منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس.. وقائع الشرخ الذي أصاب الجسد الفلسطيني
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
الكتاب: موقف حماس من منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها، ضمن حركة المقاومة الإسلامية حماس، دراسات في الفكر والتجربة
الكاتب: الأثر مؤلف جماعي من تحرير محسن محمد صالح
دار النشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات- بيروت
عامة الكتاب: 672
ـ 1 ـ
تواجه القضية الفلسطينية اليوم أكثر من عقبة. فبالإضافة إلى جرائم المحتل الغاصب وتراخي المجتمع الدولي، يمزَّق الجسد الفلسطيني من الدّاخل بسبب اختلاف المواقف بين حماس التي تسيطر على قطاع غزة ومنظمة التحرير التي تسيطر على الضفة الغربية.
ويواجه القرار الفلسطيني تشتتا بين اتجاهين:
ـ اتجاه يرى في المفاوضات الحل الوحيد، ولكن "الشريك الإسرائيلي" يرفض مفاوضته ويواصل برنامج قضم الأرض الفلسطينية وتهجير أهلها فيما يكتفي أصحاب هذا الاتجاه بالتنديد والانتظار معجزة من المجتمع الدولي الذي لا ينفكّ يتغير من رفض جرائم إسرائيل دون القدرة على إدانتها إلى مباركتها وتبريرها.
ـ اتجاه يرفض مسار المفاوضات الذي فرضته تسويات أوسلو ويحاول أن يفعّل المواجهة رغم تفاوت القوى.
والمؤلف الجماعي "حركة المقاومة الإسلامية حماس، دراسات في الفكر والتجربة" في الأصل مجموعة من الدراسات المحكّمة لنخبة من الأساتذة المتخصصين في القضية الفلسطينية تستعرض نشأة حركة حماس وتطوره. فتناقش رؤيتها السياسية كحركة، وتوضح موقفها من مشاريع التسوية السلمية. يعود إلى العلاقة بين ممثلي هذين الاتجاهين وإلى ما يكمن وراءهما من الخلفيات الفكرية. وتفصّل المقالة الموسعة التي تحمل عنوان "موقف حماس من منظمة التحرير الفلسطينية وفصائله" للباحثين أحمد سعيد نوفل ومحسن محمد صالح لتفصيل أصول الخلاف بين الفصيلين والاتجاهين بالنتيجة.
ـ 2 ـ
يعمل البحث "موقف حماس من منظمة التحرير الفلسطينية وفصائله" على التذكير بالأهداف من قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وهو إنشاء كيان يتحدث باسم الشعب الفلسطيني ويمثّله. فيشرف على تشكيلاته المختلفة حتى تشارك بفاعلية في تحرير فلسطين المحتلة منذ سنة 1948. ويختار لذلك انتهاج الكفاح المسلح على أساس المشروع الوطني الفلسطيني القاضي بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وإثر انتخاب "المجلس الوطني الفلسطيني" حينها، وهو البرلمان الفلسطيني الذي يعد الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها، طرحت المنظمة مشروع الدولة الفلسطينية، مستقلةً قائمةً على أسس ديمقراطية علمانية. ومبررها في هذا الاختيار أن كفاحها المسلح ليس كفاحا عرقيا أو مذهبيا ضد اليهود. ثم مثّل دخول التنظيمات الفلسطينية الفدائية فيها، بعد سنوات قليلة من تأسيسها المرحلة الثانية من هويتها المتغيّرة باستمرار.
ويستند صاحبا المقالة إلى تصريح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، ليقدّرا أنّ الفصائل الإسلامية ممثلة في حماس والجهاد الإسلامي لم تكن تمانع في الانضواء تحت هذه المنظمة وكانت تستعد لما سيكون المرحلة الثالثة من حياة هذه المنظمة وهويتها. ويلحان على أنّ الحركة لم تكن ضد منظمة التحرير في ذاتها وإنما كانت تعارض برنامجها السياسي، بعد أن أعادت النّظر في المشروع الوطني الفلسطيني منذ توقيعها على اتفاقية أوسلو سنة 1993 التي تمنح دولة إسرائيل "الحق في العيش في سلام وأمن" وتدين استخدام "الإرهاب وأعمال العنف الأخرى" مقابل فتح باب مفاوضات لا تزال إلى اليوم بدون أفق.
