ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنه عندما تم العثور على طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات أواخر الشهر الماضي، في الطوابق العليا للثكنات الأمريكية في العراق، أدرك مسؤولو البنتاغون بسرعة مدى اقتراب السلاح المشتبه به الذي أطلقته الميليشيات من قتل أفراد أمريكيين.

وأشارت الصحيفة في تقرير أمس الأحد، أنه مع تصاعد عدد هذه الهجمات، يتزايد أيضاً خطر وقوع حادث مميت يتطلب رداً من الجيش الأمريكي، مما يجعله أقرب إلى المواجهة المباشرة مع الجماعات المدعومة من إيران التي يشتبه في مسؤوليتها.

A suspected militia-launched drone that struck American barracks in Iraq highlights a growing threat to the U.S. military in the region https://t.co/qOZX5Nwn6Ihttps://t.co/qOZX5Nwn6I

— The Wall Street Journal (@WSJ) November 5, 2023 معضلة أمريكية

ويسلط الهجوم على القوات الأمريكية في قاعدة الأسد الجوية، الضوء على المعضلة التي تواجه إدارة بايدن، وهي تحاول ردع الميليشيات المدعومة من إيران، تجنباً لأي صراع محتمل مع طهران أو استعداء مع الحكومة في العراق، حيث تم شن العديد من الهجمات. وقال مسؤول دفاعي أمريكي: "إنهم يهدفون إلى القتل، لقد كنا محظوظين للتو."

ومنعاً لحدوث أي تصعيد، قام وزير الخارجية أنتوني بلينكن بزيارة غير معلنة إلى بغداد، قائلاً إنها ركزت جزئياً على إرسال رسالة إلى تلك الجهات الفاعلة التي تهدد الموظفين الأمريكيين في المنطقة أو في أي مكان آخر في العالم.

وقال للصحفيين "لقد كنت واضحاً للغاية، أن الهجمات والتهديدات القادمة من الميليشيات غير مقبولة على الإطلاق، سنتخذ كل الخطوات اللازمة لحماية شعبنا. نحن لا نسعى للصراع مع إيران. لقد أوضحنا ذلك تماماً، لكننا سنفعل ما هو ضروري لحماية موظفينا".

وأكد البنتاغون الهجوم على الثكنات، قائلاً إنه سلط الضوء على "الخطر المحتمل الذي تتعرض له القوات الأمريكية في العراق وسوريا، بسبب هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تشنها مجموعات مدعومة من إيران، ولهذا السبب نأخذها على محمل الجد واتخذنا إجراءات للرد عليها".

الرد الأمريكي

وفي أول رد عسكري هجومي أمريكي، قالت الولايات المتحدة إنها شنت ضربات على قاعدتين في شرق سوريا تعتقد أن الجماعات الإيرانية تستخدمهما. ولكن تلك الضربات الأمريكية - التي قال البنتاغون إنها أصابت منشأة لتخزين الأسلحة والذخيرة في البوكمال بسوريا بالقرب من الحدود مع العراق - لا يبدو أنها ردعت الجماعات من شن هجمات.

ووصفت الولايات المتحدة الضربات بأنها إجراءات دفاع عن النفس، منفصلة عن دعمها العسكري لإسرائيل. ورفض البنتاغون تحديد سبب ضرب أهداف في سوريا وليس العراق، حيث وقعت غالبية الهجمات، وحيث تحتفظ بقوات ومقاولين أمريكيين.

وقال مسؤول دفاعي إن "القرار الأمريكي بضرب الموقعين السوريين، كان يهدف إلى إرسال رسالة إلى الميليشيات في المنطقة، مفادها أن الولايات المتحدة سترد على التهديدات التي تواجه قواتها، مع التخفيف من خطر التصعيد".

أحداث غزة

ووفقاً للتقرير، قال البنتاغون إنه في المجمل، كان هناك ما لا يقل عن 31 هجوماً على المنشآت الأمريكية في العراق وسوريا خلال الأسبوعين الماضيين، فيما وصفه المسؤولون بأنه رد من جانب الميليشيات المدعومة من إيران على الدعم الأمريكي لإسرائيل منذ أن تعرضت للهجوم.

