الكلمـة الكاملة للرئيس السيسي خلال احتفالية «تحيا مصر - تحيا فلسطين»
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن المنطقة العربية تواجه أزمة جسيمة، تضاف إلى سوابق التحديات التي تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية، منحنى شديد الخطورة والحساسية، في ظل تصعيد غير محسوب، وغير إنساني، اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر، وسيلة لفرض واقع على الأرض، يؤدى إلى تصفية القضية، وتهجير الشعب، والاستيلاء على الأرض.
وقال الرئيس، خلال فعالية «تحيا مصر.. استجابة شعب.. تضامنا مع فلسطين»، التي عقدت في ستاد القاهرة الدولي: شعب مصر العظيم، إنه لمن دواعي السرور والفخر، أن أتواجد في هذا الجمع الكريم من أبناء مصر، الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية.. جمعتهم مصر والعروبة.. ومن يتمسك بهما، فلن يضل ولن يتفرق أبدا، وإن سعادتي تبلغ مداها، وأنا أرى الأمل في جمعنا هذا، ونحن نصوغ للمستقبل عنوانا، ونمهد له طريقا، وكما تعاهدنا معا بأن تظل وحدة المصريين واصطفافهم، هي الضامن لبقاء مصر، والثابت الذي لا يقبل التغيير.
وأضاف الرئيس: تواجه المنطقة العربية أزمة جسيمة، تضاف إلى سوابق التحديات التي تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية، منحنى شديد الخطورة والحساسية، في ظل تصعيد غير محسوب، وغير إنساني، اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر، وسيلة لفرض واقع على الأرض، يؤدي إلى تصفية القضية، وتهجير الشعب، والاستيلاء على الأرض.. ولم تفرق الطلقات الطائشة بين طفل وامرأة وشيخ.. بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها، ولا ضمير يؤنبها.. فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها.
شكلنا خلية إدارة أزمة من كل مؤسسات الدولة المعنيةولفت إلى أنه منذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف، بمزيج من الحسم في القرار، والمرونة فى التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل موقوت، والتواصل المستمر مع كل الأطراف الفاعلة.. وتشكلت خلية إدارة أزمة، من كل مؤسسات الدولة المعنية، تابعت عملها بنفسى وعلى مدار الساعة.
وقال: لقد كان قراري حاسما، وهو ذاته قرار مصر - دولة وشعبا - بأن نكون فى طليعة المساندين للأشقاء في فلسطين، وفي ريادة العمل من أجلهم، ذلك القرار الراسخ في وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها، مقرونا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصري بالدم الفلسطيني على مدار سبعة عقود، وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا، أن تظل مصر هي الأساس، في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق.
جهود مصر للحيلولة دون التصعيد للحربوأوضح الرئيس السيسي: لقد بذلت مصر جهودا صادقة ومكثفة، للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب، وذلك على كل المستويات:
سياسيا - قمنا بعقد أول قمة دولية بالقاهرة، بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، من أجل الحصول على إقرار دولي، بضرورة وقف هذا الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
كما كانت مشاركة مصر فى القمة العربية الإسلامية، مشاركة فاعلة وحيوية، حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصري بصفة عامة.
كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية، مع القادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع، الموقف المصري الرافض والحاسم، لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريا، سواء من قطاع غزة، أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، حفاظا على عدم تصفية القضية، والإضرار بالأمن القومى لدولنا.
وهنا أشكر دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التى أكدت على دعمها للموقف المصري، ورفضها لأي محاولات بهذا الشأن.
كما أكدنا ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة لطاولة المفاوضات، للوصول إلى سلام عادل وشامل، وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، وفى مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها «القدس الشرقية».
وإنسانيا - كان القرار باستمرار فتح معبر رفح البري، لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وكذا استقبال الجرحى والمصابين، على الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعبر، وقد بلغت المساعدات التي قامت الدولة المصرية بإدخالها إلى قطاع غزة، حوالى «12» ألف طن، نقلتها «1300» شاحنة، منها «8400» طن قدمتها الدولة المصرية، من خلال الهلال الأحمر المصري، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وصندوق تحيا مصر، بما يبلغ 70% من إجمالى المساعدات.
