عزيزي (ميدو): دورينا ليس (سبوبة)
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
في الخطاب العام، أو الشعبي في عدد من الدول العربية، تُستخدم كلمة “السبوبة” لوصف تلك اللحظة التي يُختزل فيها المشروع، أو الموقف في عائد مالي سريع، بلا رؤية أو التزام أخلاقي هي ليست مشكلة في السعي للربح بحد ذاته، بل في غياب المعنى، حين يصبح كل شيء قابلًا للبيع، حتى القناعات .
في عالم الاتصال، لا تُقاس قيمة التصريح فقط بمضمونه، بل باللغة التي يُقدَّم بها والسياق الثقافي الذي يُلقى فيه بعض التصريحات التي تُمرر على أنها”نصيحة” أو “رأي شخصي” قد تحمل في طياتها تقليلًا غير مباشر أو نظرة فوقية، خصوصًا عندما تتناول مشاريع أو دولًا أو تجارب رياضية خارج الإطار الأوروبي التقليدي .
التصريح الذي يختزل فكرة قدوم لاعب بحجم محمد صلاح إلى الدوري السعودي في كونه”بحثًا عن المال”، أو وسيلة لشراء أسهم في نادٍ أوروبي، أو بالبلدي شراء (ريكوردر) لا يمكن عزله عن دلالاته الاتصالية؛ فحتى لو لم تكن النية إهانة، فإن الأثر الاتصالي يوحي بتقزيم مشروع رياضي كامل، وتحويله إلى مجرد محطة مالية، وهو ما يُعد في ثقافات كثيرة – ومنها الثقافة السعودية – خطابًا غير محترم؛ فالدوري السعودي اليوم ليس فكرة طارئة ولا نزوة مالية عابرة؛ بل هو مشروع استثماري رياضي طويل الأمد، تُبنى فيه البنية التحتية، وتُستقطب الكفاءات، وتُصاغ هوية تنافسية واضحة وتجاهل هذا السياق والحديث عنه بلغة اختزالية، يعكس فشلًا في قراءة المشهد أكثر مما يعكس نقدًا موضوعيًا.
في الاتصال العابر للثقافات، هناك فارق جوهري بين النقد والتحقير، وبين التحليل والتصنيف المسبق، حين يُختزل خيار لاعب محترف في بعد واحد، ويتم تجاهل الطموح الرياضي، والتحدي التنافسي، وتأثير المشروع على الكرة العالمية، فإن الخطاب يتحول من رأي إلى وصاية رمزية، وكأن بعض الدوريات تملك وحدها حق “الشرعية الكروية ”، والأخطر أن هذا النوع من الخطاب لا يُسيء فقط للدوري؛ بل يضع اللاعب نفسه في قالب غير منصف، وكأنه عاجز عن اتخاذ قرار مهني معقد، ويُختزل في صورة “باحث عن المال”، وهو تبسيط مخل وغير مهني.
عندما نتحدث عن مشاريع رياضية كبرى، فإن الحد الأدنى من الوعي الاتصالي يفرض علينا أن نناقشها بلغة تعترف بواقعها وتأثيرها، لا بلغة تُقلل منها تحت غطاء المزاح أو النصيحة، وهذا أمر كنت أتوقع من رحالة أوروبا وزميل )زلاتان ( الكابتن ميدو أن يتفهمه؛ فالرسائل لا تُقاس بما يقصده المتحدث فقط، بل بما يفهمه المتلقي، وأن دورينا ليس (سبوبة).
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: محمد العمري
إقرأ أيضاً:
موسكو تدعو برلين إلى تخفيف حدة الخطاب "المناهض" لروسيا
دعت موسكو، اليوم الجمعة، برلين إلى أن "تخفف من حدة خطابها المناهض" لروسيا، وذلك وفق بيان للسفارة الروسية في ألمانيا، الذي حث برلين على "تخفيف حدة خطابها المناهض لروسيا، ووقف إثارة (الهستيريا) حول استعدادات روسيا (المزعومة) لمهاجمة دولة أو أكثر من دول حلف شمال الأطسي ناتو".
وقالت السفارة الروسية، في البيان الذي أوردته وكالة تاس الروسية اليوم، إن "الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين دحض مرارا التكهنات التي لا أساس لها.. وموسكو لا تهدد الدول الأوروبية، وتؤكد اهتمامها بإجراء مناقشات موضوعية حول مبادرات السلام في أوكرانيا تأخذ في الاعتبار مصالح روسيا الأمنية، وتساهم في إزالة الأسباب الجذرية للصراع الأوكراني".
وأضافت أنه "من المؤسف أن النخب الأوروبية تواصل التركيز على الحفاظ على بقاء نظام كييف، ومواصلة الحرب حتى آخر أوكراني، وتعطيل أي تقدم نحو تسوية سلمية"، بحسب البيان.
ورفض السفير الروسي لدى ألمانيا سيرجي نيتشايف اتهامات الحكومة الألمانية بـ"تورط وكالات تابعة للدولة الروسية في هجوم إلكتروني على هيئة المراقبة الجوية الألمانية ومحاولة التأثير على نتائج انتخابات البوندستاج التي جرت في 23 فبراير"، وذلك على خلفية استدعائه اليوم، إلى وزارة الخارجية الألمانية، حيث قُدم إليه احتجاج يتعلق بالتورط في هجوم إلكتروني على هيئة المراقبة الجوية الألمانية (DFS)، ومحاولات مزعومة للتأثير على نتائج انتخابات البوندستاج الألمانية في فبراير 2025 من خلال "نشر معلومات مضللة"، بحسب البيان.
من جانبه، وصف السفير الروسي تلك الاتهامات بأنه "لا أساس لها، وغير مبررة".