كيف اختلقت مجموعة إعلامية ألمانية الأكاذيب حول غزة؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
برلين- يجتهد عدد من القنوات الألمانية الداعمة لإسرائيل في شيطنة الفلسطينيين، خصوصاً مجموعة "أكسل شبرينغر" التي تملك عدة وسائل إعلامية، منها المحطة التلفزيونية "فيلت" (Welt) وصحيفة "بيلد" (BILD) الأكثر انتشاراً في البلاد، لكن المجموعة وقعت مؤخراً في فضائح إعلامية كبرى.
ونشرت "فيلت" في أحد برامجها ما اعتبرته "تحققاً من الأخبار" وزعمت أن شاباً فلسطينياً من غزة، هو صانع المحتوى صالح الجعفراوي، ليس سوى مجرد ممثل، وأطلقت عليه لقب "باليوود" وهو لفظ أطلقته دوائر إسرائيلية وأخرى داعمة لها على من تصفهم بالمتلاعبين في الإعلام من الفلسطينيين عبر "التمثيل واستجداء العواطف".
وبثّت القناة عدة مقاطع تزعم أن الجعفراوي يحمل السلاح، وفي لقطة أخرى يمشي في شارع، ثم يظهر في مستشفى يبكي، وفي لقطات أخرى يظهر كصحفي، وفي أخرى يحمل طفلاً، ثم يظهر حتى كممرض، ولقطة أخرى للشخص داخل "كيس جثت" قبل أن تتهمه "فيلت" بالتمثيل داخل مستشفى وهو يتلقى العلاج.
وتعنون تغطيتها للحرب على غزة بـ"حرب إسرائيل ضد الإرهاب" وتبث صوراً أخرى مأخوذة من الانترنت لإثبات روايتها، قبل أن تربط كل هذا بصورة زعمت أن نشطاء فلسطينيين ينشرونها لعائلة فلسطينية قديمة، بينما هي تعود لعائلة أرمينية، حتى تستدل على كلامها بوجود "فبركة فلسطينية".
ولم تتوقف "فيلت" الناطقة بالألمانية عند هذا الحد، بل قام كليمنس فيرجين كبير المراسلين لديها بنشر الفيديو مترجماً إلى الإنجليزية على تويتر، وراسل قناة "بي بي سي" بالقول "كيف أن قناة خاصة وصغيرة نسبياً مثل فيلت تعمل بميزانية أصغر بكثير من ميزانيتكم، تبين أن هذا الرجل (في إشارة للجعفراوي) ممثل باليوود، بينما مراسلوكم لا يعرفون ذلك؟".
تكرار أكاذيب تم كشفهاما قامت به القناة الألمانية لم يكن سبقاً، بل مجرّد تكرار للدعاية الإسرائيلية على مواقع التواصل، إذ نشرت الصور ذاتها حسابات لشخصيات إسرائيلية قبل أيام، وفندها عدد من المستخدمين والصحفيين واعتبروها جزءا من حرب إعلامية لمحاولة تقليل التضامن العالمي مع غزة، خصوصاً أن حساب الجعفراوي يتابعه 2.7 مليون شخص.
ورد الصحفي ومدقق الحقائق الأمريكي مات بيندر على مراسل القناة الألمانية قائلا "عليك أن تشعر بالخجل من طريقة عملكم اللامسؤولة، أنتم تنشرون الأكاذيب على أنها مثال لتغطية جيدة. عار عليكم".
وذكر بيندر -الذي قام بالتحقق من هذه المزاعم منذ أيام- أن ادعاء فبركة الجعفراوي لعلاجه بالمستشفى كاذب، "لأن شخصاً آخر هو من يظهر في فيديو العلاج، وتحديدا شاب اسمه محمد زنديق، والفيديو رُفع على تيك توك في أغسطس/آب الماضي، عندما فقد الشاب محمد ساقه في هجوم إسرائيلي على الضفة الغربية".
on the left is Saleh Aljafarawi, found on Instagram posting footage from Gaza as saleh_aljafarawe
the person in the hospital is 16 yo Mohammed Zendiq. the footage was posted on TikTok in August when he was hospitalized after losing his leg during an IDF raid in the West Bank pic.twitter.com/V1sXl56s0U
— Matt Binder (@MattBinder) October 26, 2023
ما ذكره الصحفي بيندر، أكده أيضاً موقع مسبار للتحقق من الأخبار قبل أيام، حيث ذكر أن هذا المشهد لا يعود الجعفراوي، بل للشاب زنديق الذي أصيب خلال اقتحام إسرائيل مخيم نور الشمس في طولكرم بالضفة الغربية.
