موقع أمريكي: استراتيجية حزب الله من حرب غزة تتماشى تماما مع أهداف إدارة بايدن
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
يبدو من المفارقة أن موقف "حزب الله" مما يحدث في قطاع غزة يتماشى تماما مع أهداف الإدارة الأمريكية والتي تقوم على أساس عدم تصعيد الصراع الحالي بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس"، لدرجة أن واشنطن تضغط على تل أبيب لتبقى ردود الأخيرة على "حزب الله" منضبطة في هذا الإطار.
هكذا يرى تحليل نشره موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت"، للكاتب علي رزق، المهتم بالشؤون الإيرانية، وترجمه "الخليج الجديد".
ويقول الكاتب إن واشنطن هي الأقدر على رؤية التداعيات الضخمة التي يمكن أن يسببها انخراط "حزب الله" في حرب شاملة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي حاليا، مضيفا أن "البنتاجون" يعرف جيدا النفوذ الكبير الذي يتمتع به "حزب الله" مع اللاعبين الإقليميين مثل الحوثيين في اليمن والجماعات الشيعية المسلحة في العراق وسوريا.
اقرأ أيضاً
حزب الله يعلن استهداف 3 تجمعات عسكرية لإسرائيل قرب لبنان
نقطة القوة هذه هي تحديدا ما يحاول "حزب الله" استخدامها لوقف الحرب في غزة، كما يقول الكاتب، حيث حرص الحزب، عبر أمينه العام حسن نصر الله على التأكيد للأمريكيين بأن ضغوطهم على تل أبيب لكبح جماح حربها في غزة سيستتبعها توجيه من الحزب لحلفائه في العراق وسوريا واليمن بكبح جماح هجماتهم ضد التجمعات والأصول الأمريكية بالمنطقة.
وبشكل عام، يبدو أن استراتيجية "حزب الله" تبدو، دون تغيير، واضحة وتتمثل في -إجبار إسرائيل على تحويل قوات عسكرية كبيرة من هجومها على غزة ضد "حماس" دون إثارة حرب شاملة مع الدولة اليهودية، وهذه الاستراتيجية تراها إدارة بايدن مناسبة، حتى الآن، كما يقول الكاتب.
ذروة التوتراتووصلت التوترات بين "حزب الله" ودولة الاحتلال إلى ذروتها بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية في جنوب لبنان، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، ما أدى إلى مقتل امرأة وأحفادها الثلاث، وهو الأمر الذي نددت به "هيومن رايتس ووتش" باعتباره "جريمة حرب واضحة".
اقرأ أيضاً
في اشتباكات مع جيش الاحتلال.. ارتفاع شهداء حزب الله إلى 76
وأدى رد "حزب الله" إلى مقتل إسرائيلي بالقرب من بلدة كريات شمونة الشمالية.
وكانت هذه الحادثة هي المرة الأولى التي يبدو فيها أن الحركة اللبنانية تستهدف "المدنيين الإسرائيليين" عمدا في هذه الجولة الأخيرة من القتال عبر الحدود، على حد قول الكاتب.
وتصاعد الوضع بشكل حاد منذ ذلك الحين، حيث قصف جيش الاحتلال مستشفى في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان، مما أدى إلى إصابة شخص واحد، وفي الوقت نفسه، نفذ "حزب الله" هجوماً صاروخياً على الحدود أدى إلى إصابة أكثر من 20 شخصاً، من بينهم سبعة جنود إسرائيليين على الأقل.
لا إعلان للحربوكان من اللافت أنه على الرغم من وصول الطرفين إلى هذه الذروة من التوترات، امتنع "حزب الله" عن إعلان الحرب، رغم إعلانه عن التصعيد على المستوى التكتيكي والإيقاعي.
وتحتل مسألة عدم جر الولايات المتحدة للحرب هدفا مهما لدى "حزب الله" وإيران أيضا.
ووفقا لمصدر مقرب من الحزب، فإن قيادته تشدد على عدم المشاركة في حرب قد تسمح لإسرائيل بتحقيق حلمها طويل الأمد بإجبار الولايات المتحدة على خوض حرب أكبر ضد أعداء إسرائيل الإقليميين.
اقرأ أيضاً
موقع فرنسي: نقطة الانفجار بين حزب الله وإسرائيل تقترب سريعا
نصر الله تعلم الدرسويرى الكاتب أن حسن نصر الله تعلم الدرس من حرب 2006، والذي يتمثل في وجوب عدم بدئه للصراع مع إسرائيل، ففي أعقاب تلك الحرب كان لنصر الله عبارة شهيرة مفادها أنه ندم على منحه الإذن لقواته لأسر جنديين إسرائيليين، لأنه لم يكن يتصور أن يتدحرج الأمر ويؤدي إلى حرب على لبنان بالكامل.
وينقل الكاتب عن مصادر مقربة من الحركة اللبنانية أن منع حرب إسرائيلية جديدة على لبنان يشكل عاملاً رئيسياً في مقاربتها للصراع الحالي في غزة.
