لماذا تخلت الولايات المتحدة عن المكوكات الفضائية؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قررت الولايات المتحدة التخلي عن استخدام المكوكات الفضائية بسبب عدم تجميع حمولات كبيرة تنقلها إلى المحطات الفضائية لتعود بها إلى الأرض.
ويشير سيرغي تسيبين، نائب رئيس رحلات المكوك الفضائي السوفيتي "بوران" في حديث لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء، إلى أنه بالإضافة إلى ذلك تبين أن رحلاتها لم تكن مربحة وآمنة بما فيه الكفاية، كما كان متوقعا في البداية.
ويذكر أن يوم 15 نوفمبر 2023، يصادف مرور 35 عاما على أول وآخر تحليق للمكوك الفضائي السوفيتي "بوران".
ويشير تسيبين في افتتاح معرض "أشخاص بوران" في البيت المركزي للطيران والملاحة الفضائية DOSAAF في روسيا، المكرس للذكرى الخامسة والثلاثين لإطلاق المكوك الفضائي بوران، إلى أن الهدف من صنع المكوك الأمريكي وبوران كان لإعادة الحمولات من المدار إلى الأرض وليس العكس. ولكن لم تتشكل الكمية الكبيرة من الحمولات في المحطات الفضائية، كما وعدونا ببلورات فائقة النقاء "مواد بيولوجية فائقة النقاء وما شابه. أين كل هذا؟ لا يوجد شيء".
والسبب الثاني هو سوء تقدير التكاليف، فقد تبين أن المركبات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام (المكوكات) لم تكن مربحة كما كان متوقعا.
ويقول: "عندما طلب الأمريكيون أموالا للبرنامج، قدموا خطة عمل، تنص على أن تكلفة وضع كيلوغرام من الحمولة في المدار عند الإطلاق الأول سيكلف حوالي 3.5 ألف دولار، وبعد خمس سنوات - 330 دولارا. ولكن عندما بدأت الرحلات المكوكية المستمرة، أدركت وكالة ناسا أنها لا تستطيع التعامل مع الأمر، استعانت بشركة لوكهيد، التي احتسبت كل شيء بأمانة وحددت المبلغ - 500 مليون دولار للإطلاق - بحمولة مكوكية تبلغ 20 طنا، أي 25 ألف دولار لكل كيلوغرام".
والسبب الثالث للتخلي عن المكوكات الفضائية وفقا له، هو حادثتي تحطم المكوك الفضائي تشالنجر (انفجر بعد 73 ثانية من إطلاقه) في عام 1986 وكولومبيا (تحطم أثناء عودته إلى الأرض) في عام 2003، التي أودت بحياة 14 رائدا أمريكيا.
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: مركبات فضائية معلومات عامة ناسا NASA
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تكشف عن تكتيك جديد في ضرب المنشآت النووية الإيرانية
لجأ البنتاغون إلى تكتيك عسكري متطور يعتمد على "خدعة الإلهاء" لتنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد منشآت نووية إيرانية، في خطوة تؤكد تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتكشف المعلومات أن القوات الأمريكية أطلقت مجموعتين من قاذفات "بي-2" الاستراتيجية من قاعدة في ولاية ميسوري الأمريكية في توقيت متقارب، بهدف إرباك أنظمة الرصد الإيرانية والدولية.
فقد حلقت المجموعة الأولى غربًا نحو جزيرة غوام في المحيط الهادئ مع تشغيل أنظمة التعريف الرادارية، ما سمح لها بالظهور على شاشات الرادار. في المقابل، توجهت المجموعة الثانية، المؤلفة من سبع طائرات، شرقًا نحو إيران، مع إيقاف تشغيل جميع أجهزة البث والتعريف، ما مكنها من التسلل بسرية تامة نحو أهدافها.
وتعتبر قاذفات "بي-2" الطائرات الوحيدة القادرة على حمل قنابل "GBU-57" الضخمة، والمعروفة باسم "الأم"، والتي تستخدم لاختراق التحصينات القوية والأنفاق العسكرية العميقة. واستُخدمت هذه القنابل في الضربات التي استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران هي نطنز وفوردو وأصفهان في ليلة 22 حزيران / يونيو.
وتهدف الضربات إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني، في إطار استراتيجية ضغط عسكري واستخباري تستهدف الحد من تطور إيران النووي، في ظل استمرار التصعيد بين طهران وإسرائيل، حيث ترد إيران بضرب قواعد إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية في الجانبين.
وجاءت هذه الضربات وسط تصاعد حدة التوترات الدولية، حيث أدانت روسيا الهجوم ووصفت الضربات بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، داعيةً الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقيق فورًا في هذه الهجمات. من جانبها، أكدت واشنطن أن العمليات تأتي في إطار حقها في الدفاع عن نفسها وحلفائها، مشددة على أن إيران تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الإقليمي والعالمي.
يُذكر أن قاذفات "بي-2" الأمريكية تعد من أكثر الطائرات تطورًا في العالم، حيث تعتمد تقنيات التخفي لتجنب الرادارات، ما يجعلها أداة حاسمة في تنفيذ ضربات سرية ودقيقة. كما أن قنابل "GBU-57" التي تحملها تتمتع بقوة تدميرية كبيرة وقدرة على اختراق تحصينات تحت الأرض يصعب الوصول إليها بوسائل أخرى.
تعكس هذه العمليات التكتيكية المتطورة تعقيد الصراع بين واشنطن وطهران، وتدل على تحول طبيعة الحروب الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والعمليات السرية بجانب العمليات العسكرية التقليدية.