وفي حين أعلنت عدة مجموعات مسؤوليتها عن الهجمات على القوات الأمريكية، يبدو أنها جاءت من جماعات متشددة مرتبطة بإيران، حسبما قال البنتاغون، دون تحديد الجماعات.

وقال مسؤولو دفاع إنهم يعتقدون أن الهجمات على القوات الأمريكية ربما تهدف إلى إجبار الولايات المتحدة على تحويل الموارد من إسرائيل لحماية قواتها، أو إرسال رسالة مفادها أن المنطقة تعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل.

ولم تقل الولايات المتحدة كيف سترد إذا تعرض عدد كبير من القوات للأذى بسبب مثل هذا الهجوم، وهو أمر قال المسؤولون في المنطقة وفي البنتاغون أنهم يخشونه.

ميليشيات عراقية تقصف قاعدة أمريكية في #سوريا https://t.co/a19UEw3FLR

— 24.ae (@20fourMedia) November 5, 2023 قلق متزايد

وقالت إدارة بايدن، إنها تريد تجنب التصعيد مع إيران. كما يشكل خطر نشوب صراع أكبر مصدر قلق متزايد للشعب الأمريكي.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة"NPR" و"PBS NewsHour" و"Marist National" في 13 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن 79% من الأمريكيين إما قلقون أو قلقون للغاية من أن الحرب بين إسرائيل وحماس ستؤدي إلى صراع أكبر في الشرق الأوسط.

وللحد من التهديد الذي تتعرض له القوات، أرسل البنتاغون الشهر الماضي عدة أنظمة دفاع جوي إلى المنطقة، لحماية ما يقرب من 2500 جندي أمريكي في العراق و900 في سوريا، كما نشرت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات، وما يقرب من 12 سفينة إجمالاً وحوالي 1200 جندي إضافي، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي.

وحذر القادة العسكريون الذين عملوا في المنطقة، من أنه حتى مع تعزيز الولايات المتحدة لدفاعاتها، فإن هذا لا يكفي لمنع المزيد من الإصابات أو الوفيات بين القوات الأمريكية.

وبدوره، حذر الجنرال البحري المتقاعد فرانك ماكنزي، الذي شغل منصب قائد القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، من أن إيران توفر أسلحة أكثر دقة لوكلائها، مما يزيد من خطر وقوع هجوم مميت.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا إيران العراق على القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الأمریکیة فی فی المنطقة فی العراق من إیران

إقرأ أيضاً:

عراقجي يتهم واشنطن بعرقلة المفاوضات النووية... وطهران تؤكد التزامها بالحلول السلمية

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التصريحات المتناقضة الصادرة عن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تمثل العائق الأكبر أمام تقدم المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي، معتبرًا أنها تسهم في زيادة الغموض بشأن نوايا واشنطن الحقيقية. 

وأضاف أن تلك المواقف "تثير الشكوك حول جدية واستعداد الولايات المتحدة للانخراط في مسار دبلوماسي حقيقي"، مشددًا على أن طهران "ستواصل السعي لحماية مصالحها الشرعية في إطار القانون والاتفاقيات الدولية"، رغم ما وصفه بـ"الضجة الإعلامية".

آية الله خامنئي: تصريحات ترامب بشأن إيران لا تستحق الردترامب: إيران لا تحتاج إلى الطاقة النووية بسبب ثروتها النفطيةالولايات المتحدة لم تقدم بعد مقترحاً تفصيلياً بشأن الاتفاق النووي مع إيرانجهاز الشاباك يعتقل إسرائيلي لارتكاب مخالفات أمنية لصالح إيرانترامب: إيران محظوظة بتميم.. واقتربنا من إبرام اتفاق نوويالبرنامج النووي.. إيران مستعدة لقبول اتفاق جديد في حال رفع العقوبات عنهاإيران تعرض مشروعًا نوويًا مشتركًا مع أمريكا مقابل رفع العقوباتترامب: نرغب في اتفاق مع إيران.. وواشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهرانهي الأولى منذ 2022.. بوتين يتلقى دعوة لزيارة إيران

تصريحات عراقجي جاءت في وقت تصاعد فيه التوتر بين الجانبين، حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وجه رسالة تحذيرية لطهران دعاها فيها إلى "التحرك بسرعة" نحو إبرام اتفاق نووي جديد، محذرًا من أن "شيئًا سيئًا" قد يحدث إذا لم يتم ذلك.

