نتنياهو يظهر داخل نفق أسفل المسجد الأقصى ويثير موجة غضب واسعة
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
القدس المحتلة – أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، موجة من الغضب والجدل بعد ظهوره في مقطع فيديو مصوّر من داخل نفق ضخم محفور تحت المسجد الأقصى المبارك، يمتد من منطقة سلوان وصولًا إلى أسفله مباشرة، في مشهد وصفه مراقبون بـ"الاستفزازي والخطير".
وفي كلمته داخل النفق، قال نتنياهو إن "القدس ستظل العاصمة الأبدية لإسرائيل"، مؤكدًا عزمه دعوة دول العالم للاعتراف بها عاصمة ونقل سفاراتها إليها، ما اعتُبر تحديًا سافرًا للقانون الدولي واستفزازًا لمشاعر المسلمين حول العالم.
اعتبر ناشطون ومراقبون أن النفق الذي ظهر فيه نتنياهو يشكّل أحد أخطر مشاريع التهويد، بسبب ما يمثله من تهديد مباشر لأساسات المسجد الأقصى، محذرين من أن هذه الحفريات المستمرة منذ سنوات تتم تحت ذريعة "البحث عن آثار الهيكل المزعوم" دون العثور على أي دليل تاريخي يدعم هذه المزاعم.
ورأى محللون أن اختيار نتنياهو للظهور من داخل النفق في هذه الذكرى ليس صدفة، بل رسالة مدروسة تهدف إلى فرض سيطرة رمزية ومادية على كل ما هو فوق الأرض وتحتها في القدس.
وتزامن هذا الظهور مع الذكرى الـ58 لاحتلال القدس عام 1967، وسط تصعيد غير مسبوق في المسجد الأقصى والبلدة القديمة، حيث اقتحم أكثر من 2090 مستوطنًا باحات المسجد، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك في الاقتحامات شخصيات رسمية بارزة، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعدد من أعضاء الكنيست من أحزاب يمينية متطرفة، في مشهد اعتبره نشطاء محاولة لفرض واقع جديد يكرّس السيطرة الإسرائيلية على الحرم الشريف.
مسيرة الأعلام وهتافات عنصرية
في ساحة باب العامود، تجمع مئات المستوطنين للمشاركة في ما يُعرف بـ"مسيرة الأعلام"، مرددين هتافات عنصرية من قبيل "الموت للعرب" و"لنسوّي غزة بالأرض"، ورفعوا لافتات استفزازية كُتب عليها: "عام 1967: القدس في قبضتنا" و"عام 2025: غزة في قبضتنا"، ما فُسّر كرسائل رمزية تكشف عن توجهات الاحتلال المقبلة.
و أشار نشطاء إلى أن غياب الفعل العربي والدولي، والاكتفاء ببيانات الشجب، شجع الاحتلال على الاستمرار في مخططاته التهويدية. وأكدوا أن ما كان في السابق ممنوعًا أصبح اليوم يحدث علنًا، دون رادع أو محاسبة، ما يهدد الوضع القائم في القدس ومكانة المسجد الأقصى الإسلامية.
ويُحذر مراقبون من أن استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى انفجار الوضع في المدينة المقدسة، مطالبين بتحرك عربي وإسلامي عاجل لكبح جماح الاحتلال ووقف سياساته الاستفزازية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
استفزاز وعنصرية وتواطؤ.. هكذا علق مغردون على اقتحامات الأقصى
وشهد المسجد الأقصى مشاهد غير مسبوقة، حيث رفع المستوطنون أعلام الاحتلال داخل الحرم الشريف وأدوا طقوسا تلمودية في الساحات الشرقية والغربية، في حين اعتدت قوات الاحتلال على حراس المسجد وأبعدتهم عن الساحات لتأمين مرور المستوطنين.