جليّ إذن أن الباحثين اختارا استهلال المقالة بعرض تعهّد منظمة التحرير الفلسطينية أوان نشأتها بـ "تحرير فلسطين من النهر إلى البحر" وهو ما تتعهد به حماس ولأجله ترفض تسوية مخرجات اتفاقية أوسلو، ليحملاها المسؤولية عن الصدع الكبير الذي تعانيه القضية الفلسطينية.
ـ 3 ـ
وليس الحديث عن موقف حماس من منظمة التحرير بهذه البساطة. فحماس توجه النقد الشديد للمنظمة. فتتهمها بالفشل في تحقيق وعودها للشعب الفلسطيني، وابتعادها عن ثوابت القضية الوطنية. وهي الاتهامات نفسها التي كانت حركة فتح توجهها للمنظمة في الستينيات لمّا كانت ترفع شعار الكفاح المسلح ضد "إسرائيل"، وتدعو "إلى إزالتها عبر حرب تحرير شعبية. فقد كانت تكرّر أنّ المنظمة تحمل شعارات جوفاء، "فهي ليست ثورية، وتأخذ من الشعب ولا تعطيه".
فجوهر الخلاف وفق الباحثين بين حماس والمنظّمة إيديولوجي انتهى إلى التناقض بين مشروعيهما. فخلفية حماس الإسلامية تجعلها ترى أن فلسطين، من البحر إلى النهر، أرض وقف إسلامي ليس لأحد الحق في التفريط فيها. أما الخلفية العلمانية فتجعل أصحابها يقبلون بحلول التسوية الداعية إلى خيار الدولتين في فلسطين التاريخية والعيش جنبا إلى جنب مع "إسرائيل" في سلام شامل ودفعت قياداتها إلى "نبذ العنف" و"العمل المسلح ضدها".
لا شك أنّ الفلسطينيين اليوم باتوا أكثر إدراكا لإفلاس نهج التسوية السلمية والتعويل على وساطة المجتمع الدولي لفرضها. ولا شك أن الموقف يحتاج مراجعة لكلّ الخيارات لضمان تحرير الأرض وإلى مشروع طويل المدى والنّفس. وهذا يمرّح حتما عبر نبذ الخلاف والترفع عن شهوة السلطة وإغرائها.ومن سمات هذه العلاقة التغيّر باستمرار. لذلك عمد الباحثان إلى تقسيمها إلى أطوار. ففي الفترة الممتدّة من 1987 (تاريخ انطلاق الانتفاضة الأولى) إلى 1993 كانت حماس تحاول أن ترفد النضال الوطني ولا تقدّم نفسها بديلا للمنظمة. ومع ذلك ظهرت حالة من التوتر بين حماس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، التي اتخذت لنفسها إطاراً جديداً هو "القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة" نتيجة للتنافس على قيادة التحركات الميدانية بحيث سعى كلا الجانبين إلى تأكيد أسبقيته في دعمها. ويميل الباحثان إلى حسم الخلاف لفائدة حركة حماس فيؤكدان أنها "أصدرت بيانها الأول في منتصف ديسمبر 1987 بينما تأخر تفاعل " القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة" المنبثقة عن فصائل المنظمة إلى يناير 1988".
ومن نقاط الاختلاف التي ظهرت في هذه الفترة مسألة الانضمام إلى المجلس الوطني الفلسطيني. فقد وضعت الحركة عشرة شروط للانضمام إليه تصب أغلبها في رفض التفريط في أي جزء من أرض فلسطين التاريخية وتأكيد الخيار العسكري نهجا لتحريرها أو تشترط نسبة تمثيل تعادل ثقلهاوتقدّر أن تتراوح بين 40 ـ 50% وهو ما وجدته قيادة المنظمة وحركة فتح مبالغة وتعجيزا.
ـ 5 ـ
وتمثل الفترة الممتدة بين 1993 (تاريخ اتفاقيات أوسلو وبداية العمل على تأسيس السلطة الفلسطينية في إطار تسوية سياسية مرفوضة من قبل حماس) و2000 الطور الثاني. فقد كُلفت اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير بتشكيل مجلس السلطة الوطنية الفلسطينية، على أن يكون السيد ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيساً. وللاختلاف بين المرجعيات والتصوّرات كان من البديهي أن تقف حماس في المعارضة بكل ثقلها وأن تواصل استهداف الاحتلال. وكان من البديهي أيضا أن تردّ السلطة الفعل وهي المطالبة باحترام تعهداتها في الاتفاقية. فتوسعت في الاعتقالاتوكثيرا ما انتهى الخلاف إلى الصّدام.
