اختتم مركز أبوظبي للغة العربية مساء أمس الأول  فعاليات مهرجان العين للكتاب في دورته الـ 14، بتنظيم البرنامج الثقافي “من ذاكرة الأوائل” للسفارة الثقافية لدولة الإمارات لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، في بيت محمد بن خليفة في العين، وذلك بحضور سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية،وسعادة الدكتور رامي إسكندر مدير إدارة التربية ، القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بالألكسو، و الدكتور أحمدو حبيبي الخبير بإدارة الثقافة بالألكسو، والكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي، وعبد الهادي الغماري منسق الأنشطة في إدارة الثقافة بالألكسو ونخبة من الشخصيات الثقافية والفنية وعدد من الإعلاميين.

 

استهل الافتتاح الرسمي للفعالية بكلمة سعادة الدكتور علي بن تميم، قال فيها : يسعدني أن يكون تجمعنا هذا مسك ختام “مهرجان العين للكتاب 2023″، هذا الحدث الثقافي البارز الذي يعكس مكانة مدينة العين، وخصوصيتها التاريخية والتراثية، ودورها الريادي في الارتقاء بالمشهد الثقافي المحلي. في البداية اسمحوا لي بأن أوجّه التحيّة للشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، السفيرةَ فوق العادة للثقافة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، سفيرةَ ثقافتنا وهويتنا للعالم. نثمن غالياً جهودها، ورؤيتها، ودورها المحوري الذي نلمس أثره الإيجابي. شكراً لها على كلّ فكرة سعت ليعم نورُها الآفاق، وكلِّ عطاء قدّمته -وما تزال- في سبيل أن تتعرّف الشعوب والحضارات الأخرى على ما نملكه من كنوز ثقافية ومعرفيّة، وموروث شعبيّ أصيل. كما أننا في مركز أبوظبي للغة العربية نقدّر كلّ الجهود التي تبذلها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التي لم تبخل في تسليط الضوء على أبرز قضايا التراث الخليجي والعربي، والتعريف بها على نطاق واسع، من أجل أن تبقى الثقافة والتراث عوامل مشتركة، ولغة بديعة رفيعة نتحاور بها نحن العرب مع مختلف الشعوب والثقافات حول العالم”

 

. وأضاف سعادته قائلاً : “من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل”هذه المقولة الخالدة صارت بنية معرفية في ثقافتنا بعد أن أرسى قواعدَها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان “طيّب الله ثراه”، لتصبح منطلقاً للعمل والبناء من أجل حاضر زاهر ومستقبل مشرق يستند إلى عُمق أصيل، وجوهر مكين وهو “التراث” الذي يعدّ تاريخَ الأمّة، وذاكرتَها، ونقطةَ التقاءِ الأجيال. ومن هنا اكتسبت فعالية “ذاكرة الأوائل” التي نلتقي في رحابها اليوم قيمتها من امتدادها الزمني، وخصوصية الطرح التاريخي الذي التزمت به، فكوكبة الفنانين المشاركين في شرح هذه الذاكرة على طريقتهم قدّموا لنا سيرة مكثّفة للكلمة واللون والنغمة؛ مفرداتِ الحضارةِ وأدواتها، تبين مساراتِها التنويرية ودورها في إيقاظ الفكر وإثرائه؛ فأبدعوا في التعريف بمكانة اللغة العربية وجمالها البديع وروحها الشاعرة المستندة إلى الحكمة والجزالة والإبداع، المبنية على قيم التسامح والسلام والمحبة. شكرا لكل من أسهم على امتداد التاريخ بالحرف والنغمة واللون والفكرة في إثراء العربية لغةً وحضارة ومنهج عيش، والشكر لكل من أسهم في إنجاح هذه الفعالية التي نعتزّ بأنها كانت مسك ختام مهرجان العين للكتاب بما يمثله من قيمة فكرية وثقافية وفنية كبيرة.

