جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-06@14:21:21 GMT

صباح الخير يا بلادي

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

صباح الخير يا بلادي

أنيسة الهوتية

صباح الخير يا بلادي، بلادي الأبية التي تقدمت دول العالم أجمع وأعلنت على لسان وزير خارجيتها معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي الموقر أنَّ حماس حركة مقاومة وليست مُنظمة إرهابية، ومعاليه كان المُبادر كذلك بمطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتشكيل محكمة لجرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

ورغم الألم المرير والحزن الكظيم والقهر العظيم الذي يعانيه قلبي كقلوب جميع البشر الإنسانيين على الحال الذي آل إليه وضع أطفال وكبار وشيوخ وشباب ورجال ونساء فلسطين، إلا أني بدأت أردد بطَربٍ وأكرر وأُدَندن في لحظة غيبوبة حسية مدمجة بإحساسٍ غَيمي عند سماعي للخبرين اللذين زُفا على مسامعي كزف العروس التي "صبرت ونالت (وَمن مثلك!).. نعم من مثلك يا عُمان الأبية برجالك الأوفياء للوطن، والدين، والإنسانية الذين يظهر معدنهم الذهب الخالص في المواقف الشديدة، والذين يصطفون في أوائل الصفوف المتقدمة بآرائهم وأقوالهم وأفعالهم المتكئة على جدار الإنسانية قبل جدار الدبلوماسية والسياسة الدولية، وكذلك السياسة الدينية التي جعلت الكثير من البشر يتحولون إلى (اللادين) بسبب عدم وضوح الدين بعد تعكير صفاء الأديان من المتعاملين بها لمصالح خاصة لهم، ثم "شخصنة" الدين لمآرب أخرى.

وَمن مثلك! يا بلادي التي أعلنت مباشرة منع الطائرات الإسرائيلية من الطيران في مجالها الجوي، ليتحد موقفها مع القيم الإنسانية قبل كل شيء! فقانون (لا ضرر ولا ضرار) هو الثابت هُنا في سلطنتنا اتباعًا لسُنة النبي الحبيب عليه وعلى آله أزكى الصلاة والسلام.

وَمن يعرفني حق المعرفة يعرف أني لستُ من المُرائين، ولا أحب التصفيق لأحد إلا إذا كان فعله أو قوله متميزًا وَيستحق، وهنا وجدت المُتميز فعلًا لأجل ذلك أنا الآن أكتب هذه السطور التي أعنونها بوصف: (الحق يقال)، والحق اسمٌ من أسماء الله تعالى يعلو ولا يُعلى عليه... وهذه كلمات حق أقولها في بلادي ورجالها الأوفياء، في أول مقالة لي بعد التوقف عن الكتابة لما يقارب الشهرين! شَهرين لم أستطع أن اكتب سطرًا واحدًا مُتكاملًا من بعد أحداث غزة! ووضعتُ جميع كتاباتي السابقة في ملفٍ وأقفلتُ عليه لأن شعوري كان مُفحمًا تمامًا محترقًا تمامًا حتى جعلني أشعر بأن لا شيء يستحق النشر!

لا فكرة، لا إنجاز، لا فكاهة، لا أدب، لا ألم، لا شيء بتاتًا أمام ما يحصل في غزة... إلا اليوم، شعرت أن هناك ما يستحق النشر ليس فقط لأجل غزة؛ بل للأُمتين الإسلامية والعربية اللتين انجرفتا إلى ملذات السعادة بمقاييس الأُمم المتحدة بالتنويم المغناطيسي أو السحر الأسود المنمق باللسان السياسي الدولي! وما كان هذا سيحدث لو كانوا متمسكين بمبادئهم الإسلامية الأساسية دون انشقاق، وقول فلان وعلان، حتى نسوا أصل الدين وجذوره الثابتة في الأرض بينما هم يتتبعون الأفرع والعصافير التي تزقزق عليها!

على الأمة الإسلامية ان ترجع إلى نفسها، وتقرأ وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)، و(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، و(الله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هيبة الدين أعظم وأكبر من هيبة التمثيليات السياسية التي تكتبها الأمم المتحدة ويخرجها ويمنتجها بعض الدول المصلحجية مع رئاستها ويمثلها الكومبارس من الخط الأول، والضحايا هُم من يظنون أنهم يتملقونهم لنيل الأمان والسلام والرُقي إلا أنهم ليسوا سوى أعداد من الخشب في مخزنهم للاستخدام في الاحتراق الأخير!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بصيرة الحسين عليه السلام في كلمة السيد القائد .. مسؤوليتنا لا تقبل التراجع

في رحاب ذكرى عاشوراء، ذكرى مظلومية الإمام الحسين عليه السلام واستشهاده في كربلاء، يقف المؤمنون في كل زمان ومكان وقفة استلهام وتزود من مدرسة الصبر والثبات، مدرسة التوحيد والكرامة، مدرسة التضحيات الخالدة التي مثلها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام.

يمانيون / تحليل / خاص

وفي هذا السياق، تأتي كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) في هذه المناسبة العظيمة بوعيٍ قرآني، وتُجدّد بها مفاهيم الحق في وجه الباطل، والإيمان في وجه الطغيان، وتربط الماضي الثوري الحسيني بالواقع الثوري المقاوم المعاصر، مؤكداً أن عاشوراء ليست تاريخاً يُروى، بل موقفاً يُحتذى، ومسؤولية تُحمل، وجبهة تُواجه فيها قوى الظلم في هذا العصر، وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني ،

كلمة السيد القائد .. دروس زاخرة بالمعاني والدلالات الإيمانية  

 

 عاشوراء كقضية مستمرة لا ذكرى عابرة

شدد السيد القائد على أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ليس مجرد طقس عاطفي، بل موقف مبدئي يتصل بجوهر الإسلام وروحه المقاوِمة ، الإمام الحسين هو “صاحب قضية”، وقضيته هي الإسلام الحقيقي، الإسلام الذي يُقاوم الظلم ولا يخضع له ، بالتالي، فإن إحياء عاشوراء هو مواساة لرسول الله ﷺ، وتجديد للولاء لمبادئ الإسلام الأصيل.

