صباح الخير يا بلادي
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أنيسة الهوتية
صباح الخير يا بلادي، بلادي الأبية التي تقدمت دول العالم أجمع وأعلنت على لسان وزير خارجيتها معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي الموقر أنَّ حماس حركة مقاومة وليست مُنظمة إرهابية، ومعاليه كان المُبادر كذلك بمطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتشكيل محكمة لجرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
ورغم الألم المرير والحزن الكظيم والقهر العظيم الذي يعانيه قلبي كقلوب جميع البشر الإنسانيين على الحال الذي آل إليه وضع أطفال وكبار وشيوخ وشباب ورجال ونساء فلسطين، إلا أني بدأت أردد بطَربٍ وأكرر وأُدَندن في لحظة غيبوبة حسية مدمجة بإحساسٍ غَيمي عند سماعي للخبرين اللذين زُفا على مسامعي كزف العروس التي "صبرت ونالت (وَمن مثلك!).. نعم من مثلك يا عُمان الأبية برجالك الأوفياء للوطن، والدين، والإنسانية الذين يظهر معدنهم الذهب الخالص في المواقف الشديدة، والذين يصطفون في أوائل الصفوف المتقدمة بآرائهم وأقوالهم وأفعالهم المتكئة على جدار الإنسانية قبل جدار الدبلوماسية والسياسة الدولية، وكذلك السياسة الدينية التي جعلت الكثير من البشر يتحولون إلى (اللادين) بسبب عدم وضوح الدين بعد تعكير صفاء الأديان من المتعاملين بها لمصالح خاصة لهم، ثم "شخصنة" الدين لمآرب أخرى.
وَمن مثلك! يا بلادي التي أعلنت مباشرة منع الطائرات الإسرائيلية من الطيران في مجالها الجوي، ليتحد موقفها مع القيم الإنسانية قبل كل شيء! فقانون (لا ضرر ولا ضرار) هو الثابت هُنا في سلطنتنا اتباعًا لسُنة النبي الحبيب عليه وعلى آله أزكى الصلاة والسلام.
وَمن يعرفني حق المعرفة يعرف أني لستُ من المُرائين، ولا أحب التصفيق لأحد إلا إذا كان فعله أو قوله متميزًا وَيستحق، وهنا وجدت المُتميز فعلًا لأجل ذلك أنا الآن أكتب هذه السطور التي أعنونها بوصف: (الحق يقال)، والحق اسمٌ من أسماء الله تعالى يعلو ولا يُعلى عليه... وهذه كلمات حق أقولها في بلادي ورجالها الأوفياء، في أول مقالة لي بعد التوقف عن الكتابة لما يقارب الشهرين! شَهرين لم أستطع أن اكتب سطرًا واحدًا مُتكاملًا من بعد أحداث غزة! ووضعتُ جميع كتاباتي السابقة في ملفٍ وأقفلتُ عليه لأن شعوري كان مُفحمًا تمامًا محترقًا تمامًا حتى جعلني أشعر بأن لا شيء يستحق النشر!
لا فكرة، لا إنجاز، لا فكاهة، لا أدب، لا ألم، لا شيء بتاتًا أمام ما يحصل في غزة... إلا اليوم، شعرت أن هناك ما يستحق النشر ليس فقط لأجل غزة؛ بل للأُمتين الإسلامية والعربية اللتين انجرفتا إلى ملذات السعادة بمقاييس الأُمم المتحدة بالتنويم المغناطيسي أو السحر الأسود المنمق باللسان السياسي الدولي! وما كان هذا سيحدث لو كانوا متمسكين بمبادئهم الإسلامية الأساسية دون انشقاق، وقول فلان وعلان، حتى نسوا أصل الدين وجذوره الثابتة في الأرض بينما هم يتتبعون الأفرع والعصافير التي تزقزق عليها!
على الأمة الإسلامية ان ترجع إلى نفسها، وتقرأ وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)، و(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، و(الله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هيبة الدين أعظم وأكبر من هيبة التمثيليات السياسية التي تكتبها الأمم المتحدة ويخرجها ويمنتجها بعض الدول المصلحجية مع رئاستها ويمثلها الكومبارس من الخط الأول، والضحايا هُم من يظنون أنهم يتملقونهم لنيل الأمان والسلام والرُقي إلا أنهم ليسوا سوى أعداد من الخشب في مخزنهم للاستخدام في الاحتراق الأخير!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
6 نصائح للحجاج قبل الذهاب لأداء المناسك.. البحوث الإسلامية يوضحها
قال مجمع البحوث الإسلامية، إن هناك 6 نصائح للحجاج عليهم أن يعرفوها قبل الذهاب لأداء المناسك، وهي:
1- اخلص النية لله عز وجل.
