محكمة حوثية تسجن صحفيا بصنعاء وقوة انفصالية تعتقل مصورا بعدن

أقرّت محكمة تابعة لجماعة "أنصار الله" الحوثي في صنعاء، حكما بحبس الصحفي، محمد دبوان المياحي، عاما ونصف، فيما اعتقلت قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات، مصورا صحفيا في العاصمة المؤقتة للبلاد، عدن، السبت.

وقال المحامي عبد المجيد صبره، إنّ: "المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة (أمن الدولة) بصنعاء أصدرت حكمها يومنا هذا (السبت) في قضية الصحفي، والكاتب محمد دبوان المياحي وقد قضى منطوقه بإدانته بالتهم الموجهة له في قرار الاتهام ومعاقبته بالحبس سنة ونصف".

كما قضى حكم المحكمة الحوثية أيضا بـ"الزام المياحي بتعهد مكتوب وتقديم ضمان خمسة ملايين ريال إذا عاد لارتكاب تلك الأفعال".

وبحسب المحامي اليمني فإنّ: "كل هذا الاستهداف للصحفي المياحي بسبب منشوره المتعلق بالخروج إلى ميدان السبعين (قبل أشهر) انتقاما للمساس بكبيرهم (زعيم الجماعة)"، مشيرا إلى أن "قرار الاتهام ومزعوم التواصل بقناتي بلقيس ويمن شباب (محليتين تبثان من إسطنبول) ما هو إلا تغطية لذلك".



وأكد المحامي صبره أنه تم قراءة منطوق الحكم على الصحفي المياحي  (هاتف القاضي)، في أول حكم قضائي على ما يبدو يصدر بهذه الطريقة عبر هاتف شخصي، في انتهاك لقواعد المحاكمة المعهودة.

"انتهاك ممنهج وقضاء مسيس"
من جانبها، دانت نقابة الصحفيين اليمنيين حكم المحكمة التابعة للحوثيين بحق الصحفي المياحي، وذلك على خلفية آرائه ومقالاته المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت النقابة عبر بيان، وصل "عربي21" نسخة منه، مساء السبت، إن هذا الحكم هو امتداد لانتهاكات ممنهجة تطال حرية الصحافة والتعبير في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، ويكشف حالة الرعب من الكلمة الحرة، والمحاولات المستمرة لإسكات الأصوات الناقدة عبر القضاء المسيّس والمحاكم غير الشرعية.

وتابعت النقابة بأنها وهي تدين هذا الحكم تذكر الرأي العام أن الزميل المياحي قد تم اختطافه من منزله في سبتمبر 2024 من قِبل مسلحين تابعين لجماعة الحوثي وأُخفي قسرا لعدة أشهر في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني دون أي مسوغ قانوني.

وعبرت عن استنكارها "استخدام القضاء كأداة للقمع حيث تمّت قراءة منطوق الحكم من الهاتف المحمول داخل قاعة المحكمة، في سابقة تؤكد انهيار أبسط قواعد المحاكمة العادلة بحسب إفادة المحامين".

وأعربت نقابة الصحفيين اليمنيين عن تضامنها الكامل مع الزميل المياحي، مطالبة في الوقت ذاته "بالإفراج الفوري عنه، ووقف جميع أشكال الملاحقة والترهيب بحق الصحفيين في اليمن.

وفي السياق نفسه، دعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحرية التعبير وحقوق الإنسان إلى: "إدانة هذه الانتهاكات والضغط على جماعة الحوثي للكف عن استخدامها القضاء أداةً لإرهاب الصحافة".

"اعتقال مصور بعدن"
إلى ذلك، اعتقلت قوات أمنية تابعة للمجلس الانتقالي المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله، عصر السبت، المصور، حسين بلحاسب، خلال تغطيته مسيرة احتجاجية لمئات النساء في عدن للمطالبة بوقف انهيار الخدمات الأساسية ومن بينها الطاقة الكهربائية، وفق مصادر محلية

وكانت مئات النساء في عدن، قد بدأن في التجمع إلى ساحة العروض في خور مكسر شرق عدن، لتنظيم وقفة احتجاجية تنديدا بإنهيار الخدمات وتدهور الأوضاع على كافة المستويات، قبل أن تتدخل قوة نسائية تابعة للانتقالي لتفريق المحتجات، فضلا عن نصب حواجز في عدد من الشوارع لمنع وصولهن إلى ساحة الاحتجاج.

المصدر: عربي21