لندن-راي اليوم وسط غياب تام للمجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته، أعلنت دولة الإمارات عن تخصيص مبلغ 15 مليون دولار لدعم عمليات إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها، بعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، بحسب سبوتنيك. الدعم الإماراتي، ومن قبله الجزائري طرح تساؤلات حول الدور العربي في تحمل المسؤولية التاريخية تجاه فلسطين، وإمكانية أن تتولى دول الخليج هذا الدور في ظل التقاعس الأمريكي والأوروبي تجاه ما تقوم به إسرائيل.

وأعلن وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، أن بلاده قررت فتح حساب مشترك والإسهام بمبلغ 15 مليون دولار لدعم عمليات الوكالة وخدماتها وإعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها، التي شهدت اعتداءات إسرائيلية تركت أثرها على آلاف الأشخاص. وشدد عبد الله بن زايد على التزام الإمارات الثابت بدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” ومساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجهها في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، مثمنًا الخدمات التي تقدمها الوكالة. مسؤولية تاريخية اعتبر حسن إبراهيم النعيمي، المحلل السياسي الإماراتي، أن تقديم الإمارات 15 مليون دولار من أجل إعادة تأهيل جنين بعد تدميرها على يد إسرائيل في العدوان الأخير، يأتي في ظل الدور التاريخي المنوط على بعض الدول تجاه القضايا العربية. وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، دول الخليج ومصر يقع عليها دورًا تاريخيًا تجاه هذه القضايا، ويتحملون الكثير من الأعباء تحت مختلف الظروف، حتى في حال كانت بعض الجهات ليست على وفاق مع تلك الدول وربما تكون مواقفها معادية ومسيئة، ومع ذلك تبقى مواقف هذه الدول ثابتة. وأوضح أن الإمارات والدول الخليجية والعربية يقع على عاتقها ومسؤولياتها ومن ضمن قدرها مساعدة الدولة الفلسطينية والوقوف معها، ومن الطبيعي أن تتحمل الإمارات مثل تلك الفواتير. وفيما يتعلق بغياب دور المجتمع الدولي، قال النعيمي إنه لا يلزم نفسه بإعادة إعمار المناطق الفسطينية نظرًا لعدم تحمله مسؤولياته، ولو كان الأمر كذلك لأجبر إسرائيل على تطبيق القرارات الأممية وقوانين الشرعية الدولية. وقال إن المجتمع الدولي يتحرك في هذه الموضوعات طبقًا لمصالحهم، أما دولة الإمارات وغيرها من الدول الخليجية والعربية تستشعر مسؤولياتها القومية والدينية والإنسانية. بدوره، اعتبر الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، أن الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على مخيم جنين أحدث شرخا هائلا في البنية التحتية والمباني السكنية والطرقات وشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء وغير ذلك. وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، استمرار عمليات التدمير والتخريب المتعمد في المخيمات هو مخطط إسرائيلي قديم جرى تكراره في العديد من المخيمات الفلسطينية منذ بدء الاحتلال عام 1967، والهدف منه إنهاء ظاهرة المخيم التي تعد المعقل والحاضنة الأساسية للفصائل، ولإحباط الفلسطينيين وتحطيم إرادتهم وتلاحمهم الشعبي خلف المقاتلين باعتبارهم حاضنة للمقاتلين. وحمّل شعث الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن دمار المخيم، مطالبا بضرورة أن تتحمل إسرائيل تكاليف إعادة إعماره وهي مسؤولية أخلاقية بموجب القانون الدولي ومعاهدات جنيف، التي تحظر على الاحتلال تدمير ممتلكات السكان في الأراضي المحتلة. وقال إن إسرائيل لا تعير اهتماما ولا تأبه بالقانون الدولي ومعاهداته، كما أنها اعتادت على التدمير بينما تقوم “الأونروا” وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينين بدورها بخدمات الإيواء والإغاثة العاجلة. وأوضح أن من يدفع فاتورة الحساب للإغاثة والإعمار وغيره أغلبها من الدول العربية ودول الخليج التي تم إلحاقها باللجنة الاستشارية لموسسة “الأونروا” ومن بينها العديد من الدول العربية والخليجية، ومن بين الدول العربية المانحة والأعضاء في اللجنة الاستشارية للأونروا دولة الإمارات، كونها عضوا في مجلس الأمن الدولي الحالي، ما دفع الإمارات بطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن وتعهدت بتقديم تبرع بقيمة 15مليون دولار. وبين أن الجزائر قدمت هي الأخرى 30 مليون دولار للإسهام في إعادة إعمار مخيم جنين، مؤكدًا أنه يأتي ضمن الدور العربي التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني من قبل الأشقاء العرب وخاصة في الخليج العربي، لا سيما السعودية والإمارات والكويت، وكذلك مصر والجزائر التي لم تتأخر يوما عن دعم الشعب الفلسطيني. وبحسب شعث، على الرغم من الإسناد العربي، يجب على العرب الضغط على المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية لإجبار إسرائيل على دفع فاتورة الحساب، ولطالما واصل العرب الإغاثة فإن الاحتلال يواصل عدوانه وتخريبه للأراضي الفلسطينية. وشدد على ضرورة أن يفرض العالم قرارا دوليا على إسرائيل يقضي بمعاقبتها على ذلك، وإجبارها على دفع فاتورة وتكاليف كل عمليات التدمير والتخريب للممتلكات المدنية في الأراضي المحتلة، وهو ما يشكل رادعا لمنع إسرائيل من تكرار عدوانها، ما يستوجب مقاطعة إسرائيل كليًا وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل. وأطلقت إسرائيل عمليتها العسكرية في جنين بقصد تدمير البنية التحتية والأسلحة التابعة للجماعات المسلحة في المخيم، وبدأت بالهجوم بواسطة طائرة مسيّرة، في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين الماضي، وشارك أكثر من ألف جندي إسرائيلي في العملية. وشهدت العملية اقتحام قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي للمخيم بشكل غير مسبوق منذ 20 عاما، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية. وأسفر الهجوم عن مقتل 12 فلسطينيا، واعتقال المئات، إضافة إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: ملیون دولار من الدول

