مثلما مضى كثر من مبدعين وكتاب ومثقفين سودانيين اثناء هذه الحرب، مضى الساحر، ورحلت الاسطورة الفنية والموسيقية النادرة. رحل الصوت الذي لطالما علمنا سماع الغناء الآخر. الغناء المتجاوز، الغناء الذكي،الرصين.
رحل انسان صديق واخ جميل جمعتني به الحياة عن قرب فعرفت فيه انبل الصفات واقوى مشاعر الاخلاص والحب للناس والبلد الذي لم يرجع له ولم يدفن تحت تراب عشقه ايما عشق وغنى له اجمل الاغنيات والاناشيد.
جاء ليتفرد ويخلد فصعد سلم الموسيقى والغناء من اسفله عندما حضر من عاصمة الجزيرة - ود مدني حتى تربع على عرش الغناء بعد معاناة لا يتحملها الا ذوي النفوس الكبيرة.
راى في اكتوبر ثورته وفاتنته ومخلصته من القهر الشخصي والعام فخرج للناس وتحول الى ايقونة للاناشيد الوطنية والثورية التي ورثها السودان الحديث جيلا بعد جيل.
حاضرا ومتابعا كان لكل التفاصيل السياسية والاجتماعية واحوال الاصدقاء والمبدعين حيث شارك معنا في الصندوق الاهلي لدعم المبدعين وواتسابه فكان سباقا في السؤال عن احوالهم. وكم كان يجهش بالبكاء عند سماع مرض احدهم او موته.
لا انسى حار بكائه يوم ان هاتفني وانا بالدوحة في رحيل مبارك بشير ومحمد طه القدال حتى اشفقت عليه من الحزن ومرارة الفقد.
يوم وفاة القدال وبعد ما لاحظته من انهيار عليه اقترحت له ان يخرج في الحال من منزله ويذهب لاستقبال الجثمان في المطار وان يكون في مقدمة المستقبلين وكنت اتابع عن طريق قناة النيل الازرق وصول الجثمان لمطار الخرطوم فرايته بالفعل تحت سلم الطائرة وبحانب رئيس الوزراء ( انذاك) عبد الله حمدوك.
محمد وبقدر ما كان ساخرا وفكها وصاحب طرفة كان حنينا قريبة دمعته من العين.
غاب العبقرى، وحيث لا تزال النكبة حاضرة، والاحزان تخيم، والسودان تحت النيران وفي اكف عفاريت، وسلطة اوغاد، وتوقيت حرب طاحنه وظالمة- حرب تجرد حتى من اغلى الرموز الوطنية الفخمة والباسلة.
بموته تنطوي حقبة من الموسيقي والغناء المتفرد والمواهب العظيمة التي نادرا ما تتكرر في تاريخ الشعوب.
وداعا يا محمد الامين حمد النيل، والتعازي لزوجته الاستاذة سعاد مالك وابنائه معز وغسان وياسر، والتعازي لكل شعوب السودان في فقدها الجلل ولا نقول الا ما كتب الله لنا وانا لله وانا اليه راجعون.
wagdik@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
القضاء الإداري تنظر دعوى إلغاء قرار نقيب الموسيقيين بمنع هيفاء وهبي من الغناء
تنظر محكمة القضاء الإداري الدائرة الثالثة مفوضين، اليوم الأحد، الدعوى المطالبة بإلغاء قرار نقيب الموسيقيين بمنع الفنانة هيفاء وهبي من الغناء.
وحجزت الدائرة الثالثة بهيئة مفوضي الدولة بمجلس الدولة الدعوى رقم 49062 لسنة 79 قضائية، المقامة من الفنانة هيفاء وهبي، والمتدخل فيها الدكتور هاني سامح المحامي ضد نقابة المهن الموسيقية ونقيبها مصطفى كامل، للتقرير بالرأي القانوني، وذلك في جلسة حاسمة حُددت بتاريخ 22 يونيو المقبل.
كما طالبت الدعوى بإلغاء القرار الصادر عن النقابة بمنع هيفاء وهبي من الغناء داخل مصر، وهو القرار الذي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الفنية والإعلامية، واعتُبر من قبل سامح تجاوزًا صريحًا على حرية الإبداع والتعبير الفني.
اقرأ أيضاًاليوم.. النظر في دعوى شطب منتصر الزيات من جدول المحامين
أخبار المرور اليوم.. كثافات متحركة على طرق ومحاور القاهرة والجيزة
اليوم.. استكمال محاكمة 73 متهمًا في قضية «خلية التجمع الإرهابية»