رأي اليوم:
2025-05-11@18:52:45 GMT

السودان والمؤامرات الخارجية المتكررة

تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT

السودان والمؤامرات الخارجية المتكررة

 

الأستاذ الدكتور ذياب عيوش في العام 1968 كنت أعمل معلما ومشرفا اجتماعيا في مدرسة “اثنين بللسمر” بمنطقة أبها في المملكة العربية السعودية، تلك المنطقة الرائعة بأهلها، ومناخها، وجمال الطبيعة في أرضها.كان عدد قليل من المعلمين  في تلك المدرسة من السعوديين، بينما كانت الأغلبية من المعلمين الفلسطينيين ، والأردنيين، والسوريين، واللبنانيين، والسودانيين، وعراقي واحد.

وأذكر أنني كنت وزملائي معجبين بوداعة المعلمين السودانيين، ولطفهم، وبعلاقاتهم المميزة بعضهم مع بعض من جهة، ومع زملائهم العرب من جهة أخرى.لم يقتصر الأمر على هذا الاعجاب، وانما تعداه الى علاقتهم بحكومتهم وسفراء بلادهم المتعاقبين في السعودية، والتي كانت لافتة للانتباه ،حيث كانت تصلهم بطاقات التهنئة من حكومتهم في جميع أعيادهم الوطنية والدينية وأعني بالأخيرة عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك، مما يدل على عمق الروابط الخاصة وغياب الكراهية أوالتحاسد أو التباغض أو الصراع، بينهم. لم يقتصر الأمر على هذه الظاهرة ، بل كانت هناك ظاهرة أخرى تدل على التزام أكبر بتقوية العلاقة بين السودانيين المغتربين.وتتمثّل هذه الظاهرة الأخيرة في أنه اذا قَدِمَ موجّه سوداني للتفتيش على المعلمين في أي مدرسة في المملكة العربية السعودية،لا يقبل دعوة من أي معلم غير سوداني الا بعد أن يزور بيوت جميع المعلمين السودانيين في المدرسة المذكورة. وفي دعوة خاصة للزملاء، في منزلي، على شرف موجّه سوداني (ي.و.) بعد أن أنهى مهمته التفتيشية على المدرسة، روى لنا الموجّه قصة غريبة أحسست أن مضمونها يؤسس لانفصال الجنوب السوداني عن شماله ، لا لكراهية أو عداء أو رغبة جامحة في الانفصال بين السودانيين، وانما لمؤامرة خارجية تدار من خارج السودان وبفعل فاعل أجنبي.قال الموجّه المحترم أثناء سرده للقصة : “ذهبت مرة للتفيش على مدارس في “جوبا” ، المدينة الجنوبية، وبدأت مهمتي في مدرسة تبشيرية. وعندما وصلت البوابة الخارجية للمدرسة، رأيت اثنين يستقبلانني عن اليمبن وعن الشمال وكل منهما يرفع رُمحا برأسه بطّيخة شقها الرمح، فأدركت، والحديث للموجّه،أنهما يوجّهان لي رسالة مفادها: ” لا تأت الينا أيها الموجّه، المُرسل من الوزارة في الشمال، مرة أخرى، فزيارتك التفتيشية لنا غير مرغوب فيها، وانك ان عُدت الينا مرة أخرى سوف نفجر رأسك برماحنا كما فعلنا بالبطيختين”. ثم أكمل الموجّه حديثه وقال: ” ومع ذلك، فقد قررت أن أكمل مهمتي الرسمية، فدخلت الى أحد الصفوف حسب الخطة المرسومة للزيارة وبدأت عملي بالسلام على معلم الصف والطلبة فلم يرد علي أحد منهم، فبدأت أوجّه أسئلة للتلاميذ، فلم يجبني أحد وامتنعوا عن التكلّم معي… فقلت في نفسي :ربما كان تلاميذ هذا الصف مُبرمجين على هذا النحو بفعل فاعل، فجرّبت زيارة صف آخر وواجهت نفس ردود الفعل والامتناع عن التغاعل معي أو الرد على أسئلتي أو توجيهاتي…فأدركت انهم يريدون أن يبلغوني رسالة مُفادها أنه لا رغبة لديهم في استقبال موجّه مكلّف من حكومة شمال السودان، مما ينبؤ بنزعة انفصالية”. هذه الرواية شدتني منذ ذلك الحين الى التعمّق أكثر بما جرى في السودان، فيما بعد، من حالات التمرد أو العصيان أو الصراع، خلافا للانطباع الذي ارتسم في نفسي ونفوس زملائي عن تواد السودانيين وتراحمهم ،ومحبتهم لبعضهم كما بيّنت،وخاصة ما شاهدته من طيبة بين المعلمين السودانيين في المملكة العربية السعودية. وعندما بدأت طبول الحرب تدق بين شمال السودان وجنوبه بعد عشرات السنين، أعادت الى ذاكرتي الرسالة التي تلقاها الموجّه (ي.و) في العام 1968 ، والتي كانت تفيض بمعاني الكراهية والتمييز، وفهمتُ أن صانعي هذه الكراهية لابد أن يكونوا جهات خارجية وغرباء عن الشعب السوداني وقيمه، التي تفيض بالمعاني السامية لدى السودانيين في الشمال والجنوب على السواء. وهكذا استنتجت أنه ما لم يوضع حد للتداخلات الخارجية المتآمرة على وحدة السودان وثرواته الهائلة ، فان كارثة كبرى ستصيب هذا البلد الشقيق المليئ بالثروات البشرية والطبيعية، وأن الكراهية المختلقة التي واجهها الموجّه المذكور في المدرسة التبشيرية التي كان يديرها ويموّلها جهات أجنبية خارجية هي المقدمة الكبرى للعمل التخريبي الذي بذلته تلك الجهات الخارجية لتحقيق انفصال الجنوب السوداني عن الشمال بتاريخ 9 تموز 2011م .