يرى خبراء ومحللون أن الانقسام المتزايد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية ليس إلا محاولة من كل طرف للظهور بمظهر البطل أملا في تجنب المحاسبة القادمة، وأن الولايات المتحدة تحاول هي الأخرى تصدير صورة بأنها لا توافق إسرائيل في كل ما تريد وما تفعل.

ووفق الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة، فإن إسرائيل تعيش حالة مزايدة سياسية، لأنهم يعرفون أن الحرب ستنتهي والمساءلة ستحدث، وكل واحد يحاول الظهور بمظهر البطل سواء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو أعضاء حكومته.

ويرى هلسة أن نتنياهو يشعر بأن أركان حكومة الحرب يمثلون تهديدا له وخصوصا يوآف غالانت وبيني غانتس، وأنه لا أحد يملك رؤية واضحة يقدمها لما بعد الحرب.

وفي السياق نفسه، قال المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي، ديفيد بولجير، إن "الحرب الحالية امتدت أكثر مما كان متوقعا لها، لكنه يرى أن هذه الخلافات التي تعيشها حكومة إسرائيل طبيعية في ظل هذه الظروف، لأنها تتعامل مع قضايا أمنية وسياسية مختلفة في وقت واحد.

ومع ذلك، فإن بولجير يرى أن نتنياهو يواجه كثيرا من التساؤلات بشأن المحتجزين والضحايا من الجانبين، مؤكدا أن قوى خارجية مثل الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين يطالبونه بحل الوضع سريعا.

وفي ما يتعلق بموقف إدارة جو بايدن، قال بولجير إنها "مصممة على دعم نتنياهو، لكنها عازمة في الوقت نفسه على وقف إطلاق النار لوقف المأساة الإنسانية".

وقال بولجير إن "نتنياهو سيحاكم في النهاية بسبب تعامله مع الأزمة، وإن بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن لديهما سجل قوي في التعامل مع الحكومات الإسرائيلية المختلفة، ومن ثم فإن واشنطن مستعدة للتواصل مع كل الأطراف بما فيها المعارضة الإسرائيلية".

وعن الخلاف في التصريحات بشأن مستقبل غزة، قال هلسة إنها مجرد محاولة لتجميل صورة إدارة بايدن والقول إنه لا يتماهى مع نتنياهو بشكل كامل وذلك بسبب الضغوط الداخلية والعالمية لوقف المجازر، لأن العالم كله يعرف أن واشنطن تمنح إسرائيل الغطاء لفعل ما تفعل.

وبالتالي، يضيف هلسة، فإن واشنطن تحاول تعديل البوصلة، لأنها تعرف أن إعادة احتلال قطاع غزة سيسبب لها مشاكل في المنطقة من جهة، وإظهار أنها لا توافق على كل ما تريده أو تفعله إسرائيل من جهة أخرى، لكن الواقع عكس ذلك تماما، وكلاهما يريد مواصلة الحرب، حسب رأيه.

لكن بولجير يختلف مع طرح هلسة، ويقول إن "العلاقات الأميركية الإسرائيلية تاريخية ومعروفة، وهي تتحرك من منطلق حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسط بيئة تحاول محوها فعليا مثل حماس وحزب الله وغيرهما، لكنها في الوقت لا تتجاهل حق الفلسطينيين في السلامة والأمن خلال الحرب"، حسب تعبيره.

وعن تغير الرأي الأميركي والغربي تجاه الحرب، قال بولجير إن "إدارة بايدن تتابع كل شيء، وتأخذه بعين الاعتبار، لكن ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، هو الذي يحرك هذه الإدارة، مؤكدا أن تعقيدات الأزمة الحالية لن تحل بين ليلة وضحاها".

في المقابل يقول هلسة إن إسرائيل تمارس جنونا ليس في غزة فقط، وإنما في الضفة الغربية التي لا تخضع لحكم حماس، وهي تفقد شرعيتها السياسية داخليا مع امتداد أمد الحرب، مؤكدا أن هناك تململا متزايدا ومطالبات بمحاكمة نتنياهو الذي بدأ يدرك أنه لم يعد يملك كثيرا من الوقت، وبالتالي سينزل من فوق الشجرة، ويتعامل مع الواقع بعقلانية.

وخلص هلسة إلى أن الرأي العام الداخلي هو المؤثر في موقف نتنياهو، وإن هناك فقدان ثقة متزايد فيه ومطالبات بالاستقالة وهو أمر غير معهود تاريخيا في إسرائيل، معربا عن قناعته بأن المجتمع الإسرائيلي أصبح مقتنعا بأن نتنياهو ليس مؤهلا لمواصلة هذه الحرب حتى نهايتها، وهذا هو ما سيوقف الحرب، برأيه.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

60 شهيدًا في غزة اليوم.. وارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 54381 شهيدًا منذ أكتوبر 2023

ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 54381 شهيدًا و124054 مصابًا، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وأوضحت الوزارة في بيان رسمي اليوم السبت 31 مايو 2025، أن 60 شهيدًا، بينهم شهيد تم انتشاله من تحت الأنقاض، سقطوا خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى جانب 284 مصابًا، مع استمرار وجود عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.

القاهرة الإخبارية تكشف آخر تطورات الوضع في غزة الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف المدنيين

أكدت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على القطاع، متجاهلًا كل الأعراف الدولية والإنسانية، حيث أسفر استئناف العدوان الإسرائيلي منذ 18 مارس الماضي عن 4117 شهيدًا و12013 مصابًا، حتى اليوم.

ويواجه القطاع أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل نقص الإمدادات الطبية والإنسانية، إلى جانب استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية، ما يعقد جهود الإنقاذ والإغاثة.

استمرار سقوط الضحايا تحت الأنقاض

شددت وزارة الصحة على أن هناك عددًا غير معلوم من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط صعوبات كبيرة تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني في الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

 

دعوات عاجلة لإنهاء العدوان

تتواصل النداءات المحلية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، وضرورة توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى السكان المحاصرين، وإنهاء معاناة المدنيين العزل الذين يواجهون الموت تحت القصف والجوع والحصار.

مقالات مشابهة

  • بل بس سببها الاساسي انتهاكات وبشاعات الجنجويد
  • خبراء: مقترح ويتكوف الجديد يقترب بنسبة 95% من الشروط الإسرائيلية
  • مظاهرات متواصلة بمدن أوروبية تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة
  • 60 شهيدًا في غزة اليوم.. وارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 54381 شهيدًا منذ أكتوبر 2023
  • الخلافات بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل
  • الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • شركة المثلجات "بن آند جيري" تصف الحرب الإسرائيلية على غزة بـ"الإبادة"
  • WP: خطة وقف الحرب في غزة جاهزة منذ عام والمشكلة هي نتنياهو
  • عقاب جماعي للمدنيين... لافروف يدين الغارات الإسرائيلية على غزة