أخبارنا:
2025-07-07@20:03:15 GMT

وسائل تقوية الإيمان بالله

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

وسائل تقوية الإيمان بالله

الإيمان سرُّ سعادة المسلم في الدنيا والآخرة، تطمئن نفس المؤمن في الدنيا لأقدار الله تعالى؛ لأنه يؤمن أن كل شيء بقدر، ويرضى بأجره يوم القيامة؛ لأنه يؤمن أن الله تعالى لا يظلم شيئًا، بل يعطي بلا حساب سبحانه وتعالى، واعتقاد أهل السنة والجماعة في الإيمان أنه يزيد وينقص، ولهم على ذلك أدلة كثيرة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وثمة أسباب تعمل على تقوية الإيمان وزيادته، أو على ضعفه ونقصانه، نذكر في هذه المقالة أبرز الأسباب والوسائل التي يقوى بها الإيمان، ونرجئ الحديث عن الأسباب التي تضعف الإيمان إلى مقالة أخرى، وذلك كما يأتي:

ثمة أسباب ووسائل كثيرة إذا ما أخذ بها المسلم قوي إيمانه وزاد، وانعكس ذلك عليه في حياته سعادة وطمأنينة أكثر، ومن تلك الأسباب والوسائل:

أولًا: حفظ أسماء الله الحسنى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» رواه البخاري.

أخبر صلى الله عليه وسلم في الحديث أن من أحصى أسماء الله تعالى أنه سيدخل الجنة، والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون، فعلم أن حفظ أسماء الله تعالى مما يقوي الإيمان الذي يدخل صاحبَه الجنة، ومعنى أحصاها أي: حفظها وفهم معناها، ودعا الله تعالى بها كما قال شراح الحديث، فيقول مثلًا: يا الله، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم، وهكذا.

ثانيًا: سماع آيات القرآن الكريم وتدبرها: فالله تعالى ذكر أن ذلك مما يزيد الإيمان ويقويه فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2]، فالله تعالى يقول: إن المؤمن إذا ما سمع آيات الله تعالى تتلى عليه يزيد بها الإيمان في قلبه؛ لأنه يتلقى منها أحكام الله وتعاليمه. قال البيضاوي: "وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً لزيادة المؤمن به، أو لاطمئنان النفس ورسوخ اليقين بتظاهر الأدلة، أو بالعمل بموجبها".

ثالثًا: معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم والاقتداء به: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المثال العملي لما أراد الله تعالى من المؤمن، والاطلاع على سيرته صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهديه من أقوى الأسباب الموصلة إلى تقوية الإيمان في نفس المسلم. قالت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان خُلقُه القرآنَ". أي  كان تطبيقًا كاملًا للمنهج الذي جاء به القرآن 

رابعًا: التفكر في آيات الله الكونية: فالله تعالى قد أمر عباده في غير ما آية من كتابه على النظر والتفكر في هذا الكون، وما أودع فيه؛ لأنه يورث الإيمان بخالقه ويقويه، ومن ذلك قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الرعد: 3]، فالله هو وحده الذي بسط الكون كله، فمدَّ الأرض، وأرسى فيها الجبال، وجعل فيها الأنهار، وأنبت فيها من كل الثمرات، وهو الذي يدخل الليل في النهار والنهار في الليل. التفكر في ذلك كله مما تخشع له النفوس ويقوى به إيمانها. ومنه قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)} [النحل: 10 - 14]. وغيرها كثير في كتاب الله تعالى.

خامسًا: كثرة ذكر الله تعالى: فكثرة الذكر دليل على محبة الله تعالى، والمرء إذا أحب شيئًا أكثر من ذكره، والمؤمن يحب ربه حبًا لا يحبه أحدًا مثله، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165]، وكثرة الذكر تزيد الإيمان، وتوقع في النفس السكينة والاطمئنان، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. وأفض الذكر ما جاء في كتاب الله تعالى، وصحَّ عن نبينا صلى الله عليه وسلم، كقول: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

سادسًا: الدعوة إلى الله تعالى: من أعظم الأسباب التي تقوي الإيمان في قلب المسلم وتزيده أن يدعو إلى دين الله تعالى، والدعوة إلى دين الله تعالى أي دعوة الناس للإقبال على الله تعالى، وتعلم أحكام دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن تقرب إلى تعالى فدعا الناس للإقبال على الله تعالى؛ يجازيه الله تعالى فيقبل عليه، ويؤيده بنصره، ويعظم أجره، ويتقبل منه، وذلك من أجل حقائق زيادة الإيمان وقوته.

