بوابة الوفد:
2025-07-02@11:21:30 GMT

عداد الموتى فى غزة

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

44 يوما، السماء تمطر نارا والأرض ترتجف قصفا، والبحر تتدافع أمواجه من الصواريخ التى تنطلق من السواحل.. هذا حال سكان غزة يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء ويختبئون تحت الأنقاض، دماء لا تجف، وأنين لا ينتهى وعويل لا يتوقف، نهارهم يتحدث بلغة صمت القبور، وليلهم نهاراً من شدة الانفجارات، وآخر كلماتهم دائما الشهادتان، فلا تدرى نفس ما بين رمشة العين وإفاقتها هل يمهلهم القدر فرصة جديدة لتكون آخر كلماتهم لا إله إلا الله محمد رسول الله.

الإحصائيات مرعبة، ولكن كل شىء له عوض ويمكن إعادته من جديد وبنائه وربما بطريقة أفضل، إلا الأرواح والنفس البشرية فلا بديل لها ولا عوض عنها.. لذا فإن إحصائية الشهداء هى الأكبر صدمة والأكثر إثارة لوطن تزلزله دانات المدافع والمدرعات والانفجارات وحرب الإبادة التى يرتكبها العدو اليهودى الغاشم على طريقة الأرض المحروقة.

نازيُّو العصر الحديث يستحلون حرماتنا، ويغتصبون أرض العروبة ويدنسون مقدسات فلسطين المحتلة، ويسلبون أرواح أشقائنا الفلسطينيين مفتخرين بعنصريتهم، متباهين بفُجرهم أمام عالم أعمى يؤيدهم، وقريب مغيب يدعمهم وأرواح ترتقى إلى بارئها فرحة بلقاء ربها مختصمة جلاديها ومناصريه أمام رب العالمين.

13 ألف شهيد ارتقت أرواحهم الطاهرة إلى سماء الخلد وجنات النعيم منذ السابع من أكتوبر الماضى مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، فى دفاع مستميت عن شرف العروبة وصيانة الأرض والعرض.

وبحسبة بسيطة فإن حصيلة الشهداء تبلغ 300 شهيد يوميا فى غزة، بمعنى أن هناك 25 شهيدا كل ساعة بمحصلة شهيد كل دقيقتين تقريبا.

طاعون العصر الإسرائيلى الذى أصاب أهالى غزة فى مقتل فاق فى ضراوته كل الفيروسات والأوبئة التى غزت العالم، بل وإن آلة القتل العنصرية لا تفرق بين رجال المقاومة والمدنيين ودور العبادة والمدارس وغيرها ولا تميز بين الأطفال والنساء والشيوخ، فالجميع هدف يجب القضاء عليه قتلا بالرصاص أو حرقا أو تحت الأنقاض، أو بأى وسيلة يشاؤون المهم أن يصيب الموات المكان المستهدف كله، وتفوح رائحة الموت فى المكان ويصبح صمت القبور هو السمة المسيطرة للتوسع العمليات الدموية كل يوم على سابقه، ليحققوا حلمهم فى الإبادة الكاملة فى طريق الهلاك لتصفية القضية الفلسطينية.

الشهداء الذين يتكاثر عددهم بسرعة كبيرة وفق عداد الموت فى غزة، ليس لهم إحصائية ثابتة كونها متغيرة وفقا لبورصة الشهداء المتزايدة كل دقيقة.

عموما وفقا لإحصائية الـ44 يوما، فإن الـ13 ألف شهيد بينهم 5500 طفل و3500 امرأة، و4000 شهيد بين رجل وشيخ، فيما يواصل عدد المصابين الارتفاع ليصل لأكثر من 30 ألف مصاب 75% منهم أطفال ونساء.

باختصار فى قراءة متأنية للأرقام والإحصائيات فإن الاحتلال الغاشم فى حرب الإبادة الشاملة التى يرتكبها ضد أهالى غزة مستخدماً أسلحة مشروعة وأخرى محرمة وثالثة ما أنزل الله بها من سلطان، يستهدف القضاء على الأطفال والنساء لوأد جيل من رجال المستقبل، والتخلص من السيدات أهدافه أكثر خسة ونذالة، لتفريغ وطن من أطفاله ونسائه.

كما أن رجال وشيوخ غزة ليسوا بمأمن فالصاروخ لا يميز، وطلقات الرصاص ليست طيرا أبابيل على كل منها اسم صاحبه، ولكنها تستهدف روحا وقلبا نابضا بالحياة لتحول جسده إلى أشلاء وحاضره إلى ماضٍ فى محاولة بائسة من محتل غاصب لبناء نهضة على أشلاء الشهداء.. فهل تنهض أمتنا من كبوتها قبل أن يتحول وطننا كله إلى مقبرة للشهداء!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار سكان غزة القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

"زهرات".. الحزن

صريخ وعويل ونواح وأهات أمهات ثكلي وتمتمات قلوب آباء طعنها ألم فقد فلذة الكبد فجأة، مأتم جماعي وحزن مقيم سكن قرية بأكملها، وسرادق عزاء امتد فى مشهد مهيب وموجع، والسبب سائق طائش يقول إنه فقد السيطرة على عجلة القيادة، فدهس السيارة "الميكروباص" تحت عجلاته بلا هوادة، فتناثرت الأشلاء وصعدت الأرواح إلى بارئها، تاركة خلفها قصصا دامية، وتساؤلات حائرة لن نجد لها إجابات أبدا ودوما.

ثماني عشرة فتاة لم يزد عمر الكبرى منهن على 23 عاما، دفعهن تحمل المسئولية وعدم الارتكان إلى ظروف الواقع، إلى العمل رغم حداثة أعمارهن، وهى قصة مأساوية متكررة، تحكمها أسباب عدة، فهذه طالبة فى كلية الهندسة لم تتعال ولم تخجل من الذهاب مع رفيقاتها إلى جني محصول العنب مقابل 130 جنيها يوميا، أرادت أن تخفف عن أسرتها مصروفات الكلية، وتلك انتهت للتو من امتحانات الشهادة الإعدادية، وكانت تحلم باقتناء جهاز هاتف، وثالثة كانت تنتظر زفافها بعد أسبوعين، بعد أن رفضت أن ترهق أهلها فى مصروفات تجهيز العرائس التى لا تنتهي بحكم عادات بالية فى القرى والأرياف.

كل واحدة من البنات لها قصة، وما أكثر القصص المؤلمة التى يعيشها كثير من البسطاء فى صمت، عزة النفس عنوانهم، والستر أبلغ أمانيهم، يسعون لكسب رزقهم من عمل أيديهم، لا يسألون الناس إلحافا، يشحنون فى سيارات ميكروباص أو نصف نقل يتكدسون فوق بعضهم، يقودها سائق أرعن متهور، يتمايل بهن يمينا ويسارا يتخطى تلك السيارة ويقفز أمام الأخرى فى حركات بهلوانية، تشعلها سيجارته الممزوجة بالمخدرات، ولا يوفقها حذر من خطورة الطريق، أو حتى مجرد محاسبة ومراقبة للقيادة الطائشة على الطرق، فيتحول الركب إلى نعش تتناثر أشلاؤه على الاسفلت.

من منا لم يشاهد تلك العربات النقل التى تحمل فى صندوقها فتيات فى عمر الزهور وقد تكدسن فوق بعضهن بينما تتمايل بهن العربة يمينا ويسارا وهن يغالبن تيارات الهواء فى الشتاء القارس أو لفحة الشمس الحارقة فى نهار الصيف، تلك هى الصورة لنساء وفتيات تهربن من ذل الحاجة وسياط الفقر فى رحلة سعي وراء لقمة عيش محفوفة بالمخاطر وربما الأهوال، وصفحات الحوادث فى أرشيف صحفنا يمتلئ بسواد لحظات قاسية أودت بحياة الكثيرات منهن، مرة غرقا فى نهر النيل وأخرى تحت عجلات قطار وثالثة فى حادث مروع.

هل نسينا ما حدث منذ عام تقريبا لفتيات معدية أبو غالب، وهو حلقة من سلسلة حوادث الفقر والإهمال، حيث سبع عشرة فتاة رحن ضحية الحادث غرقا، أعمارهن لا تتجاوز العشرين عاما والغالبية أقل من ذلك بكثير، تكدسن مع سبع أخريات فى عربة ميكروباص واحدة ليصبح العدد 24 راكبا فى مركبة لا تتجاوز مقاعدها على الـ14 راكبا، كن ذاهبات للعمل فى مزرعة لجمع زهور الياسمين.

وقتها تم حبس السائق وصرفت تعويضات لأسر الضحايا، ثم طويت الصفحة وما أشبه الليلة بالبارحة، أمس تكرر نفس المشهد على الطريق الإقليمي بالمنوفية، المواقع الاخبارية نقلت لنا لقاءات مع أمهات شهيدات لقمة العيش، ما أصعب وما أقسى ما تحملنه من حزن، على فقد بناتهن، لا تكفي كل الكلمات للمواساة ولا أكبر التعويضات لتحل محل فلذات الأكباد، هل سنستمر فى هذه الدائرة المفرغة من الإهمال ثم الحوادث المفجعة، دون أن يحاسب المتسبب بعقوبة رادعة، ودون أن يتم النظر فى منح التراخيص لسائقين معدومي الكفاءة، ودون أن تتم مراقبة القيادة الآمنة على كل المحاور؟!.. .ليتنا نعيد النظر فى كل هذه الامور حتى لا نفيق كل فترة على مأساة جديدة ننعى فيها "زهرات الحزن".

مقالات مشابهة

  • بالخطوات.. طريقة تسجيل قراءة عداد غاز بتروتريد ودفع الفاتورة إلكترونياً
  • الحل اليوم .. سبب نفاد رصيد عداد الكهرباء
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف على غزة إلى 58 شهيدًا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة في غزة إلى 56 الفا و531 شهيد
  • المجتمعات العمرانية الجديدة: تخفيض رسوم الخدمات على المنصة الإلكترونية 50%
  • توحيد فتحة عداد التكسي في الأردن .. تفاصيل
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 56,500 شهيد
  • "زهرات".. الحزن
  • جُلّهم أطفال ونساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 56500 شهيد
  • ارتفاع حصيلة ضحايا جرائم الإبادة “الإسرائيلية” بغزة إلى 56 ألفا و500 شهيد