البوابة نيوز:
2025-07-12@05:44:10 GMT

أسطورة القيادة الكاريزمية

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

يُعَد النمط القيادي سمة متلازمة للبشر على مر العصور، فالجماهير هى دائمًا في حاجة لمن يقودهم ويحميهم ويدافع عنهم، ذلك لأن العلاقة بين القيادة والشعب علاقة قائمة على قانون العرض والطلب مثلها مثل العلاقة التي تحكم التاجر بالمستهلك؛ فالشعب على استعداد أن يبايع من يؤثر فيه على مستوى الوعي واللاوعي من أجل إشباع حاجاته.

وفي حالة اشتداد مخاوف الشعب من ضياع حقوقه ومصالحه العامة، سيلمع نجم الزعيم الكاريزمي ويزدهر. وفي ظل نوبات الهلع والخوف؛ سيصاب العقل الشعبي بالشلل التام، ويغيب وعيه. وتتفهم القيادة الكاريزمية هذا الإلحاح الشعبي في المطالبة بتنصيبها لإدارة الأمور، كما يتجاوب القيادي الكاريزمي مع الجماهير ويشجعهم في الكشف عن هذه المخاوف والتخلص منها عبر خطاب مشحون بكل عبارات المكر والدهاء التي تثير انفعالات الجماهير وغرائزها. مما يسفر في نهاية الأمر عن سيطرة سياسية كاملة على الحركة الجماهيرية من أجل السيطرة علي السلطة والنفوذ.

  يظهر الزعيم الكاريزمي بوصفه شخصية استثنائية؛ يتحدى المعتقدات والمعاني السائدة التي تحافظ على شرعية النظام السياسي والقانون، هو السند والوتد، هو الذي يسأل ولا يُسْأل وهو الرب الذي يُعبَد، هو مركز الدائرة، وهو النواة التي تتمحور حولها كل الآراء وتدور. أما الجمهور فهو لا يزيد عن كونه قطيعًا لا يستطيع الاستغناء عن سيده. وغالبًا ما يكون الزعيم شخصًا منبهرًا بالفكرة التي تهيمن عليه إلى حد اختفاء كل شيء آخر، إنه - في أغلب الأحوال – لن يكون من رجال الفكر ولا يمكنه أن يكون، وإنما هو من رجال الممارسة العملية؛ وهو يتصف بانعدام الفطنة وقصر النظر، إنه يسعى إلى تعطيل الأسس التحفيزية والمعيارية لبنية مؤسسية وقانونية قائمة قبل استبدالها بهيكل. بمعنى أن الزعيم الكاريزمي يسعى أولًا إلى إحداث ثورة رمزية في القناعات قبل القيام بذلك، ثورة سياسية على مستوى المؤسسات والقوانين. وبهذا يظهر الزعيم الشعبوي الذي يتحدث بما لا يجرؤ الآخرون على طرحه علانية؛ بتجاوزه  كل الخطوط الحمراء للتيار السلطوي السائد في المجتمع. 

   هناك فرق بين الزعامة الكاريزمية (العاطفية) التي تقوم على العلاقة المباشرة التي تتطور بين القائد والأتباع. وبين الزعامة العادية (العقلانية)، ومن المتوقع أن تكون هذه العلاقة غير مباشرة تتم من خلال وسيط بين الطرفين هو المؤسسات غير الشخصية، التي تعتمد على سرديات غير عاطفية وغير مثيرة للوجدان، وتقوم على وظيفة تقويضية قانونية للوضع القائم من خلال نزع الشرعية عنه بشكل منهجي، والتأسيس لنظام سلطة جديد يحل مكانه. وفي المقابل، سنجد أن الزعامة الكاريزمية لها طبيعة شبه تبشيرية، وغالبًا ما تكون حميمة جدًا. وتتميز هذه العلاقات - بشكل عام - بالولاء القوي، وشغفها العاطفي الكبير، وموقفها الأخلاقي السامي، واليقين الداخلي في أن برنامج القائد يتم تقديمه على أنه يبشر بعالَم جديد مشرق. وعندما يتمكن الزعيم من تحريك الجماهير على أساس الجاذبية العاطفية، ولا يتطلب الشرعية التي تمنحه الأصوات، ولا تقوم قيادته على الإكراه أو غرس الخوف في أتباعه، فهذا يُعّد أمرًا خطيرًا لأنه لا توجد طريقة تقليدية للسيطرة عليه. وبذلك  تُعَد السيادة الكاريزمية صوفية إلى حد ما، مما يجعلها غير عقلانية، أو ربما حتى غير أخلاقية، حيث يبدو أن الإيمان بالزعيم الكاريزمي سواء كان هذه الزعامة سياسية أو دينية أو ذات أي مضمون آخرمرتبط بفن الإغواء والإقناع.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاته.. تعرف على أبرز المحطات الفنية في حياة أسطورة السينما عمر الشريف

