مسؤوليتُنا حتى لو تخاذل الآخرون
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
لليوم الثاني والأربعين يواصل العدوان الصهيوني اليهودي الهمجي المدعوم من أمريكا والغرب الكافر حربه الإجرامية الوحشية على غزة، مستخدما كل وسائل الإبادة والإجرام بالقصف الجوي والبري والبحري بآلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل الفوسفورية والأسلحة المحرمة، وبالحصار والتجويع الإجرامي الخانق، لإبادة وقتل الناس جميعاً، أطفالًا ونساء وصغاراً وكباراً، وقصفهم في منازلهم وأحيائهم ومدارسهم ومستشفياتهم، بل وملاحقتهم بالقنابل والصواريخ المحرَّمة إلى الطرقات والمساجد والمدارس والنزوح، وقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف وقتل المرضى والجرحى والمسعفين والنازحين والأطباء والإعلاميين والممرضين.
العدوان الصهيوني المدعوم أمريكياً وغربياً بلغ في تماديه ذروة الإجرام والهمجية والطغيان والتوحش الصهيوني اليهودي، ووصل به الأمر إلى قصف مستشفيات غزة وجعلها أهدافاً أساسية للقصف بالطائرات والمدافع، واقتحامها بدباباته وقواته المدججة بمختلف أنواع السلاح ومحاصرة المرضى والجرحى والأطباء والأطفال الخدج، ومنع وصول العلاج والدواء إليهم، وقطع الماء والكهرباء عن المستشفيات وتحويلها إلى معتقلات يستبيح فيها كل الحرمات، كما بخطف الجثامين والجرحى، وسحل المدنيين بالمجنزرات، وإماتة المصابين بمنع معالجتهم.
المشاهد المؤلمة والمأساوية التي نشاهدها يومياً ويشاهدها العالم من قطاع غزة المحاصر والمظلوم ، والتي تكشف ارتكاب العدو الصهيوني وداعميه لأبشع المذابح وأفظعها، تكشف لنا حقائق مهمة، وتبين لنا حقيقة أعدائنا وتوحشهم، وتكشف مستوى عدائية العدو الصهيوني اليهودي لأمتنا، فالجرائم البشعة التي يرتكبها تبيّن عِداءه الشديد لنا كأمُّة، واستباحته لكل شيء فينا، وتوحشه في قتل الأطفال والنساء، والكبار والصغار، وتبين لنا مصاديق الآية الكريمة في كتاب الله: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}[المائدة: من الآية82]، كما تبين لنا حقيقة أمريكا والدول الغربية، وزيف عناوينها: عن حقوق الإنسان، عن الحريات، وكل العناوين المخادعة.
هذه الأحداث والمشاهد هي بحق كفيلة بإحياء الضمائر الميتة، وبإيقاظ كل السبات الذي تعيشه أنظمة العرب والمسلمين، لكن لا شيء من ذلك حدث، فالشعوب مكبلة بأنظمتها الخائبة والخائرة والفاسدة والمؤسف أن بعضها يتواطأ مع العدو جهاراً نهاراً.
هذه الحرب الإجرامية في الحقيقة فرزت الناس على حقيقتهم، ووضعت الجميع أمام اختبار كبير ما بينهم وبين الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، فهي أكبر اختبار تبين الناس، مدى مصداقيتهم، وتكشف أين هم الصادقون في انتمائهم إلى مبادئ وقيم هذه الأمة، وتفضح من يدّعون بأنهم قادة للعروبة وحملة للراية، فقد رأيناهم يتواطؤون ويتخاذلون في القمة وخارجها، ويستجدون ببياناتهم التي يمكن أن تصدر من مدرسة ابتدائية، وكل هذا يجعلنا اليوم كشعب يمني أمام مسؤولية كبيرة يفرضها علينا انتماؤنا الإيماني وقيمنا الإنسانية وشرفنا الأخلاقي، ومن هذا المنطلق جاء موقف قائد الثورة – حفظه الله – المتقدم في نصرة غزة، والذي بدأ بإطلاق الصواريخ والمسيّرات، ثم بإدخال البحر إلى المعادلة العسكرية في نصرة غزة، وهذا كله موقف مسؤول ومشرف لنا كيمنيين ويعبر عن هويتنا وقيمنا وانتمائنا الإسلامي، وفي وسع الشعوب الأخرى أن تفعل الكثير، بدءاً بمقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية والتحرك الجماهيري في الميادين والساحات والدعم المالي للمجاهدين وللمظلومين في غزة ولن يعدم الإنسان حيلة في التحرك أمام هذا الإجرام والطغيان الهمجي.
