تفتيش طالبات وتهديد أسيرة.. انتهاكات الاحتلال بحق النساء تؤجج غضب الفلسطينيين
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
ندد ناشطون فلسطينيون بسلسلة من انتهاكات الاحتلال بحق النساء في الضفة الغربية، حيث تتصاعد وتيرة الاعتقالات واقتحام المدن والمخيمات تزامنا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتداولت المنصات الفلسطينية مشاهد تظهر قوة من شرطة الاحتلال توقف طالبات مدارس في مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، وتقوم بتفتيشهن جسديا.
وشهد مخيم شعفاط منذ فجر اليوم الأربعاء اقتحاما واسعا من قبل مئات من جنود الاحتلال الذين تمركزوا في عدة محاور واعتلوا أسطح المباني ضمن عملية لهدم منزل عائلة الفتى الأسير محمد باسل الزلباني المتهم بتنفيذ عملية طعن في فبراير/شباط الماضي.
جنود الاحتلال يعتدون على سيدة فلسطينية وطفلتها خلال اقتحام مخيم شعفاط شمال القدس#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/uUX3gyytoB
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 8, 2023
وعرقل جنود الاحتلال حركة الفلسطينيين داخل المخيم، حيث وثقت مشاهد على منصات التواصل ترويع فلسطينية وابنتها الصغيرة أثناء منعهما من المرور بأحد الشوارع.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن محامي الكاتبة لمى خاطر -التي اعتقلتها قوات الاحتلال من منزلها بمدينة الخليل في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- أنها تعرضت "للتهديد بالاغتصاب وبحرق أطفالها".
بعد اعتقالها فجر 26 أكتوبر الماضي.. محامي الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر يكشف عن تعرضها للتهديد بـ"الاغتصاب والإهانة وحرق أطفالها"#حرب_غزة pic.twitter.com/UiIVG9NFL7
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 7, 2023
وأوضح المحامي حسن عبادي أن موكلته اقتيدت عند اعتقالها إلى معسكر كريات أربع، حيث تعرضت لهذا التهديد من ضابط إسرائيلي، ثم نقلت إلى معتقل عوفر.
وبعد ذلك نقلت الكاتبة الفلسطينية مجددا إلى معتقل هشارون حيث وضعت في زنزانة عزل سيئة وظروف احتجاز قاسية -وفقا لما ذكره المحامي- ثم إلى معتقل الدامون مع 63 معتقلة يفترشن الأرض.
وتشن قوات الاحتلال حملات موسعة على المدن والمخيمات الفلسطينية بالضفة، وقد أحصت وزارة الصحة أكثر من 160 شهيدا برصاص الاحتلال منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين اعتقل 2280 فلسطينيا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تُسلّع المساعدات وتستخدمها كسلاح لإجبار الفلسطينيين على التراجع
يمانيون../
في واحدة من أكثر صور الابتزاز الإنساني فظاعةً، تُواصل الولايات المتحدة الأمريكية توظيف المساعدات الإنسانية كسلاح ضغط على الفلسطينيين، في محاولة لانتزاع تنازلات سياسية وميدانية لصالح الكيان الصهيوني، الذي يرتكب أبشع المجازر بحق سكان قطاع غزة تحت غطاء أمريكي مباشر.
وفي هذا السياق، وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، التحالف الأمريكي-الصهيوني بأنه “شراكة وحشية”، مشيراً إلى أن الغذاء والدواء تحوّلا إلى أدوات حرب في يد الاحتلال، تُستخدم للترهيب والترغيب وفرض الاستسلام على سكان القطاع.
وتتزامن التصريحات الأمريكية بشأن إدخال “مساعدات إنسانية” مع توسيع رقعة العدوان العسكري على غزة، في تكتيك مزدوج يهدف إلى خنق المقاومة وتهجير السكان، غير أن هذه السياسات تواجه بصمود فلسطيني أسطوري، يُبدد رهانات واشنطن وتل أبيب.
ويؤكد الدكتور علي حمية، المتخصص في الشؤون العسكرية، أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطاً مباشرة على الفلسطينيين لسحب سلاح المقاومة، باستخدام الأموال العربية كوسيلة تمويل غير مباشرة لحماية الكيان المؤقت، والتغطية على جرائمه. وقال إن واشنطن لا ترى في الشعب الفلسطيني سوى عائق أمام تثبيت مشروعها في المنطقة.
وتتعمّد قوات الاحتلال تكثيف جرائمها في غزة، مستخدمة سياسة الأرض المحروقة لفرض التهجير، عبر المجازر الجماعية والحصار الكامل، فيما تؤكد مصادر ميدانية أن العديد من مناطق القطاع لم تدخلها حتى رغيف خبز منذ أكثر من 75 يوماً، ما ينذر بكارثة إنسانية شاملة.
وفي موازاة ذلك، تحذر شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من انهيار شامل في الأوضاع الإنسانية، في ظل استمرار منع إدخال المواد الأساسية، واستهداف المستشفيات والمرافق المدنية، وهو ما يجعل من المساعدات الموعودة غطاءً إعلامياً لجرائم ممنهجة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
الكاتب والصحفي خالد بركات، في حديثه لقناة المسيرة، اعتبر أن الجمع بين إدخال المساعدات وتوسيع العدوان، يعكس السادية الصهيونية، واصفاً السياسات الحالية بـ”الإبادة الجماعية المتعمدة”. وأكد أن سياسة التجويع تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على رفع الراية البيضاء، لكن الواقع يُكذب ذلك: “لا استسلام ولا تراجع، بل مقاومة حتى النصر أو الشهادة”.
ويتابع بركات: “ما يجري في غزة ليس سوى فصل من يوم قيامة حقيقي يعيشه السكان تحت نيران القنابل وصواريخ الحقد، في ظل صمت عالمي مشين، عدا عن جبهة اليمن التي تمد يدها بثبات وإيمان إلى قلب فلسطين”.
الجنون الصهيوني لا يتوقف عند حدود القطاع، بل يمتد إلى الضفة الغربية، حيث تنفّذ قوات الاحتلال حملات هدم وتهجير قسري، كان آخرها استهداف بلدتي كفر الديك وبروقين، عبر هجمات ممنهجة للمستوطنين والجيش، أسفرت عن تدمير منازل، واعتقالات، ومصادرة أراضٍ.
في هذا السياق، يتصاعد الغضب داخل أوساط عائلات الأسرى الصهاينة، الذين يعارضون استمرار العدوان خشية على حياة أبنائهم المحتجزين في غزة، وهو ما عبّر عنه أحد الأسرى في رسالة للكنيست قال فيها: “ستكون أيديكم ملطخة بالدماء إن لم توقفوا الحرب”.
ووسط هذا المشهد الكارثي، تؤكد المقاومة الفلسطينية، مسنودة من الشعب اليمني وقوى محور التحرر، أنها لن تُرغم على التراجع، مهما استخدمت واشنطن وتل أبيب أدوات الضغط والموت، فالمعركة لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل صراع وجود، لا يقبل القسمة على اثنين.