 

والقى الدكتور رامي إسكندر مدير إدارة التربية ، القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بالألكسو كلمة نيابة عن معالي الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم قال فيها: منذ عامين تم تشريف دولة الإمارات بحمل اللقب الأول لـ سفيرة الثقافة العربية، وقد كانت فرحتنا غامرة باختيار شخصية رفيعة المستوى “الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان”، لحمل هذا اللقب لأول مرة بالصفة الرسمية “سفيرة فوق العادة للثقافة العربية”، وهو تشريف والتزام يؤكد الدور الريادي لدولة الإمارات ، ويبرز مكانتها وإشعاعها، وجهود قياداتها الرشيدة في تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك وخدمة قضايا السلم والتنمية المستدامة وطنيا، وعربيا، ودوليا. وقد كانت السفيرة على قدر الأمانة، وأوفت بالتزاماتها تجاه المنظمة وشركائها، وقادت بحكمة أنشطة المشروع على مختلف مستوياته الوطنية، والإقليمية والدولية. وتركت الذكر الحسن والنتائج الملموسة، على امتداد خارطة الوطن العربي. فلها منا كامل العرفان، والامتنان وفريقها المحترم كل التحية والتقدير.

وأضاف ان المنظمة اختارت بالتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات ، الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان لتكون سفيرتها الأولى برتبة فوق العادة للثقافة العربية، وذلك لما تحظى به الشيخة من مكانة كبيرة وطنيا وعربيا كسبتها بفضل ما حققته من إنجازات متميزة في مختلف ميادين الثقافة والإبداع. ويؤكد هذا الاختيار رغبة المنظمة، في تطوير، وتنويع مسارات التعاون والعمل المشترك مع دولة الإمارات التي تواصل رعاية ودعم عدد كبير من برامج ومشاريع المنظمة.

وأكد على أن سفيرة الثقافة العربية فوق العادة أطلقت عددا كبيرا من المشاريع والمبادرات لدعم جهود المنظمة في تحقيق أهدافها، وتنفيذ خططها من أجل تثمين الثقافة العربية والترويج لها، وتوظيفها لتحقيق التنمية في البلدان العربية. وساهمت مبادرات السفيرة في صناعة صورة إيجابية للثقافة العربية على المستوى الدولي، وعززت الأواصر بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية. وكان لأنشطة السفيرة على المستوى الوطني وقع كبير ساهم في التعريف بالمنظمة وأنشطتها داخل الدولة ولدى صناع القرار وفي الأوساط الثقافية، والإعلامية، والأكاديمية والتربوية والاجتماعية.

وبهذه المناسبة، قالت الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، السفيرة فوق العادة للثقافة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: أتقدم بالشكر والعرفان لقيادتنا الرشيدة، فلولا رؤيتها الحكيمة وجهودها لما استطعنا أن نسعى لمستقبل مشرق واعد، ومنذ اللحظة الأولى أدركنا أن مهمة السفارة الثقافية جاءت تكريما وتقديرا لدولة الإمارات في المقام الأول، والتي لم تدخر جهدا في فتح أبواب الحوار والتعاون الثقافي مع عالمنا العربي والعالم، وتسخير كافة الإمكانات. والشكر موصول لمعالي الدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) على ثقته وتنصيبه لي سفيرة فوق العادة للثقافة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، هذا الدور الذي تمنحه المنظمة لأول مرة في تاريخها، ولدعمه لمهمة السفارة الثقافية، وسعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية على تعاونه ودعمه الدائم لنا، وشركائنا الرئيسيين وزارتي الثقافة والشباب، والخارجية، وشبكة أبو ظبي للإعلام، واللجنة الوطنية لدولة الإمارات للتربية والثقافة، ولكافة المؤسسات الثقافية، والإعلامية في الدولة ، ولكل من دعم وشارك وساهم وتعاون معنا في نجاح مشاريع برنامج السفارة الثقافية التي انطلقت تحت شعار” نغير بالثقافة والثقافة تغيرنا “، وعرفانا بالدور الأهم والمركزي في المسيرة الثقافية منذ بدايتها، أوجه الشكر والتقدير لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.

وأضافت الشيخة اليازية : على درب الأصالة سائرون.. نفتخر بأننا أمة عربية تزخر بثقافة وتراث حضاري ثري، ونحن محظوظون بكل مكوناتها ومبادئها، وحتى عاطفتنا المفرطة تصبح ميزة نجيد بها التعابير الجمالية التي تميزنا، ولذا نسعى دائما إلى نشر هذه الثقافة والقيم العربية الأصيلة لتصل لجميع الشعوب الأخرى ليتذوقوا مدى جمالها ويلمسوا مدى انفتاحها على العالم. كان ذلك التكليف وتولي الريادة كأول سفارة ثقافية عربية بمثابة تحد وتكريم في الوقت ذاته. كان سباقاً مع الزمن، وسط تحديات ومتغيرات متلاحقة مر بها العالم بأكمله، وعلي مدار عامين تم تكثيف العمل والإنتاج لتحقيق ما تم التخطيط له، واضعين في حسباننا أن يكون برنامج يليق ببلدنا دولة الإمارات، وبزخم منظمة الألكسو، وتطلعات القاعدة العريضة من الجمهور في الوطن العربي وخارجه، لتسليط الضوء على قضايا ثقافية مهمة دعما وتتابعا مع وتيرة وسرعة الحراك الثقافي والإبداعي.