وتابع بيندر أن الادعاء الثاني الذي ذكرته قناة "فيلت" بأن الجعفراوي تظاهر بأنه جثة في كيس، كاذب أيضا، لأن الصورة مأخوذة من صفحة فيسبوك من تايلند، لسيدة ترتدي زي الهالوين مع طفلها.
Pallywood conspiracy theorists are sharing this now-viral photo to claim Palestinians are faking images of the dead in Gaza
i traced the image to its source
the photo was originally posted on Facebook in October 2022 by a mom in Thailand
its her kid in a Halloween costume pic.twitter.com/aMO39Bi2JS
— Matt Binder (@MattBinder) October 27, 2023
وبعد كشف أكاذيبه، قام كليمنس فيرجين بحظر بيندر، بالإضافة لعدد من مستخدمي تويتر الذين فضحوا التضليل المستمر الذي تقوم به قناته.
وهذه ليست أول مرة تتورط فيها "فيلت" بالتضليل، فقد سبق لها أن ربطت بين احتفال لاعبين من المنتخب المغربي في مونديال قطر، وبين "تنظيم الدولة" لرفعهم أصبع السبابة، في سياق انزعاجها من رفع المغاربة العلم الفلسطيني، واعتذرت لاحقا بعد حملة غضب واسعة.
"بيلد".. على نفس الخطى
شهدت العاصمة برلين، السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني، مظاهرة واسعة شارك فيها الآلاف من الداعمين للقضية الفلسطينية، لكن ذلك لم يرق لصحيفة "بيلد" التي حاولت شيطنة المظاهرة، لكنها سقطت في فضيحة مدوية.
فبدل ترجمة شعار "إسرائيل تقصف، وألمانيا تموّل" الذي رفعه المتظاهرون، حوّرت الصحيفة الشعار إلى "اقصفوا إسرائيل" ووضعته في عنوان خبرها على الموقع، ولم يقم 7 صحفيين حرروا الخبر بالتأكد من حقيقة الشعار.
كما وضعت الصحيفة عنواناً جانبياً للخبر "8500 مشارك في مسيرة كارهة لليهود في برلين" رغم أن المسيرة شارك فيها إسرائيليون ويهود رافضون للعدوان على غزة.
So lügen sich Axel-Springer-Medien ein Feindbild zurecht, das dann dämonisiert werden kann. Aus dem Slogan „Israel bombardiert, Deutschland finanziert“ wird ein Gewaltaufruf konstruiert, indem die Worte verfälscht werden. So werden dann pauschal 8.500 „Judenhasser“ erfunden. pic.twitter.com/3Fh713vmp5
— Tarek Baé (@Tarek_Bae) November 5, 2023
وكتب الصحفي طارق بايي "هكذا تختلق مجموعة إكسل شبرينغر صورة عدو يجب شيطنته، اختلقت دعوة للعنف عبر تحوير شعار المظاهرة، كما قامت باختلاق رقم 8500 كارهٍ لإسرائيل".
وتشترك وسائل إعلام مجموعة "أكسل شبرينغر" في خط تحريري واضح بالدفاع عن إسرائيل، أكثر حتى من وسائل إعلام إسرائيلية، وسبق لها عام 2021 أن طالبت الصحفيين غير الموافقين على رفعها للعلم الإسرائيلي على بنايتها أن يبحثوا عن عمل آخر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
شاهد.. ياسمين صبري تحرج إعلامية سألتها عن محمد رمضان
أثارت الفنانة ياسمين صبري جدلًا واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تجاهلت الرد على سؤال إعلامي حول إمكانية تعاونها مجدداً مع الفنان محمد رمضان، في موقف جديد يعكس استمرار التوتر بين الطرفين بعد خلاف علني تصدّر عناوين الأخبار خلال الآونة الأخيرة.
وخلال لقاء إعلامي أُجري معها على هامش الترويج لفيلمها الجديد “المشروع X”، وجّهت المذيعة سؤالًا مباشراً لياسمين صبري عن إمكانية مشاركتها في عمل فني قادم مع محمد رمضان.
غير أن الفنانة رفضت الإجابة كأنها لم تسمع السؤال أصلاً، وقالت باختصار: “أنا شخصياً سعيدة أنني معكم، ونحن أتينا إلى هنا من أجل فيلم (المشروع X)، فهو أهم من أي شيء آخر، وتشرفت للغاية بتعاوني فيه مع النجم كريم عبد العزيز”.
وفسّر الجمهور رد ياسمين صبري المقتضب وتجنّبها التام لذكر اسم محمد رمضان على أنهما رسالة واضحة بأن الخلاف بين الطرفين لا يزال قائماً، أو على الأقل لا يوجد أمل في عودة العلاقة لطبيعتها كما كان في السابق.
ويأتي هذا الموقف بعد ساعات فقط من تصدّر ياسمين صبري التريند بسبب ظهورها في لقاء تلفزيوني آخر، حيث وقعت في موقف محرج إثر فشلها في الإجابة على سؤال حسابي بسيط، فعندما سألها المذيع عن حاصل ضرب 5 في 5، أجابت: “10”، ما أثار موجة من السخرية على مواقع التواصل.
واعتبر البعض أنها محاولة متعمّدة منها للظهور بشكل رقيق، بينما رأى آخرون أن الحادثة كشفت ضعفاً حقيقياً في المعلومات الأساسية.
تفاصيل أزمة ياسمين صبري ومحمد رمضانبدأ الخلاف بين النجمين خلال حفل سحور رمضاني جمع عدداً من النجوم، حيث توجهت ياسمين صبري إلى محمد رمضان لمصافحته وتهنئته بقولها: “مبروك يا ابني”، ليرد عليها بطريقة وصفها كثيرون بالمستفزة والمهينة: “ابني؟ إنتِ مجنونة ولا إيه؟!”.
هذا الرد العنيف أحرج الفنانة أمام الحضور، ما دفعها إلى مغادرة الحفل غاضبة، ورفضت التصوير أو استكمال مشاركتها في الفعالية.
وتفاقمت الأزمة لاحقاً بعد أن قام محمد رمضان بنشر مقطع فيديو يوثق الواقعة عبر حسابه على “إنستغرام”، وأرفقه بمقطع من أغنيته الشهيرة “مافيا”، يتضمن عبارة: “الناس اللي بتتنك (تتكبر).. أنا بديها فوق راسها”.
ووُصف الفيديو بأنه تصعيد مباشر، وفتح الباب أمام حملة انتقادات واسعة، دفعت ياسمين صبري إلى اللجوء للقضاء واتخاذ إجراءات قانونية ضد رمضان.
لاحقاً، حاول محمد رمضان احتواء الأزمة، حيث أرسل اعتذاراً خاصاً لياسمين صبري عبر الرسائل، ونشر أيضاً بيان اعتذار علني قال فيه: “رسالتي إلى الزميلة الجميلة ورفيقة النجاح ياسمين صبري، لا عتاب بين الأحباب، وكل سنة وأنتِ طيبة وناجحة في حياتكِ وعملكِ”.
وفي مطلع أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت ياسمين صبري عن قبولها اعتذار محمد رمضان، وأكدت وقف جميع الإجراءات القانونية، لكن يبدو أن آثار الخلاف لا تزال تلقي بظلالها، وتنعكس على طريقة تعاملها الإعلامي مع أي سؤال يخص زميلها السابق حتى الآن.