البيجيدي يطالب بحق غير المستفيدين من الدعم المباشر في توجيه شكايات ل"وكالة الدعم الاجتماعي"
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
طالب إدريس الأزمي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بضمان حق المواطنين الذين لم يستفيدوا من الدعم المالي المباشر، أن يضعوا شكايات لدى الوكالة التي أحدثتها الدولة لتوزيع الدعم.
وأوضح الأزمي، الوزير السابق في حكومة عبد الإله ابن كيران، خلال ندوة صحافية نظمها حزب العدالة والتنمية اليوم أنه من الجيد أن تكون هناك مؤسسة مستقلة تتولى توزيع الدعم المالي المباشر على الأسر، لكن “ينبغي أن يكون من ضمن صلاحياتها أيضا تلقي شكايات المواطنين الذين لم يستفيدوا من الدعم والبت فيها”.
وكان المجلس الحكومي صادق على على إحداث «الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي»، وهي مؤسسة عمومية، تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي، عهد إليها بالسهر على تدبير نظام الدعم الاجتماعي المباشر، وتتبعه وتقييمه بهدف الرفع من فاعليته.
ونص المشروع على مهام واختصاصات الوكالة وكيفيات تسييرها وتدبيرها؛ واختصاصات وتأليف مجلس إدارة الوكالة، الذي يتكون من ممثلي الإدارة والمدير العام للوكالة الوطنية للسجلات، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء مشهود لهم بالكفاءة في المجالات المرتبطة بمهام الوكالة. كما يحدد هذا المشروع أيضا صلاحيات الوكالة المتمثلة في التسيير، والسهر على تنفيذ مقررات مجلس الإدارة، لا سيما تلك المتعلقة بالموارد البشرية. علاوة على التنظيم الإداري والمالي للوكالة، من حيث مواردها ونفقاتها، والكيفية التي تتم بها ممارسة المراقبة المالية.
كلمات دلالية إدريس الأزمي التشكي الدعم المالي المباشر المغربالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: التشكي الدعم المالي المباشر المغرب
إقرأ أيضاً:
مشاريع التخرج قادرة على إحداث نهضة صناعية إذا وجدت الدعم
¶ من رمال اليمن إلى رقائق السيليكون.. قصة خمس مهندسات حوّلن التحدي إلى إنجاز ¶ الذهب الأبيض في بني حشيش.. مشروع هندسي رائد لإنتاج السيليكا النقية في اليمن
في زمنٍ تتزايد فيه الحاجة إلى بدائل محلية للصناعات الاستراتيجية، أثبتت خمس طالبات من قسم هندسة الميكاترونكس – كلية الهندسة، جامعة صنعاء، أن الطموح والعلم قادران على تحويل الرمال إلى ذهب تكنولوجي. برؤية جريئة، قررت الطالبات: عايشة البازلي، خلود القادري، نوره القادري، شيماء المخلافي، وتسنيم ثابت، الغوص في عالم الصناعات المتقدمة، مستهدفاتٍ إنتاج السيليكا عالية النقاوة من ثروة وطنية مهملة: رمال اليمن.
تحت إشراف أكاديمي مشترك من قبل د.خليل الحطاب ود.عبد الملك مؤمن، وم.فتح البازلي وم.جهاد الزيادي، وبجهود شبه ذاتية، طوّرن نموذجًا أوليًا لخط إنتاج ذكي يعمل بالتحكم المنطقي المبرمج (PLC)، قادر على تحويل رمال اليمن إلى مادة أولية تدخل في صناعات استراتيجية مثل الرقائق الإلكترونية، الألواح الشمسية، والزجاج عالي الجودة.
في هذا اللقاء، تفتح لنا المهندسة عايشة البازلي نافذة على كواليس المشروع، كيف وُلدت الفكرة؟ وما التحديات التي واجهتهن؟ وما الحلم الذي يسعين لتحقيقه؟ كما توجه رسالة مهمة إلى المهندسين وصنّاع القرار حول قيمة المشاريع الهندسية المرتبطة بثروات اليمن الكامنة:
الثورة/ هاشم السريحي
من أين جاءت فكرة المشروع؟ وما الذي حفّزكم لاختيار هذا التخصص بالذات (إنتاج السيليكا عالية النقاوة)؟
بدأت فكرة المشروع من بحثي في آلية تصنيع الرقائق الإلكترونية، حيث تبيَّن لي أن المادة الأساسية فيها هي السليكون المستخرج من رمال السيليكا. دفعنا الفضول للبحث أكثر، فاطلعت على تقارير تؤكد وجود احتياطيات ضخمة من هذه الرمال في اليمن، وبنقاوة عالية، فعندما اقترحت لزميلاتي الفكرة أبدين تفاعلهن معها وقررنا ألا نكتفِي بمصادر النت فقط، بل ذهبنا إلى هيئة المساحة الجيولوجية للتأكد من المعلومات، وهناك اكتشفنا حجم الثروة التي تمتلكها اليمن، ثروة قادرة على دعم صناعات استراتيجية مثل الزجاج، والطاقة الشمسية، والإلكترونيات. لكن الواقع المؤسف أن هذه الثروة غير مستغلة نتيجة الإهمال المؤسسي وغياب الرؤية الاستثمارية. من هنا وُلِدت فكرة المشروع: أن نبدأ نحن كطالبات ميكاترونكس بتحويل هذه الثروة المحلية إلى منتج ذي قيمة، بدل أن نستورد ما هو متاح تحت أقدامنا.