و أضافت قائلة انه تم تنظيم برامج في عدد من الدول العربية والأجنبية، وكان لمنظمة الألكسو دور أساسي في تنفيذ المبادرات والجوائز المبتكرة والجديدة التي تعنى بالثقافة والفن، مثل “بوابة النقوش العربية” الذي أقره مجلس وزراء الثقافة العرب ليكون مشروعا عربيا مشتركا، ومشروع المرشد الثقافي العربي والذي سيسلم للسفارة الثقافية القادمة – بإذن الله-. لقد مكنتنا مجموعة البرامج من التعارف والتثاقف مع أكثر من 15 دولة عربية مما ساهم في إثراء الرؤى بيننا، ونرجو أن يتوسع وتمتد تجربة التعاون العربي من الثقافة والفنون ليشمل باقي القطاعات الحيوية. ستواصل أناسي للإعلام بالتعاون مع كافة الشركاء إنجاز المزيد من النشاطات لتطوير الحركة الإبداعية الثقافية.

و بدأت فعاليات برنامج من ذاكرة الأوائل بافتتاح معرض فني لمجموعة من الفنانين العرب في مقدمتهم الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان السفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والفنانة المصرية سلمى البنا، والفنان والخطاط اللبناني عمر صفا، والفنانة اللبنانية آية شريفة، والفنانة التونسية هالة عموس، والفنانة الإماراتية فاطمة الظاهري، والفنان السوري إياد الجودة والذي تأتي مشاركة عمله الفني في إطار إعلاء الدور الفلسطيني العربي في تشكيل الذاكرة الثقافية المشتركة.

وقدم الفنانون المشاركون مجموعة من الأعمال المتميزة المستوحاة من جماليات اللغة العربية، والثقافة البحرية لدولة الإمارات، والخصوصية الفنية التي ازدهرت خلال الثقافة الإسلامية في الأندلس، مرورا بمجموعة من النماذج الفنية التي تجسد واقع الحياة اليومية وتناقضاتها.

و قدمت الشيخة اليازية عملين بعنوان سلسلة “سحر الحرف” لتوضح بأسلوبها الفني جماليات وسحر لغة الضاد ورشاقتها وثرائها، واختارت المصباح السحري كإيحاء بأن وجود اللغة العربية في حياتنا هو تحقيق للأمنيات. ويجسد المصباح والحرف والدخان الفخر بموروث أمتنا العربية الذي يتخلل كياننا وعالمنا.

أما الفنانة سلمى البنا عرضت عملا فنيا بعنوان “حلم السلام” ورسمت بأسلوب إبداعي على المصباح السحري مجموعة من الزخارف المرتجلة التي تمزج بين عدة ثقافات، مع بعض الكلمات باللغة العربية مثل “حلم” و “سلام”، وجاء اللون الأزرق والذهبي ليرمز للثقافة الأندلسية القديمة، الذي سيظل يراودنا مازلنا على قيد الحياة. فيما قدم الفنان عمر صفا عملا فنياً يحكي قصة الدرب الذي قطعته اللغة العربية، وفن الخط. وجسد بالحروف العربية على شكل دخان متصاعد من المصباح السحري شعر لأبو الطيب المتنبي “وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم ” ليوضح أن الشعر والحكمة كانت تنقلا فقط من خلال الذاكرة والأقوال الشفهية، وأن اللغة العربية كانت ولا تزال لغة سحر لا مثيل لها.

