اتهم الطيار اليمني طلال الشاوش، قيادة يمنية، بالوشاية عليه واعتقاله في المملكة العربية السعودية، بعد أن وصلها للعمل وترك وظيفته في البلاد الغارقة بالحرب منذ أكثر من عشر سنوات.

 

وقال الطيار طلال الشاوش، في منشور له على صفحته بمنصة فيسبوك، إن أول محقق وجه له أسئلة عدة من أبرزها عن رفض قائد القوات الجوية السابق التسليم (محمد صالح الأحمر) للخلف (راشد الجند)، وأين هو قائد القوات السابق وهل لدية منصب؟ ومن هم من أقرباء الرئيس السابق ممن لديهم مناصب في الحكومة حاليًا؟

 

 

وأضاف إلى استجوابه بأسئلة أخرى، من بينها لمن تخضع جزيرة سقطرى حاليا؟، وعن أوضاع وحال الطائرات اليمنية وكم لديه ساعات طيران ولماذا هو متذمر من الأوضاع الجارية؟.

 

وأوضح أن الأسئلة التي تعرض لها أثناء التحقيق كانت جميعها مستفزه وأنه أجاب عنها جميعا، مشيرا إلى أن أبرز ما رد عليه بشأن تذمره كان رده نتيجة تدمير الطائرات ومسكنه وراتبه ومستقبل أطفاله وكيف أصبح عاجزا عن تحقيق حياة كريمة لأطفاله، ليهز المحقق رأسه قائلا: "مؤلم عقيد طيار يشتغل في ورشة تجهيز مطاعم".

 

وأشار إلى أن المحقق قال له إن هنالك إجراءات سيتواصلون مع القيادات اليمنية وسيكون خير ثم ارسلني إلى السجن الانفرادي ليبدأ بعدها فصول المعاناة مع المحقق الآخر بعد تواصلهم مع القيادات اليمنية".

 

وأكد أن قيادات القوات الجوية اليمنية قدمت تهمه خبيثة ضد الطيار "الشاوش" انتقاما منه لما كان بينه وبينهم من قضية سابقة بخصوص أمن وسلامة الطيران حيث حوكم بسببها وكان الحكم لصالحه، غير أن تهديداتهم استمرت ضده حتى جاءت الفرصة للوشاية به.

 

والطيار الشاوش هو أول طيار يمني يرفض أوامر قيادة القوات الجوية بعدم الطيران بطائرات معطلة وخارج الجاهزية. ولطالما تسبب الطيران بها بكوارث إذ سقطت 3 - 4 طائرات فوق الأبرياء في السنوات القليلة الماضية أكثرها مأساوية التي سقطت في شارع الزراعة بالعاصمة صنعاء.

 

وحصل الشاوش على البراءة من المحكمة الاستئنافية العسكرية من التهم المنسوبة إليه برفض الأوامر العسكرية بعد رفضه الطيران بطائرة تدريب ميج 21 خارج الجاهزية لأن احتمال سقوطها وارد ونكبة المدنيين أو حتى سقوطها في الصحراء.

 

وكان قد عاد الشاوش إلى قريته ماوية في تعز، حيث أصبح يهتم بمجال الزراعة بعد أن استولت جماعة الحوثي، على القوات المسلحة اليمنية بكافة قطاعاتها، وعلق أصدقاء الطيار على منشور سابق له آنذاك، بأن العمل مزارعا أشرف من أن يكون خائنا لبلده، في إشارة منهم إلى رفض الرائد الشاوش العمل مع الحوثيين.

 

وتعرض الطيار اليمني طلال الشاوش للإعتقال والسجن في المملكة العربية السعودية التي اتجه إليها بحثا عن فرصة عمل بعد توقفه عن الوظيفة والعمل في مجال قيادة الطيران اليمني.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن السعودية اعتقال الشاوش الطيران اليمني

إقرأ أيضاً:

عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة

وضاح اليمن الحريري

تأخذ الازمة اليمنية الحالية أكثر من بعد سياسي او عسكري، كما إنها ليست مسألة أرض يتم استعادتها او منطقة نفوذ بهذا الشكل أو ذاك، إنها تمثل أزمة تحمل في مظاهرها تصدعات المشروع الدولاتي لمنظومة الفكر السياسي العربي وأمنه القومي ببعده الجيوسياسي وهو في طور التفكيك واعادة التشكل، حقله في اليمن هو أحد النماذج للتفكيك المباشر، بخلق اسباب كافية لتطبيقه، تعود إلى سوء الادارة واخفاقات التنمية والتقدم في ظروف سابقة.

نعني بالأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة، تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا بدخول قواته الى تلك المحافظتين والسيطرة على أراضيها، متخذا أكثر من مبرر لذلك الفعل، غير مكترث بالتبعات اللاحقة وفيما قد تسفر عنه، في محاولة لفرض واقع عسكري جديد فيهما، هنا تكون المسألة واضحة في أن الانتقالي الجنوبي اتخذ قراره، مرتجلا او متأنيا، في التصعيد تجاه الشرعية التي يمثل في نفس الوقت أحد مكوناتها، مما يعني إنه لم يكن ينظر يوما لنفسه ولقواته الا باعتبارهما جزءا مؤقتا في بنية الشرعية، لارضاء أطراف من دول التحالف.