إقرأ أيضاً:

دعم ذوي الإعاقة بمبادرات مهمة.. إعادة إعمار المدارس وتوزيع كراسي متحركة وأطراف صناعية

 في إطار جهودها لدعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، نجحت مؤسسة صناع الخير للتنمية، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، في تنفيذ العديد من المبادرات والتدخلات المهمة التي تُسهم في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، بالتنسيق مع مختلف الجهات، وتهيئة البيئة لدمجهم في المجتمع، تلك التدخلات التي تتسق تماماً مع اهتمام الدولة المصرية بهذه الفئة وتوفير كل الدعم لها.

مروة صبري تتخطى أزمتها مع دينا الشربيني وتحتفل بعيد ميلادها (صور) عمرو دياب الأفضل في 2025.. تفاصيل مريم نعوم تترأس لجنة مسابقة العمل الأول "الطاهر شريعة" بمهرجان أيام قرطاج السينمائية لأول مرة.. زوجة مصطفى قمر تظهر معه في كليب "مش هاشوفك" ويطرح قريبا "بين مصر وروما كليوباترا السابعة في عيون الآخر".. ندوة ثقافية بمكتبة القاهرة الكبرى (غدًا) بصوت نسمة محجوب وأداء منى زكي.. ١٢ أغنية لأم كلثوم تحيي زمن الطرب بفيلم الست انطلاق البرنامج التدريبي لإعداد جيل جديد من الإعلاميين للأشخاص ذوي الإعاقة أنتم مين؟.. طارق عبد الحليم يفضح مطربي المهرجانات والشعبي (ما القصة؟) فحص أكثر من 7 ملايين طالب بمبادرة الكشف المبكر عن “الأنيميا والسمنة والتقزم” بالمدارس اللجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض تعقد ثاني اجتماعاتها وتتخذ قرارات وتوصيات مهمة صناع الخير تدعم ذوي الإعاقة

تضمنت تدخلات مؤسسة صناع الخير، تنفيذ مبادرة «اكفل مدرسة»، والتي نجحت في إعادة إعمار العديد من المدارس، والتي على رأسها إعمار مدرسة الأمل للصم والبكم بمحافظة الفيوم وإعمار مدرسة أمل طه حسين للصم والبكم بمحافظة الأقصر، بجانب إعمار مدرسة النور للمكفوفين بمحافظة أسيوط، ومدرسة الصم والبكم بنفس المحافظة.

وعملت المؤسسة ضمن جهودها لدعم ذوي الهمم، على تنفيذ صيانة شاملة لتلك المدارس، كعمل صيانة للسباكة الداخلية وتغيير وصلات الصرف وتغير كامل للكهرباء وصيانة الأبواب والشبابيك وتغيير ما يلزم، بالإضافة إلى أعمال الدهانات من الداخل والخارج بالكامل، وأعمال ترميم ومحارة ونقاشة لسور المدارس، وتركيب سيراميك وقواعد وأحوض للحمامات.

لم تقف جهود المؤسسة عند ذلك الحد في تطوير المدارس، بل تضمنت أيضاً تركيب مراوح بالفصول والمكاتب والغرف الموجودة، ولوحات بأسماء المدارس، مع صيانة البوابات الحديدة، وصيانة الدسكات وعمل لوحات للفصول والسابورات، وإنشاء معمل كمبيوتر، وإنشاء ورش «صناعي – زخرفة - ورشة ملابس»، وعمل ملعب «نجيل صناعي» وإنتر لوك، بما يُوفر بيئة تعليمية جذابة للطلاب.

ضمن تدخلات مؤسسة صناع الخير للتنمية، توفير كراسي متحركة عادية لحالات الإعاقات الحركية الذين لديهم صعوبة أو عدم قدرة على السير، بجانب توزيع كراسي متحركة كهرباء لحالات الإعاقات الحركية، وتوزيع أطراف صناعية على حالات بتر تحت الركبة وفوق الركبة، بالإضافة إلى إتاحة رامبات بإجمالي 35 رامب بالشوارع للكراسي المتحركة

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تخصص 900 مليون دولار لبناء 17 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية خلال خمس سنوات
  • إندونيسيا تتحدث عن مبلغ صادم لإعادة إعمار سومطرة بعد الفيضانات المدمرة
  • معركة على المكانة.. لماذا تولي مصر أهمية كبيرة لملف إعمار غزة؟
  • قطر: لن نموِّل إعادة إعمار ما دمّره الآخرون في غزة.. وسنواصل دعم الشعب الفلسطيني
  • قطر: سنواصل دعم الشعب الفلسطيني.. ولن نمول إعادة إعمار ما دمّره الآخرون
  • مستشار ماكرون: إعمار غزة يجب ألا يكون صفقة تجارية
  • التعاون الإسلامي تطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل
  • اليابان تتدخل لاعادة إعمار مستشفيات السودان المدمرة بسبب الحرب
  • دعم ذوي الإعاقة بمبادرات مهمة.. إعادة إعمار المدارس وتوزيع كراسي متحركة وأطراف صناعية
  • ساعر: تخصيص 634 مليون دولار لتحسين صورة إسرائيل عالمياً