وينبغي للمسلم أن يحرض دائمًا على كل سبب يقوي أيمانه، ويربط قلبه بالله تعالى، وأن يكون من دعائه: اللهم حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي، وكره إلي الكفر والفسوق والعصيان، واجعلني من الراشدين.

 عن اسلام.ويب

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الله تعالى

إقرأ أيضاً:

أحداث المعجرة التى وقعت يوم عاشوراء.. الأزهر يوضحها

استعرض مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك المعجزة التى حدثت لنبي الله موسى. كما كشف عن وفاء النبي له والصيام في هذا اليوم  شكرا لله.

المعجزة التى حدثت يوم عاشوراء

وقال مركز الأزهر إنه قد شهد العاشر من المحرم حدثًا عظيمًا ومعجزةً كبرى لنبي الله موسى عليه السلام؛ إذ نجاه الله وقومه حين شق لهم في البحر طريقًا يبسًا فكان لهم أمنًا ونجاة، ثم أطبقه على فرعون وجنوده فكان عليهم عذابًا وهلاكًا، وأغرقوا جميعًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى ۝ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [طه: 77، 78]

وفاء النبي لموسى

وأشار الى انه من وفاء سيدنا رسول الله ﷺ لحق أخيه سيدنا موسى عليه السلام أن صام هذا اليوم؛ شكرًا لله تعالى على نجاته ونصر الله له؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قدم النبي ﷺ المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «مَا هذا؟»، قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فصامه، وأمر بصيامه. [أخرجه البخاري]

فضل التوبة في يوم عاشوراء 2025 .. و10 كلمات تجعلك مقبولا فيهموعد أذان المغرب اليوم .. وأدعية للصائمين يوم عاشوراء 2025علي جمعة: من لم يستطع صوم عاشوراء فعليه بـ 5 عباداتالإفتاء: يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء لأنها سنة نبوية


ماذا حدث يوم عاشوراء؟

ورد فيه أنه تحدث بعض المؤرخين عن العديد من الأحداث التي وقعت في العاشر من محرم وهو المسمى بيوم عاشوراء، ومنها أن الله تعالى نجى سيدنا نوح -عليه السلام- ومن آمن معه من الطوفان فى عاشوراء، وقد كان ذلك في أرض العراق، وكذلك نجاة نوح من الطوفان في عاشوراء، وأوحى الله -سبحانه وتعالى- إلى سيدنا نوح -عليه السلام- أن يصنع الفلك قبل أن يأتي الطوفان ويَعُمَّ الأرض، وقبل أن يرسل سبحانه وتعالى مطرًا فيفيض فيها، والمياه فتفجر منها وتتجمّع، فتُغرِقَ الكافرين من قوم سيدنا نوح وينجى المؤمنين، ولما كان سيدنا نوح -عليه السلام- يصنع السفينة كما جاءه الأمر من الله، كان قومه يمرّون من أمامه ويسخرون منه، إلى أن جاء الأمر بأن يركب في السفينة هو والذين آمنوا معه، حتى أن سيدنا نوحًا طلب من ولده كنعان أن يؤمنَ معه ويركبَ في السفينة لينجوَ من الغرق.

وقال له كما جاء في قوله تعالى: « وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ»، سورة هود: آية 42، فرفض ولده كنعان أن يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويتّبعَ أباه سيدنا نوحًا وذلك كما قال الله: « قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ»، وبذلك رفض أن يكون من الناجين، فأهلكه الله تعالى غرقًا، ونجّى نوحًا والذين معه في السفينة، وكان ذلك في يوم عاشوراء.