وفي الفترة الممتدة بين سنة 2000 وسنة 2005، وفي ظل انتفاضة الأقصى انعقدت في القاهرة سنة 2002 مفاوضات لرأب الصدع الكبير بين الفصيلين المتنافسين فتح وحماس. فقد كانت حماس ترى أن اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي والمجلس الوطني مؤسسات قديمة انتهت مدة صلاحيتها المفترضة منذ سنوات عديدة وبالتالي لم تعد تعبر في قراراتها عن الشرعية الفلسطينية والثوابت الفلسطينية ولم تعد تمثل الشعب الفلسطيني بشكل حقيقي. وبالفعل فقد تم التوافق خلال سنة 2005 على عدد أعضاء المجلس الوطني وضبط في حدود 300 عضو بحيث يكون نصفهم من الضفة والقطاع والنصف الثاني من الشتات. وأجريت الانتخابات في 2006 وأفضت فوز حساس بأغلبية (74) مقعداً مقابل 45 لفتح.
ـ 6 ـ
تمتد الفترة الرابعة من هذه العلاقة القلّب من 2006 إلى 2013 تاريخ تحرير الأثر. وفيها سيتضخم الصدع وسيتوسّع باستمرار. ويحمّل الباحثان الرئيس الفلسطيني ومنظمة التحرير صراحة المسؤولية في حدوثه. فبعد إعلان نتيجة الانتخابات التشريعية لجأ الرئيس محمود عباس إلى شرعية المنظمة من جديد، وأصرّ على أن ملف المفاوضات يعود إليها وأنها تظل مرجعية سلطة الحكم الذاتي، بغض النظر عن القوة السياسية التي تقود الحكومة.
ورغم ارتفاع أصوات داخل فتح تطالب باحترام الإرادة الشعبية وإعطاء الفرصة الكاملة انتصر التوجه الذي يعمل على تعطيل حكم حماس ونزع أهم صلاحيات الحكم منها. وأمام رفض حماس لقصر سلطتها في دور فني خدماتي دون أن تشارك في ضبط السياسات الكبرى أو تشرف على المفاوضات وصلت الخلافات بين الفصيلين إلى الصدام المسلح فسيطرت حماس على القطاع وسيطرت فتح على الضفة الغربية وخلّفت "معركة الحسم مع التيار الانقلابي العميل في فتح" وفق التسمية الحمساوية في نوفمبر 2007 بين 116 و161 قتيلا أغلبهم من مسلحي فتح وتسبّبت في تعقيدات سياسية كثيرة أمام التسوية السياسية لا تزال قائمة إلى اليوم.
ـ 7 ـ
تضم منظمة التحرير فصيلين يساريين كبيرين فضلا عن حركة فتح هما الجبهتان الشعبية والديمقراطية. وكلاهما يشدّد على ضرورة استمرار الانتفاضة وتفعيل مقاومة الاحتلال. وتبدو علاقتهما بحماس أقل توترا. فقد طالبت الجبهة الشعبية بانضمام حماس للمنظمة التحرير الفلسطينية ووضع إستراتيجية جديدة للمقاومة. وكلاهما يرفض اتفاقية أوسلو ويرى أنها لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على الأرض الممثلة سنة 1967. وفضلا عن ذلك ينتقد الفصيلان والأداء السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي للسلطة الفلسطينية.
تمثّل هذه المعطيات عناصر التقاء مشتركة بين الجبهتين وحماس. ولكن الباحثين ينتهيان إلى نتيجة مفارقة وهي انتصار اليسار الفلسطيني إلى حركة فتح والإلقاء باللائمة في هذا الصدع الكبير على حماس أساسا.
ويفسّر ذلك بسببين أساسيين، فهذا اليسار:
ـ جزء من بنية منظمة التحرير الفلسطينية، ومكون أساسي من مكوناتها. ونقاط التقائها مع فتح العلمانية حول المشروع المجتمعي أكبر من التقائه مع حماس ذات الخلفية الدينية.
ـ يعول على تمويل الأنظمة العربية والمنظومة الاشتراكية وهو تمويل تسيطر عليه حركة فتح. وهذا المعطى يوضع في الاعتبار ويؤثر على استقلالية القرار.