الإسلام الحسيني مقابل الإسلام المحرّف

أشار السيد القائد يحفظه الله إلى أن الحسين عليه السلام قاتل من أجل الإسلام الذي يصنع السلام لا الاستسلام، مما يفضح مشاريع تزييف الإسلام التي تبرر الخضوع للطغاة ، دعا إلى التمييز بين الإسلام الحقيقي و”الإسلام الأمريكي” الذي يخدم الاستكبار.

مسؤولية الأمة في وجه الطغيان

أكد حفظه الله أن ما يفعله العدو الصهيوني والأمريكي في فلسطين وغيرها من البلدان من إبادة وفساد، يُلزم الأمة بـتحمل المسؤولية الإيمانية والجهادية ، مقاومة الطغيان ليست خياراً سياسياً، بل واجب ديني، والخنوع للطغاة هو خسارة في الدنيا والآخرة.

الثقة بوعد الله والنصر

رغم التحديات والصعوبات، فإن النصر وعد إلهي لعباده المؤمنين، وهذا يبعث برسالة أمل وثقة لكل الأحرار،

المشروع القرآني الذي يتبناه أنصار الله يستمد شرعيته وقوته من هذا الوعد الإلهي، لا من حسابات مادية أو آنية.

نماذج حية للصمود والمقاومة

استشهد السيد القائد بنماذج بارزة في الواقع المعاصر ( غزة في صمودها ، لبنان في ثباته ، إيران في دعمها للمقاومة، العراق في حراكه المقاوم ،واليمن في نهضته القرآنية المباركة) ، هذه النماذج تمثل الامتداد العملي لمسيرة الإمام الحسين، وتُجسد روح عاشوراء.

مشروع قرآني شامل

شدد السيد القائد على أن الانطلاقة ليست فئوية أو مذهبية، بل هي إيمانية قرآنية عالمية ، تتمحور حول التمسك بالقرآن الكريم ، وحمل راية الإسلام الأصيل ، والتحرك في سبيل الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

عاشوراء موقف وليست طقساً

السيد القائد أوضح أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هو مواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وامتداد لموقع الهداية، لا مجرد إحياء شعائري أو بكائي. إنها قضية مستمرة تحمل معاني الوعي والثبات، والتصدي للظالمين، والسير على خطى أهل البيت في مقارعة الطغيان.

رفض الطاعة للطغاة والخنوع للمستكبرين

اعتبر السيد القائد أن الطاعة لأمريكا و”إسرائيل” تعني الذل والخسارة في الدنيا والآخرة، بينما الموقف الحر المقاوم مهما بلغت كلفته هو خيار العزة والنجاة والتمكين، وهو خيار لا رجعة عنه.

 الثقة بوعد الله والانطلاق القرآني

أكّد أن مشروع أنصار الله هو مشروع قرآني إيماني يقوم على الثقة بوعد الله بالنصر، لا على التبعية ولا على التفاهم مع المستكبرين. وأوضح أن التمسك بالقرآن، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي ركائز هذا المشروع المبارك.

 موقف ثابت في نصرة فلسطين ومحور المقاومة

وجّه السيد القائد تأكيداً واضحاً على الثبات في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف بوجه المشروع الصهيوني، مشيراً إلى أن ما يتعرض له محور المقاومة من حملات إعلامية وضغوط سياسية لا يثنيه عن موقفه، لأن هذا هو الخيار الحاسم الذي لا رجعة عنه.

دروس عاشوراء في وجه الاستكبار

كلمة السيد القائد في هذه المناسبة العظيمة تُجسّد المعنى الأعمق لعاشوراء، وتجعل من كل مؤمن حسيني مشروع مقاومة، ومن كل موقف إيماني خطوة على طريق التمكين.
وهي دعوة مفتوحة إلى أحرار الأمة أن يكونوا كما أرادهم الحسين عليه السلام: “أحرارًا في دنياهم”، وأن لا يقبلوا بالضيم والخنوع، وأن يحملوا راية الإسلام الأصيل في مواجهة الطغيان الحديث ، والتمسك بالحق، والتضحية من أجله، حتى لو كان الثمن غالياً، لأن النتيجة هي الكرامة والنصر والعزة .

مقالات مشابهة

  • بصيرة الحسين عليه السلام في كلمة السيد القائد .. مسؤوليتنا لا تقبل التراجع
  • الأردن.. قرار تقليل حصص التربية الإسلامية
  • كلية الدراسات الإسلامية تنعى طالبتين من ضحايا حادث الطريق الإقليمي: رحيلهما مُفجع
  • «الجامعة الإسلامية» تعلن موعد المقابلات الشخصية للمتقدمين لكلية القرآن الكريم
  • بنعبد الله ينتقد استمرار ظاهرة العزوف السياسي والأحزاب التي لا يمكنها كسب مقاعد دون مال أو قفف
  • محمد سعيد حميد يكتب : يا بلادي
  • هل يجوز قول عليه السلام بعد ذكر سيدنا الحسين؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • مكة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • رسالة مؤثرة من المنجم بعد رحيله عن الشباب: “الله يكتب فيها الخير”
  • روسيا تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية التي تقودها حركة طالبان