ورد في إحدى الروايات أنّ سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام- كان يصوم يوم عاشوراء شكرًا لله تعالى على نجاة سيدنا نوح عليه السلام- من الطوفان، وإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد فرح بنجاة سيدنا موسى، فإن سيدنا موسى فرح بنجاة سيدنا نوح من الطوفان، وكذلك توبة آدم في عاشوراء ، وقال الله تعالى في كتابه العزيز «فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»، سورة البقرة: آية 37، فعندما خالف سيدنا آدم أمر الله وأكل من الشجرة المنهى عنها، علمه الله تعالى كلمات يقولها حتى يتوب إليه تعالى –عليه السلام- ثم أهبطه الله إلى الأرض هو والسيدة حوّاء، وكان نزول سيدنا آدم -عليه السّلام- من الجنة إلى الأرض بأمر من الله تعالى لتحقيق سنّة الاستخلاف في الأرض، وبعد نزول آدم عليه السّلام وزوجه إلى الأرض بدأ بتعميرها وإصلاحها وحملت حواء من آدم عليه السّلام وأنجبت هابيل وقابيل وغيرهما من الأولاد والذّريّة الذين تناسلوا بدورهم وأدّوا رسالتهم في تعمير الأرض وإصلاحها.

وذكر الحافظ ابن رجب في «لطائف المعارف»: صح من حديث أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد أنه قال: "سألت عبيد بن عمير عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: المحرم شهر الله الأصم فيه تيب على آدم عليه السلام فإن استطعت أن لا يمر بك إلا صمته فافعل"، وجاء عند الترمذي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال لرجل: «إن كنت صـائمًا شهرًا بعد رمضان فصم المحرم، فإن فيه يوما تاب الله فيه على قوم، ويتوب فيه على آخرين» فلعل قوله: «على قوم» يدخل فيه آدم عليه السلام في آخرين، فضلاً عن نجاة موسى من فرعون في عاشوراء، حيث كان فرعون المتجبر المتكبر في الأرض، الذي نادى في قومه فقال لهم: أنا ربكم الأعلى. وكفر بالله سبحانه وتعالى ونكّل ببني إسرائيل، فجمع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام قومه للخروج، وتبعهم فرعون، فجاء الوحي في ذلك اليوم العظيم لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يضرب البحر بعصاه. قال الله تعالى: «فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ» سورة الشعراء (63).

انقسم البحر قسمين؛ قسم عن اليمين وقسم عن الشمال، كل واحد منهما كأنه جبل مائي عظيم، وأصبح بينهما طريق يابس وأرض ممهدة. فلما رأى فرعون هذه الآية العظيمة والمعجزة الخالدة لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يتّعظ، ولم يعتبر، بل إنه لَجَّ في طغيانه، ومضى بجنوده يلحق سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وقومه، لكن الله سبحانه وتعالى تدارك سيدنا موسى عليه السلام بلطفه، وعذّب فرعون ومن كان معه من الطغاة، فأغرقه الله عز وجل في ذلك البحر، وجعله آيةً تُتلى على مر الزمان والدهور، ونجّى الله سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه من بني إسرائيل.

قال الله تعالى: «وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ» سورة الدخان (30). هذا هو العذاب الذي عاقب الله به قومَ فرعون الذين تجبّروا وتكبّروا، ولم يتّعظوا بما جاء به سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، فرعون لم يؤمن بالله سبحانه وتعالى ربًَّا، ولم يؤمن بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام نبيًا ورسولًا، بل كان يقول لقومه: ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري. طغى وتجبر وكفر، لكن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد لكل من يتجبر ويتكبر، ومن خصائصه سبحانه وتعالى أنه يقصم ظهور الجبابرة.

ذكرت الروايات أنه كان مع سيدنا موسى ستمائة ألف من المؤمنين، وكان مع فرعون مليون وستمائة ألف ممن لم يؤمن بسيدنا موسى عليه السلام، بل كانوا جندًا مُجَنَّدةً لفرعون، يدافعون عن الباطل، ويناصرون الكبرياء والجبروت، فكانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يأمر البحر بالالتطام على فرعون وجنوده، فالتطمت عليه أمواج البحر، فأغرقه الله سبحانه وتعالى والذين معه وأنجى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وتدارك فرعون الأمر في اللحظات الأخيرة حينما أشرف على الغرق، فقال في الوقت المستقطع والضائع: آمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل، فرد الله سبحانه وتعالى عليه بقوله: «آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ» سورة يونس (91). يقول الله تعالى: «وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ» سورة البقرة (50).