ـ 8 ـ
في الأثر تذكير بعديد الوقائع التاريخية واستقراء لها على نحو يجعلنا نفهم الأسباب العميقة للانقسام الفلسطيني وينتهي بتوصيات قد تساعد الفلسطينيين على القيام بالمراجعات الضرورية لتجاوز الخلاف.
وهذا أمر على قدر كبير من الأهمية. ولكن لا بدّ من ملاحظات بشأن هذا الجهد:
يردّ الباحثان الخلاف بين منظمة التحرير عامة وحماس إلى تحالف علمانيين مستعدين للتفريط في الوقف الإسلامي والأرض المقدّسة وديّنين يستميتون في الدّفاع عنها.ـ يسترسل الباحثان في تعديد أخطاء الفصائل الفلسطينية وفي تبرير كل ما تفعله حماس. ولا إشكال في ذلك طالما يتمّ تقديم الورقة في إطار التصور الحمساوي. ولكن الإشكال في تقديمها باعتبارها بحثا علميا محكّما. فمن خصائص البحث العلمي الحياد والموضوعية وهذا ما لا يضمنه الأثر.
ـ يردّ الباحثان الخلاف بين منظمة التحرير عامة وحماس إلى تحالف علمانيين مستعدين للتفريط في الوقف الإسلامي والأرض المقدّسة وديّنين يستميتون في الدّفاع عنها. ومثل هذا الاتهام الصريح لا يخلو من خطورة وتسرّع ولا يساعد في تقديرنا، على حلّ الإشكال الفلسطيني بقدر ما يعمّقه. ففضلا عن إغراقه في الإديولوجيا، أثبتت الأيام عدم صحّته. فتصوّر حماس تحوّل بدوره سنة 2017، أي بعد نشر الكتاب موضوع الدراسة، من رفض "التنازل عن أي جزء من أرض فلسطين مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال"، إلى "التعامل مع الواقع دون الإخلال بالثوابت" والتسليم بأن إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 "صيغة توافقية وطنية مشتركة".
ـ لا شك أنّ الفلسطينيين اليوم باتوا أكثر إدراكا لإفلاس نهج التسوية السلمية والتعويل على وساطة المجتمع الدولي لفرضها. ولا شك أن الموقف يحتاج مراجعة لكلّ الخيارات لضمان تحرير الأرض وإلى مشروع طويل المدى والنّفس. وهذا يمرّح حتما عبر نبذ الخلاف والترفع عن شهوة السلطة وإغرائها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب الفلسطينية الفصائل فلسطين كتاب سياسة فصائل كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منظمة التحریر الفلسطینیة الوطنی الفلسطینی المجتمع الدولی حرکة فتح
إقرأ أيضاً:
وقائع مؤلمة وكوارث مستمرة.. حصاد يوم متفجر بالأحداث
في زخم من الأحداث المؤلمة والصادمة، تتوالى الأخبار من قلب العراق إلى أروقة بلجيكا، مرورًا بمصر وتركيا ولبنان، حيث تتداخل مأساة انتحار طالب في ميسان مع جريمة قتل بشعة في لوفن، وحوادث عنف واعتداءات في مدن عربية، وسط تحذيرات من مخاطر الذبح العشوائي في تركيا وخمود بركان غواتيمالا بعد ثوران مدمر، كل قصة تحمل في طياتها وجعًا إنسانيًا يعكس واقعًا متقلبًا وأمنًا هشًا، في عالم يواجه تحديات اجتماعية ونفسية وأمنية متصاعدة لا تقف عند حدود مكان أو زمان.
مأساة في ميسان.. انتحار طالب شنقًا داخل جامع في ناحية العدل
أفادت مصادر أمنية عراقية، صباح السبت، بأن شابًا أقدم على الانتحار شنقًا داخل أحد الجوامع في محافظة ميسان جنوب شرقي البلاد، في حادثة أثارت حالة من الحزن والذهول في المنطقة.
وقال مصدر أمني لقناة السومرية إن “أحد طلبة الصف السادس أقدم على الانتحار شنقًا داخل جامع في ناحية العدل”، مضيفًا أن أسباب الحادث لا تزال مجهولة، فيما فتحت القوات الأمنية تحقيقًا لكشف ملابساته.
