الجواهر واللآلئ لا تذوب في الوحل..ولا زلنا نؤمن بأن معدن المواطن السوداني معدن أصيل لا تزيده النار إلا تجلياً وصقلاً ولمعاناً..! ذلك المعدن النفيس الذي يشع بالفطنة والحصافة والعقل الراجح و(الضمير الصاحي) الذي لا تغيب عنه الأصول وقيم الخير والحق وتحاشي المنقصة والعيب..!
ليس من اللائق أن نزرع اليأس ونجعل موازين الشخصية السودانية رهناً بأخلاق وسمات الفلول وهذه البثور التي (طفحت) على صفحة الحياة السودانية حصاداً خبيثاً لتأثيرات السنوات الطوال التي تسيّدت فيها الإنقاذ مشهد الساحة السودانية عبر (الثلاثين العضوض) وأفرخت نماذجها البشرية من كل صنف ولون.

.مضافاً إليها (أعوام البرهان الأربعة) التي تبرّج فيها الجهل وظهرت فيها (الدمامل والعورات) وتم إطلاق سراح المجرمين..!
وهي أيضا سنوات هرجلة الفلول الذين حملوا معهم (خبوبهم وعبوبهم) ووَفد إليهم آخرون من جماعة (سوق الملوص) والسياسيين المدسوسين من (باعة الهمبرغر) الذين سجلوا أسماءهم في الأحزاب والحركات و(عالم البزنس) وجلبوا على السودان سيماء الجهل وفقر المروءة والدناءة والوضاعة والخفة والطيش..وعرض النفس للبيع في (اقرب أوكازيون) على الناصية..!
ومهما كان حال ومآل هذه الحرب اللعينة التي أشعلها الانقلاب والفلول ومليشياتهم..ومهما يكن ما تنتهى إليه المفاوضات التي هرعوا إليها (حفاة عراة)...فينتظرنا الكثير من المهام لإعادة بناء الوطن على أساس جديد..وعلى مبادئ ثورة ديسمبر العظمى..ومن لديه شك في مضاء هذه الثورة الباسلة واستحالة دفنها تحت رماد الحرب و(سجم الانقلاب) فيمكن أن تشتعل الشوارع من جديد وتقدم الثورة نفسها مرة أخرى وتخرج الملايين صباح مساء حتى يعرف من لا يريد أن يعرف أن هذه الثورة لن تموت..وأنها وصية شهداء أبرار..تغلغلت في سويداء الوطن ودخلت إلى كل بيت وأصبحت (نقشاً على كل معصم) ودماءً حارة في كل وريد وشريان..! وويل للقتلة واللصوص والمرتزقة الذين أصبحوا (معروفين بالاسم) في كل صقع وحارة وحي وطريق ومنعطف...!
ينتظرنا الكثير من التحديات لتحقيق شعار الجيش للثكنات ولواجبه الوطني..والجنجويد وكل المليشيات للحل والتسريح..! هذا هو شعار الثورة الذي صُعق منه أعداؤها..وما أن أطلقته الثورة في أيامها الأولى حتى قامت قيامة الفلول الذي صنعوا المليشيات وكتائب السوء ليضربوا بها الشعب..وجعلوا من جيش الوطن عصا لحزبهم الآثم المقبور..!
تنتظرنا تحديات جسيمة على المستوى الاقتصادي والعمراني والاجتماعي والحضاري حتى يعود السودان إلى منصة تأسيس جديد تغلق الباب على أنوف القتلة واللصوص ومستبيحي الموارد وأزلام الجهل و(طرح السيل) وطحالب البرك والمستنقعات والمتسلقين العاطلين منتهبي الموارد ومنتهكي المحارم...!
لقد صنع الفلول نماذجهم المشوّهة وطالت بهم الأيام حتى بانت سوءاتهم بما ليس وراءه من عري وانكشاف..واتضح المدى الذي يمكن أن ينحدروا إليه في درك السقوط..وهذا مما يعين على بناء الحياة الجديدة بعد أن اكتسب أهل السودان مناعة كافية شافية من هذه الميكروبات الوبيلة و(الفيروسات المتحوّرة) التي يمثلها الفلول بكل أطيافهم من أدعياء سياسة و(حرامية سوق)..ومهربين ومرتشين..وإعلاميين وسماسرة..وصحفيين و(اسطراطيجيين)...وتجار يبيعون الدين والدولارات..وملتحين كذبة ووعاظ فشنك..وأئمة ضلال..وشمشرجية و(موترجية) ومخبرين..وقناصين ومأجورين..وانكشارية و(زلنطحية)..وحركات ومليشيات و(مغتصبين بالأجر) إلى آخر تلك المهن التي ادخلوها في مصفوفة الوظائف الدنيئة التي لم تعرفها أسوأ الأنظمة (في نماذجها الأعلى للتفاهة والإجرام) واستباحة الدماء وتنغيص حياة الشعوب..من النازية والستالينية والفاشية والصهيونية والماسونية والحشاشين والسفاحين وفرسان الهيكل وكوكلوكس كلان وقبضايات المافيا وجماعة الخمير الحُمر وعصابات الأراجون وشتيرن والهاجناه...!
لقد استبانت المسالك..الثورة باقية..(الرصيف للمشاة والطريق للسيارات) والسجون للقتلة واللصوص ..وبإذن الله ستزول الأوصاب والأوشاب من وجه هذا الوطن الجميل وسوف ينهض السودان بأهله من تحت الركام..ويحيق المكر السيئ بمدبريه.. ولا عدوان إلا على الظالمين....الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية

الخرطوم- رفضت الحكومة السودانية الجمعة 23 مايو 2025، الاتهامات الأميركية للجيش باستخدام أسلحة كيميائية في نزاعه المستمر منذ أكثر من عامين مع قوات الدعم السريع، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسمها.

وقال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة خالد الإعيسر في بيان إن هذه "اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان".

ويأتي هذا البيان غداة إعلان واشنطن عن عقوبات تدخل حيّز التنفيذ اعتبارا من السادس من حزيران/يونيو تشمل تقييد نفاذ الحكومة السودانية إلى خطوط القروض الأميركية وقيودا على الصادرات الأميركية إلى السودان، ثالث أكبر البلدان مساحة في إفريقيا والذي تمزّقه حرب منذ أكثر من سنتين.

يشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان  وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليونا، وتسبب بما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.

والخميس، دعت الولايات المتحدة الحكومة السودانية إلى التوقّف عن استخدام الأسلحة الكيميائية، لكن من دون تحديد المكان المفترض لهذا الاستخدام أو تاريخه.

وندّدت الخرطوم بما وصفته بادعاءات "لا تستند إلى أي دليل".

واتّهمت واشنطن بـ"التواطؤ" مع "الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في السودان، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة"، وفق ما جاء في البيان.

وأشار الناطق باسم الحكومة السودانية إلى أن الولايات المتحدة "تلتزم الصمت حيال الجرائم الموثقة بحق المدنيين في دارفور ومناطق أخرى، التي تقف خلفها دولة الإمارات العربية المتحدة عبر دعمها غير المحدود للميليشيات، ومن خلال تزويدها بطائرات مسيّرة استراتيجية، وأسلحة أميركية حديثة، وتمويل مالي كامل، أقرت به لجنة خبراء الأمم المتحدة".

تنفي أبوظبي من جهتها الاتهامات الموجهة إليها بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة.

واعتبر الإعيسر أن "هذه الرواية الكاذبة، التي تسعى الإدارة الأميركية إلى تسويقها دوليا، ليست سوى محاولة جديدة لتضليل الرأي العام، وتوفير غطاء سياسي لجهات فقدت شرعيتها وتورطت في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني".

وقسمت الحرب المستعرة بين الجنرالين البرهان ودقلو السودان إلى مناطق نفوذ حيث يسيطر الجيش على شمال البلاد وشرقها، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور في الغرب ومناطق في الجنوب.

وبموازاة القتال، تحاول الأطراف المختلفة تعزيز مواقعها على المستوى الدولي.

وفي منتصف نيسان/ابريل، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو تشكيل حكومة منافسة، ما قد يؤدي بحسب الأمم المتحدة إلى الإمعان في تفتيت البلاد.

 

مقالات مشابهة

  • يجب سحب الجنسية السودانية من (عبدالمنعم بيجووو)
  • قبائل الخبار في العرش بالبيضاء تعلن النفير العام والبراءة من الخونة
  • بيان منصة القدرات العسكرية السودانية حول القرار الأميركي بفرض عقوبات على السودان
  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية
  • دماء وحطام على الطريق الدائري.. تهشم 10 سيارات وتفحم إحداهما.. 22 مصابًا وتوقف الحركة المرورية | ماذا حدث؟
  • الذي يحكم الخرطوم يحكم السودان، فهي قلب السودان ومركز ثقله السياسي
  • مسؤول ايراني : التخصيب، هو ثمرة دماء الشهداء النوويين وسيستمر
  • التربية: امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة في موعدها
  • الداخلية السودانية: نجدد عزمنا التام على تحقيق الأمن والاستقرار