2- تعلم المناسك.
3- بادر بالتوبة ورد المظالم.
4- عليك بكفاية أهلك وأولادك.
5- تحري النفقة الحلال.
6- أكثر من الذكر والاستغفار.
وقالت دار الإفتاء إن الحج هو قصد مكةَ لأداء عبادة الطواف وسائر المناسك في أشهر الحج استجابة لأمر الله وابتغاء مرضاته، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفرض معلوم من الدين بالضرورة؛ قال الله تعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97]، وقال سبحانه: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 27-28].
وجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» رواه البخاري وأحمد والنسائي وابن ماجه. والرَّفَثُ: [اسْمٌ لِلْفُحْشِ مِنَ الْقَوْلِ، وَقِيلَ: هُوَ الْجِمَاعُ] اهـ. "شرح النووي على مسلم" (9/ 119).
كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «حُجُّوا، فَإِنَّ الْحَجَّ يَغْسِلُ الذُّنُوبَ كَمَا يَغْسِلُ الْمَاءُ الدَّرَنَ» رواه الطبراني في "الأوسط" من حديث عبد الله بن جراد رضي الله عنه. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضا : «الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ» رواه البيهقي وابن ماجه واللفظ له وغيرُهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي فضل الإنفاق في الحج قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ» رواه أحمد والبيهقي وغيرهم من حديث بريدة رضي الله عنه، وهو فرض على كل مسلمة ومسلم بالغ، عاقل، مستطيع، ويستحب المبادرة بأداء هذه الفريضة متى توافرت الاستطاعة.
الذهاب إلى الحج
- على كل مسلمة ومسلم دعاه الله لحج بيته وعمرته أن يخلص التوبة إلى الله سبحانه، ويسأله غفران ذنوبه؛ ليبدأ عهدًا جديدًا مع ربه، ويعقد معه صلحًا لا يحنث فيه.
- من علامات الإخلاص أن يعد نفقة الحج من أطيب كسبه وحلاله، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، ومن حج من مال غير حلال ولبى: "لبيك اللهم لبيك" قال الله سبحانه له -كما جاء في الحديث الشريف-: «لَا لبيْك وَلَا سعديك هَذَا مَرْدُود عَلَيْك» رواه الديلمي عن عمر رضي الله عنه مرفوعًا، وله شاهد عند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه.
- من مظاهر التوبة وصدق الإخلاص فيها: أن تطهر المسلمة والمسلم نفسه، ويخلص رقبته من المظالم وحقوق الغير، فيرد المظالم إلى أصحابها متى استطاع إلى ذلك سبيلًا، ويتوب إلى الله ويستغفره فيما عجز عن رده، وأن يصل أرحامه ويبر والديه، ويطلب رضا إخوانه وجيرانه عنه.
- من الاستطاعة المشروطة لوجوب الحج: القدرة على تحمل أعباء السفر ومشقاته، فلا عليك أيها المسلم إذا قعد بك عجزُك الجسدي عن الحج، فإن الحج مفروض على القادر المستطيع.
- حافظ على نظافتك في الملبس والمأكل والمشرب، وعلى نظافة الأماكن الشريفة التي تتردد عليها؛ لأن الإسلام دين النظافة، ألا ترى أنك لا تدخل الصلاة إلا بعد النظافة بالوضوء أو الاغتسال!
- لا تكلف نفسك فوق طاقتها في المال أو الجهد الجسدي، واحرص على راحة غيرك، كما تحرص على راحة نفسك، وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.
- قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29]، فلا تعرض نفسك للخطر بالصعود إلى قمم الجبال، أو الدأب على السهر -ولو في العبادة- فإن خير الأعمال أدومها وإن قل.
- احرص على الوجود في الحرم أكبر وقت ممكن، والنظر إلى الكعبة، وقراءة القرآن الكريم، والطواف حول البيت كلما وجدت القدرة على ذلك.
- عليك أن تخبر أقرب الناس إليك بما لك أو عليك، وحث الأبناء والبنات والأهل والإخوان على تقوى الله والتمسك بآداب الدين، والمحافظة على أداء فرائضه.