ولم تصدر الجهات الرسمية بعد بيانًا يوضح خلفيات الحادث أو ما إذا كانت هناك شبهة جنائية، بينما يواصل ذوو الضحية والأهالي مطالبتهم بتوفير دعم نفسي واجتماعي أكبر لفئة الشباب، في ظل الضغوط المتزايدة التي يعيشها طلبة المدارس، خصوصًا خلال فترات الامتحانات.
وتسلّط هذه الحادثة الضوء مجددًا على ظاهرة الانتحار في العراق، والتي تشهد ارتفاعًا مقلقًا في بعض المحافظات، وسط دعوات متكررة لتفعيل برامج التوعية والدعم النفسي، وتكثيف جهود الوقاية من هذه الظاهرة التي تُعد من أبرز التحديات الاجتماعية الصامتة في البلاد.
جريمة مروعة في بلجيكا.. مقتل أم أوكرانية وابنتها طعناً وإضرام النار في منزلهما
فتحت السلطات القضائية في مدينة لوفن البلجيكية تحقيقاً في جريمة قتل مزدوجة هزّت الرأي العام، بعد العثور على أم أوكرانية تبلغ من العمر 46 عاماً وابنتها البالغة 6 سنوات مقتولتين طعناً داخل منزلهما الذي أُضرم فيه النار عمداً، وفق ما أفادت به قناة VRT.
وبحسب المعلومات، اندلع الحريق صباح اليوم في حي هاسرود بمدينة لوفن، حيث وصلت فرق الإنقاذ إلى الموقع لتجد الأم جثة هامدة، فيما حاول المسعفون إنقاذ الطفلة الصغيرة دون جدوى.
وأكدت القناة أن آثار الطعن كانت واضحة على جسدي الضحيتين، مشيرة إلى أن الجريمة ارتُكبت قبل إشعال الحريق بهدف طمس الأدلة.
مصر.. انتحار طالب أزهري خوفًا من عقاب والده بعد ضبطه يدخن
أنهى طالب بالصف الأول الإعدادي الأزهري حياته بتناول مادة سامة في عزبة بكير التابعة لقرية شوبر بمركز طنطا في محافظة الغربية، إثر خوفه من عقاب والده بعد ضبطه يدخن السجائر.
ووفقًا لما أوردته صحيفة الشروق، تلقى اللواء أيمن عبد الحميد، مدير أمن الغربية، إخطارًا من مستشفى طنطا الجامعي بوصول الطالب “محمود. ط” في حالة إعياء شديد مصحوبة بقيء وإسهال حاد، نتيجة تناوله “حبة الغلة” السامة، حيث فارق الحياة بعد وقت قصير من وصوله.
وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى المستشفى تحت إشراف العميد محمد عاصم، مدير إدارة البحث الجنائي، وكشفت التحريات أن الطالب أقدم على الانتحار خشية تعرضه للعقاب من والده عقب ضبطه يدخن.
وتم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى، وحرر محضر بالواقعة، فيما باشرت النيابة العامة التحقيق وطلبت إعداد تحريات موسعة حول ملابسات الحادث.
الشرطة المصرية تحبط مخططاً لعصابات مخدرات وتقتل مطلوبَين خطرَين في سوهاج
أعلنت وزارة الداخلية المصرية إحباط مخطط إجرامي واسع لعصابات الاتجار في المواد المخدرة، وأسفر تدخل قوات الأمن عن مقتل عنصرين شديدي الخطورة خلال اشتباك مسلح بمحافظة سوهاج، وضبط كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة غير المرخصة في عدة محافظات.
وأوضحت الوزارة في بيان صدر السبت، أن معلومات وتحريات قطاعات الأمن العام، ومكافحة المخدرات، والأسلحة والذخائر غير المرخصة، كشفت عن نشاط إجرامي لعناصر جنائية خطيرة تنشط ضمن بؤر إجرامية في عدة محافظات، كانت تستعد لجلب كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة النارية تمهيداً لترويجها.
وأشارت الداخلية إلى أن مداهمة هذه البؤر أسفرت عن مقتل عنصرين جنائيين شديدي الخطورة في سوهاج، تبين أنهما محكومان بالسجن في جنايتَي مخدرات وسلاح، ومطلوب ضبطهما في قضيتي مخدرات وسرقة بالإكراه.
وأسفرت الحملة أيضاً عن ضبط باقي أفراد الشبكة، وبحوزتهم قرابة 470 كيلوغراماً من المواد المخدرة المتنوعة، شملت الحشيش والهيدرو والآيس، إلى جانب 35 قطعة سلاح ناري بينها بنادق آلية وخرطوش وأسلحة فردية محلية وطبنجة.