يحل اليوم الخميس 10 يوليو ذكرى وفاة الفنان عمر الشريف الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2015، رحل وترك خلفه تاريخ حافل من الأعمال الفنية الناجحة والخالدة في أذهان جمهوره ومحبيه حتى الآن، حيث حقق نجاحًا كبيرًا في السينما المصرية والعالمية، ويعرض لكم "الفجر الفني" خلال السطور التالية أبرز المحطات الفنية له.

عمر الشريفنبذة عن عمر الشريف

 

ولد عمر الشريف بإسم ميشيل ديمتري شلهوب في الإسكندرية داخل أسرة ميسورة الحال لأب لبناني يُدعى جوزيف شلهوب يعمل بتجارة الأخشاب هاجر من زحلة بلبنان إلى مصر في أوائل القرن العشرين، أما والدته كلير سعادة من أصل لبناني سوري، وتربى عمر الشريف على الديانة المسيحية بمذهبها الروماني الكاثوليكي ودخل كلية فيكتوريا الإنجليزية بالإسكندرية حيث مارس الرياضة بانتظام ومنها بدأ شغفه بالتمثيل أيضًا ومنها إلى جامعة القاهرة حيث درس الرياضيات والفيزياء، وبعد تخرجه من الكلية عمل لمدة 5 سنوات بتجارة الأخشاب مع والده قبل أن يقرر دراسة التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية بلندن


مشوار عمر الشريف الفني

 

جاء للفنان عمر الشريف فرصة للتمثيل بالفعل حين عرض عليه المخرج يوسف شاهين البطولة لفيلمه الجديد "صراع في الوادي" عام 1954 أمام فاتن حمامة واختير له إسم عُمر الشريف الذي عرف به لبقية حياته، ونجح الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر وبسرعة تصاعدت نجوميته حيث شارك في الفترة من 1954 حتى عام 1962 في أكثر من عشرين فيلمًا سينمائيًا.

 

أبرز أعماله الدرامية 



وفي أثناء غيابه عن مصر كان لايتوقف عن العمل في مسلسلاتٍ إذاعيه مصرية منها “أنف وثلاث عيون” و”الحب الضائع”، وبعد انحسار الأضواء العالمية عنه، عاد إلى مصر في التسعينيات وتفرغ للعمل العام.


كانت أول مسلسلاته التلفزيونية عام 2007 وحمل اسم حنان وحنين،  وشارك في المسلسل الفنان أحمد رمزي وسوسن بدر وهو من تأليف وإخراج إيناس بكر.


أبرز أفلامه 



كما عُرض له فيلم حسن ومرقص مع الممثل عادل إمام وهو من إنتاج شركة غود نيوز وأثار جدلًا واسعًا في الأوساط المصرية بين المسلمين والمسيحيين، وكان أول عرض لهذا الفيلم في يوليو 2008.

 

كما عُرض له فيلم بعنوان “المسافر” مع الممثل المصري خالد النبوي وهو من إنتاج وزارة الثقافة المصرية.

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي يدعو الحكومة إلى تطوير العلاقة التجارية مع أمريكا
  • في العلاقة بين ترامب ونتنياهو...!
  • لماذا يضعك إقراض المال للأصدقاء والأقارب في مأزق حقيقي؟
  • مصطفى طارق مع الزعيم حتى 2030
  • كوفي: سنفتقد شيكابالا وهو أسطورة حقيقية
  • علي جبر: شيكابالا أسطورة.. وانتقال زيزو إلى الأهلي مفاجأة
  • ثلاث سيناريوهات متوقعة لعلاقة سوريا وأميركا المستقبلية
  • في ذكرى وفاته.. تعرف على أبرز المحطات الفنية في حياة أسطورة السينما عمر الشريف
  • كيف تحولت العلاقة بين تبون وبن زايد إلى تبادل اتهامات وإهانات علنية؟
  • فرح شعبان تعود إلى علي غزلان بعد الطلاق: “ابني كان السبب وأدركنا أخطاءنا”