مصدر بالبيئة لـ العرب: حملات تفتيش مكثفة بالمناطق البرية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
تكثف وزارة البيئة والتغيّر المناخي حملات التفتيش على المناطق البرية والساحلية بالتزامن مع انطلاق موسم التخييم الشتوي ودخول قرار حظر رعي الأغنام حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري، وقال مصدر مسؤول بالوزارة في تصريحات لـ «العرب» «إن دوريات الحماية البيئية تغطي جميع مناطق التخييم بالدولة، وأضاف: تشمل حملات التفتيش الروض والمناطق البرية عموماً التي كانت تشهد نشاطا لرعي الأغنام، موضحاً أن وحدات الحماية تعمل على ضبط جميع المخالفات لأحكام قانون حماية البيئة، وتقوم وحدات التفتيش برصد المخالفات وإحالتها إلى الجهات المختصة، والعمل على إزالتها، وأشار إلى أن حملات التفتيش ترافقها جهود توعوية لتعزيز الحماية البيئية وشرح اضرار الممارسات الخاطئة على البيئة والغطاء النباتي في البلاد، وحذر المصدر من ارتكاب أي تجاوزات لأحكام قانون حماية البيئة واشتراطات موسم التخييم الشتوي المؤقت، لافتا إلى أن إدارة الحماية البيئية ستتخذ كافة الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
وناشد المصدر الجمهور ضرورة الإبلاغ عن المخالفات والتجاوزات البيئية، من خلال التواصل بمركز الاتصال الموحد رقم 16066 الذي يعمل على مدار الساعة، وطيلة أيام الأسبوع. وقال إن الشروط العامة لعملية التخييم تم وضعها للمحافظة على التنوع البيولوجي في هذه المناطق من نبات وحيوانات وأشجار، منوها بأن متابعة الوزارة لتلك الاشتراطات ليس بغرض توقيع العقوبات على المخالفين، ولكن للمساهمة في الإرشاد والمساعدة على اتباع التعليمات.
وشدد المصدر على ضرورة التزام المخيمين بتلك الشروط، بما يحقق موسما مستداما يستمتع فيه جميع المخيمين بالبيئة والطبيعة دون أن يكون هناك أي آثار سلبية على البيئة المحلية.
كانت وزارة البيئة والتغيّر المناخي قد أعلنت عن بدء تطبيق قرار حظر رعي الأغنام والماعز من مطلع شهر نوفمبر الجاري حتى 30 ابريل المقبل، وفقاً للقرار الوزاري رقم 23 لسنة 2023 بشأن تمديد حظر رعي الإبل وتنظيم رعي الأغنام والماعز في جميع مناطق الدولة. وجاء في القرار أنه بعد الاطلاع على القانون رقم (32) لسنة 1995 بشأن منع الإضرار بالبيئة النباتية ومكوناتها، وعلى القرار الأميري رقم (41) لسنة 2022 بالهيكل التنظيمي لوزارة البينة والتغير المناخي، وعلى القرار الوزاري رقم (1 38) لسنة 2018 بتشكيل فريق عمل دائم لدراسة التأثيرات الإيجابية والسلبية لقرار حظر الرعي على الغطاء النباتي وقطيع الإبل. وعلى القرار الوزاري رقم (188) لسنة 2021 بتمديد قرار حظر رعي الإبل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة البيئة حملات التفتيش التخييم الشتوي رعی الأغنام
إقرأ أيضاً:
المهنة راعي
المهنة راعي / عيسى الشبول أبو حمزة
#المهنة_راعي
أقول وأنا صادق، لطالما تمنّيت أن أعيش حياة هذه المهنة ولو لأيّام، بالذات فرعي الأغنام… برأيي، أنَّ هذه المهنة وما يرافقها من انطلاق في أرض الله الواسعة تُعيد الإنسان إلى إعداداته الأولى، إلى نمط الحياة الأول الذي عشناه في سبعينيّات القرن الماضي حيث البساطة واللطافة ونقاء الناس، الراعي يرى النور باستمرار، يرى الشمس وشروقها الأخّاذ وقد أهدت للحلال يوماً جديداً، يرى الأرض على امتدادها، هضابها، تِلالها، وديانها، يرى ينابيع المياه ويسمع صوت خريرها، يرى الأشجار والأعشاب بأنواعها ويعيش التجربة كل يوم، يتمعّن في شق الصخور ويرى الشمس وقد تزاورت الى اليمين والشمال مُخلِّفةً ظِلّاً وبَراداً طازجين.
كان يوماً حافلاً لهذا الراعي وقد تمعّن في خلْق الله وملكوته في كل ِّ لحظة، هو في طريقه الى الحظائر وقد أزِفَ النهار على الرحيل، يرى الشمس المُدبرة وقد غَطَسَ قُرصها الحارق في الأفق، يعود بأغنامه على وقْعِ جرس المرياع واستقبال الخِراف الصغيرة لأمهاتها، إنّها الفِطرة وقد تجلّت بكامل معانيها، هذه الأغنام اسمها حلال وهي آية من آيات الله، فهي تمثّل الوداعة والعطاء والبذل.
عندما يعود الراعي بأغنامه تكون مهمّته في ذلك اليوم قد انتهت وقد كُتب له الأجر، حياة الراعي قريبة من النفس البشريّة السويّة، همّه أن يرعى القطيع وأنْ يقتات الحلال من فضل الله، وأغلى أمانيه سلامة أغنامه وإطعامها وحلْبِها، الراعي يأنس بحلاله وتأنس به ولا يعرف ذاك الأُنس إلاَّ من جرّب، يتكلم معها بأصوات بسيطة وليس بكلمات أو جُمَلْ وهذا يكفي لِفَهمها وامتثالها، الأغنام تحسُّ وتفهم على راعيها وهي مُطيعة ولا تعرف العِنَادْ ، وأولاً وآخراً يعيش الراعي حياة نقيّة ويشمُّ هواءً نقيّاً ويكفي أنه بعيداً عن القيل والقال، بعيداً عن سماع الأخبار وتحليلات الخُبراء، بعيداً عن قراءة أعمدة المُتكسبين وأوراقهم الصفراء، بعيداً عن صخب الحياة وضجيجها وتلوّثها، بعيداً عن كل ما من شأنه أنْ يقصف العمر..
دمتم بخير.