التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، رؤساء اللجان النوعية بمجلس النواب، في إطار استكمال هذه اللقاءات الدورية لمناقشة عدد من الملفات والموضوعات التي تتعلق بتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك بحضور المستشار/ علاء الدين فؤاد، وزير شئون المجالس النيابية، والدكتور عبد الهادي القصبي، زعيم الأغلبية، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب " مستقبل وطن".

 واستهل رئيس مجلس الوزراء اللقاء بالترحيب بالدكتور عبد الهادي القصبي، زعيم الأغلبية ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، كما أعرب عن ترحيبه بجميع رؤساء اللجان النوعية بمجلس النواب في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكداً حرصه على عقد هذا اللقاء بصفة دورية وخاصة، مع بداية كل دور انعقاد تشريعي جديد؛ لمناقشة العديد من الملفات المطروحة حاليا، والتي تهم مختلف فئات المجتمع، والتي يتعين إحداث نوع من التوافق بين الحكومة والبرلمان بشأن إجراءات تنفيذها، ومناقشة التحديات التي تواجه التنفيذ معا؛ من أجل التغلب عليها سريعا واستكمال العمل بها.

وفي هذا السياق، تقدم الدكتور مصطفى مدبولي بالتهنئة إلى الدكتور عبد الهادي القصبي لشغله منصب زعيم الأغلبية ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب "مستقبل وطن"، كما توجه بالشكر للمهندس / أشرف رشاد، على جهوده خلال الفترة الماضية.

  وجدد رئيس الوزراء التأكيد أن انعقاد هذه اللقاءات الدورية يأتي في إطار الحرص الشديد من جانب الحكومة على الاستماع لرؤساء اللجان النوعية، كلٌ فيما يخصه من ملفات؛ للتعرف على الآراء ووجهات النظر فيما يتعلق بأهم التحديات والمشكلات التي نواجهها، وأولويات التعامل مع هذه التحديات، قائلاً: " يأتي ذلك باعتبار حضراتكم لسان حال اللجان النوعية، وكذا لسان حال الشارع المصري".

وخلال حديثه، أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالتكاتف السياسي والدعم الكبير الذي يقوم به مجلس النواب لمساندة مختلف أجهزة الدولة، موجها التحية لمجلس النواب على المشهد الرائع الذي ظهر عليه في أثناء رد رئيس مجلس الوزراء على طلب الإحاطة المقدم من جانب عدد من أعضاء المجلس بشأن جهود دعم الدولة المصرية للأشقاء الفلسطينيين، وكذا الإجراءات التي تنفذها الدولة والحكومة لمنع محاولات التهجير القسري لهم من قطاع غزة، والتحديات التي واجهتها الدولة المصرية في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء الفلسطينيين، لافتا إلى أن هذا اليوم يُعد يوما تاريخيا على المستوى الشخصي، مضيفا:" لمست خلال هذا اليوم الوطنية الشديدة لدى أعضاء المجلس الموقر"، إلى جانب تفهم الأعضاء لأبعاد المشكلة الراهنة، وما يُحاك ضد مصر وضد المنطقة بأسرها.

وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة ومجلس النواب يشهدان معا أزمات غير مسبوقة، بدايةً من جائحة كوفيد-19، والتي تلتها الأزمة الروسية الأوكرانية، ثم التضخم الكبير الذي يعاني منه العالم أجمع، بالإضافة إلى الصراع الدائر حاليا في قطاع غزة، واصفا إياه بأنه الأقوى والأعنف منذ حرب 1967.

وتطرق رئيس الوزراء إلى الأزمات الأخرى التي تشهدها بعض الدول المجاورة حاليًا، ومنها السودان، التي تمثل عمقًا استراتيجيًا للدولة المصرية وتحمل أزماتها ومشكلاتها عقبات غير عادية، ومن قبلها ليبيا، لافتا إلى نقطة مهمة في هذا الصدد وهي أنه لا توجد دولة في العالم مُحاطة جغرافيًا بمثل تلك الصراعات مثل التي تشهدها مصر، مشيرا إلى أن هذا الوضع يفرض على الدولة المصرية تداعيات جسيمة يجب التعامل معها.

وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن أنه في ظل هذه الظروف، فإن مصر تتعامل مع حجم هائل من الأزمات الاقتصادية والسياسية، ولكن تتمثل أولوياتنا، خلال الفترة الراهنة في تأمين وتوفير المتطلبات الأساسية للدولة والاحتياجات والسلع الأساسية للمواطنين.


