من إمارة إلى مملكة… قصة الأردن العظيم ومسيرة الاستقلال المجيد
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ في قلب المشرق العربي، وعلى أرض احتضنت الحضارات منذ فجر التاريخ، وُلد كيان سياسي شكّل نواة الدولة الأردنية الحديثة، ليبدأ مسار نضال وطني طويل توّج بالاستقلال وتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية. إنها قصة الأردن، قصة الأرض والإنسان والقيادة، التي سطّرت صفحات من المجد منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 وحتى إعلان الاستقلال في عام 1946، وما تلا ذلك من تطور وبناء ونهضة مستمرة.
البدايات: ولادة الإمارة في شرق الأردن
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، بدأت خريطة المنطقة تُعاد تشكيلها من جديد. وفي ظل التقسيمات السياسية التي أفرزها الانتداب البريطاني، برزت الحاجة لقيام كيان سياسي في شرق نهر الأردن يحفظ هوية سكانه ويوفر الاستقرار السياسي والإداري.
وفي عام 1921، أعلن الأمير عبدالله بن الحسين – نجل الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى – تأسيس إمارة شرق الأردن، بدعم من الشعب الأردني وبتفاهم مع الحكومة البريطانية. وقد شكّلت الإمارة خطوة محورية في بناء الدولة، إذ بدأت بتنظيم المؤسسات الإدارية والأمنية، ووضع اللبنات الأولى لسلطة مركزية موحدة.
ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية، وُضعت اللبنات الأساسية للدولة الفتية، حيث بدأ تكوين الجيش العربي الذي أصبح رمزاً للكرامة الوطنية، وتم إنشاء أولى الإدارات الحكومية، ما ساعد في ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز مفهوم السيادة الوطنية.
الاستقلال.. لحظة فخر وأمل
مرت الإمارة بعدة مراحل سياسية مفصلية، حتى جاء يوم الاستقلال الذي انتظره الأردنيون طويلاً. ففي 25 أيار/مايو عام 1946، أعلن المجلس التشريعي الأردني استقلال البلاد رسمياً، وتمت مبايعة الأمير عبدالله بن الحسين ملكاً على البلاد، ليصبح أول ملوك المملكة الأردنية الهاشمية.
جاء هذا الإعلان تتويجاً لنضال سياسي طويل، ومفاوضات مع السلطات البريطانية، تكللت باعتراف بريطانيا باستقلال الأردن، واستقلاله كدولة ذات سيادة، تتمتع بكامل حقوقها في المحافل الدولية.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ الأردن مسيرته كدولة عربية مستقلة ذات نظام ملكي دستوري، تعتمد على مؤسسات مدنية قوية، وتستند إلى دستور عصري تم إقراره عام 1952 في عهد جلالة الملك طلال بن عبدالله، ليعكس روح التعددية والعدالة والحرية.
المسيرة الهاشمية: بناء الدولة وتعزيز الهوية
منذ استقلاله، شهد الأردن نهضة سياسية واقتصادية واجتماعية بقيادة ملوك بني هاشم، الذين حملوا راية البناء والكرامة الوطنية. فقد أسس الملك عبدالله الأول دعائم الدولة المستقلة، وكان حريصاً على بناء دولة المؤسسات والقانون، واستشهد في سبيل فلسطين على أعتاب المسجد الأقصى عام 1951.
ثم جاء الملك طلال الذي أرسى الأساس الدستوري للدولة الحديثة، وتبعه الملك الحسين بن طلال، الذي قاد المملكة لأكثر من أربعة عقود، فكان “ملك البناء” و”ملك الاستقرار”، وحقق الأردن في عهده إنجازات كبيرة في التعليم والصحة والبنية التحتية، رغم ما مرت به المنطقة من أزمات وحروب.
واليوم، يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مسيرة التحديث والإصلاح، رافعاً شعار الاعتماد على الذات، وبناء اقتصاد منتج، وتعزيز مكانة الأردن عربياً ودولياً، وداعماً رئيسياً لمسيرة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الأردن.. وطن الشموخ والتاريخ
لا يقتصر تاريخ الأردن على لحظة الاستقلال، بل يمتد لآلاف السنين، حيث قامت على أرضه حضارات كالأدومية والمؤابية والعمونية والنبطية، ومرّ به الرومان والبيزنطيون والعرب المسلمون. وهو اليوم يحتضن مدناً تاريخية كالبتراء وجرش وأم قيس، ويقف بصلابة على مفترق طرق التاريخ والجغرافيا والسياسة.
وفي ذكرى الاستقلال المجيد، يستذكر الأردنيون بفخر تضحيات الأجداد وتفانيهم في بناء دولة العدالة والاستقلال، ويجددون العهد للقيادة الهاشمية بالسير على خطى النهضة والعزة.
تبقى قصة الأردن قصة عزيمة وولاء وانتماء… قصة وطن صنع من التحدي فرصة، ومن الكرامة درباً، ومن القيادة الهاشمية نبراساً للمستقبل.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن عربي ودولي اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن منوعات اخبار الاردن اخبار الاردن
إقرأ أيضاً:
الأردنيون يحتفلون بعيد الاستقلال الـ 79
صراحة نيوز ـ يحتفل الأردنيون الأحد، بعيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية، وهم يواصلون مسيرة البناء والتحديث والتطوير، مستندين إلى إرث عريق وتضحيات نبيلة، فمنذ أن وشَّح جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول في 25 أيار 1946 إعلان استقلال المملكة، مضى الأردنيون بثبات، تحت الراية الهاشمية، لبناء دولة القانون والمؤسسات وإرساء قواعدها وتقوية أركانها بعزيمتهم التي لا تلين.
