جيوش الفقراء والعبيد والفرسان المعدمين .. اعرف سر قيام الحملات الصليبية
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
يصادف اليوم قيام البابا أوربان الثاني بدعوة الأوروبيين إلى القيام بحملات عسكرية على الشرق العربي لحماية المقدسات المسيحية، والتي أصبحت فيما بعد تعرف بالحملات الصليبية.
كان البابا أوربان الثاني واحدًا من أبرز المشجعين للحملة الصليبية، حيث دعا إلى التوجه نحو الأراضي المقدسة، استجاب بطرس الحجاج لهذه الدعوة وترك الدير ليتجوَّل في شمال شرق فرنسا ليدعو للمشاركة في حملة البابا.
اندلعت الحروب الصليبية في النصف الثاني من القرن الحادي عشر واستمرت حتى القرن الخامس عشر، وكانت واحدة من أهم الأحداث في العصور الوسطى في أوروبا والشرق الأوسط.
حملة الفقراء:
قبل بضعة أشهر من انطلاق الحملة الصليبية الأولى، نظمت جيوش من الفقراء والعبيد والفرسان المعدمين حملة غير مخطط لها إلى الأراضي المقدسة وانطلقوا بمفردهم إلى القدس. كان العبيد يعانون من الجفاف والمجاعة والطاعون لعدة سنوات قبل عام 1096، وربما رأى بعضهم في الحملة الصليبية فرصة للهروب من معاناتهم المريرة.
في أغسطس عام 1096، انطلقت الحملة الأولى من عدة مناطق في فرنسا وإيطاليا. قاد جودفري دي بويون الرابع أتباعه من إقليم لورين، وانضم إليهم شقيقه الأكبر يوستاس من بولون وشقيقه الأصغر بلدوين من بولون، بالإضافة إلى بودوان له بورغ ابن عم جودفري والكونت بودوان من إينو والكونت رينو من تول، استجابة لدعوة حملة الفقراء. سارت هذه الفصائل عبر الطريق من الراين إلى الدانوب، التي سلكتها سابقًا فصائل الفلاحين الفقراء، ووصلوا إلى القسطنطينية في نهاية عام 1096.
الحملة الصليبية الثانية:بدأت الحملة الثانية في عام 1147 وانتهت في عام 1192، وجاءت بعد فترة من الهدوء. دعا إليها برنارد دي كليرفو، وقادها ملك فرنسا لويس السابع وإمبراطور الجرمان (ألمانيا) كونراد الثالث هوهنشتاوفن. تعرضت الجحافل الألمانية للجوع والمرض بعد هزيمتها أمام فصائل الخيالة التابعة لسلطان قونية السلجوقي في ضورليوم، وتعرضللعديد من التحديات والصعوبات. استمرت الحملة الثانية لعدة سنوات وشهدت معارك مهمة مثل معركة دوريليوم ومعركة حطين.
انطلقت الحملة الثالثة في عام 1189 وانتهت في عام 1192. قادها فيليب الثاني ملك فرنسا وريتشارد الأول ملك إنجلترا وفريدريك الأول إمبراطور الروم الألمان. شهدت الحملة الصليبية الثالثة العديد من المعارك والتحديات، وتم التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام مع السلطان صلاح الدين الأيوبي.
الحملات الصليبية الرابعة:تلت الحملة الثالثة عدة حملات صليبية أخرى، بما في ذلك الحملة الرابعة في عام 1202 والحملة الخامسة في عام 1217. واستمرت الحملات الصليبية حتى القرن الخامس عشر، وشهدت تناوب الانتصارات والهزائم وتغير في الأوضاع السياسية والعسكرية.
الحملة الصليبية الخامسةكانت حملة صليبية التي تم تنظيمها تحت قيادة البابا أنوسنت الثالث في عام 1213. بدأت الحملة بحملة وعظ طويلة استمرت حتى عقد المجمع اللاتيني الرابع في عام 1215. اتُخذت خلال هذا المجمع سلسلة من الإجراءات المتعلقة بتنظيم الحملات الصليبية. تحركت قوات مجرية وجنوب ألمانية بقيادة أندراش الثاني وقوات نمساوية، ووصلت إلى عكا، وتوقفت هناك حتى انضمت إليها قوات ألمانية وهولندية. ثم توجهوا إلى مدينة دمياط في شمال شرق الدلتا في مصر. ومع ذلك، انتهت الحملة الصليبية الخامسة بفشل ذريع.
الحملة الصليبية السادسةفقادها الإمبراطور فريدريك الثاني هوهنشتاوفن الألماني في صيف عام 1228. لم تحظ هذه الحملة ببُركة البابوية، وتم حرمان الإمبراطور من الكنيسة بسبب تأخره في أخذ الصليب. خلال الحملة، تفاوض فريدريك مع السلطان الكامل، مما أدى في فبراير 1229 إلى توصلهما إلى اتفاق سلام لمدة 10 سنوات، حيث تنازل السلطان عن القدس باستثناء منطقة الحرم.