ومن وحي التراث الإماراتي قدمت الفنانة آية شريفة عملا فنياً بعنوان “الأحلام المحاكة”، ويسرد عملها قصة العثور على فانوس أثري من الزمن البعيد حيث كانت النساء تحيك بأيديهن السلال ليأتوا الصيادين بثمين حصادهم من البحار، وقد وجدوا هذا الفانوس السحري محاكيا من فضة النجوم وزرقة البحار لبحار مغامر حتى يأتهم بوافر الكنوز من الأحلام. أما الفنانة هالة عموس يعكس عملها الفني أهمية الذكريات والتي تظل حاضرة تنبض بالحنين رغم مرور الزمن. فتقول: “البدايات في كل شيء هي مشاعر حقيقية تختزل في ذاكرة القلب فلا أحد ينسى أول من أمسك بيده إلى المدرسة، وأول شخص منحه مشاعر صادقة، ومن جبر خواطرنا يوما، ومن طبطب على كتفنا لن ننسى أول صديق، وأول سقوط، وأول نجاح”. وقدمت الفنانة فاطمة الظاهري عملا فنياً “مصباح سحري” رسمت عليه رموز الحضارة المصرية الفرعونية “عين حورس” و “الأهرامات”، لتوضح للمتلقي عظمة هذه الحضارة التي أبهرت العالم بتطورها رغم أنها من أقدم الحضارات على مر العصور. بينما قدم الفنان إياد الجودة منحوتة فنية بعنوان “الخروج من الصخرة” تجسد معان عميقة من الحياة الواقعية، وكونه مهندسا دفعه ذلك إلى التفكير في إمكانية الاستفادة من المواد مهدورة بكثرة في مواقع البناء مثل (الخشب، الأسلاك الفولاذية، الأسمنت، الحجر)، لإعادة صياغتها في صورة وتكوين مبدع. وعلق الفنان على هذا العمل قائلا: “لكل إنسان حاول وما زال يحاول الخروج من الواقع الصلب المشوه الذي يعيشه”. و تخلل البرنامج فقرة فنية حيث تم عرض فيديو لقصيدة “جبل التوباد” من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي، وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بتوزيع جديد للفنان الإماراتي الموسيقار إيهاب درويش، أداء الفنانين: طارق المنهالي وعلي راشد، تحت الإشراف الفني والإداري لجمعية الموسيقيين الإماراتيين.

 

وقال الموسيقار إيهاب درويش في كلمته : تم اختيار قصيدة جبل التوباد لتتماشى مع شعار ومحور الفعالية “من ذاكرة الأوائل”، وحافظنا على طابعها السيمفوني وتم مزجها مع آلات عربية شرقية بالإضافة إلى الآلات النحاسية والوترية وآلات النفخ الخليجية. وأضاف: من أهم مميزات القصيدة بعد القيام بإعادة توزيع ألحانها هو إكساؤها بأسلوب إماراتي ايقاعي، مما حقق دمجا بين ثقافات موسيقية مختلفة. وتم اختيار الفنانين طارق المنهالي والفنان علي راشد لما تحمله أصواتهما من موروث شعبي وتراثي ويترجم هذا المشروع الثقافي المتمثل في إعادة توزيع إحدى كلاسيكيات الموسيقى العربية بطابع خليجي قوة الدبلوماسية الثقافية كرهان حيوي على تعزيز وتبادل العلاقات الثقافية بين الشعوب.

وفي ختام البرنامج قدم الدكتور رامي إسكندر مدير إدارة التربية ، القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بالألكسو، درع الشكروالتقديرللشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان السفيرة فوق العادة للثقافة لدى منظمة الألكسو تسلمتها الإعلامية ذكرى والي المستشارة الثقافية للسفيرة. وتم تكريم عدد من الشخصيات الثقافية والفنية البارزة لإسهاماتهم وعطائهم المتميزبالإستدامة والتجدد، ولدورهم في إثراء الحركة الثقافية والفنية في العالم العربي وتم منحهم جائزة التميز في الاستدامة الثقافية وهم: الدكتورة إيزابيل بالهول مؤسسة ومستشارة وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية في الشارقة، والشاعرة والإعلامية الدكتورة بروين حبيب، والنجم فايز قزق، ممثل ومؤلف ومخرج. كما تم تكريم معالي الدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وتم منحه درع التميز في الاستدامة الثقافية لجهوده وإنجازاته ثقافيا وعلميا وتربويا، وسعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية لإنجازاته الرائدة محليا وعربيا وعالميا. ومنحت السفارة الثقافية درعا تكريميا للدكتور نصر محمد عارف أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ودرع تكريمي لسعادة هدى كانوا مؤسس مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبو ظبي تكريما للإنجازات الثقافية المتميزة ولدورهم الفعال في إثراء برنامج السفارة الثقافية لدولة الإمارات لدى منظمة الألكسو.  وعقب التكريم القت الدكتورة بروين حبيب قصيدة بعنوان “يارب نتوفق”.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