ومع بزوغ الفجر، تتجدد الفرحة بعيد الاستقلال ومعه يتجدد العزم بمزيد من الإنجاز والازدهار الذي يفاخر به الأردنيون من خلال احتفالاتهم في كل مدن المملكة وقراها، متطلعين إلى مستقبل أكثر ازدهاراً وتطوراً، ومستندين إلى رؤى جلالة الملك الذي يقود مسيرة الإصلاح الشامل والتحديث السياسي والاقتصادي والإداري.
ويمثل الاستقلال نقطة الانطلاق لبناء مؤسسات الدولة الحديثة، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتنمية القدرات الاقتصادية والاجتماعية، فخلال العقود الماضية شهد الأردن تطورات ملحوظة على مختلف الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، إذ حافظ الأردن على أمنه واستقراره رغم التحديات الإقليمية والدولية، وسجل العديد من المنجزات في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية، ورَسَّخ رؤيته بالارتقاء بمستوى المعيشة لمواطنيه وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي مسيرة التطور، واجه الأردن العديد من الأزمات، من بينها التحديات الاقتصادية التي فرضتها الأوضاع الإقليمية، خاصة مع موجات اللجوء والتغيرات الجيوسياسية، إلا أن القيادة الحكيمة لجلالة الملك استطاعت تجاوز هذه العقبات، مستندة إلى إرادة شعبها، وخبراتها التاريخية، والدعم الإقليمي والدولي.
ومنذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية عام 1999، حافظ جلالته على إرث والده المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك الحسين، طيب الله ثراه، ونجح في تعزيز مكانة الأردن على الساحة الدولية من خلال دبلوماسيته النشطة وعلاقاته الجيدة مع العديد من الدول، إذ لعب الأردن دوراً محورياً في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وكان جلالته دائماً صوتاً قوياً للسلام والاستقرار في المنطقة، ما أكسب الأردن احتراماً وتقديراً دولياً واسعاً.
كما أولى جلالة الملك عبدالله الثاني اهتماماً كبيراً لخدمة قضايا الأمة، وتوحيد الصف العربي، والدفاع عن القضية الفلسطينية ودُرَّتها القدس، باعتبارها أولوية أردنية هاشمية لتحقيق السلام العادل والشامل، وإنهاء الظلم التاريخي على الشعب الفلسطيني، مسخراً لذلك كل الإمكانيات والعلاقات الدولية، فالقضية الفلسطينية تتصدر أولويات جلالته في اللقاءات والمناسبات والخطابات جميعها على المستويين المحلي والدولي.
ومع إنجازات الوطن العظيمة، غدا الأردن موئلاً للأحرار الشرفاء وواحة غنَّاء يلجأ إليها كل من ضاقت به السبل، إذ يصون الأردن كرامة الإنسان وحريته وحقوقه، ويحمي كل مستجير وملهوف من أبناء أمته، ويمد يد العون لهم، مواصلاً حمل أمانة المسؤولية بعزيمة وثبات واقتدار، ويقف إلى جانب أمته العربية وقضاياها.
وظل الأردن كعهده نموذجاً ريادياً في المنطقة، متمسكاً بثوابته السياسية الراسخة، سائراً في ركب الحضارة والتنمية الشاملة، واثقاً مستقراً وآمناً بفضل قيادته الحكيمة ووحدة شعبه والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، درع الوطن وسياجه الحصين، ممن يسهرون على أمن الوطن والمواطن، ويحمون المنجزات، فأبناء الوطن دوماً على العهد، يصونون الاستقلال ويرابطون على الثغور، ويبذلون أرواحهم دفاعاً عن تراب الوطن الغالي، ويسطِّرون أسمى معاني التضحية والبطولة في ميادين العز والشرف دفاعاً عن الوطن، ويرسمون أبهى صور العمل الإنساني النبيل في سائر أنحاء المعمورة.
وتتعزز مسيرة الإصلاحات السياسية والتشريعية النابعة من النهج الديمقراطي الذي سارت عليه الحكومات الأردنية بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني، مما أحدث نقلة نوعية في مسيرة الأردن الديمقراطية، ورَسَّخ دولة القانون والمؤسسات، ومجتمع العدالة والمساواة الذي يحترم كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته.
وخلال العقود الماضية، شهد النظام القضائي تطوراً ملحوظاً ليغدو أنموذجاً في النزاهة والشفافية والحياد وترسيخ مبدأ سيادة القانون، كما شهدت الحياة البرلمانية في الأردن تطوراً ملحوظاً، إيماناً من جلالة الملك بأهمية الحوار كأساس لعمليات الإصلاح والتحديث السياسي، بالإضافة إلى تعزيز التحول الديمقراطي والمشاركة الشعبية في صنع القرار.
ومن أجل النهوض بالأردن ورفعة شأنه وتحسين الظروف المعيشية لأبناء الوطن، يحرص جلالة الملك في رؤيته السامية لمسيرة الأردن الحديث والمتطور على بناء اقتصاد وطني حر، ومكافحة الفقر والبطالة، وعلى استدامة التنمية الاقتصادية وتوفير المناخ الاستثماري الجاذب، ومعالجة المديونية، وتفعيل دور القطاع الخاص، وإنشاء شبكة الأمان الاجتماعي، ضمن مسيرة اقتصاد وطنية منفتحة على العالم.
كما يحظى الإصلاح الإداري باهتمام جلالته، إذ مضى الأردن واثقاً بمسيرة البناء ضمن الرؤية الملكية السامية للتحديث السياسي والاقتصادي والإداري، وبما يحقق أهداف التنمية، وتمكين الشباب والمرأة، وبما يسهم في إيجاد قيادات جديدة تبعث الحيوية في مؤسسات الدولة