كما خصصنا مطار العريش الدولي، لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج، بإجمالى «158» رحلة جوية، وتكللت الجهود المصرية، المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأشقاء القطريين، فى الوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة «4 أيام».. قابلة للتمديد، وآمل أن يبدأ تنفيذها في الأيام القادمة، دون تأخير أو تسويف.
واختتم الرئيس بقوله: أؤكد لكم بعبارات واضحة، وكلمات صادقة، بأننا عاقدون العزم على المضي قدما، في مواجهة هذه الأزمة، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وقابضين على أمننا القومي المقدس، نبذل من أجل ذلك الجهد والدم متحلين بقوة الحكمة، وحكمة القوة.. نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية، تشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس.. وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن أعداؤها غير ذلك.. ولندعو الله، أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح، وتضحياتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق.. مصطفين من أجل الوطن وأمنه، تجمعنا القضية وثوابتها.. وتحيا مصر.. تحيا فلسطين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرئيس السيسي فلسطين غزة دعم فلسطين على الأرض على مدار تحیا مصر من أجل
إقرأ أيضاً:
الهجرة الدولية تشيد بدور مصر في الاستجابة الإنسانية لأحداث فلسطين وقطاع غزة
التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، وفدا من ممثلي منظمة الهجرة الدولية (IOM)، برئاسة مدير قطاع الإغاثة الصحية للاجئين، وبحث اللقاء سبل تعزيز التعاون في تقديم الخدمات الصحية للمهاجرين واللاجئين، وتوسيع مجالات الشراكة المستقبلية.
جاء ذلك على هامش مشاركته ضمن الوفد المصري في أعمال الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية، المنعقدة خلال شهر مايو الجاري بمدينة جنيف السويسرية.
وخلال اللقاء، وجّه الدكتور أحمد السبكي الشكر لمكتب منظمة الهجرة الدولية في مصر على التعاون المثمر والمستمر مع الهيئة العامة للرعاية الصحية، مؤكدًا تطلع الهيئة إلى توسيع آفاق هذا التعاون خلال الفترات المقبلة، بما يعزز من الخدمات المقدمة للفئات الأكثر احتياجًا.
علاج المرضى السودانيين المستضافين على أرض مصرومن جانبهم، أعرب ممثلو منظمة الهجرة الدولية عن تقديرهم الكبير لدور مصر في الاستجابة الإنسانية لأحداث فلسطين وقطاع غزة، مشيدين بالجهود التي بذلتها وزارة الصحة والسكان وهيئة الرعاية الصحية في علاج المصابين داخل مستشفياتها، وكذلك أيضًا علاج المرضى السودانيين المستضافين على أرض مصر، ومؤكدين أهمية البناء على هذا التعاون الإنساني لتطويره مستقبلًا.
وتم خلال اللقاء الاتفاق على توسيع مجالات التعاون المشترك، خاصة في ما يتعلق بتقديم الخدمات الصحية للمهاجرين واللاجئين، ودعم المبادرات الخاصة بالعيادات المتنقلة والوصول بالخدمة إلى المستفيدين في المناطق الأكثر احتياجًا.
وفي سياق متصل، التقى الدكتور أحمد السبكي بالسيدة أنيس سوكات، مدير برامج الصحة في الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، حيث ناقشا مستجدات التعاون القائم في مجالات الدعم الفني والتقني لمنظومة التأمين الصحي الشامل، وبحثا آليات توسيع هذا التعاون ليشمل مجالات التدريب وبناء القدرات الصحية.
وتناول اللقاء إمكانية التعاون المشترك في إعداد ونشر مجلات علمية وبحثية متخصصة تُوثق التجربة المصرية في التغطية الصحية الشاملة، وتُسهم في نقل المعرفة والخبرات إلى الدول الأخرى، في إطار الدور الرائد لمصر في إصلاح القطاع الصحي على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الدكتور السبكي أن الهيئة العامة للرعاية الصحية تعمل على تعميق شراكاتها مع المنظمات الدولية والوكالات التنموية، من خلال مشروعات تعاون ترتكز على الابتكار، وبناء القدرات، والتحول الرقمي، بما يواكب تطورات النظم الصحية الحديثة، ويعزز من جودة واستدامة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.