وقدّرت وزارة الداخلية القيمة المالية للمضبوطات بأكثر من 46 مليون جنيه.
اعتداء بالسلاح الأبيض على تاجر ذهب في رشيد بالبحيرة.. والمجني عليه يرقد في العناية المركزة
شهدت مدينة رشيد بمحافظة البحيرة المصرية حادثة اعتداء مروعة على صائغ ذهب يُدعى أحمد المسلماني، حيث تعرض لهجوم بالسلاح الأبيض من قبل شخصين، أحدهما كان يعمل لديه، وسط وجود المارة.
وتلقى مركز شرطة رشيد بلاغًا يفيد بإصابة المسلماني بجروح بالغة وقطع في أوردة حرجة بالقرب من القلب، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة داخل غرفة العناية المركزة.
وبحسب مصادر أمنية، تمكنت الأجهزة المختصة من القبض على المتهمين، اللذين اعترفا بارتكاب الحادث، وتم تحرير محضر رسمي للتحقيق في ملابساته.
من جانبها، عبرت زوجة المجني عليه عبر حسابها على فيسبوك عن صدمتها جراء الهجوم الوحشي، مؤكدة تعرض زوجها لجروح غائرة وكسر في الأنف وجرح في الوجه والرقبة والرأس، ومطالبتها بالقصاص العادل، مشددة على أنها لن تتراجع عن حق زوجها حتى ينال الجناة أقصى العقوبات القانونية.
أحد أصدقاء الضحية وصف أحمد المسلماني بأنه معروف بالأمانة وحسن السمعة في منطقته، مضيفًا أن الاعتداء لم يكن مجرد مشاجرة عادية، بل جريمة شروع في قتل مع سبق الإصرار والترصد.
وتواصل الجهات الأمنية التحقيقات للوقوف على خلفيات ودوافع الحادث، وسط اهتمام شعبي واسع وتصاعد المطالبات بتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم العنف.
أضاحي العيد تُدخل أكثر من 14 ألف تركي إلى المستشفيات.. تحذيرات رسمية من الذبح العشوائي
سجّلت المستشفيات التركية خلال أول أيام عيد الأضحى إصابة ما لا يقل عن 14,372 شخصًا نتيجة حوادث مرتبطة بعملية ذبح الأضاحي، في مشهد يتكرر سنويًا ويعكس مخاطر الذبح غير المهني خلال هذه المناسبة الدينية.
وزير الصحة التركي، كمال مميش أوغلو، أعلن في تصريح رسمي عبر حسابه على منصة “إكس” أن معظم هذه الإصابات ناتجة عن أخطاء أثناء الذبح من قبل أفراد غير محترفين، مؤكدًا أن “الإصابات يمكن تفاديها إذا أُجريت عمليات الذبح من قبل مختصين”.
وأشار الوزير إلى أن أنقرة وحدها سجلت 1049 إصابة، تلتها إسطنبول بـ753 إصابة، ثم قونية بـ655، وغازي عنتاب بـ634، ومانيسا بـ572 إصابة، في حين توزعت بقية الحالات على مختلف المحافظات الـ81 في البلاد.
خمود بركان فويجو في غواتيمالا بعد 30 ساعة من ثورانه.. إجلاء أكثر من 700 شخص
أعلنت السلطات في غواتيمالا خمود نشاط بركان فويجو، بعد نحو 30 ساعة من الثوران الذي بدأ مساء الخميس، وأدى إلى تصاعد عمود كثيف من الرماد والحمم البركانية، ما استدعى عمليات إجلاء واسعة.
وأفاد المعهد الوطني لعلم الزلازل والبراكين والأرصاد الجوية في بيان رسمي بأن البركان، الواقع على بعد حوالي 18 كيلومترًا من مدينة أنتيجوا جواتيمالا وسط البلاد، قذف رمادًا وصل ارتفاعه إلى نحو خمسة كيلومترات في الهواء، مع تراكم سيول من الحمم حول فوهته.
وأوضحت إدارة مكافحة الكوارث أنها قامت بإجلاء أكثر من 700 شخص من المناطق المحيطة بالبركان كإجراء احترازي، حيث أمضت العائلات الليل في ملاجئ مؤقتة مجهزة بأسرة التخييم، حفاظًا على سلامتهم.