تقف في الضفة الأخرى من مجرى الأزمة واندفاعها، بقية مؤسسة الشرعية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يستند هو الاخر الى تحالفات سياسية وعسكرية حاضرة محليا وإقليميا، ترى في السلوك المنفرد للانتقالي اعتداء صارخا على مرجعيات تم التوافق عليها مسبقا، أهمها اتفاق الرياض واعلان نقل السلطة. لكن حتى هذا التحالف يقف أيضا في خانته قوى تتفاوت في مدى لؤمها السياسي واستعدادها العسكري لتفجير الموقف عسكريا، في انتظار الاشارة لذلك.

يجب أن ينظر الى الأزمة في شقها السياسي، لنزع فتيل الاشتعال وتنفيسها، في الاتجاه الذي ينفس من تصاعد التوتر، بعد أن تفاقمت عملية الاحتشاد عند المجموعتين، لأن الأزمة وأبعادها لا تعني الانتقالي الجنوبي وحده ولا تعني مؤسسة الشرعية وحدها، كي يتصرفا كما يشاءان، لكنها تمس وبقوة حسابات اقليمية لها وزنها وثقلها، كحسابات المملكة السعودية، بل والأهم من هذا، إنها تمس وبعمق فرص الاستقرار والعيش الآمن للناس في كامل الاتساع الجغرافي والأمني لليمن على اقل تقدير، مما يمثل رهانات غير محسوبة العواقب بدقة، على اعتبار أن الأمر الواقع سيفرض نفسه دون تحديات فعلية، رغم أن خيار الحسم بطريقة صلبة يعلن عنه ومازال قائما.

سيذهب المختلفون حول الأزمة والمتفاوتون في تقديرها الى تقديرات غير صحيحة بالمرة، اذا ظنوا إنها ستمر مرورا عابرا، على حقول النفط وموارد الثروة في شرق اليمن، مع العلم ان هذه الموارد هي فقط المرئية في الأفق، بينما ما خفي قد يكون أعظما، بالتالي فإن خيار الانتقالي الجنوبي وخيار المؤسسة الشرعية، لا يمثلانهما وحدهما، لكن ايضا يمثلان حسابات أخرى ذات ارتباط شديد الأهمية، بما سيجر خلفه من التبعات والتبدلات في القرارات والمواقف، بانعكاس كل ذلك على المواطنين اليمنيين جنوبا وشمالا بالدرجة الأولى.

لن أقول هنا إن علينا بالحكمة اليمانية،لأنها مفقودة في هذه اللحظة على اية حال، لن أقول أن علينا بالدم لأنه لغة الأبطال الذين يذهبون سدى من اجل تغيير التوازنات على أرض الواقع، سأقول أن علينا بالسياسة والمزيد من السياسة الحصيفة والمسئولة، عند التعامل مع هذه المستويات العالية من الأزمة.

تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا، فاقدا لصبره وبانيا لخياراته مستندا على حسابات الغير وتقديرهم للموقف، بينما تتصرف مؤسسة الشرعية خارج احتواء الموقف وطنيا نتيجة تشتتها وبعثرتها المرئية، المبنية على عدم قدرتها على اتخاذ القرارات في وقتها المناسب، عاجزة عن تفعيل المرجعيات المتفق عليها، المملكة أيضا تتصرف بالاستناد الى المعركة السياسية التي تخوضها على المستوى الاقليمي ووفق مصالحها، بغض النظر عن التبعات فيما سيعانيه المواطنون، إذن من يخيف من في هذه الأزمة الشرسة وغيومها تتجمع على رؤوس اليمنيين وتتفاقم جنوبا وشمالا.

سيمضي الوقت دون قرارات، لن يتمكن الانتقالي الجنوبي من اعلان دولته واذا اعلنها سيحمل الناس ما لا طاقة لهم به وسيكتفي بالبقاء على الأرض، لن تتمكن مؤسسة الشرعية الا بالبقاء كضيف دائم الاقامة في الرياض حتى اشعار آخر، لن تتمكن المملكة من اتخاذ قرارات صعبة بسهولة ولها أن تحتفظ بمصالحها، لن يتمكن المشاغبون الاقليميون من انهاء الحصة دون درس وسيجبرون على البقاء على مقاعدهم كأشقياء..السياسة ومزيدا من السياسة هي الحل المؤثر حاليا..علينا اذا بدأ الحوار أن نمضي فيه حتى آخره وله مساراته واوعيته واجراءاته واذا لم يبدأ فلابد ان ينطلق فورا..ودمتم.

مقالات مشابهة

  • إعلامي سعودي يتهم الانتقالي بتشتيت السعودية والتمرد وإلحاق الخسارة بالرياض
  • السعودية وسوريا توقعان مذكرة تفاهم للتعاون الفني في الطيران المدني
  • المخلافي: مشكلة النخب اليمنية تكمن في المجاملة بقضايا الوطن
  • السعودية تستنكر هجوم مدينة تدمر السورية
  • قاعدة يمنية إنتاجية قوية في الملبوسات
  • بن حبتور: عدن يمنية الهوية وما يجري في المحافظات المحتلة مسرحية لتقاسم النفوذ السعودي الإماراتي
  • حقوقية يمنية تفوز بجائزة في هولندا وتهديها لروح إفتهان المشهري
  • عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة
  • خطيب جامع أبي حنيفة يتهم وزارة الرياضة بمحاولة تحويل نادي الأعظمية إلى مول تجاري
  • تقدم الى محكمة جنوب شرق الأمانة علي الطيار بطلب إنحصار وراثة