العمانية للكتاب والأدباء تحتفي بالفائزين بجائزتها للإبداع الأدبي والإنجاز الثقافي في دورتها الـ15

فازت رحمة المغيزوية عن روايتها سور سلمان (مغارة عائشة) بجائزة الإبداع الأدبي عن مجال الرواية، وفاز عن مجال القصة القصيرة مناصفة هدى حمد عن مجموعتها "سأقتل كل عصافير الدوري" وخالد المقرشي عن مجموعته "المواطن ص"، أما عن مجال الشعر الفصيح فاز مناصفة عبدالله حبيب عن مجموعته الشعرية "وجه صغير يتكدس في كل ظهيرة"، والشاعر محمد المعشري عن مجموعته الشعرية "وإن من الحجارة"، فيما فاز سليمان المعمري عن كتابه "أن تروي حكاية للصلع يقف لها الشعر: تفكرات محرر أخبار سابق" عن مجال المقال.

وكرم الفائزون في حفل أقيم بمقر الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمرتفعات المطار وذلك تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة للاحتفاء بالفائزين بجائزتها للإبداع الأدبي والإنجاز الثقافي للعام 2025م (الدورة الخامسة عشرة).

وفي كلمة الجمعية التي ألقاها رئيس مجلس الإدارة سعيد الصقلاوي أشار إلى أن الجمعية دأبت على الاحتفال بالجائزة من دورتها الأولى وسعت إلى تطويرها واستدامها وضمنت تنويعا في مجالات التكريم. وأكد أن الجائزة منطلق على التنافس في المستوى العربي والعالمي، ببروز أعمال على مستوى رفيع. ومن أجل توسيع مساحة التنافس بين الكتاب اعتمدت الجمعية العمومية حسب الصقلاوي انعقاد الدورة القادمة في عام 2027، موجها الشكر لوزارة الإعلام على مساندة الجمعية في التغطيات الإعلامية، كما ثمن جهود لجان التحكيم.

الإبداع الأدبي

وتنافس على جوائز الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات في هذه الدورة وفي المجالات الستة: الرواية، والقصة القصيرة، والشعر الفصيح،والدراسات اللغوية، (31) إصدارا في مجالات الجائزة، منها (6) إصدارات روائية، و(4) مجموعات قصصية، و(12) مجموعة شعرية، و(9) إصدارات في مجال المقال.. فيما جرى حجب جائزتي الدراسات اللغوية، وتحقيق المخطوطات، نظرا لعدم تقدم أكثر من إصدارين في كل مجال.

بيانات لجان التحكيم

وفي كلمة لجنة تحكيم الرواية المكونة من يونس الأخزمي ومحمود الرحبي وشريفة التوبية أشارت التوبية إلى أن الروايات المتقدمة أبرزت اشتغالا جاد لكتابها وميزها شغفها في التجريد رغم حداثة التجربة لدى بعضها، وأكدت وجود موهبة حقيقة لدى كتاب الروايات الخمسة يبشر بعطاء واعد، ولفتت إلى وجود عملين استحقا المنافسة، وأن الرواية الفائزة تميزت بحس السبك والأسلوب الذي دل على الخبرة والمراس في رسم الشخصيات والإصغاء لدواخلها وتدور أحداث الرواية قرب البحر يعيش فيها القارىء بين الماضي والحاضر حيث استطاعت كاتبة الرواية الحفاظ على وحدة العمل وحبكته المحكمة إلى جانب السرد الأنيق واللغة الأدبية الجميلة ووضوح أصوات الشخصيات، ونالت الجائزة التشجيعية في مجال الرواية زيانة الشكيلية عن رواية "سرقتني فاطمة".

أما في مجال القصة أشار يحيى سلام إلى أن المجموعات القصصية المتقدمة صدرت طبعاتها الأولى بين 2022وحتى 2025، كشفت تفاوتا فنيا بين المجموعات، وبعضها غلب عليه الوصف والتسجيل والتأملات ما أضعف فيه الحكاية وظهرت شخصياته في قوالب نمطية، وأخرى تميزت ببناء سردي محكم وخيال خصب وقدرة على ابتكار المشاهد، وبرزت أخرى بنصوص ذات بعد فني ولغة أدبية سلسة وقدرة على بناء الصور والتأملات. وتكون اللجنة إلى جانب المنذري من ليلى البلوشية وسعيد الحاتمي.