واعلانه دولة مستقلة. استقل جنوب السودان وحقق ما سعى له بعض من رغبوا في الانفصال عن السودان ألأم،وجرّب قادة الجنوب ممارسة الحكم وادارة البلاد، وأدركوا بعد سنوات ليست بعيدة أن العودة الى السودان الموحّد فيه قوة، وطمأنينة، وأمن، وهيبة أكبر لكل السودانيين ،مما تحقق من خلال الانفصال المدفوع من قوى خارجية، وبغض النظر عما يحصل هذه الأيام من صراع دموي بين الأشقاء المتصارعين في شمال السودان، أعتقد أنه اذا ما سويت بعض الأمور التي أدت سابقا الى انفصال الجنوب ،فان الجهات الخارجية ستجرّب خلق فتن داخلية جديدة، وصراعات جديدة ، وانفصالات جديدة، بأثواب ودعاوى جديدة ، لتمزيق دولة السودان الموحّد. ولما كانت التدخلات الخارجية المغرضة، والمصالح الشخصية أو القبلية،أو الجهوية،أو الاقأليمية ،أو الدولية، التي عصفت بوحدة السودان وشطرته سابقا الى دولة في الشمال ودولة أخرى في الجنوب، ما تزال قائمة، وان تبدّل شخوصها والجهات المحركة لها داخليا وخارجيا ، سواء كانت تبشيرية أو غير تبشيرية، فان ما يحدث اليوم في السودان من صراع أو حرب بين الجيش السوداني وأنصاره، من جهة، وبين قوات الدعم السريع وأنصارها من جهة أخرى، انما هي مسألة لا تتوافق ،في التحليل السوسيولوجي، مع خصائص الشخصية السودانية الراقية ، ولا مصلحة السودانيين الذين أنهكت الصراعات الداخلية والانقلابية اقتصادهم، ولا مع العبر التي تعلّمها الانفصاليون في الجنوب واعترفوا بعدم جدوى الصراع أو الانفصال عن السودان الأم. وفي ضوء التحليل السوسيولوجي  لهذا الصراع الدائر اليوم بين قيادة الجيش السوداني وبين قوات الدعم السريع ، نرى أن هذا الصراع لا يخدم مصالح السودان، وأنه يسير باتجاه معاكس لمقتضيات نظرية الصراع السوسيولوجية من جوانب عدة أهمها:أولا، أن العداء الخارجي الذي يواجهه السودان ككل من أطراف خارجية طامعة بثرواته أو راغبة في تفتيته أو اضعافه، يتطلّب ، حسب النظرية، وحدة السودانيين قيادة وشعبا  لمواجهة تلك .الأطراف التخريبية و افشال مساعيها الخبيثة، والعجب كل العجب، أن القيادات الداخلية المتصارعة تشعل حربا داخلية مدمرة لشعبها ربما بأكثر مما يمكن أن تحققه المؤامرات الخارجية عليه غير آبهة بالعواقب.ثانيا،لا يوجد رغية سودانية مجتمهية أو اعتراف مجتمعي في السودان بجدوى الاقتتال الداخلي، ولا يجد شعب السودان لأي من الطرفين المتصارعين أو المتحاربين من يصدّق رواية الآخر حول مبررات الحرب أو جدواها، بين الاخوة غير المصالح الخاصة والرغبة في الحكم، ولهذا نرى كيف تتوجّه نداءات السودانيين الى الطرفين لايقاف القتال دون جدوى.ثالثا، ان ما حصل ويحصل من تدمير لاقتصاد السودان بسبب الاقتتال ، ومن تشريد الملايين من المدنيين من مختلف الأعمار والأجناس، وقتل وجرح ألاف المدنيين والعسكريين أبناء الوطن الواحد وعُدته يوم الحاجة هو، في التحليل السوسيلوجي، عمل مخالف للنظريات الاجتماعية، والقيم الأخلاقية. والدينية،ومتطلبات الوحدة الوطنية، والصمود أمام الطامعين. رابعا، ان المرجعيات التي تستند اليها الأطراف المتصارعة متقاطعة الى حد كبير، وهي ليست مرجعيات وطنية حريصة على وحدة الوطن السوداني ونمائه كما يبدو، ولهذا نرى كل الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وغيرها من العرب والأفارقة لتثبيت ما يتفق عليه من هدنة لا تصمد أمام من قرروا اضعاف السودان وتقسيمه من خلال أدوات داخلية، بمعنى ان أطراف الصراع مرتبطون باهداف شخصية و/أو بأجندات خارجية ضاغطة لا يهمها مصلحة السودان ولا تكترث بدماره أو اقتتاله. خامسا، ان عدم تحقيق مطالب شعب السودان بانهاء حكم العسكر واقامة حكومة مدنية ديمقراطية، منذ الانقلاب على حكومة البشير، هي أحد أسباب الحرب الحالية، وما تحمله من لوم وادانة لموقف المتحاربين من أجل البقاء على رأس السلطة بعيدا عن مصلحة الشعب الذي يرغب في تحقيق السلام والأمن والاستقرار، خلاصة القول، ان المصلحة الوطنية والقومية للسودان تقتضي أن يتوقف قادة الحرب الداخلية فيه عن مواصلة القتال، وأن يهتموا بوحدة وطنهم وقوته، وحمايته من الأطماع والمخاطر الخارجة، واذا لم يفعلوا فانهم سيواجهون تيارا سودانيا عارما ذا مرجعية سودانية أصيلة يعصف بهم ويحفظ شعبهم بعيدا عن أطماع الحرب الدائرة. ان على المتحاربين أن يدركوا أن بلدهم عظيم وقوي اقتصاديا وبشريا وسياسيا بوحدته ،وأنه مؤهل لأخذ مركز قيادي على صعيد القارة الأفريقية، والأمة العربية، ان عرف كيف يستغل امكاناته الاقتصادية والبشرية الهائلة ويوظّفها بشكل لائق قوامه السلام الأهلي والاعتماد على النفس وحُسن التدبير أولا، وان يعلموا أن الصراع الداخلي فتنة كبرى لا تمت لمصلحة السودان ووحدته وصموده في وجه الطامعين والمتآمرين عليه بصلة، وأن شعبهم لا يمكن أن يتهاون في محاسبة من يشرد به الى مصالحه الشخصية أو القبلية، وأن بلدهم لن ينتصر على أعدائه المتربصين به الاّ بوحدة شعبه بكل ألوانهم وأصولم ، فالوحدة ، والتخلّص الكامل من التبعيات والتأثيرات الخارجية هما الطريق الوحيد لسلامة السودان ونهضته.  بيت لحم: بروفيسور في علم الاجتماع

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

هجمات متتالية على المواقع الحيوية في بوتسودان.. كيف حصل التصعيد وما هي الخسائر؟

منذ الرابع من أيار / مايو 2025، تعرضت مدينة بورتسودان شرقي السودان، لهجمات متتالية بالطائرات المسيّرة استهدفت المنشآت الحيوية ذات الطابع المدني والاستراتيجي، شملت الميناء الجنوبي، مستودعات الوقود، محطة الحاويات، مطار المدينة، وقاعدة فلامنغو البحرية.

ووصفت الهجمات بأنها تصعيد ممنهج ضد مؤسسات الدولة الحيوية، حيث استهدف ميناء عثمان دقنة بثلاث طائرات مسيّرة في السابع من أيار / مايو، في تصعيد وصف بالخطير يهدد عصب الدولة ومقدراتها المدنية.

وتكررت الضربات على المدينة في الثامن من أيار/ مايو، ما يشير إلى نية واضحة لفرض ضغوط مستمرة على المنطقة ومحاولة إعاقة أي مسعى لاستقرار إداري أو لوجستي في شرق السودان.


الخسائر والتأثيرات على الحياة العامة
ومن جهتها أكد رئيسة حملة "سودان المستقبل" زكية صديق في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن الهجمات لم تقتصر على تدمير البنية التحتية فقط، بل كان لها تأثيرات عميقة على الحياة اليومية للمواطنين.

وقالت إن الضربات الجوية تسببت في انقطاع شامل للتيار الكهربائي عن كامل ولاية البحر الأحمر، بما في ذلك بورتسودان، هيا، سواكن، وسنكات، إلى جانب ولاية نهر النيل والشمالية.

