الرباط – “رأي اليوم” – نبيل بكاني: في ضوء الهجمات الجوية والعمليات البرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية هذا الأسبوع، دعت نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب المسؤولين في العالم العربي والإسلامي إلى التراجع عن مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني. وأوضحت النقابة في بيان لها أن الأحداث المتتالية التي شهدتها المنطقة تؤكد أن تاريخ إسرائيل هو تاريخ إجرام ونقض للعهود وتهديد للسلم والأمن.

 وفي هذا البيان، تعبر النقابة عن انزعاجها واستنكارها الشديدين من الهجمات العنيفة على المخيم الذي يعد مأوى للاجئين الفلسطينيين الذين يعانون بالفعل من الحياة تحت الاحتلال والقمع. وأهابت النقابة بأعضائها وعموم المواطنين، إلى المشاركة المكثفة في الوقفة الشعبية، التي ستنظمها المبادرة المغربية للدعم والنصرة، غدا الجمعة، أمام مقر البرلمان على الساعة السابعة مساء. وأكدت خبيرتان مستقلتان تابعتان للأمم المتحدة أن الهجمات الجوية والعمليات البرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية هي الأعنف في المنطقة منذ تدمير المخيم في عام 2002. وأشارت المقررتان الأمميتان إلى أن هذه الضربات الجوية والعمليات البرية يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب، وأنها تستحق التحقيق الدولي لتحديد المسؤولية وتقديم العدالة للضحايا. الخبيرتان هما فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وباولا غافيريا بيتانكور، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخلياً. ويجمع خبراء على أن هذه الهجمات تعتبر انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني ترقى إلى جرائم حرب. ووجه نشطاء وحقوقيون نداءات الى المجتمع الدولي من أجل التحرك بسرعة للتحقيق في هذه الأحداث ومحاسبة المسؤولين، وضمان حماية حقوق الإنسان والعدالة للفلسطينيين الذين يتعرضون للاحتلال والقمع.  وتشدد الخبيرتان على أهمية أن يتم التحقيق الدولي المستقل لضمان تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم المحتملة. وأضاف بيان الاتحاد، أن “ما تقوم به إسرائيل، يعتبر تجاوزا خطيرا للقانون الدولي والقيم الإنسانية، وفي مخالفة واضحة للفقرة الأولى من المادة السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والمادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”. وأعلنت الأمانة العامة للاتحاد، “تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني في جنين وفي كل الأراضي الفلسطينية ضد استمرار اعتداءات الاحتلال الصهيوني الغاشم”. ودعت “كل أبناء الأمة وأحرار العالم لمواجهة هذه الاعتداءات الصهيونية الإجرامية عبر مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، من أجل تحرير أراضيه المغتصبة وعودة اللاجئين والنازحين إلى أراضيهم، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف”. وأشادت الأمانة العامة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بـ”الوحدة الفلسطينية التي أظهرت أن المقاومة الفلسطينية استطاعت فرض معادلات الردع على الاحتلال الذي يخشى وحدة الساحات كما دعا الاتحاد، “مسؤولي الأمة العربية والإسلامية إلى التراجع عن مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني، التي أثبتت كل الأحداث المتتالية، أن تاريخه تاريخ إجرام ونقض للعهود وتهديد للسلم والأمن”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

لوموند: العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية يُثير قلق المجتمع الدولي

ذكرت صحيفة (لوموند) الفرنسية، أنه بعد شهرين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "سلام دائم" في الشرق الأوسط، فإن مستوى العنف الذي تفرضه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية يثير قلق المجتمع الدولي، الذي احتشد حول ترامب للمطالبة بإحلال السلام.

الاحتلال يقتحم بلدة فلسطينية جنوب شرق بيت لحم

وأضافت الصحيفة الفرنسية ـ في افتتاحيتها اليوم السبت ـ أن الجيش الإسرائيلي لايزال يحتل نصف شريط ضيق من الأرض تحول إلى ركام، حيث يكافح أكثر من مليوني فلسطيني من أجل البقاء في ظروف مزرية.. هذا الشريط من الأرض، الذي لا تزال إسرائيل تمنع الصحافة من الوصول إليه بحرية، لا يزال يستحوذ على الاهتمام، لدرجة أنه يطغى على الإرهاب الخبيث الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون وجيش الاحتلال المتخبط في الضفة الغربية.

وأشارت (لوموند) إلى تقييم دقيق أعدته في العاشر من ديسمبر الجاري يدين هذا الوضع، مضيفة أنه لم يسبق أن شهدت أكبر الأراضي الفلسطينية مثل هذا المستوى من العنف على يد إسرائيل، حيث دفن هذا العدد الكبير من القتلى، وسجل هذا العدد الكبير من الجرحى والأسرى - الذين غالبا ما يتعرضون لسوء المعاملة - والدمار ويعكس موقف الجيش، في مواجهة انتهاكات المستوطنين المتزايدة والدموية، النفوذ المتنامي للصهيونيين المتدينين بين الضباط، والذين تلقى بعضهم تدريبا في أكاديميات عسكرية تقع في قلب الضفة الغربية وفي الوقت نفسه، يتقدم التوسع الاستيطاني، الذي يفتت هذه الأراضي بشكل متزايد ويحول كل رحلة إلى جحيم للفلسطينيين، بخطى ثابتة لا هوادة فيها.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذا التحول جاء عقب دخول حزبين يمينيين متطرفين، إلى الائتلاف الذي شكله رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو قبل ثلاث سنوات، حيث كان هدفهم المعلن هو ضم الضفة الغربية، أو حتى "نقل" سكانها.. لكن هذه السياسة الإرهابية يتبناها الائتلاف الحاكم بأكمله ولا تثير هذه السياسة سوى احتجاجات طفيفة من الأحزاب التي تدعي معارضة نتنياهو، بينما يتجاهلها الرأي العام الإسرائيلي، مرة أخرى.

واختتمت (لوموند) افتتاحيتها بالقول "إن الحديث عن السلام، إن كان هو الهدف حقا، يتطلب منا أن نفتح أعيننا، وأن ندين الإرهاب المفروض على أرض لا تملك دولة إسرائيل أي حق فيها، وأن نطالب بوقفه في أسرع وقت ممكن".

مقالات مشابهة

  • هدى المطروشي تناقش مع رئيس الاتحاد الدولي مستقبل الخماسي الحديث
  • لوموند: العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية يُثير قلق المجتمع الدولي
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • “المجاهدين الفلسطينية”: العدو الصهيوني يواصل إبادة شعبنا بمنع ادخال مستلزمات الايواء والإغاثة لغزة
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • ابن سليم بلا منافس في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي للسيارات
  • “حماس” تدين بشدة قرار حكومة بوليفيا استعادة علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني
  • مركز القاهرة الدولي يعقد ورشة حول السلم والأمن في سياسة الاتحاد الإفريقي
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • بعد انهيار مفاجئ لمبنيين بفاس.. مغاربة يطالبون بمحاسبة المسؤولين