ومن هنا، فإن استمرار التظاهرات الجماهيرية التي ستخرج اليوم في العاصمة والمحافظات أمر مهم، أولاً لتجديد الاستنكار والإدانة لهذا العدوان الإجرامي الصهيوني اليهودي، والتضامن الكامل والمطلق مع المظلومين من أبناء أمتنا في قطاع غزة، وتحميل الإدارة الأمريكية ودول الغرب المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الحرب الإجرامية الوحشية، وثانيا لإدانة مواقف الأنظمة العربية التي لا تشرف أحداً على وجه الأرض، وإدانة ما تفعله بعض الأنظمة من تواطؤ مع العدو الصهيوني في حربه على غزة، ودعوتها لمراجعة مواقفها قبل أن يلحقها غضب الله وعقابه، وفي أن تتحمل مسؤوليتها الدينية والإنسانية إزاء ما يحدث من حرب إبادة وحشية على غزة.
وثالثاً لمباركة وتأييد موقف قائد الثورة – حفظه الله – المشرف والعظيم في نصرة غزة، والاستنفار والتعبئة والالتحاق بالتدريب ليكون الجميع جاهزاً للمشاركة في المعركة..إذا أتاح الله فرصة الالتحاق بصفوف المجاهدين في غزة..ومن الله النصر والفرج.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“داخلية غزة” : العدو الصهيوني يصنع الفوضى ويرعى شبكات لصوص المساعدات
الثورة نت/..
حمّلت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، اليوم الخميس، العدو الصهيوني المسؤولية عن نشر الفوضى في القطاع، ورعايته لشبكات اللصوص والبلطجية في السيطرة على شاحنات المساعدات.
وقالت الوزارة، في بيان، إن العدو الصهيوني يهدف من ذلك إلى حرمان أكثر من 2 مليون فلسطيني من الحصول على المساعدات بطريقة آمنة، لكي تستمر المجاعة في القطاع، في محاولة مكشوفة من العدو لإعفاء نفسه من المسؤولية القانونية في استخدام التجويع كسلاح في وقت الحرب.
وأوضحت أن العدو الصهيوني ينتهج سياسة لهندسة التجويع للشعب الفلسطيني، وصناعة فوضى المساعدات الإنسانية، عبر السماح بدخول محدود للمساعدات في ظل اشتداد المجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون، وحصار مشدد ومنع تدفق المواد الغذائية الأساسية منذ شهر مارس الماضي.
ولفتت “داخلية غزة” إلى أن العدو الإسرائيلي يتبع سياسية استهداف منتسبي أجهزة الوزارة أثناء القيام بواجبهم في تأمين شاحنات المساعدات التي تشرف على توزيعها المؤسسات الدولية، كي لا تصل إلى مستحقيها بطريقة آمنة، وبذلك تستمر مظاهر الفوضى.
وأضافت: “أمام هذه السياسة الإجرامية التي استمرت خلال الشهور الماضية، آثرنا أن نعطي المساحة لمبادرات محلية كي تقوم بدورها في تأمين شاحنات المساعدات لدحض مبررات الاحتلال واتهاماته الكاذبة”.