وأضافت صديق أن هذا الانقطاع المفاجئ ألحق شللًا شبه كامل في الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه، مما أدّى إلى توقف الأنشطة التجارية وتفاقم المعاناة الإنسانية.

طعنة في خاصرة الجهود الإغاثية
وأشارت رئيس حملة "سودان المستقبل" إلى أن استهداف مطار بورتسودان يعد بمثابة ضربة قاصمة للجهود الإنسانية في السودان، حيث يعتبر المطار أهم ممر إنساني في شرق البلاد.


وتابعت أن الهجوم يهدد قدرة السودان على استقبال المساعدات الإنسانية في وقت يعاني فيه البلد من أزمة إنسانية خانقة، كما يعرض حركة الطيران المدني في المدينة للتوقف، مما يزيد من عزلتها.

القدرات العسكرية للميليشيا.. الدعم الخارجي
من ناحية أخرى أشارت صديق إلى أن امتلاك الميليشيا لتقنيات هجومية متقدمة، مثل الطائرات المسيرة، يثير تساؤلات حول مصدر هذه القدرات، حيث تُشير زكية صديق إلى أن هذه الهجمات "لا يمكن أن تحدث من دون دعم خارجي، سواء كان ماليًا أو تقنيًا"، مضيفة أنه من هنا، يرى العديد من المراقبين أن هناك قوى إقليمية أو دولية تسعى إلى تفكيك السودان لصالح مصالحها الخاصة.

المستفيدون الحقيقيون: الصراع الإقليمي
وتابعت صديق، إن المستفيدين من هذه الهجمات ليسوا فقط العناصر المسلحة المحلية، بل القوى الإقليمية التي تتطلع إلى الهيمنة على الموانئ والمعابر السودانية.

وقالت رئيس حملة سودان المستقبل إن "الصراع في السودان قد تحول من صراع داخلي إلى أداة في أيدي قوى إقليمية تسعى لفرض سيطرتها على موارد البلاد."


ضرب مؤسسات الدولة
في السياق ذاته أكدت صديق أن اختيار بورتسودان كهدف للهجوم له بُعد سياسي واضح، حيث تعد المدينة مركزًا إداريًا ورمزيًا للدولة، واستهدافها يهدف إلى إضعاف مؤسسات الدولة وزعزعة الثقة في قدرة الحكومة على الحفاظ على الأمن والاستقرار في الأراضي السودانية.

 وقالت صديق إن "هذه الهجمات تهدف إلى إضعاف الثقة في المؤسسات السودانية وتدمير أي محاولة للتوافق الوطني."

الرد العسكري والدور المدني في التصدي
في تحليلها للوضع قالت صديق إنه على الرغم من أهمية الرد العسكري، إلا أن الحل لا يكمن في التوسع العسكري فقط، بل في تشكيل جبهة وطنية مدنية موحدة تقف ضد هذا النوع من التخريب الممنهج.

وأضافت: "نحن بحاجة إلى تعزيز الدفاعات الجوية، وتطوير الاستخبارات، وفتح حوار مع المجتمع الدولي لتوضيح الجهات الراعية لهذه الميليشيات."

إعادة تعريف طبيعة الصراع
وأخيرًا، ترى صديق أن من الأهمية بمكان إعادة تعريف طبيعة الصراع القائم في السودان. تقول: "هذه المعركة ليست بين مناطق أو مجموعات داخل السودان، بل هي معركة بين مشروع دولة ديمقراطية مدنية وبين مشروع تفتيت الدولة لصالح أطراف خارجية.

وتدعو القوى الوطنية، خاصة التيارات المؤمنة بالديمقراطية، إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه هذه التحديات من أجل الحفاظ على وحدة السودان واستقراره.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تنتصر للإنسانية.. إعفاء السودانيين من الغرامات
  • توثيق ذاتي لمفقودي جرائم الدعم السريع بمخيم زمزم
  • كيكل: ستجدوننا قريباً في موقع المسيرات التي تقصف
  • الإمارات تصدر قرارا بشأن الرعايا السودانيين على أرضها
  • الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة وأذونات الدخول
  • كيف نشأ الصراع على الشريعة في السودان؟
  • نقابة الصحفيين السودانيين تعرب عن بالغ قلقها إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الإعلام
  • رغم التوتر بين البلدين.. تدفق غير مسبوق للاجئين السودانيين نحو تشاد
  • رئيس تجمع السودانيين بالمنظمات الدولية يكشف لـ”سبوتنيك” عن المساعي الحالية لوقف الحرب وعودة التفاوض
  • هجمات متتالية على المواقع الحيوية في بوتسودان.. كيف حصل التصعيد وما هي الخسائر؟