هل كنتم تدركون منذ البداية أن للمشروع أبعادًا استراتيجية لليمن؟ أم اكتشفتم ذلك أثناء البحث والتطبيق؟
منذ البداية، كنا مدركات لأهمية المشروع وأبعاده الاستراتيجية. انطلقنا من سؤال جوهري: لماذا تحتكر بعض الدول صناعات مثل الرقائق الإلكترونية والألواح الشمسية؟ هل بسبب امتلاكها للمواد الخام وبقية الدول لا يوجد لديها موارد؟ أم بسبب امتلاكها العزيمة وأيضاً الخبرات؟ وعندما تأكدنا أن اليمن تمتلك رمال السيليكا، أدركنا أن المشكلة لا تكمن في الموارد، بل في غياب الاستغلال الجاد لها. فقررنا أن نُحوّل هذا التحدي إلى فرصة، ونثبت من خلال مشروعنا أن اليمن قادرة على المنافسة بما تمتلكه من ثروات وكفاءات.
الجوانب التقنية
ما هي المراحل الخمس التي يمر بها خط الإنتاج؟ ولماذا تم اختيار هذه التقنيات بالتحديد؟
يمر خط الإنتاج بخمس مراحل رئيسية:
الغسل باستخدام حمض الهيدروكلوريك.
التصفية الأولية بالماء لإزالة الشوائب والأيونات.
التصفية الثانوية والخطوة الأولية للتجفيف.
التجفيف الكامل لإزالة الرطوبة.
الغربلة لفرز السيليكا حسب الحجم الحبيبي.
واختيرت هذه التقنيات لتناسب الإمكانيات المتاحة محلياً مع الحفاظ على معايير الجودة العالمية بهدف الوصول إلى نقاوة عالية جداً.
في الجانب التقني، استخدمنا وحدة التحكم المنطقي المبرمج PLC من نوع Siemens SIMATIC S71200 G2، لما تتميز به من حجم صغير وكفاءة عالية. ربطنا الـ PLC بمستشعرات مختلفة (مثل مستشعر الحموضة، ودرجة الحرارة، ومستوى السائل، ومستشعرات ضوئية)، إلى جانب مشغلات مثل المحركات والمضخات والصمامات. ساعدتنا هذه التقنية على تحقيق تحكم تتابعي دقيق ومزامنة عالية بين مراحل الإنتاج، مما زاد من كفاءة العملية الإنتاجية وقلل الأخطاء.
التحديات
ما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال تنفيذ المشروع، سواء من ناحية الوقت أو التكاليف أو الجوانب الفنية؟
واجهنا صعوبات كبيرة من جميع النواحي:
في البداية، عانينا من شح المعلومات حول رمال السيليكا في اليمن، ثم واجهنا تحديات في تأمين المعدات، حيث إن كثيراً من القطع غير متوفرة محلياً، وإن وُجدت فهي باهظة الثمن. اضطررنا لاستيراد بعضها من الصين، وهنا بدأت معاناة وهم إدخالها إلى صنعاء.
على الجانب الفني، تحديات فنية في تصميم المراحل، ما اضطرنا للاعتماد على الابتكار والتعامل مع ما هو موجود، وأيضاً كان علينا تصميم نظام آمن للتعامل مع حمض الهيدروكلوريك، وابتكار حلول لتعديل المعدات المتاحة لتتلاءم مع طبيعة المشروع، إضافة إلى التحديات في دمج الميكانيكا مع البرمجة والكهرباء بدقة.
هل حصلتم على أي دعم من خارج الجامعة؟ (شركات، جهات حكومية، خبراء صناعيين؟)
بالإضافة إلى التحديات السابقة كانت هناك تحديات توفير ميزانية كاملة لإنجاز المشروع، اعتمدنا بشكل شبه كامل على التمويل الذاتي، مع دعم محدود من “تيليمن” بمبلغ 500 ألف ريال حيث أنها الجهة الوحيدة التي قدمت دعماً مناسباً، و”يمن موبايل قدمت لنا ” 70 ألف ريال فقط بالرغم من أنها مؤسسة عملاقة إلا أن الدعم الذي قدمته محدود جداً ولا يتلاءم مع التكلفة الكلية للمشروع، وتواصلنا مع تاجر يمني معروف وأبدى تفاعله واستعداده لدعم المشروع لكنه انسحب لاحقاً مما أثر على معنوياتنا في القروب، أما هيئة المساحة الجيولوجية، ففرضت علينا 5 آلاف ريال عن كل عينة، رغم أننا أوضحنا لهم أننا طالبات نعمل في مشروع مكلف.
كل هذا تزامن مع ضغوطات الترم والتدريب الصناعي، وتأخر المشروع في بدايته بسبب طول إجراءات البحث والتخطيط، ما ضيّق الوقت المتاح لنا. ورغم كل هذا، استطعنا بفضل التعاون والتفاهم في القروب وتنظيم الوقت والابتكار أن نواصل العمل.
كما لقينا تعاوناً ودعماً بشكل كبير نعتبره تعويضاً عن الدعم الغائب من الدولة، تعاون من المهندس فتح البازلي حيث فتح لنا ورشته فأنجزنا المشروع فيها، وأتاح لنا الفرصة لاستخدام الآلات المتواجدة لديه بالإضافة إلى أنه أفادنا بخبرته في الهندسة وأيضاً لقينا دعم مالي من أبي حيث دفعت كل مهندسة في القروب 130 ألف ريال والباقي تكفل بها أبي.
الأثر والنتائج
ما نتائج الفحوصات المعملية التي حصلتم عليها؟ وكيف تقيمون أداء النموذج الأولي الذي صمّمتموه؟
من ناحية النتائج، أثبتت الفحوصات المعملية أن رمال السيليكا في منطقة بني حشيش تصل نقاوتها إلى 100 %. وفي تطبيقنا الأولي للمشروع، جربنا المرحلة الأولى عملياً وأكملنا بقية المراحل داخل المعمل، وحققنا نقاوة وصلت إلى 99.9 %. حاليًا، نحن في مرحلة إنهاء النموذج الأولي استعدادًا لتجربته كاملاً.
برأيكم، ما أبرز الصناعات المحلية التي يمكن أن تستفيد من هذا المشروع؟
الصناعات التي يمكن أن تستفيد من هذا المشروع متعددة:
الإلكترونيات: لتصنيع رقائق السليكون.
الطاقة المتجددة: لصناعة الألواح الشمسية.
الزجاج والسيراميك: لصناعة زجاج عالية الجودة.
الآفاق المستقبلية
في حال توفر دعم حكومي أو استثماري، كيف يمكن تطوير هذا الخط الإنتاجي ليخدم السوق اليمنية والعربية؟
ندرك أن الدعم الحكومي أو الاستثماري يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا. فبتوفّر الدعم، يمكن إنشاء مصنع متكامل لإنتاج السيليكا عالية النقاوة وتوسيع خطوط الإنتاج لتغطية احتياج السوق المحلي وتصدير الفائض، كما يمكن تطوير منتجات مشتقة من الرمال مثل الطلاء من الكاولين وغيره.
الرسالة والختام
ما الرسالة التي توجهينها لزملائك المهندسين والمهندسات حول أهمية المشاريع التي تخدم البلد مباشرة؟
نصيحتي لزملائي من المهندسين والمهندسات: لا تنتظروا الظروف المثالية، بل اصنعوها، وليست العبرة بما نملكه من موارد، بل بما نصنعه منها، مشاريعكم قادرة على تحويل اليمن من مستهلك إلى مُنتج إذا ارتبطت بالواقع، فكونوا حلقة الوصل بين العلوم الهندسية التي درستموها واحتياجات البلد.
ماذا تقولين لصناع القرار في اليمن بخصوص أهمية دعم المشاريع الهندسية المحلية كهذا المشروع؟
رسالتي لصنّاع القرار: إن الاستيراد المستمر في بلد يمتلك هذه الموارد يُعد خسارة وطنية. دعم المشاريع الريادية التي تستغل الموارد المحلية ليس ترفاً، بل ضرورة للأمن الاقتصادي. نطالبكم بسياسات واضحة تُشجع الصناعات التحويلية وتعزز من ثقة الشباب بإمكاناتهم.
لو تم تبنّي مشروعكم بشكل رسمي، ما الحلم أو الهدف الأكبر الذي تطمحون لتحقيقه من خلاله؟
أما حلمنا الأكبر، فهو إنشاء مجمّع صناعي تكنولوجي في اليمن يُنتج السيليكا النقية ويحوّلها إلى سليكون يُستخدم في الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية. هدفنا أن نوفر آلاف الوظائف ونضع اليمن على خارطة العالم كمُصدِّر للتكنولوجيا، وليس فقط كمُصدر للمواد الخام.