مبادرة جديدة نحو توظيف تقنيات التقاط الكربون وإنتاج الهيدروجين الأزرق
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
العمانية – أثير
وقّعت وزارة الطاقة والمعادن اليوم بمسقط على مذكرة تعاون في مجال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه وتطوير الهيدروجين الأزرق في سلطنة عُمان مع كل من شركة تنمية نفط عُمان، و”شل عُمان”، وأوكيو لشبكات الغاز، وأوكسيدنتال؛ لتكوين بيت خبرة يسهم في تطوير الإطار التنظيمي والاستراتيجي في هذا المجال.
ويأتي توقيع هذه المذكرة ضمن المبادرات التي تقودها الحكومة لتوظيف تقنيات التقاط الكربون وإنتاج الهيدروجين الأزرق في تحقيق مستهدفات إستراتيجية سلطنة عُمان للتحول في الطاقة، والإعلان عن التزام سلطنة عُمان بتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.
وتعد تكنولوجيا التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه من الحلول الواعدة لتقليل الانبعاثات الكربونية والوصول للحياد الصفري الكربوني خاصةً في قطاعات إنتاج النفط والغاز والصناعات ومحطات توليد الكهرباء المعتمدة على الوقود الأحفوري.
وأشارت الإستراتيجية الوطنية لسلطنة عُمان للانتقال المنظم إلى الحياد الصفري -إحدى مخرجات مختبر إدارة الكربون في أكتوبر عام 2022م- إلى أن التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه سيسهم بما يقارب 15 بالمائة من خفض إجمالي الانبعاثات المحلية في سبيل الوصول إلى الحياد الصفري في سلطنة عُمان بحلول عام 2050.
ويمثل هذا التوقيع استكمالًا للجهود المبذولة لإيجاد حلول عملية للحد من الانبعاثات الكربونية وتمكين المبادرات والمشروعات المستقبلية المرتبطة بمجال التقاط الكربون وإنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال تكوين بيت خبرة متخصص من أجل عمل تقييم “تكنو- اقتصادي” شامل في سلطنة عُمان، والإسهام في تطوير الإطار التنظيمي والاستراتيجيات اللازمة للنهوض بهذا القطاع، وسيجمع بيت الخبرة فريقًا أساسيًّا يعمل مع وزارة الطاقة والمعادن، إضافة إلى عدد من الشركاء أصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطاقة والتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه وتطوير الهيدروجين الأزرق، وسيتم تكوين مسارات عمل لتطوير جوانب تقنية وتنظيمية محددة من مراحل سلسلة القيمة المرتبطة بهذا المجال بمشاركة عدد من الجهات من القطاعين العام والخاص والقطاع الأكاديمي والمؤسسات الاستثمارية والبحثية ذات الخبرة.
وقال سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن: إنه من المهم اتخاذ خطوات متسارعة في توظيف مقومات الاقتصاد النظيف من خلال الحلول العملية للوصول إلى النتائج المستهدفة في الوقت المحدد بالتنسيق والتعاون مع الشركاء في القطاع، وباستخدام أفضل الممارسات والحلول التقنية المتقدمة في مجال إدارة الكربون بطريقة منهجية مستدامة.
من جانبه أوضح الدكتور فراس بن علي العبدواني مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن أن هذه الدراسة التي سيقوم بها بيت الخبرة في مجال التقاط الكربون وإنتاج الهيدروجين الأزرق تأتي استكمالًا للجهود المبذولة من القطاعين العام والخاص للحد من الانبعاثات الكربونية من خلال عمل تقييم “تكنو- اقتصادي” وتشريعي شامل يهدف إلى وضع الإطار التشريعي المستقبلي وإعداد الضوابط المناسبة لتمكين الاستثمار في هذا المجال بطريقة تتماشى مع خطة سلطنة عُمان للوصول للحياد الصفري.
ومن جانب آخر، وقعت شركة “أوكسيدنتال عُمان” وشركة أوكيو لشبكات الغاز على مذكرة تفاهم؛ بهدف إجراء دراسة مشتركة حول المشروعات المحتملة لحجز الكربون واستخدامه وتخزينه في سلطنة عُمان بالتنسيق مع مشروعات الاستخلاص المعزز للنفط التي تنفّذها أوكسي عُمان في منشآتها الإنتاجية بسلطنة عُمان. ووفقًا لهذه المذكرة، اتفق الجانبان على تبادل المعلومات والخبرات الفنية ذات الصلة بوضع الاستراتيجيات التي تضمن تعميم مشروعات حجز الكربون واستخدامه وعزله في سلطنة عُمان بما يتماشى مع التوجه الاستراتيجي الوطني، بما في ذلك حجز الكربون ونقله إلى المنشآت الإنتاجية لأوكسي عُمان لأغراض الاستخلاص المعزز للنفط، وتقديم الدعم اللازم من أجل وضع السياسات والإجراءات لدى الجهات الحكومية المعنية.
ويعكس هذا التعاون الاستراتيجي التزام الشركتين بالابتكار ودعم المشروعات المستقبلية لحجز الكربون واستخدامه وتخزينه والاستخلاص المعزز للنفط في سلطنة عُمان، وحرصهما على تمكين استراتيجية الانبعاثات الصفرية بعيدة المدى والأهداف المناخية العالمية.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: الطاقة والمعادن فی مجال
إقرأ أيضاً:
تحوّل استراتيجي.. واشنطن: علاقتنا بالسعودية دخلت مرحلة جديدة تتجاوز الطاقة
أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سام وريبورج، أن العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية دخلت مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، تتجاوز الأطر التقليدية، وتعكس تطورًا نوعيًا في طبيعة الشراكة بين البلدين.
وأوضح وريبورج، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر"، المذاع عبر قناة "MBC مصر"، أن المرحلة الراهنة من العلاقات الثنائية لم تعد تقتصر على مجالات الطاقة التقليدية، بل تمتد لتشمل ملفات ذات طابع مستقبلي، مثل الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، والطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يُولي أهمية خاصة لتوطيد العلاقات مع السعودية، مدفوعًا بعلاقة شخصية متينة تجمعه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لافتًا إلى أن هذه العلاقة أسهمت بشكل مباشر في تعزيز التنسيق السياسي والاقتصادي بين واشنطن والرياض.
وأضاف المتحدث أن الإدارة الأمريكية ترى في السعودية شريكًا عالميًا يتمتع بثقل ومكانة تؤهله للعب دور محوري في صياغة مستقبل المنطقة والعالم، مشددًا على أن ما تحقق داخل المملكة من إصلاحات وإنجازات جعلها قوة مؤثرة تتجاوز نطاقها الإقليمي.
ونوّه وريبورج إلى أن الشراكة بين البلدين أصبحت اليوم أكثر تنوعًا وحداثة، إذ ترتكز على الابتكار والتقدم التكنولوجي، وهو ما يعكسه الزخم الدبلوماسي والحراك المستمر بين قيادتي البلدين، معتبرًا أن ما تشهده العلاقات الثنائية حاليًا يمثل تحولًا تاريخيًا في مسار التعاون الأمريكي-السعودي.