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إيران لا تسعى للحرب، وستستمر في الحوار مع واشنطن حول الملف النووي، مشيرًا إلى أن طهران لا تخشى من التهديدات التي "يخلطها الرئيس الأمريكي بدعوات للسلام"، حسب تعبيره. 

وأكد بزشكيان أن إيران "متمسكة بالخيار الدبلوماسي"، رغم التصعيد في الخطاب الأمريكي.

وبشأن آخر تطورات المفاوضات، شهد الأسبوع الماضي انعقاد الجولة الرابعة من المشاورات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بعد نحو شهر على انطلاق هذه السلسلة من المباحثات. وتأتي هذه الجولة بعد انقطاع دام أسبوعين، وهي أطول فترة توقف منذ بدء الحوار الذي يجري بشكل غير مباشر وبرعاية سلطنة عُمان.

آية الله خامنئي: تصريحات ترامب بشأن إيران لا تستحق الردترامب: إيران لا تحتاج إلى الطاقة النووية بسبب ثروتها النفطيةالولايات المتحدة لم تقدم بعد مقترحاً تفصيلياً بشأن الاتفاق النووي مع إيرانجهاز الشاباك يعتقل إسرائيلي لارتكاب مخالفات أمنية لصالح إيرانترامب: إيران محظوظة بتميم.. واقتربنا من إبرام اتفاق نوويالبرنامج النووي.. إيران مستعدة لقبول اتفاق جديد في حال رفع العقوبات عنهاإيران تعرض مشروعًا نوويًا مشتركًا مع أمريكا مقابل رفع العقوباتترامب: نرغب في اتفاق مع إيران.. وواشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهرانهي الأولى منذ 2022.. بوتين يتلقى دعوة لزيارة إيران

وكانت الجولات الأولى والثالثة قد عُقدت في العاصمة العُمانية مسقط يومي 12 و26 أبريل، في حين احتضنت العاصمة الإيطالية روما الجولة الثانية يوم 19 من الشهر نفسه. وجاءت هذه التحركات بعد فترة جمود طويلة، أعقبت رسالة وجهها ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي مطلع مارس، تضمنت اقتراحًا بإبرام اتفاق جديد، تضمن تهديدًا ضمنيًا باستخدام القوة العسكرية في حال فشل الجهود الدبلوماسية.

ورغم انخراطها في هذه الجولة الجديدة من الحوار، لا تزال إيران ترفض إجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب الأمريكي، مكتفية بالتفاوض عبر وسطاء. ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المحادثات غير المباشرة تتناول في جوهرها البرنامج النووي الإيراني ومسألة رفع العقوبات المفروضة على طهران.

طباعة شارك إيران أمريكا واشنطن طهران المفاوضات النووية عراقجي

مقالات مشابهة

  • “ذا هيل” الأمريكية: مغادرة واشنطن للمستنقع اليمني أنقذها من كلفة سياسية وعسكرية باهظة
  • عراقجي: دول المنطقة تدعم المحادثات بين إيران وأميركا
  • عراقجي: دول المنطقة تدعم المحادثات مع بين إيران وأميركا
  • تصعيد نووي جديد.. واشنطن ترفض التخصيب وطهران تتمسك بحقها السيادي
  • وزير الخارجية الإيراني: إيران لم تسعَ يوماً لإمتلاك أسلحة نووية ومستعدون للتواصل مع الولايات المتحدة
  • درّة تاج البنتاغون على وشك السقوط .. كيف أربكت صواريخ صنعاء دفاعات واشنطن؟
  • إيران: مستعدون للتوصل إلى اتفاق متوازن مع الولايات المتحدة
  • عراقجي يتهم واشنطن بعرقلة المفاوضات النووية... وطهران تؤكد التزامها بالحلول السلمية
  • خامنئي: بعزيمة شعوب المنطقة ستُجبر الولايات المتحدة على الرحيل
  • "النموذج الأميركي فاشل".. خامنئي: الولايات المتحدة ستُجبر على مغادرة المنطقة