وجاءت هذه الاقتحامات بمناسبة ما يسميه الإسرائيليون "يوم القدس" أو "يوم يروشالايم" بالعبرية، وهو عيد قومي يوافق اليوم الذي احتلت فيه إسرائيل الشطر الشرقي من القدس خلال حرب عام 1967، والمعروف عربيا بـ"نكسة حزيران".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4باحث مقدسي: اقتحامات المستوطنين للأقصى تهويد ممنهجlist 2 of 4سموتريتش: لا نخشى كلمة "احتلال" وسنعاود استيطان غزةlist 3 of 4نتنياهو يظهر من نفق تحت الأقصى والمستوطنون يصعّدون في القدسlist 4 of 44 دلالات خطيرة من اقتحام "بن غفير" للأقصى بهذا العددend of listوكعادتهم في مثل هذا اليوم من كل عام، نظم آلاف المستوطنين والمتدينين اليهود مسيرة الأعلام، وهي مسيرة ضخمة يرفعون خلالها الأعلام الإسرائيلية ويتجهون إلى القدس الشرقية، خاصة البلدة القديمة وباب العامود.
ترافقت المسيرة مع ترديد شعارات قومية ودينية وهتافات عنصرية ضد العرب والمسلمين، في مشاهد وصفتها المعارضة الإسرائيلية نفسها بالعنيفة والمهينة.
وبالتزامن مع هذه الأحداث، عقدت حكومة الاحتلال اجتماعا برئاسة نتنياهو في بلدة سلوان، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مشاريع تهويدية ضخمة تشمل البنية التحتية والإسكان والتعليم.
كما نشر نتنياهو فيديو من داخل نفق ضخم قال إنه يمتد من بلدة سلوان وصولا إلى أسفل المسجد الأقصى مباشرة، جدد خلاله مزاعمه بأن "القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل".
إعلان غضب واستياءورصد برنامج شبكات (2025/5/27) تعليقات كثيرة اتسمت بالغضب والاستياء من هذه المشاهد، حيث كتبت لمى: "ما يجري في المسجد الأقصى من اقتحامات وطقوس دينية تحت حماية الاحتلال، والاستفزاز والعنصرية جهارا، خرق سافر للوضع القانوني والتاريخي للقدس".
وأضافت لمى أن ما يحدث "تحدٍّ صريح لقرارات الأمم المتحدة"، معتبرة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكا واضحا للمواثيق الدولية والقوانين التي تحكم الوضع في القدس المحتلة.
بينما علقت هدى قائلة: "هذه خطوات محسوبة ضمن مشروع صهيوني يسعى لتكريس سيادة دينية وسياسية على القدس والمسجد الأقصى، ما يحدث هو محو تدريجي للهوية الإسلامية والعربية للمدينة".
وحذر محمد من خطورة الصمت إزاء هذه الممارسات، مغردا: "استمرار الصمت الرسمي والشعبي على هذا المسار العدواني هو تواطؤ غير مباشر، من لم يحرّكه الأقصى اليوم، فلن يحرّكه شيء بعده".
من جهته، ربط كريم بين ما يحدث في الأقصى والسياسات العنصرية الأوسع، قائلا: "أن تُغلق متاجر الفلسطينيين قسرا، وتُضرب الطواقم الصحفية، ويُهتف علنا الموت للعرب في شوارع القدس".
وأضاف كريم: "كل هذا لا يهدد فقط المسجد الأقصى، بل يفضح انحدارا أخلاقيا في نظام يفاخر بعنصريته دون رادع"، مشيرا إلى التصعيد المتواصل في الممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين.
وفي إشارة لافتة إلى الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، علق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد على مسيرة الأعلام، ووصفها بالمسيرة العنيفة والمهينة، وقال: "تم الاحتفال بيوم القدس أمس بمسيرة عنيفة ومهينة تخللتها أغان تسخر من الأطفال الذين يموتون في غزة"، في انتقاد نادر من قيادي إسرائيلي بارز لهذه الممارسات.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد المخاوف من تداعيات السياسات الإسرائيلية على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي، خاصة مع استمرار الانتهاكات في المقدسات الدينية.
إعلانوتشكل اقتحامات المسجد الأقصى المتكررة جزءا من سياسة إسرائيلية أوسع تهدف إلى تغيير الوضع القائم في القدس، وفرض واقع جديد يخدم المشروع الاستيطاني في المدينة المقدسة والمناطق المحيطة بها.
27/5/2025