نشاط البركان ازداد بشكل ملحوظ منذ ظهر الأربعاء الماضي، قبل أن يعلن المعهد في منتصف نهار الجمعة انتهاء الثوران، مع استمرار مراقبة الوضع عن كثب تحسبًا لأي تطورات.
يُذكر أن بركان فويجو يعد من أكثر البراكين نشاطًا في غواتيمالا، التي تضم 37 بركانًا، العديد منها خامد، لكن فويجو معروف بثوراناته المتكررة التي أسفرت خلال العقود الأربعة الماضية عن مقتل أكثر من 200 شخص، مما يجعله من أخطر البراكين في المنطقة.
مراهقة شهيرة على “تيك توك” تُقتل برصاص شاب رفضته مرارًا.. جريمة مروعة تهز باكستان
لقيت المراهقة الباكستانية الشهيرة على تطبيق “تيك توك”، سانا يوسف (17 عامًا)، حتفها برصاصتين قاتلتين في منزلها بإسلام آباد، في جريمة وصفتها الشرطة بأنها “مروعة” ووقعت بعد رفضها المتكرر لمحاولات تواصل شاب كان يلاحقها إلكترونيًا.
أفادت الشرطة أن المشتبه به البالغ من العمر 22 عامًا اقتحم منزل سانا مساء الإثنين، بعد مراقبته للمكان، وأطلق عليها النار عدة مرات، ما أدى إلى مقتلها على الفور، بعد تنفيذ الجريمة، سرق القاتل هاتف الضحية وهرب من موقع الحادث.
وأكد قائد شرطة إسلام آباد، علي نصير رضوي، أن سبب الحادث يعود إلى “رفض متكرر” من سانا لمحاولات التواصل التي كان يقوم بها الشاب، واصفًا الحادث بأنه “جريمة قتل مروعة وبدم بارد”.
يُشار إلى أن سانا كانت تتمتع بشعبية كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد متابعيها على “تيك توك” مليون ونصف المليون، وبرزت كناشطة في مجال حقوق النساء في باكستان، مما جعل مقتلها يثير “موجة من القلق” في أنحاء البلاد ويضع الشرطة تحت ضغط كبير للقبض على الجاني.
قال والد سانا، يوسف حسن، في حديث لـ”بي بي سي” إن ابنته كانت “شجاعة جدًا” ولم تُظهر أبدًا أي علامات على تعرضها لأي تهديد، مشيرًا إلى أن عمة سانا كانت حاضرة أثناء اقتحام القاتل المنزل وهددها أيضًا قبل أن يهرب، وتم دفن سانا في منطقة تبعد نحو 250 ميلاً عن العاصمة، وسط حالة من الحزن والصدمة بين عائلتها ومتابعيها.
ويأتي هذا الحادث المأساوي في ظل تصاعد التوتر حول قضايا سلامة الفتيات والشابات في باكستان، حيث يطالب المجتمع والمناصرون بتشديد الإجراءات القانونية لحماية الناشطات والمدافعات عن حقوق الإنسان.
لبنان: حريق هائل يلتهم أربع حافلات في منطقة البداوي شمال طرابلس دون تسجيل إصابات
اندلع حريق ضخم مساء السبت أمام محل لبيع قطع غيار السيارات في منطقة البداوي شمال مدينة طرابلس اللبنانية، ما أدى إلى احتراق أربع حافلات كانت متوقفة قرب الموقع، مخلّفًا أضرارًا مادية جسيمة دون تسجيل أي إصابات بشرية.
وسارعت فرق الدفاع المدني إلى موقع الحريق فور اندلاعه، حيث خاضت عمليات إطفاء مكثفة للسيطرة على ألسنة اللهب، التي كانت مهددة بالامتداد إلى محال ومركبات أخرى في الجوار.
وأكدت مصادر محلية أن الحريق لم يسفر عن أي إصابات، واقتصرت الأضرار على المركبات والمحل المحيط بها، في وقت باشرت فيه الجهات المختصة تحقيقات فورية للكشف عن ملابسات وأسباب اندلاع الحريق.
ويشهد الشارع المحيط بموقع الحادث حالة من الترقب، بينما يعمل أصحاب المحل والمتضررون على تقييم حجم الخسائر، وسط مطالبات بتعزيز إجراءات السلامة والوقاية في مناطق التجمعات الصناعية والتجارية.