وفي بيان لجنة التحكيم المكونة من د خالد المعمري وأشرف العاصمي ود.حميد الحجري، أشار الأخير إلى أن المجموعات الشعرية عبرت عن توجهات شعرية متعددة وأنماط مختلفة دلت على تجارب شعرية تراوحت بين الناضجة والواعدة، حيث امتازت المجموعتان الفائزتان بالاشتغال العالي على الصورة الشعرية وانفتاحهما على الأنا الشعرية في استنطاق الآخر، كما أظهرتا براعة في التعبير الشعري.

وفي بيان لجنة تحكيم المكونة من خلفان الزيدي ود. محمد العريمي ود.محمد المشيخي المقال أشار خلفان الزيدي أن كتب المقالات المتقدمة عكست تنوعا وثراء في طرح الأفكار والمضامين أما الفائز فإصدار تميز بالإبداع واللغة السهلة وتضمن مقالات ذات طابع سياسي وأدبي وفني سردت بأسلوب ساخر مقدما نموذجا للكتاب التأملي الذي استحق الفوز بدءا من عنوانه المبتكر وارتباطه بالمقال الأدبي والذاتي بعمق ما جعله قريبا من السيرة الذاتية، إضافة إلى تنوع مدروس في الموضوعات يربطها خيط واضح ولفت إلى أن أسلوب الكاتب معروف بوضوحه وسلاسته ما جعله قريبا من القاري العام والمثقف مازحا بين الطرافة والعمق.

ونال الجائزة التشجيعية عن هذا المجال كتاب أضاميم الأيام لمحمد الحضرمي وكتاب "ما بعد السابع من أكتوبر: سردية طوفان الأقصى" لزاهر المحروقي.

المؤسسة الثقافية

وفي جائزة الإنجاز الثقافي نال مركز «الندوة» الثقافي في ولاية بهلاء جائزة المؤسسة الثقافية للعام 2025م، تقديرا لمساهمته في إثراء الساحة الثقافية وإحياء التراث الثقافي والحضاري، وتنمية المهارات الإبداعية لدى الناشئة، واعتباره مشروعًا ثقافيًا تطوعيًا يعنى بالعلم والمعرفة، أسهم في توفير الكتب والمواد العلمية المتنوعة، حيث يصل عدد الكتب فيها إلى أكثر من 40 ألف كتاب. وقد أصبح المركز وجهة مهمة يقصده طلاب المدارس والمعاهد والجامعات، والباحثون والزوار. واعتادت مكتبة الندوة العامة منذ افتتاحها رسميًا في نوفمبر 1996م على إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والمسابقات التي تخدم المجتمع في الجانب الثقافي والمعرفي فحازت بذلك على جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي عام 2012م.

وفي كلمة المشروع الثقافية المكرمة لفت سالم عبدالله الهميمي مدير المركز إلى أن المركز بدأ مسيرته عام 1996 في درب صاعد لا يعرف السكون جامعا في رحلته علوم الإنسان والكون متوقفا عند علوم الطفل في مسيرة ازدهرت برؤية تخطيطية محكمة.

شخصية العام

واختارت الجمعية في هذه الدورة الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي شخصية العام 2025م الثقافية، تقديرا لإسهاماته في إثراء الدراسات التاريخية وتوثيق التراث الثقافي، ومساهمته في دعم البحث التاريخي والحراك الثقافي في سلطنة عمان والمنطقة.

تولّى الهاشمي عددًا من المهام العلمية والثقافية؛ إذ شغل منصب رئيس جمعية التاريخ والآثار لدول الخليج العربي، كما ترأس نادي الكامل والوافي، وأسهم من خلال هذه المواقع في دعم البحث التاريخي والحراك الثقافي في السلطنة والمنطقة، وهو يمتلك رصيدًا علميًا ثريًا يضم أكثر من 120 عملًا علميًا ما بين كتب وأبحاث محكمة ودراسات محققة، شكّلت مرجعًا مهمًا للباحثين في التاريخ العُماني والخليجي. ومن أبرز كتبه المنشورة: العقد المجيد في نسب وتاريخ آل بوسعيد (2025)، أصالة المجد في سيرة الشيخ أبي الفضل محمد (2024)، خزانة البشر بأعلام عُمان في القرن التاسع عشر (2023)، الضوء السالك في سيرة العلامة أبي مالك عامر بن خميس المالكي (2022)، إضافة إلى مؤلفات مهمة حول الاتفاقيات العُمانية، العلاقات الثقافية، السير، التراث، والمخطوطات، كما نشر عددًا كبيرًا من الأبحاث المحكمة التي تناولت قضايا التاريخ السياسي والبحري، والعلاقات الدولية، والنشاط الثقافي، وتراجم العلماء، والوثائق التاريخية، إلى جانب دراسات حديثة حول الهوية الوطنية والتنمية المستدامة.

