اعتبرت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان ان خنق الحرية الفكرية في المجتمعات يؤدي الى تحولها الى أرض خصبة للجهل،وانعدام الثقة، وسوء الفهم.

كما استعرضت كرمان خلال كلمة لها في مؤتمر قمة العلماء المعرضين للخطر الذي عقد بكندا يوم امس الوضع المأساوي للتعليم في اليمن حيث قالت " لقد دمرت الحرب مجتمع التعليم العالي في اليمن ، وتعرض الطلاب وأساتذة الجامعات والعاملين فيها للقتل والإصابات ، كما تعرضت الجامعات والمكتبات والمواقع الثقافية وغيرها من البنية الثقافية التي تخدم العلماء والطلاب للتدمير أو الأضرار البالغة.

واضافت لقدقطعت مرتبات أساتذة الجامعات والعاملين فيها منذ ست سنوات ، ولا زالت حتى الآن " إن ذلك ليس سوى وجه من أوجه معاناة الجامعات والتعليم العالي في اليمن.

وحول الوضع جرائم المليشيات الحوثية بحق التعليم الجامعي في اليمن. قالت النوبلية توكل كرمان " السيء لازال مستمر ولم يصل إلى أقصاه بعد. أستبيحت الجامعات الحكومية والخاصة من قبل ميليشات الحوثيين ، وفرضوا موالين لهم لإدارتها وفي مقاعد التدريس أيضا ، كما تم تغيير المناهج التعليمية في كل مراحل التعليم بما فيها الجامعات بمناهج تدرس أفكار عنصرية تتوافق مع أيديولوجية جماعة الحوثي الانقلابية.

ومضت قائلة" لقد هاجر المئات من أساتذة الجامعات إلى خارج اليمن ، وواجه أغلب من بقوا حياة قاسية وعاشوا وما يزالوا مادون عيشة الكفاف. وأضافت مايحدث في اليمن ليس حادثا معزولا؛ فهو يعكس انهيار الأنظمة التعليمية في دول أخرى متأثرة بالاستبداد والحروب وبالصراعات الجيوسياسية.

وحول الوضع الذي آلت اليه الأوضاع في الوطن العربي اعتبرت توكل كرمان ان ان دعم دول الغرب الديمقراطي للحكام المستبدين وتحالفها معهم يضع الف سؤال ومليون شك حول مصداقية الخطاب الديمقراطي لتلك الدول ويساهم بشكل مباشر وغير مباشر في انتهاكات حقوق الإنسان وتقويض حرية التعبير والتفكير .

وأضافت " إن تاريخ التقدم البشري مليء بالأمثلة حيث أدت الأفكار الحرة وغير المقيدة ، التي ولدت من حرية التفكير، إلى تحويل المجتمعات ودفعها إلى عصور جديدة من الرخاء.

واضافت " في هذه الأنظمة القمعية، يجد الطلاب والعلماء والباحثون أنفسهم في مواقف محفوفة بالمخاطر، حيث يُقابل سعيهم وراء المعرفة بالريبة والعداء. وأصبحوا عرضة بشكل متزايد للتهديدات والقمع، مما يجبر العديد منهم على الفرار من أوطانهم بحثاً عن الأمان.

. كما استشهدت باليمن كنموذج حيث قالت " تعد بلدي اليمن والتي عانت من الاستبداد ل ٣٣ عاما وتعاني الان من الانقلاب الحوثي المدعوم من ايران ، مثالا صارخا على الآثار المدمرة للاستبداد والحروب والانقلابات على التنمية والسلام.

 وحول المستجدات على الساحة الفلسطينية قالت كرمان إن المظاهرات في مختلف أنحاء العالم المتضامنة مع غزة والرافضة لما تتعرض له من مجازر ، من الأمريكتين إلى آسيا،ومن أوروبا إلى الشرق الأوسط وافريقيا ، تشكل خط الدفاع الأول عن المعرفة وعن الحقيقة،وحقوق الإنسان، وحرية التعبير والتفكير ، وهي تفسر عدم فقداننا الأمل وتفاؤلنا ويقيننا الذي لا يتزعزع بأن المستقبل سيكون افضل ، هذا اليقين نابع من إيماننا بشعبنا ،وبشعوب العالم الملتزمة بقيم الحرية والعدالة والكرامة 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي: نسعى لتفعيل رؤية تكاملية طموحة تربط بين الجامعات والمراكز البحثية

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن مصر تشهد اليوم حدثًا استثنائيًا يجمع بين افتتاح أعمال الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث IRC EXPO 2025، والذي يُقام في قلب العاصمة الإدارية الجديدة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء ورؤساء الجامعات والشخصيات الدولية.

وأوضح الدكتور عاشور، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن هذا الحدث يمثل نقطة تحول في مسار البحث العلمي المصري، إذ يجمع بين الشراكة الأكاديمية والتطبيق العملي للابتكار في نموذج واحد يعكس رؤية الدولة للتحول نحو اقتصاد المعرفة.

وأضاف أن المعرض والمؤتمر معًا يشكلان منصة علمية رائدة ذات مسارين متكاملين: الأول يُعنى بتعزيز الشراكات بين الأكاديميات والمؤسسات البحثية، والثاني يهدف إلى تسويق الابتكارات ومخرجات البحث العلمي وتحويلها إلى تطبيقات صناعية تدعم التنمية المستدامة.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل على تفعيل رؤية تكاملية طموحة تربط بين الجامعات، والمراكز البحثية، وصندوق دعم المبتكرين، وبنك الابتكار والصناعة، موضحًا أن هذه المنظومة المتكاملة تمثل الأساس الذي مكّن مصر من استضافة هذا الحدث العالمي، والذي يُعد تجسيدًا لتوجه الدولة نحو ربط البحث العلمي بقطاعات الإنتاج والتصنيع والخدمات.

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن تعزيز التعاون بين مصر والأكاديميات البحثية العالمية يأتي على رأس أولويات الوزارة، مشددًا على أن مصر أصبحت شريكًا استراتيجيًا موثوقًا في منظومة البحث والابتكار الدولية، بفضل ما حققته من قفزات نوعية في جودة التعليم العالي ومخرجاته البحثية. كما دعا رجال الصناعة والمستثمرين المحليين والدوليين إلى اكتشاف المشروعات البحثية المصرية الواعدة والعمل على تطويرها وتحويلها إلى منتجات قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.

وأوضح وزير التعليم العالي أن الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والابتكار التي تتبناها الوزارة تستند إلى بناء اقتصاد معرفي قوي ومتنوع، يقوم على العلوم الحديثة والتكنولوجيا والبحث التطبيقي. وأشار إلى أن عدد الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية في مصر يشهد زيادة غير مسبوقة، وأن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوسيع قاعدة البحث العلمي ودعم المراكز البحثية المتخصصة.

وأضاف أن عدد الباحثين لكل مليون مواطن في مصر في تزايد مستمر، ما يعكس توسع قاعدة الكفاءات العلمية، مشيرًا إلى أن مصر احتلت المرتبة 55 عالميًا في منظومة البحث العلمي، كما ارتفع عدد الباحثين المصريين المدرجين ضمن قاعدة بيانات "سكوبس" إلى أكثر من 140 ألف باحث خلال الفترة من 2022 حتى 2025. كما سجلت مصر المركز 25 عالميًا في تصنيف "سيماجو" بعدد 41، 897 بحثًا تمت الاستعانة بها دوليًا، وهو ما يعكس التطور الكبير في جودة الأبحاث وتأثيرها العلمي.

وشدد الوزير على أن جودة التعليم والبحث العلمي تمثل ركيزة أساسية في رؤية الوزارة للتطوير، مؤكدًا أن العلم والابتكار هما المحرك الحقيقي للنمو الاقتصادي والتقدم الصناعي، وأن الدولة تواصل الاستثمار في الكوادر البحثية الشابة وتوفير بيئة حاضنة للإبداع في الجامعات ومراكز الابتكار.

وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى أن تنظيم معرض IRC EXPO 2025 يأتي تتويجًا لهذه الجهود، باعتباره منصة عالمية لتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة بين العلماء والمبتكرين والصناعة، مؤكداً أن الحدث يجسد الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والبحث العلمي في نموذج متكامل للتنمية المستدامة.

ويُعد المعرض، الذي تنظمه أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا برئاسة الدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس الأكاديمية، امتدادًا لجهود الدولة في دعم التكامل بين البحث العلمي والصناعة، ويُشارك فيه ممثلون من أكثر من 80 دولة و200 عارض دولي، من بينها الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، روسيا، مالطا، وقطر، إلى جانب 19 متحدثًا دوليًا وأكثر من 400 مشارك من رواد الأعمال، والباحثين، والشركات الناشئة.

وأوضح الوزير أن المعرض يركز على عدد من القطاعات الاستراتيجية ذات الأولوية، منها: الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا الحيوية والصحة، الطاقة المتجددة، الصناعة المتقدمة، التكنولوجيا الزراعية، الأمن السيبراني، المدن الذكية، والإلكترونيات الدقيقة، وهي المجالات التي تمثل محركات أساسية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا.

كما أشار إلى أن المعرض يعتمد على نظام المواءمة بين الأطراف (Match-Making) الذي يتيح تواصلًا مباشرًا بين الباحثين والمبتكرين ورجال الصناعة والمستثمرين، بهدف تسويق الابتكارات ومنح التراخيص التجارية (Licensing) وتحويل الأفكار البحثية إلى منتجات واقعية قابلة للتطبيق الصناعي.

واختتم الدكتور أيمن عاشور كلمته بالتأكيد على أن مصر تمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها الإقليمية والدولية كمركز رائد للبحث والابتكار، وأن مثل هذه الفعاليات الدولية تعزز مكانة مصر كجسر معرفي بين الشرق والغرب، وتسهم في دعم الاقتصاد المعرفي والدبلوماسية العلمية، وترسخ رؤية الدولة بأن الابتكار هو لغة المستقبل ومحرك التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • المجلس الأعلى للجامعات يناقش الابتكار وريادة الأعمال في التعليم العالي
  • التعليم العالي قرارات جمهورية بتعيين قيادات جديدة
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • «التعليم العالي» تعرّف الجامعات بفرص برنامج الإعارة العملية للكوادر الأكاديمية
  • حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية
  • أبو زهري: استهداف التعليم الفلسطيني جريمة حرب ويستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا
  • وزير التعليم العالي: نسعى لتفعيل رؤية تكاملية طموحة تربط بين الجامعات والمراكز البحثية
  • رويترز تفند مزاعم اعتقال توكل كرمان في هولندا وتؤكد أن الصور مفبركة بالذكاء الاصطناعي
  • توكل كرمان: النساء صانعات السلام والديمقراطية شرط للأمن العالمي
  • رويترز تثبت بالأدلة: اعتقال توكل كرمان في هولندا خبر زائف