غزوة ذات الرقاع في عاشوراء ، وفي يوم عاشوراء وقعت غزوة ذات الرقاع في السنة الرابعة للهجرة، حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة ومعه من أصحابه سبعمائة مقاتل يريد قبائل من نجد وهم بنو محارب وبنو ثعلبة من بني غطفان، وكانوا قد غدروا بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقتلوا سبعين من الدعاة الذين أرسلهم النبي للدعوة إلى دين الإسلام وتعليم الناس الخير، وبعد أن تهيأ المشركون لقتال النبي وأصحابه لما علموا بخروجه وتقارب الفريقان قذف الله الرعب في قلوب قبائل المشركين فهربوا تاركين وراءهم نساءهم، فلم تقع حرب وقتال وكفى الله نبيه ومن معه من الصحابة شرّ هذه الجموع الكافرة. وسُميت بذات الرقاع لأن الصحابة لفوا على أرجلهم الخِرَق بسبب ما أصاب أقدامهم في هذه الغزوة من جراح تساقطت فيها أظافرهم لما اصطدمت بالحجارة والصخور.

استشهاد الإمام الحسين في عاشوراء، وفي اليوم العاشر من شهر محرم سنة 61 من الهجرة جرت حادثة مروعة مفجعة ومصيبة كبرى فظيعة ألمت بالمسلمين وأفجعتهم وملأت القلوب حزنا وأسى ومرارة، ففي يوم الجمعة في العاشر من شهر محرم قُتل سيدنا الإمام أبي عبد الله الحُسين بن علي بن أبي طالب حفيد سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، ابن بنته السيدة فاطمة الزهراء البتول -رضى الله عنهم-، واستشهد الإمام الحسين وهو ابن ست وخمسين سنة وهـو الذي قال فيه سيدنا الرسول وفي أخيه: "الحَسَن والحُسَين سيدا شباب أهل الجنة". ودعــا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم للحَسَن والحُسَين فقال: "اللّهُمّ إني أحبُّهما فأحِبَّهُما"، وقال الرسول عنهما: "هُما ريحانتاي من الدنيا"، وروى البخاري عن عبد الله بن عمر أن رجلًا من أهل العراق سأله عن المحُرِم في الحج الذي يقتل الذباب فقال: أهلُ العراق يسألون عن قتل الذباب، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله ويلم: «هما ريحانتاي من الدنيا».

ما هو يوم عاشوراء

يعتبر اليوم العاشر من شهر محرّم هو يوم عاشوراء عند المسلمين، وهو من الأيّام المستحبّ صيامها عند أكثر أهل العلم، وقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث التي تذكر فضل يوم عاشوراء وأجر صيامه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-،عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة» رواه النَّسائي في السّنن الكبرى، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: «ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان» رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد.

ويعد يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم على الصّحيح، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وهذا هو مقتضى الاشتقاق والتّسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء، وأمّا جزاء صيام يوم عاشوراء فإنّه تكفير لذنوب العام الماضي، وذلك لما جاء في صحيح مسلم: (أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفّر السّنة الماضية).

طباعة شارك المعجزة التى حدثت يوم عاشوراء الأزهر العاشر من المحرم المحرم وفاء النبي لموسى ماذا حدث يوم عاشوراء يوم عاشوراء يوم عاشوراء 2025 عاشوراء 2025 عاشوراء صيام يوم عاشوراء

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: التقوى مفتاحُ للخير ومغلاق للشر والرضا بالقليل من شُعَبها
  • أجمل ما قيل في التضرع إلى الله.. 6 دعوات لا تهدر ثوابها
  • دعاء سيد الاستغفار.. اعرف سر علاقته بالاستجابة
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • شروط وأسباب استجابة الدعاء.. الأوقاف توضحها
  • دعاء الصالحين .. مُجرّبة ومستجابة تنير لك الطريق إلى الله
  • رسالة لشباب اليوم..
  • مكة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • أحداث المعجرة التى وقعت يوم عاشوراء.. الأزهر يوضحها
  • ماذا حدث يوم عاشوراء؟.. 5 مشاهد عجيبة لا يعرفها كثيرون