وأشارت إلى أنه كان آخرها الدور الذي قامت به العائلات والعشائر في القطاع، غير أن العدو الإسرائيلي أقدم على استهداف شباب العشائر والعائلات الفلسطينية التي أخذت على عاتقها القيام بهذا الواجب، وارتقى منهم عشرات الشهداء، ما أحبط مبادرة العشائر والعائلات في القيام بدورها المجتمعي في هذه الظروف المعقدة.
ذكرت وزارة الداخلية بغزة، أن “العدو لم يرق له أي مظهر من مظاهر النظام في مجتمعنا بقطاع غزة، ويعمد على الفور لإفشال كل محاولات ومبادرات إحلال النظام بغض النظر عن الجهة التي تقوم بذلك، في مسعى واضح لإبقاء حالة الفوضى هي السائدة في القطاع”.
ولفتت إلى أن سماح العدو بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات وسيطرة اللصوص والبلطجية عليها برعاية العدو، لا يغير من واقع المجاعة المنتشرة في قطاع غزة شيء.
ودعت المجتمع الدولي لممارسة أقصى درجات الضغط على العدو الإسرائيلي من أجل وقف استهداف الطواقم المدنية المكلفة بتأمين خط سير شاحنات المساعدات، والسماح بتدفقها بكميات كافية وتوزيعها عبر مؤسسات الأمم المتحدة صاحبة الخبرة الطويلة في هذا المجال؛ كي تصل إلى مستحقيها.
وأفادت وزارة الداخلية، بأن سياسة العدو في رعاية اللصوص والبلطجية للسطو على شاحنات المساعدات، دفع عشرات آلاف المواطنين للنزول إلى الشوارع والاضطرار لقطع مسافات طويلة جداً وتعريض أنفسهم للخطر في محاولة لسد جوع أطفالهم، ما يتسبب بتلف جزء من تلك المساعدات بسبب التدافع والزحام.
وأوضحت أن ذلك جاء في الوقت الذي يقوم فيه العدو باستهدافهم بشكل مباشر وارتكاب المجازر بقتل العشرات يومياً قرب المسارات المؤدية لدخول المساعدات، كما جرى أمس واليوم من مجازر في شمال القطاع ووسطه وجنوبه.
وأكدت أن ادعاء العدو الإسرائيلي بتوزيع المواد الغذائية من خلال ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” سيئة الصيت والسمعة، هو مجرد وهم وخداع للرأي العام، في الوقت الذي يقتل فيه المئات من المواطنين خلال محاولتهم الحصول على ما يسد جوعهم من المؤسسة المذكورة التي أنشأها العدو لأغراض مشبوهة وأهداف أمنية تخدم مخططاته الإجرامية.
وحذرت “داخلية غزة” من استمرار عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات لما تمثله من خطورة على حياة المواطنين بسبب الاكتظاظ الشديد وانتشار خيام النازحين في كل مكان، وهي الطريقة التي يريدها العدو لخلق مزيد من الفوضى بركض عشرات الآلاف خلف صناديق المساعدات ووقوع إصابات في الأرواح وأضرار في الممتلكات؛ معتبرة أن ذلك يأتي في إطار تسويق الوهم لخداع الرأي العام العالمي والدولي.
وذكرت أن الشرطة والأجهزة الأمنية ستواصل القيام بواجبها في ملاحقة شبكات اللصوص والبلطجية عملاء العدو، واتخاذ الإجراءات الميدانية المشددة بحقهم في ظل حالة الطوارئ التي نعيشها.
ودعت وزارة الداخلية بغزة، أبناء الشعب الفلسطيني في محافظات قطاع غزة لتجنب التواجد في مسارات دخول شاحنات المساعدات؛ حرصاً على حياتهم ومنعاً للفوضى التي يحاول العدو ترسيخها في المجتمع؛ ولكي يفرض الشعب على العدو تغيير المعادلة ووقف استهداف طواقم التأمين لضمان وصول المساعدات لجميع المواطنين في مناطق سكنهم بطريقة آمنة.