مواجهة تغير المناخ أولوية أوروبية مع ارتفاع درجات الحرارة و زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
يؤثر تغير المناخ على أوروبا بأشكال مختلفة، اعتمادا على المنطقة ،ويمكن أن يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وحرائق الغابات وانخفاض غلة المحاصيل وارتفاع درجات الحرارة، وأن يؤثر أيضا على صحة الناس.
لذا فإن مواجهة تغير المناخ أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، خاصة مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بشكل كبير منذ الثورة الصناعية، حيث كان العقد الماضي خلال الفترة من عام 2011 وحتى عام 2020 الأكثر دفئا على الإطلاق .
ووفقا لبيانات برنامج كوبرنيكوس الأوروبي ، كان عام 2023 هو الصيف الأكثر سخونة وثالث أحر عام على الإطلاق، حيث تشير معظم الأدلة إلى أن هذه الزيادات في درجات الحرارة ترجع إلى الزيادة في انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري.
وتراوحت حصة الاتحاد الأوروبي من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية من 15.2٪ في عام 1990 إلى 7.3٪ في عام 2019، كما يعد الاتحاد الأوروبي عضوا ملتزما في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ
ويقول الاتحاد الأوروبي أنه لاعب رئيسي في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، وقد وقع اتفاقية باريس للمناخ، جميع دول الاتحاد الأوروبي وتنسق مواقفها وتضع أهدافا مشتركة لخفض الانبعاثات على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وبموجب اتفاقية باريس ، التزم الاتحاد الأوروبي في عام 2015 بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في الاتحاد الأوروبي بنسبة 40٪ على الأقل عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2030، وفي عام 2021 ، تم تغيير الهدف إلى تخفيض بنسبة 55٪ على الأقل بحلول عام 2030 وحياد الكربون بحلول عام 2050.
وفي عام 2008 ، حدد الاتحاد الأوروبي هدفا لخفض الانبعاثات بنسبة 20٪ أقل من مستويات عام 1990، حيث انخفضت الانبعاثات بنسبة 24٪ في عام 2019 و 31٪ في عام 2020 ، ويرجع ذلك جزئيا إلى جائحة كوفيد .
وتم تحديد أهداف جديدة عام 2021، حيث جعل الاتحاد الأوروبي الحياد المناخي ، أي هدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 ، ملزما قانونا في الاتحاد الأوروبي.
وهذا الهدف المتمثل في صافي الانبعاثات الصفرية منصوص عليه في قانون المناخ، حيث تعد الصفقة الخضراء الأوروبية خارطة طريق الاتحاد الأوروبي لتصبح محايدة مناخيا بحلول عام 2050.
وتم تحديد التشريع الملموس الذي سيمكن أوروبا من تحقيق أهداف الصفقة الخضراء في برنامج “فيت فور 55” الذي قدمته المفوضية في يوليو 2021
ويعمل الاتحاد الأوروبي أيضا على تحقيق اقتصاد دائري بحلول عام 2050 ، وإنشاء نظام غذائي مستدام وحماية التنوع البيولوجي.
و للحد من الانبعاثات من الصناعة ومحطات الطاقة ، أنشأ الاتحاد الأوروبي أول سوق للكربون، وفق مخطط تداول الانبعاثات ، ويتعين على الشركات شراء تصاريح لانبعاث ثاني أكسيد الكربون، ويغطي هذا النظام 40٪ من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في الاتحاد الأوروبي.
ولمواءمة نظام تبادل الانبعاثات مع الأهداف الأكثر طموحا للصفقة الخضراء ، تم تحديث المخطط لتقليل الانبعاثات من الصناعة بنسبة 62٪ بحلول عام 2030، ويشمل نظام تداول الانبعاثات المنقح قطاعات مثل المباني والنقل البري اعتبارا من عام 2027 ، والنقل البحري.
كما أن القطاعات التي لم تدرج بعد في نظام مقايضة الانبعاثات ، مثل البناء والزراعة وإدارة النفايات ، ستخفض أيضا انبعاثاتها من خلال تقاسم الجهود بين دول الاتحاد الأوروبي، حيث ولمواكبة حزمة “ فيت فور 55” الطموحة، يجب أن تزيد أهداف التخفيض لهذه القطاعات من 29٪ إلى 40٪ بحلول عام 2030.
وفيما يتعلق بالنقل البري ، أيد البرلمان الأوروبي في يونيو 2022 اقتراحا لتحقيق صفر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للسيارات والشاحنات الصغيرة الجديدة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2035.
وكان البرلمان الأوروبي صوت على مراجعة نظام تداول انبعاثات الطيران ، بما في ذلك جميع الرحلات الجوية من المنطقة الاقتصادية الأوروبية في المخطط في أبريل 2023 ، واعتمد البرلمان الاقتراح للتخلص التدريجي من البدلات المجانية للطيران بحلول عام 2026 وتعزيز استخدام وقود الطيران المستدام.