بعد الهزيمة التي تعرضت لها فصائل الصليبيين في عام 1244 وفقدانهم الكامل للقدس، تم تنظيم الحملة الصليبية السابعة.
الحملة الصليبية السابعةقاد الملك الفرنسي لويس التاسع هذه الحملة، وتوجهوا إلى مصر بين عامي 1248 و1254. استولوا في البداية على دمياط والمنصورة، ولكن المسلمين بقيادة السلطان الصالح نجم الدين أيوب نجحوا في هزيمة قواتهم وحصار بقاياها في المنصورة حتى استسلموا. أُسر لويس ولمدة عام 1250 قبل أن يتم إطلاق سراحه. عاد بعدها إلى عكا وبقي فيها 4 سنوات قبل العودة إلى فرنسا.
الحملة الصليبية الثامنة، فقد انطلقت في عام 1270 بقيادة الملك لويس التاسع ملك فرنسا، بعد تأخير دام حوالي 3 سنوات، شارك في الحملة عدد قليل من البارونات والفرسان الفرنسيين.
الحملة الصليبية التاسعةوقعت بين عامى (1271 - 1272) حملة عسكرية قادها الأمير إدوارد وانهزمت على يد الظاهر بيبرس الذى هاجم إمارة طرابلس الصليبية، استغل أباقا خان إيلخان مغول فارس الهدوء على الجبهة الشرقية فى شن هجمات كر وفر على حدود سوريا لكنه لم يستغل الموضوع لشن هجمات كبيرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصليبية الحملات الصليبية الحروب الصليبية الحملة الصليبية فی عام
إقرأ أيضاً:
احتلال أم مشروع حضاري؟ ..الوجه المزدوج للحملة الفرنسية
في صيف عام 1798، أبحرت حملة فرنسية ضخمة بقيادة نابليون بونابرت نحو السواحل المصرية، حاملة معها المدافع والمطابع، في واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في تاريخ مصر الحديث.
لم تكن الحملة مجرد غزو عسكري، بل كانت مشروعًا معقّدًا يجمع بين الطموح الاستعماري، والمطامع الاقتصادية، والمظاهر الحضارية المموهة.
لماذا اتجهت فرنسا إلى مصر؟جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر ضمن خطة أوسع لقطع الطريق أمام بريطانيا، خصم فرنسا الأول في ذلك الوقت، ومنعها من الوصول إلى مستعمراتها في الهند.
اعتبرت مصر نقطة استراتيجية حيوية على طريق التجارة العالمي، وأرضًا خصبة للنفوذ والسيطرة، خاصة في ظل ضعف الحكم العثماني وهيمنة المماليك على البلاد.
أهداف الحملة: بين الطموح العسكري والمشروع الحضاريسعت فرنسا إلى تحقيق عدة أهداف من الحملة، أبرزها كان ضرب النفوذ البريطاني في الشرق، وفتح طريق مباشر نحو الهند.
بإلإضافة الى تأسيس مستعمرة فرنسية في قلب الشرق الأوسط، وتصدير مبادئ الثورة الفرنسية إلى “الشرق المتأخر”، بحسب زعمهم.
علماء الحملة: عندما غزا العلم الشرقما ميز الحملة الفرنسية عن غيرها من الحملات الاستعمارية هو اصطحاب نابليون لأكثر من 160 عالمًا فرنسيًا في مجالات متعددة.
أنشأ هؤلاء المجمع العلمي المصري، وأدخلوا أول مطبعة إلى مصر، وساهموا في إصدار أول جريدة مطبوعة باللغة العربية، إلى جانب توثيق شامل للحياة الطبيعية والاجتماعية في البلاد عبر كتاب “وصف مصر”.
المقاومة المصرية: ثورات بقيادة العلماءرغم عنصر المفاجأة الذي اعتمدت عليه الحملة، لم يتقبل المصريون الاحتلال بصمت.
انطلقت ثورات شعبية متكررة في القاهرة والصعيد، قادها علماء الأزهر ورموز المجتمع.
أبرز هذه الانتفاضات كانت ثورة القاهرة الأولى عام 1798، ثم ثورة القاهرة الثانية عام 1800، والتي عبرت عن الرفض الشعبي الشامل للوجود الأجنبي.
نهاية الحملة: هزيمة عسكرية ورحيل سياسيفشلت الحملة الفرنسية في تحقيق أهدافها الكبرى، خاصة بعد تحطيم الأسطول الفرنسي في معركة أبي قير البحرية على يد القائد الإنجليزي نيلسون.
ومع تصاعد المقاومة داخليًا، وتورط فرنسا في حروب أوروبية جديدة، انسحب الفرنسيون من مصر عام 1801، بعد ثلاث سنوات من الاحتلال الذي ترك بصمات معقدة على التاريخ المصري.