واستطرد الدكتور مصطفى مدبولي بقوله: المشكلة الحقيقية التي تظهر في ظل التضخم هي ارتفاع أسعار بعض السلع في فترات معينة، موضحًا أن الدولة تتبنى سياسة الاقتصاد الحر والداعم لدور القطاع الخاص، ولكن في بعض الأحيان وفي ظل الفترة الاستثنائية التي نشهدها حاليا، سيكون البديل هو فرض آليات أخرى للتعامل مع بعض الممارسات غير القانونية.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: على الرغم من كل التحديات، لا تتجاوز نسبة البطالة الـ7% وفقًا لأحدث التقارير، وهذا الملف هو أحد أهم أولويات الحكومة، ونحرص على ألا تشهد هذه المعدلات ارتفاعًا خلال الفترة المقبلة، كما توقع أن يبلغ معدل النمو خلال العام المالي الجاري 4% على الأقل وذلك بسبب الظروف التي يمر بها العالم أجمع.

وأضاف مدبولي: أصدرنا حزمة هائلة من الحوافز والإعفاءات للقطاع الخاص؛ من أجل تشجيع الاستثمارات، كما أن الموافقة على المشروعات الجديدة بموجب الحصول على الرخصة الذهبية يبعث رسالة قوية مفادها أننا كدولة ندعم القطاع الخاص الذي يقع في القلب من رؤيتنا لتنمية الاقتصاد المصري بصورة شاملة ومتكاملة.

وفي إطار حديثه عن تشجيع القطاع الخاص، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن أحد أسباب طفرة القطاع الصناعي تكمن في تشجيع توطين الصناعات المختلفة، مضيفا: بالفعل حرصنا على مقابلة الكثير من الشركات الكبرى العالمية التي تستثمر ملايين الدولارات في مصر وتوفر آلافا من فرص العمل، موضحًا أن هذه الشركات تضخ دماء جديدة في قطاع الصناعة من شأنها أن تنقل هذا القطاع نقلة نوعية حقيقية خلال الفترة المقبلة.

  وفي سياق آخر، انتقل رئيس الوزراء للحديث عن مشكلة تخفيف الأحمال الكهربائية، وقال: الكل يعي تماما أننا نواجه تحديات غير مسبوقة بعضها بسبب الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة، في أثناء الصيف، وهو ما تسبب في زيادة استهلاك الكهرباء بصورة كبيرة خلال أشهر الصيف، ودفعنا إلى استيراد كميات كبيرة من المازوت تطلبت مخصصات مالية كبيرة، تصل إلى مئات الملايين من الدولارات شهريا لتوفير الغاز والمازوت، وهو رقم كبير، كما أن هناك تحديات أخرى تمثلت فى ضعف الطاقة الكهربائية المولدة من المصادر المتجددة، سواء المياه أو الرياح، وغيرهما، وكذا قلة كميات الغاز الموردة إلينا نظرا للأحداث التي تشهدها غزة، مضيفا: أنه بالرغم من كل ذلك فتعمل الحكومة على حل هذه المشكلة وتوفير احتياجات الدولة من الوقود والسولار والمازوت والبوتاجاز، وفي نفس التوقيت نعمل على تخفيض الفاتورة الاستيرادية، ولذا فإننا نتعامل مع العديد من التحديات في ظل ظروف استثنائية بالمرونة المطلوبة لحل أي مشكلة طارئة تواجه المواطنين بقدر الإمكان.


وفي ختام حديثه لرؤساء اللجان النوعية، قال رئيس الوزراء: إذا كانت الحكومة تمثل الجانب التنفيذي، فإن أعضاء مجلس النواب يمثلون الجانب التشريعي والرقابي، أي الجانب الآخر من العملة لإدارة الدولة، وتعلمون مدى الجهد المبذول لمواجهة مثل هذه التحديات، ولا يفوتني أن أوجه الشكر لمجلسكم الموقر، خاصة بعد إنهاء واعتماد قانون التصالح على مخالفات البناء، والذي كان مطلبا شعبيا، ونتمنى أن نبدأ في تفعيل هذا القانون المهم للغاية، والذي سينعكس بصورة إيجابية على المواطن المصري.
 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يلتقي المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

خلال مشاركته في فعاليات افتتاح المؤتمر العالمي الثالث لممثلي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" بالعاصمة الجديدة، نيابة عن  الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، الدكتور"شو دونيو"، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وذلك بحضور كل من الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدوليّ، و علاء الدين فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وعدد من مسئولي المنظمة.

وفي مستهل اللقاء، رحب الدكتور مصطفى مدبولي بالدكتور "شو دونيو"، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، معرباً عن تقديره لاختياره مصر لاستضافة النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي لممثلي المنظمة، والذي يضم أكثر من 130 ممثلاً لها حول العالم، إلى جانب مشاركة قيادات المنظمة، مُشيراً إلى ما يعكسه هذا الاختيار من تقدير للدور الاستراتيجي الذي تقوم به مصر في المنطقة ولنشاطها الملموس في دعم أنشطة "الفاو"، مؤكداً عمق علاقات التعاون بين مصر والمنظمة.

وأعرب رئيس الوزراء عن التقدير للشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين مصر والمنظمة منذ نشأتها في ١٩٤٥، وكذا مشاركة الالتزام بالعمل نحو تحقيق عالم خالٍ من الجوع بحلول ۲۰۳۰، مُشيداً  بما شهدته العقود الماضية من تعاون وثيق مع "الفاو"، وكذا حرص المنظمة على الانخراط في معظم أنشطة التنمية الزراعية والريفية والأمن الغذائي وغيرها من المجالات التي تتواءم مع أولويات التنمية في مصر، مؤكداً استعداد مصر لتقديم كل أشكال الدعم المطلوبة لإنجاح زيارة المدير العام، وخروجها بالشكل المأمول للجانبين.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اللقاء، إلى جهود الدولة المصرية لتحقيق الأمن الغذائي ضمن الرؤية التنموية "مصر ۲۰۳۰"، وما يشمله ذلك من مبادرات تستهدف تحسين الظروف المعيشية وخفض معدلات الجوع في الفئات ذات الأولوية الاستراتيجية، منوهاً بخطة العمل المحدثة للتنمية الزراعية المستدامة لعام ۲۰۳۰، والاستراتيجية الوطنية للغذاء، ومبادرة "حياة كريمة"، منوهاً إلى التعاون القائم بين "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية" ومنظمة "الفاو".

ومن جانبه، أعرب الدكتور"شو دونيو"، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، عن تقديره لعلاقات التعاون بين منظمة "الفاو" ومصر، منوهاً إلى دور مصر الهام كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة "الفاو".

وتناول الدكتور "شو دونيو"، جهود منظمة "الفاو" في دعم أهداف تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة التحديات الراهنة على الساحة الدولية وتبعاتها على الأمن الغذائي.

وأشاد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، بالتعاون مع مصر والدعم الذي تلقاه المنظمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مُعرباً عن تقديره لدور  الرئيس السيسي في تقديم الدعم للدول الإقليمية التي شهدت أزمات مثل قطاع غزة، وغيرها من الدول والمناطق الأخرى في المنطقة.

كما أكد الدكتور"شو دونيو"، أن التعاون المشترك هو السبيل من أجل مستقبل أفضل.

وخلال اللقاء، أعرب الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، عن التطلع للتعاون مع المنظمة في دعم الأمن الغذائي، مُشيراً إلى أهمية تقديم المزيد من الدعم لقطاع غزة، ودولة السودان الشقيقة، على ضوء الأوضاع الراهنة فيهما.

كما أعرب الدكتور بدر عبدالعاطي، عن تقديره للتعاون مع المنظمة، وفخر مصر بانتخاب وتولي مينا رزق، بالإجماع، لمنصب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، ليصبح أول مصري يتولى هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس المنظمة عام ١٩٤٥.

وخلال اللقاء، تناولت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدوليّ، مجالات التعاون مع "الفاو" وجهود تكثيف هذا التعاون سواء على المستوي الثنائي أو في إطار التعاون الثلاثي والتعاون "الجنوب – جنوب".

وأعرب علاء الدين فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن تقديره للتعاون القائم مع منظمة "الفاو"، مؤكداً تطلع مصر لتكثيف التعاون الثنائي مع المنظمة.

مقالات مشابهة

  • عاجل- مدبولي يفتتح مصنع ليوني لضفائر السيارات ويتابع مشروعات مدينة الجلود بالروبيكي
  • الحكومة تكشف مفاجآت مهمة للمواطنين عن حديقتي الأورمان والحيوان وتكشف عن موعد التشغيل التجريبي
  • خلال مشاركته في فعاليات الجلسة الافتتاحية لـ «الفاو».. مدبولي يؤكد التزام الدولة بدعم الأمن الغذائي العالمي
  • رئيس الوزراء يلتقي المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
  • رئيس حدائق العاصمة: متابعة يومية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين
  • رئيس وزراء لبنان: الإصلاح الاقتصادي وحصر السلاح في يد الدولة من أهم أولويات الحكومة
  • مدبولي: إجراءات قانونية ضد مروجي الشائعات التي تستهدف الإساءة للمجتمع
  • محافظ القاهرة: الدولة تعمل علي تقديم كل التيسيرات والتسهيلات اللازمة لتقنين الاوضاع للمواطنين 
  • مواجهة التعديات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين فى مركز ومدينة بني سويف
  • وزير الخارجية يلتقي رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية