيرها المتجدد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حكاية العربي الأخير لواسيني الأعرج.. نقد الراهن واستشراف المآل العربيlist 2 of 2الأدب الأفريقي البرتغالي.. مرآة لتوترات ما بعد الاستعمار والحربend of listبين أروقة المدرسة اليوسفية العريقة في غرناطة، حيث أُعلنت الجائزة التي تحتفي بالإبداع العربي في قلب مدينة ألهمت أدباء كبارا كمحمود درويش، وباعتباره خبيراً أكاديمياً أغنى المكتبة الإسبانية بدراساته عن التراث العربي، يكشف بويرتا فليشيت للجزيرة نت، عن الدوافع الكامنة وراء هذه المبادرة الأدبية، ورمزية اختيار غرناطة كفضاء للإلهام، والدور الحيوي للاستعراب الإسباني في صون هذا الإرث العظيم، وتأثير كل ذلك على الاهتمام المعاصر بالأدب والثقافة العربية.
إعلانولد بويرتا فليشيت عام 1959 في قرية دوركل الواقعة جنوب غرناطة. تدرج في سلم المعرفة حتى نال شهادة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة غرناطة عام 1995 عن رسالته "مفاهيم الفن والجمال والإدراك البصري في الفكر الأندلسي"، ليصبح في ما بعد أستاذاً لتاريخ الفن في الجامعة ذاتها وعضواً في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة بغرناطة.
ووفقا لما قاله فليشيت عن الاستعراب الإسباني، فإن الجائزة تمثل ربطا حيا بين الأدب العربي المعاصر ومدينة غرناطة، التي لطالما كانت مصدر إلهام كثير من الكتاب، أبرزهم محمود درويش، الذي استلهم من غرناطة رمزية الفقد والهوية في أعماله. فإلى الحوار:
تم إطلاق "جائزة رضوى عاشور للأدب العربي" في شهر ديسمبر الماضي، في مقر المدرسة اليوسفية التابعة لجامعة غرناطة. وقد جاءت هذه الجائزة بمبادرة شخصية من الشاعر والكاتب المعروف تميم البرغوثي، تكريما لوالدته الكاتبة الراحلة رضوى عاشور، تزامنا مع مرور عشر سنوات على وفاتها.
تحظى الجائزة بدعم ورعاية من مؤسسة قطر من جهة، ومن جهة أخرى بدعم جامعة غرناطة. وقد رحبت جامعة غرناطة بهذه الفكرة بحماس ومحبة، نظرا للعلاقة الخاصة التي تربط رضوى عاشور بمدينة غرناطة، فهي صاحبة الرواية الشهيرة ثلاثية غرناطة التي تناولت مأساة طرد المسلمين من الأندلس، وربطت في أعمالها بين سقوط غرناطة وما حل بالموريسكيين وبين قضايا الشرق الأوسط، لا سيما القضية الفلسطينية.
وقد كان تميم البرغوثي قد زار غرناطة برفقة والدته ووالده الشاعر الفلسطيني الراحل مريد البرغوثي في عام 2008، حين شاركوا في مهرجان أدبي بمدينة غرناطة، وكانت تلك آخر زيارة له للمدينة قبل رحيل والديه.
وبعد وفاة والديه، عاد تميم البرغوثي إلى غرناطة مطلع عام 2024، حيث أهدى والديه قصيدة ضمنها في ديوان "شرف لقصر الحمراء". إثر ذلك، تعاونت كل من مؤسسة قطر وجامعة غرناطة على إعداد وثيقة الجائزة، وجرى الإعلان عنها رسميا بحضور تميم البرغوثي وثلاث باحثات مصريات متخصصات وصديقات مقربات من رضوى عاشور، وذلك في المدرسة اليوسفية في ديسمبر الماضي.
إعلانومن المقرر فتح باب الترشح للجائزة خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، على أن تمنح أول جائزة بعد الصيف، حيث جرى التفكير في شهر ديسمبر كتوقيت مناسب.
والجائزة عبارة عن إقامة أدبية لشخصين يكتبان باللغة العربية، بهدف إنجاز مشروع أدبي أو تطويره؛ سواء كان قصة أو رواية أو حتى مقالة نقدية. ولا تقدم الجائزة في شكل مادي، بل تتيح للمبدعين إقامة لمدة شهر كامل في فيلا أندلسية مطلة على قصر الحمراء، مع إتاحة الوصول إلى القصر طوال اليوم، إلى جانب زيارة المواقع التاريخية الأخرى.
ونحن في جامعة غرناطة نشعر بفرح بالغ بهذه المبادرة، لأنها تخلق صلة حية بين الأدب العربي المعاصر ومدينة غرناطة. وستمنح الجائزة لشخصين: أحدهما دون الأربعين من العمر، والآخر فوق الأربعين. كما يمكن أن تكون المشاريع المقدمة شعرية أو سردية أو حتى نقدية.
في رأيي، تمتلك مدينة غرناطة طاقة إلهامية معروفة عالميا منذ زمن بعيد، وليس فقط في وقتنا الحالي. وقد صادف أنه كان هناك سابقا في جامعة غرناطة جائزة أدبية أخرى تتضمن الإقامة في المكان ذاته، إذ إن هذا المكان أندلسي الطابع ويتبع لمعهد الدراسات العربية، الذي يضم مكتبة أندلسية وعربية مهمة، إلى جانب حدائق مطلة على قصر الحمراء. وقد استفادت العديد من الجوائز المشابهة من هذه المقومات سابقا، للكتاب بين العرب وأوروبا.
أما في الوقت الحاضر، فإن تميم البرغوثي لم يكن على دراية بهذه الأمور سابقا عندما اختار هذا المكان بعينه، إنما اختار مدينة غرناطة بطبيعة الحال تكريما لوالدته. إضافة إلى أنه شعر، خلال زياراته لغرناطة بصحبتي أو بصحبة مرشد سياحي مصري، فضلا عن زيارات أخرى مستقلة، بإلهام عميق ينبع من أجواء مدينة غرناطة، إذ إنها مدينة تقع على هامش التاريخ، وكانت يوما ما عاصمة دولة ذات موانئ مشهورة عالميا.
إعلانتضم غرناطة أيضا واحدة من أهم الجامعات في إسبانيا، وهي الجامعة التي تحظى بأعلى نسبة اختيار من طلاب برنامج "إيراسموس" الأوروبي، إذ تعد غرناطة المدينة الأكثر جذبا للطلاب الأوروبيين في إطار هذا البرنامج. ويرجع ذلك إلى كونها مدينة متوسطة الحجم، ليست ضخمة، وإلى ما تزخر به من آثار أندلسية، فضلا عن طابع الحياة الاجتماعية فيها، سواء في الشوارع أو المقاهي أو الحدائق والموانئ.
ومن المصادفات الجديرة بالذكر أيضا، أن غرناطة هي المدينة الوحيدة التي بنيت فيها مدرسة خلال تاريخ الأندلس كله، وهي المدرسة اليوسفية التي شيدها السلطان يوسف الثالث عام 1349. وقد احتفلنا أخيرا بمرور 675 عاما على تأسيس هذه المدرسة، التي تعد المدرسة الوحيدة من نوعها في تاريخ الأندلس.
كل هذه العوامل كان لها أثر بالغ في اختيار تميم البرغوثي هذا المكان تحديدا، إلى جانب ما كانت تكنه والدته من إعجاب وحب لهذه المدينة التي زارتها عدة مرات لتوثيق أحداث ثلاثيتها الشهيرة. وكان تميم دائما يسمع والدته تتحدث بانبهار وشغف عن غرناطة، بسحرها العمراني وجمال آثارها، وكذلك بما تحمله من حزن دفين بسبب المأساة التاريخية التي حلت بها، حيث طرد أولئك الذين صنعوا هذا الجمال، في ظلم تاريخي يشبه إلى حد كبير ظلم الاحتلال في فلسطين.
يعد عام 1492 عاما رمزيا عالميا، إذ شهد سقوط غرناطة، معلنا بذلك نهاية الحكم الأندلسي وبدء الاستعمار الإسباني للأميركتين. وفي عام 1992، أحيت إسبانيا ذكرى هذا التاريخ الرمزي بالعديد من الفعاليات الكبرى، مثل أولمبياد برشلونة، والمعرض العالمي في إشبيلية، إلى جانب معارض للفن الإسلامي في قصر الحمراء بمدينة غرناطة.
إعلانفي تلك السنة، جاء الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي كان يقيم حينها في باريس، خصيصا إلى غرناطة للتأمل في هذا التاريخ المفصلي. ومن وحي هذه الزيارة، كتب ديوانه المعروف "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي". وقد ربط درويش في هذا العمل بين عدة رموز تاريخية وثقافية؛ فمن جهة، قصر الحمراء، ومن جهة أخرى، الشاعر الإسباني غارثيا لوركا، الذي كان درويش شديد الإعجاب به، شأنه في ذلك شأن العديد من الأدباء العرب. ومن الجدير بالذكر أن درويش كان قد كتب سابقا قصيدة طويلة شهيرة بعنوان "خمسون عاما بدون لوركا" بمناسبة مئوية هذا الشاعر الكبير.
وفي ديوانه "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي"، أجرى درويش ربطا بين سقوط غرناطة واغتيال لوركا، وامتد هذا الربط ليشمل قضيته الفلسطينية. وفي القصيدة، أشار درويش إلى ما وصفه ب"الفردوسين"، في إشارة إلى فردوس الأندلس وفردوس فلسطين، معبرا عن فقدانهما معا، بما يعكس إحساسا مزدوجا بالفقد: فقدان الإسلام الأوروبي الأندلسي من جهة، وتعرض فلسطين للاحتلال من جهة أخرى.
ما الدور الذي يلعبه الاستعراب الإسباني في الحفاظ على الذاكرة الأندلسية وتأصيلها في الوعي الشعبي والثقافي في إسبانيا، وكيف انعكس ذلك على الاهتمام بالأدب والثقافة العربية الحديثة؟
وعن الاستعراب الإسباني، يجدر الذكر أن المفكر إدوارد سعيد نفسه أشار إلى هذا الموضوع عندما طلب منه الكاتب الإسباني الراحل المعروف "خوان غويتسولو" كتابة مقدمة للترجمة الإسبانية لكتابه الشهير "في الاستشراق الإسباني". وبعد مرور عشرين عاما على صدور الكتاب بالإنجليزية، نشرت ترجمته الإسبانية، وكتب سعيد في مقدمتها معترفا بأنه لم يكن مطلعا من قبل على حركة الاستعراب الإسباني، بل تعرف إليها لاحقا بفضل صديقه الذي أطلعه عليها ودفعه إلى دراستها قليلا. وأشار سعيد في المقدمة إلى أن إسبانيا تختلف عن بقية أوروبا كونها "مسكونة بالإسلام"، رغم ما مرت به من طرد ومحو ممنهج للماضي الإسلامي.
إعلانوتعد هذه الإشارة ذات دلالة عميقة، إذ إن الاهتمام بالإسلام والتراث العربي في إسبانيا لا يقتصر على الأوساط الأكاديمية، بل يمتد إلى الحياة الشعبية اليومية. فعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون بعضهم لم يدرس عن الإسلام أو عن اللغة العربية أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن تنتشر على نحو واسع الفعاليات الثقافية والحفلات والمعارض المرتبطة بالأندلس، لأن الإسبان يرون فيها جزءا من هويتهم التاريخية.
أما من الناحية الأكاديمية، فقد بدأ الاستعراب الإسباني رسميا تقريبا في منتصف القرن الثامن عشر، حين وصلت إلى مدريد مجموعة من اليسوعيين القادمين من لبنان للمساهمة في ترجمة النقوش والمخطوطات وتنظيم ترتيب المخطوطات العربية المحفوظة في إسبانيا، برعاية من العائلة الملكية الإسبانية. ومنذ ذلك الوقت، خصوصا بعد عام 2019، تطور في إسبانيا تيار استعرابي علمي مهم، وإن كان في بعض أوساطه يحمل رؤى استعمارية أو مجحفة تجاه الإسلام. إلا أنه مع مرور الزمن نشأ تيار استعرابي متنور، تدعمه معاهد وأقسام متخصصة في العديد من الجامعات الإسبانية، وقد تقدمت الأجيال الجديدة فيه تقدما ملحوظا.
تجدر الإشارة إلى أن الموضوع الرئيسي للاستعراب الإسباني يظل مرتبطا بالأندلس، نظرا لأن آثارها ومخطوطاتها وإرثها المادي لا يزال حاضرا في كل زاوية تقريبا من المدن والقرى الإسبانية، من نقوش ونقود وتحف وغيرها. وهذا ما جعل التراث الأندلسي يندمج تلقائيا في الوعي الشعبي الإسباني، بحيث يتفاعل معه الناس بصورة طبيعية، ويرونه جزءا من هويتهم.
أما على مستوى المستعربين الأكاديميين، فقد تأثروا بالتيارات العلمية والبحثية الأوروبية، ولدينا اليوم مجالات بحثية واسعة ومنشورات مهمة صدرت منها مئات الكتب باللغة الإسبانية. وأخيرا، نشهد تزايدا في الاهتمام بترجمة الأدب العربي الحديث والثقافة العربية المعاصرة، وليس فقط الدراسات الأندلسية، لأن كثيرا من الإسبان باتوا ينظرون إلى اللغة العربية كلغة مرتبطة أيضا بواقع الحياة والسياسة المعاصرة. ولهذا انتشرت الترجمة من الروايات والأعمال الأدبية العربية الحديثة، وكذلك الفعاليات المرتبطة بالفنون العربية الراهنة، بهدف تعزيز العلاقات الثقافية بين العرب والإسبان بوصفهم جزءا من الفضاء المتوسطي المشترك.
إعلانوهنا تجدر الإشارة إلى ملاحظة مهمة، وهي أن أغلب الإنتاج الاستعرابي الإسباني مكتوب باللغة الإسبانية، ما يجعله شبه مجهول لدى جمهور القراء العرب، خصوصا في المشرق، وكذلك لدى التيارات الاستعرابية الأخرى كالأنجلوسكسونية والفرنسية وحتى الألمانية، إذ إن هذه الأوساط الأكاديمية قلما تطلع على منشورات الاستعراب الإسباني. وعندما أشارك في مؤتمرات وندوات مع متخصصين عرب أو إنجليز أو أميركيين، ألاحظ دائما أن كثيرا منهم غير مطلعين على الإنتاج الحيوي للاستعراب الإسباني، الذي يتمحور معظمه حول الأندلس، وإن كان قد بدأ أخيرا يتوسع ليشمل الثقافة والمجتمعات العربية الحديثة.