مواضيع اجتماعية وإنسانية في مجموعة (محاولة لهيكلة الفراغ) للشاعرة خديجة مروان الحسن
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
دمشق-سانا
تنوعت المجموعة الشعرية الجديدة للشاعرة خديجة مروان الحسن بعنوان (محاولة لهيكلة الفراغ) بين المواضيع الاجتماعية والإنسانية، وطرح القضايا والهموم بأسلوب غلب عليه الإيحاء والرمز والدلالة.
وتدعو الشاعرة الحسن في مجموعتها المرأة لتحافظ على كيانها وكبريائها وترفض لها الانحناء وترك المبادئ والقناعات مهما كانت الظروف صعبة ومهما ألحت الذاكرة بما فيها من متناقضات، تقول:
أيها العائدون من أثلام الذاكرة … لأطلق صوتي كصاعقة… وتنسجوا خيوطكم في حياتي الآن … وجوهكم تنحني علي كثيراً الآن … ولن أراكم.
وفي نصها ثرثرة آخر الليل تظهر الهموم واضحة في تشكيلاتها الفنية بين العواطف والكلمات القادمة من خيال حرص على الحذر في التقاط الواقع، فتقول:
النوم مختطف هنا … أشبح الهموم تغازلني … تبعث أطيافها فتزيد جروحي … تنتفض في صدري صوراً وأفكاراً… وبعض ضعف وتعب.
ويظهر الإيحاء ملوناً بجمال البيئة ترسمه بعواطف طفلة تنسج من خيالها عالماً تحبه، وتتمنى أن يبقى جماله بكل ما فيه من مكونات وعواطف وبهاء، فتخربه الريح وتجعله هباء، لتصل إلى ألم يعيشه الصغار المبدعون، ثم يحولونه إلى لهو بسيط فتقول بنصها سذاجة طفلة:
هل رأيت طفلة … ترسم حلما من تراب … وتلالاً من رمال … ثم تأتي الريح برعب … وتهدم ملعب الأمنيات … فتعلو أصوات الأطفال… يلهون مع الريح.
وفي قصيدة ربت الجمر تبدو الصور الفنية جلية واضحة ومرسومة بوجدان صادق وتقنية فنية عالية تحتوي كثيراً من جمال الطبيعة وحالة الوعي والرقي في التحولات الإنسانية والحياتية، فتقول:
ربت الجمر على كتفي وقال : ما ذنبي حينما أوقظ النبض من السبات … ما ذنبي حينما أجعل النار حقلاً للفراشات … حط الجمر خطاه بين قلبي والسماء.
غلاف الكتاب المنشور بموافقة اتحاد الكتاب العرب في دار قطنا للفنان اسماعيل الحلو عبر فيه عن مكنونات الكتاب ومحتوياته ومؤلفته الحسن عضو في اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أستاذ بـ الناتو: تركيا تسعى لملء الفراغ الروسي في سوريا
أكد اللواء الدكتور سيد غنيم، أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية في بروكسل، أن تركيا ترفض بشكل قاطع أي وجود لفكرة اللامركزية في الدولة السورية، وتحديدًا إقامة حكم فيدرالي يسمح بوجود حكومة كردية مستقلة ضمن الأراضي السورية، موضحًا أن القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها السياسة التركية تجاه سوريا، هي منع اللامركزية.
وأوضح سيد غنيم، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تتولى إدارة سجون تنظيم داعش في مناطق شمال شرق سوريا تمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح التركية.
وأشار إلى أن أنقرة تسعى لملء الفجوة الأمنية التي خلفها التراجع الروسي داخل سوريا، في محاولة لإحلال نفوذها محل موسكو، في ظل تقلص الدور الأميركي بشكل ملحوظ في الداخل السوري خلال الآونة الأخيرة.
وشدد على أن ما بين 40% إلى 60% من الأكراد يقيمون داخل تركيا، مما يدفع أنقرة إلى اتخاذ مواقف صارمة تجاه أي كيانات كردية في محيطها الإقليمي، وعلى رأسها سوريا، تجنبًا لأي تداعيات داخلية.
وأوضح أن هناك تعارضًا واضحًا بين المشروعين التركي والإسرائيلي في سوريا، إلى درجة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أكثر من مرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمثل خصمًا مباشرا لإسرائيل.
ونوه بأن النفوذ التركي في سوريا أصبح مؤثرًا ويشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، نظرًا لاعتماد أنقرة على فصائل إسلامية تُعد بمثابة "الذراع الأساسية" لها داخل الأراضي السورية، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وأكد أن أخطر ما تواجهه المنطقة العربية حاليًا هو تآكل دور الدولة السورية، مما يترك فراغًا خطيرًا في موازين القوى الإقليمية، ويفتح المجال أمام تدخلات دولية وإقليمية أوسع نطاقًا.