شخصية القدرة والإدارة

واختارت الجمعية الكاتبة والصحفية علياء بنت سعيد العامرية، لجائزة شخصية القدرة والإرادة، تقديرا لهمتها العالية، في التغلب على فقد البصر، بالكلمة والإبداع، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة والنشر الإلكتروني من جامعة السلطان قابوس. وعملت في مجال التحرير الصحفي وصياغة المحتوى الإخباري، وأصدرت مجموعة قصصية بعنوان "الراقصون فوق السحاب"، كما صدر لها كتاب "جمانة" ويضم مجموعة من المقالات الأدبية المتنوعة.

المنجز الكتابي

ومنحت الجمعية جائزة المنجز الكتابي للعام 2025م، للباحث الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي، تقديرا لمساهماته البحثية، ومؤلفاته التي تقارب الـ(70) كتابا، تفاوتت بين التاريخ وعلوم الشريعة والتفسير وعلوم الأدب والشعر وأدب الأطفال والكتب التعليمية والتربوية وغيرها.

بدأ البوسعيدي اشتغاله بالتأليف بكتابة مؤلفات تربوية، بسَّط فيها علوم الشريعة كالفقه والعقيدة، وأسهم في إصدار مؤلفين في تفسير القرآن الكريم، وهما: (نزهة المؤمنين)، للأجزاء الأربعة الأخيرة من القرآن الكريم، و(التفسير المعين)، وصدر منه أيضا أربعة أجزاء، قدم في كليهما معالم من النص القرآني، ووقفات بلاغية وإعجازية وفكرية، وهما تفسيران موجهان للطلاب الدارسين في المراكز الصيفية.

وأسهم في تبسيط الفقه بتقديم كتب تتناول الأحكام الفقهية بأسلوب عصري، خرج بالفقه من لغة الفقهاء إلى لغة التربويين، ككتابه (الفقه الشامل الميسر)، وله تآليف أخرى في علوم العقيدة والحديث النبوي الشريف، وأسهم في كتابة التاريخ العماني، مازجا بين المعلومة والصورة الضوئية، فقدم كتابه (الرائع في التاريخ العماني) في جزأين، وكتاب (الجوهر في التاريخ العماني المصور)، كما أسهم في إثراء الأدب العماني بتقديم موسوعة شاملة، صدرت بعنوان (الجامع في الأدب العماني) في ثلاثة أجزاء، كما صدرت له أيضا مجاميع شعرية.

وفي كلمة له وصف البوسعيدي طفولته التي كان لها بالغ الأثر في تكوينه قائلا: "امتلأت طفولتي تاريخا وحكايا" مشيرا إلى أن حسه البيتوتي رافقه طيلة مراحل حياته كما أن المجلس اليومي الذي حضره وهو صغير في قريته الوادعة علمه السمت العماني وفن النقاش واحتضان الحكمة وحصيلة من المفردات والأساليب.

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح العامري والمزروعي في العين
  • “تنمية المهارات” يختتم برنامج “إدارة وحسابات الأصول” لكوادر شركة النفط
  • العمانية للكتاب والأدباء تحتفي بالفائزين بجائزتها للإبداع الأدبي والإنجاز الثقافي في دورتها الـ15
  • الجوائز الثقافية الوطنية: منظومة تكرّم المبدعين وتوثّق الحراك الثقافي
  • ألكسو تهنئ قطر والدول العربية لإدراج البشت على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح الجنيبي والجحافي في العين
  • “كابيتال دوت كوم” وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي تتعاونان لتعزيز الثقافة المالية للمستثمرين الأفراد وتمكين جيل جديد من المواهب الإماراتية الجاهزة للمستقبل
  • الأردن يحتفل بإدراج شجرة الزيتون “المهراس” على قائمة التراث الثقافي
  • "سوق المشاريع" يختتم فعالياته ضمن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • انطلاق مؤتمر الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية في جامعة السلطان قابوس