كان جنوب إسرائيل في حالة تأهب قصوى، الجمعة، بعد هجمات شنتها جماعات مسلحة في اليمن وسوريا، ما يعكس بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، التهديدات الإقليمية المتزايدة التي تواجهها إسرائيل من المسلحين المدعومين من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

والخميس، قال الجيش الإسرائيلي إن منظمة في سوريا، أطلقت طائرة مسيرة أصابت مدرسة في مدينة إيلات في الجنوب.

ولم يذكر الجيش اسم المنظمة التي أطلقت الطائرة المسيرة باتجاه إيلات المطلة على البحر الأحمر وتبعد نحو 400 كيلومتر من أقرب نقطة في الأراضي السورية.

"جبهات متعددة"

كما تشن جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، لكنها إما أُسقطت أو فشلت في إصابة أهدافها.

وأعلن الحوثيون، الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن بينها العاصمة، صنعاء، الخميس، إنهم أطلقوا صواريخ باليستية على أهداف إسرائيلية مختلفة، منها ما وصفه المتحدث العسكري باسم الجماعة بأنها "أهداف عسكرية في إيلات".

وقالت إسرائيل إنها استخدمت نظامها الدفاعي "السهم" لاعتراض صواريخ باليستية على بعد نحو 96 كيلومترا قبالة ساحل إيلات، لكنها لم تحدد مصدرها.

وكان الجيش الإسرائيلي قال هذا الشهر إنه نشر زوارق مسلحة بصواريخ في البحر الأحمر ضمن تعزيزاته العسكرية، وذلك غداة إعلان حركة الحوثي اليمنيةشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل وتعهدها بتنفيذ المزيد.

وجاءت الهجمات الأخيرة، بحسب "نيويورك تايمز"، وسط قلق متزايد بشأن قدرة الميليشيات المدعومة من إيران على فتح جبهات متعددة ضد إسرائيل.

وتشكل هذه الميليشيات المترابطة ما يسمى بـ"محور المقاومة" وتضم أيضا حزب الله في لبنان وجماعات في سوريا واليمن والعراق، وتسمح لإيران، وفقا للصحيفة، بإظهار القوة والنفوذ في جميع أنحاء العالم العربي، بينما يعمل أيضا كرادع ضد أي ضربة إسرائيلية على إيران وبرنامجها النووي.

واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إيران بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة، قائلا إن "كل الطرق تؤدي إلى مكان واحد: طهران".

عن الضربات الحوثية على إسرائيل، يقول كبير محللي الشرق الأوسط لدى مجموعة "نافانتي" الاستشارية الأميركية، محمد الباشا إن  الجماعة "تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية بمشاركتها في صراع إقليمي، بما في ذلك ضمان النفوذ السياسي في اليمن والمنطقة".

وأوضح الباشا، لوكالة فرانس برس، أن المتمردين يسعون "للحصول على اعتراف وشرعية كلاعبٍ مهم في الصراعات الإقليمية"، إضافة إلى "تجديد وحشد قاعدتهم" الشعبية.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء منذ استيلائهم عليها في عام 2014 خلال الحرب الأهلية المدمرة المستمرة في البلاد.

ومنذ ذلك الحين، نمت علاقات الحوثيين بإيران، مما مكن الجماعة من زيادة قدراتها التسليحية. وأصبح المسلحون الآن قادرين على إطلاق صواريخ أكثر دقة وأبعد مدى، وفقا لنيويورك تايمز.

وفي سوريا، التي طالما كانت علاقاتها متوترة مع إسرائيل، ازدهرت الجماعات المدعومة من إيران، منذ أن فقد النظام السوري السيطرة على عدد من مناطق البلاد، في بداية انتفاضة الربيع العربي في عام 2011. وقد منحت هذه الجماعات، التي دربها حزب الله، وكلاء مهمين لإيران في سوريا، بحسب المصدر ذاته.

"تقاسم العبء"

ومن خلال شن هجمات على إسرائيل من سوريا واليمن، تشير الصحيفة إلى أن "إيران تستخدم وكلائها لتقاسم عبء الضربات الانتقامية".

وقالت مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، مها يحيى، إن "محور المقاومة هو تحالف فضفاض"، مشيرة إلى أنها "مثل الناتو.. معركة عضو واحد هي معركة الجميع".

وأوضحت نيويورك تايمز، أنه ينظر إلى حزب الله إلى حد كبير على أنه "الميليشيا الأكثر تطورا في هذا المحور، حيث يمتلك صواريخ وقذائف يمكنها اختراق عمق إسرائيل واستهداف البنية التحتية المهمة بدقة".

وبينما أطلق حزب الله صواريخ على شمال إسرائيل، فقد امتنع في أغلب الأحيان عن الانضمام بشكل كامل إلى القتال وفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن محللين يرون أن "طهران اعتبرت على الأرجح أن حزب الله ورقة مهمة للغاية بحيث لا تريد الاستعانة بها الآن".

وحذّرت واشنطن إيران وحلفاءها من توسيع رقعة النزاع، ونشرت في المنطقة غواصة وحاملتَي طائرات لـ"ردع" دخول أطراف أخرى على خط الحرب.

وتنفي إيران تورطها في الهجمات التي طالت إسرائيل والقوات الأميركية بالشرق الأوسط .

وقال سفير طهران لدى الولايات المتحدة، أمير سعيد إيراواني، الخميس، إن جماعات انفصالية ترد على الهجوم الإسرائيلي الذي قتل أكثر من عشرة آلاف فلسطيني في غزة.

وذكر إيراواني في مقابلة مع سي.إن.إن "إنه رد فعل طبيعي من جماعات مقاومة. إنه اختيارهم وبتوجيهاتهم".

غير أن البيت الأبيض رفض افتراضات السفير.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة معدلة نشرتها السلطات الإسرائيلية، السبت، وتم اختطاف 239 شخصا.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة. وبلغت حصيلة القتلى في غزة 11078 قتيلا، بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وإصابة 27490 شخصا بجروح، إضافة إلى 2700 مفقود تحت الأنقاض، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الجمعة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: على إسرائیل فی سوریا حزب الله

إقرأ أيضاً:

إيران تعلن حصولها على آلاف الوثائق الحساسة لمنشآت “إسرائيل” النووية

الثورة نت /..

قال التلفزيون الإيراني، نقلاً عن مصادر، اليوم السبت، إن الاستخبارات الإيرانية حصلت على آلاف الوثائق الحساسة الخاصة بمنشآت العدو الإسرائيلي النووية.

وأوضحت المصادر أن أجهزة الاستخبارات “حصلت على كمية كبيرة من المعلومات والوثائق الإستراتيجية والحساسة المتصلة بالكيان الصهيوني، بما في ذلك آلاف الوثائق المتعلقة بمشاريعه ومنشآته النووية”، بحسب الجزيرة نت.

ووصفت المصادر، العملية بأنها من أكبر الاختراقات الاستخباراتية التي تعرض لها العدو الإسرائيلي.

وأكدت أن نقل المستندات والوثائق إلى داخل إيران تطلب وقتا وجهدا كبيرين، وأن العملية نفذت قبل فترة وتأخر الإعلان عنها بهدف نقل الوثائق بشكل آمن إلى إيران.

ووفقا للمصادر، فإن العدد الكبير للوثائق تطلب وقتا كبيرا لمراجعتها، بالإضافة إلى مشاهدة الصور ومقاطع الفيديو.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. وقفات احتجاجية في لندن وبرلين دعما للسفينة مادلين التي احتجزتها إسرائيل
  • إسرائيل تُسكت “مادلين”.. السفينة التي حملت ما تبقى من إنسانية
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”
  • عودة: الشرّ في الأرض هو في حركة تزايد متصاعد
  • إيران تعلن حصولها على آلاف الوثائق الحساسة لمنشآت “إسرائيل” النووية
  • إيران تعلن تنفيذ أضخم اختراق استخباراتي في تاريخ إسرائيل
  • مواجهة بين الشرطة ومحتجين في لوس أنجلوس بعد مداهمات تخص الهجرة
  • أندية سعودية تجري محادثات مع وكلاء سون هيونغ مين
  • صحيفة أمريكية: إيران تطلب من الصين مكونات صواريخ باليستية وتتوقع تسليمها للحوثيين
  • مفاوضات أمريكا وإيران.. إسرائيل تترقب و طهران تعلن حالة تأهب