وأوضح مصدر مقرب من "حزب الله"، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن "الحزب لن يجر لبنان إلى حرب مدمرة ما لم تفرض إسرائيل مثل هذه الحرب".
ووفقاً لمصدر ثانٍ يتمتع أيضاً بعلاقات وثيقة مع قيادة "حزب الله"، فإن موقف الحركة يثبت أنها تعطي أولوية عالية للمصالح الوطنية اللبنانية.
وشدد على أن "حزب الله يتصرف كلاعب لبناني عقلاني ويولي أهمية كبيرة للمصالح الوطنية اللبنانية".
ويقول الكاتب إن هذه الحجة تعمل على مواجهة صورة "حزب الله" باعتباره وكيلاً لإيران ولا يهمه مصالح لبنان، حيث يصوره منتقدو الحركة اللبنانيون والأجانب بهذه الطريقة، لكن الحركة نفسها ترفض هذا التوصيف، وتصر بدلاً من ذلك على أن طهران تلعب مجرد دور داعم.
اقرأ أيضاً
ضغط أمريكي لتجنب الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. وجيش الاحتلال يقدر ألا مفر منها
هزيمة "حماس"وبينما ألمح "حزب الله" في السابق إلى أن هزيمة "حماس" ستكون بمثابة خط أحمر من شأنه أن يؤدي إلى نهج أكثر عدوانية ضد إسرائيل، بدا أن نصر الله يعلق آماله على الضغوط الدولية المتزايدة لمنع مثل هذا السيناريو.
وقال في خطابه السابق: "نرى آلاف الأشخاص في واشنطن ونيويورك ولندن وباريس يحتجون ضد إسرائيل"، مضيفًا أن دعم الحكومات الغربية للحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة آخذ في الانخفاض.
مخاوف أمريكاوتظل أكبر مخاوف واشنطن من التصعيد الكبير، لا سيما بين أوساط وزارة الدفاع الأمريكية، والتي تعلم أكثر من بقية أركان الإدارة التداعيات الكارثية المحتملة للحرب واسعة النطاق على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، حيث كان وزير الدفاع الحالي لويد أوستن يشغل منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية، والتي كانت تترأس القوات الأمريكية في العراق، وهو على دراية كبيرة بنفوذ "حزب الله" الإقليمي على الميليشيات المسلحة في المنطقة.
ووفق هذا الأساس، يتوقع الكاتب أن تستمر واشنطن و"حزب الله" في الحفاظ على الوضع الراهن، وأن إسرائيل هي التي قد تسعى لتوسيع الصراع.
المصدر | علي رزق / ريسبونسبل ستيت كرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حزب الله غزة حسن نصر الله لبنان حماس إدارة بايدن اقرأ أیضا حزب الله نصر الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
4 قتلى في غارات إسرائيلية على لبنان
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الجمعة مقتل 4 أشخاص في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الخميس على مناطق متفرقة في جنوب لبنان وشرقه.
واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية بعدة غارات أطراف بلدة الجرمق ومرتفعات جبل الريحان ومنطقة المحمودية في جنوب لبنان.
كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بغاراته التلال المحيطة ببلدتي جنتا والخريبة في البقاع شرقي لبنان.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تنفيذ ضربات جوية على ما سماه بنى تحتية تابعة لحزب الله، في حين استهدفت غارات إسرائيلية مناطق متفرقة جنوبي وشرقي لبنان.
وقال كاتس -في بيان له مساء أمس الخميس- "إن الجيش الإسرائيلي يشن في هذه الأثناء هجمات مكثفة على بنى تحتية تابعة لحزب الله في لبنان، "بما في ذلك أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله"، لافتا إلى استهداف هذا الموقع سابقا.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي -في بيان منفصل- أنه "شن سلسلة غارات استهدفت مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان والبقاع" .
وأوضح مراسل الجزيرة أمس أن سلسلة غارات إسرائيلية توزعت على مناطق عدة، من بينها أطراف بلدة الجرمق ومنطقة المحمودية، إضافة إلى مرتفعات جبل الريحان وغارة على التلال المحيطة ببلدة الخريبة في منطقة البقاع شرقي البلاد.
من جهتها، أفادت الوكالة اللبنانية للإعلام بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة غارات جوية مكثفة على مناطق جنوبي وشرقي لبنان تشمل البقاع وقضاءي بعلبك وجزين.
وصعّد الاحتلال مؤخرا غاراته، لا سيما القصف من مسيّرات على مناطق لبنانية، وأسفر عدد منها عن قتلى وجرحى، في حين يزعم الاحتلال استهداف عناصر وبنى لحزب الله اللبناني.
وتقول إسرائيل إنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد ضدها، ولن تسمح لحزب الله بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية".
إعلانوفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة.
وتواصل إسرائيل تنفيذ هجمات شبه يومية على مناطق جنوب لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، وتحتل حتى الآن 5 تلال لبنانية رئيسية كانت قد سيطرت عليها خلال العدوان الذي تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.