و يساهم تحسين كفاءة الطاقة وإنتاج طاقة أنظف في تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية وتقليل اعتماده على الواردات، ففي مارس 2023 ، توصل البرلمان والمجلس إلى اتفاق لتعزيز الطاقة المتجددة، حيث من المتوقع أن ترتفع حصة مصادر الطاقة المتجددة في الاستهلاك النهائي للطاقة في الاتحاد الأوروبي إلى 42.5٪ بحلول عام 2030 ، بينما من المتوقع أن تستهدف كل دولة 45٪.
بالإضافة إلى ذلك ، يريد الاتحاد الأوروبي تحسين كفاءة الطاقة بأهداف جديدة ، تتمثل في تقليل الاستهلاك النهائي للطاقة بنسبة 40٪ واستهلاك الطاقة الأولية بنسبة 42.5٪ بحلول عام 2030.
ويتضمن الانتقال إلى اتحاد أوروبي محايد للكربون بحلول عام 2050 بموجب الصفقة الخضراء إعادة النظر في دورة حياة المنتجات بأكملها، وتعزيز الاستهلاك المستدام والاقتصاد الدائري، بما يؤدي إلى تقليل استهلاك الموارد، وتقليل النفايات، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
وتعد استعادة النظم الإيكولوجية الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي أمرا مهما للتخفيف من تغير المناخ ، وزيادة قدرة تخزين الكربون في الطبيعة وزيادة القدرة على التكيف مع تغير المناخ.
ولأن الغابات تلعب دورا حاسما في امتصاص انبعاثات الكربون وتعويضها.. اعتمد البرلمان الأوروبي ، في أبريل 2023 ، قواعد لضمان عدم مساهمة السلع المستوردة إلى الاتحاد الأوروبي في إزالة الغابات أو تدهورها في أي جزء من العالم.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: انبعاثات الغازات الدفیئة فی الاتحاد الأوروبی درجات الحرارة بحلول عام 2030 بحلول عام 2050 تغیر المناخ فی عام
إقرأ أيضاً:
شهر مايو يقرع ناقوس الخطر المناخي.. والجفاف يُهدّد أوروبا
سجّل شهر أيار/مايو مستويات منخفضة جداً من الهطول وندرة في رطوبة التربة في شمال غرب أوروبا، في مشهد لم يُرَ مثله منذ عام 1979. اعلان
أظهرت بيانات جديدة صادرة عن خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، أن شهر أيار/مايو 2025 كان ثاني أكثر الشهور حرارة على مستوى العالم، في وقت تشهد فيه أوروبا الشمالية الغربية ربيعًا جافًا بشكل استثنائي، وسط تصاعد المخاوف من موجة جفاف تهدد المحاصيل وإمدادات المياه خلال الصيف المقبل.
وبحسب التقرير، بلغ متوسط درجة حرارة الهواء السطحي عالمياً خلال أيار 15.79 درجة مئوية، متجاوزاً المعدل المسجل بين عامي 1991 و2020 بمقدار 0.53 درجة، ومرتفعاً بـ1.4 درجة مئوية عن متوسط الفترة المرجعية لما قبل العصر الصناعي (1850-1900). وبذلك، ينقطع تسلسل امتد لـ21 شهراً من أصل 22 تجاوز فيها متوسط الحرارة العالمي عتبة 1.5 درجة مئوية، المحددة في اتفاق باريس للمناخ عام 2015 كحد أقصى لتفادي أسوأ سيناريوهات الاحترار العالمي.
Relatedإيفرست تحت ضغط تغير المناخ وكثرة المتسلقين ونيبال تتعهد بحماية أعلى قمة في العالمدراسة: نصف البشرية تحت نيران التغير المناخيما هي مواقف البابا الجديد من قضايا المناخ والبيئة؟وفي تعليق له، قال كارلو بونتامبو، مدير برنامج "كوبرنيكوس"، إن هذا التراجع الطفيف في درجات الحرارة "قد يمنح الكوكب استراحة قصيرة، لكن من المرجح أن تعود درجات الحرارة لتتجاوز عتبة 1.5 درجة قريباً بفعل استمرار ارتفاع حرارة النظام المناخي".
وعلى الرغم من أن تجاوز هذا الحد في عام واحد لا يعني بالضرورة الإخفاق في تحقيق هدف اتفاق باريس، الذي يُقاس على مدى عقد أو عقدين، إلا أنه يمثل دلالة واضحة على تصاعد حالة الطوارئ المناخية.
وسجّل شهر أيار مستويات منخفضة جداً من الهطول وندرة في رطوبة التربة في شمال غرب أوروبا، في مشهد لم يُرَ مثله منذ عام 1979. كما كانت الظروف أكثر جفافاً من المعدلات في مناطق واسعة من وسط وشمال أوروبا، وجنوب روسيا، وأوكرانيا، وتركيا، إلى جانب أجزاء من شمال أمريكا والقرن الإفريقي وآسيا الوسطى وجنوب أستراليا وجنوب القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية.
وعلى صعيد آخر، رُصدت درجات حرارة سطح البحر في شمال شرقي المحيط الأطلسي عند أعلى مستوياتها منذ بدء تسجيل البيانات، مما يضيف إلى مؤشرات تغير المناخ الحاد الذي يشهده الكوكب.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة