وصل الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان إلى بيروت، حيث يلتقي المسؤولين ورؤساء الكتل النيابيّة، لإعادة إحياء المباحثات المتعلّقة برئاسة الجمهويّة، بعدما تفرّملت لحوالى 50 يوماً، بعد عمليّة "طوفان الأقصى"، وامتداد المعارك إلى جنوب لبنان. وتُسابق مهمّة لودريان انتهاء الهدنة في غزة، ما سيضع الإستحقاق الرئاسيّ مرّة جديدة في الثلاجة، علماً أنّ أوساط سياسيّة، لا تُعوّل كثيراً على جولة المسؤول الباريسيّ، لأنّ مواقف النواب لا تزال كما هي، وسط معارضة "الثنائيّ الشيعيّ" السير بمرشّحٍ وسطيّ، غير رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة.


 
ولأنّ فرنسا تعلم أنّ الوقت ليس لصالحها، وقد تندلع الحرب في غزة، وفي جنوب لبنان في أيّ لحظة، يقول مراقبون إنّ لودريان سيُشدّد على تطبيق كافة الأفرقاء اللبنانيين للقرار 1701، أكثر من التركيز على الإنتخابات الرئاسيّة، وذلك لوجوده في لبنان ليومين فقط، وفور مغادرته، قد تعود المعارك، بعد انتهاء الهدنة. ويُشير المراقبون إلى أنّ تنفيذ لبنان للقرارات الدوليّة، يُجنّبه خطر تمدّد الحرب، ما سيُريح كلّ من فرنسا وقطر على صعيد الإستحقاق الرئاسيّ.
 
ويعتبر المراقبون أنّ "حزب الله" لا يستطيع التقيّد بالـ1701، إنّ لم تهدأ الأمور في غزة، من هنا، فإنّ فرنسا وقطر تتطلعان بشدّة إلى الوساطة الأميركيّة، ومدى قدرة الرئيس الأميركيّ جو بايدن في التأثير على حليفه، رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، لإيقاف الحرب بعد انتهاء الهدنة، وتبادل جميع الأسرى والرهائن، كيّ لا تتّسع رقعة الإشتباكات إلى أبعد من غزة.
 
ووفق المراقبين، ترى باريس أنّ مدخل إكمال المحادثات بشأن رئاسة الجمهوريّة، هو تحييد لبنان عن الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، لأنّ الجولة الأولى من الحرب، كانت خير دليلٍ على فرملة الإنتخابات، لانشغال أبرز طرف سياسيّ، أيّ "حزب الله"، بمساندة حركة "حماس" من الجنوب.
 
وتلفت في هذا السياق أوساط نيابيّة، إلى أنّه لم يتمّ تسجيل أيّ تقدّم في الملف الرئاسيّ، لا قبل الحرب ولا بعدها، فمجلس النواب منقسم إلى ثلاثة أقسام: النواب الذين يُريدون إنتخاب رئيسٍ وسطيّ، وهم كانوا داعمين في البدء لمرشّحٍ "سياديّ"، ومنهم من يتمسّكون بسليمان فرنجيّة، لاعتبارات سياسيّة وأخرى لها علاقة باستمراريّة محور "المقاومة" في المنطقة، وأخيراً، هناك نوابٌ يهدفون إلى إيصال مرشّحٍ بعيد عن الطاقم السياسيّ التقليديّ، ولا يُؤيّدون التسويّات ولا الحوار.
 
وأبرز عقبة رئاسيّة وفق الزوار الغربيين إلى لبنان، هي تمسّك "حزب الله" وفريق الثامن من آذار، باستثناء "التيّار الوطنيّ الحرّ" بفرنجيّة. وأمام كل ما تقدّم، فإنّ المهمّة الفرنسيّة لن يُكتب لها النجاح خلال زيارة لودريان القصيرة إلى لبنان. وفي هذا الإطار، يُؤكّد المراقبون أنّ إبعاد اللبنانيين عن الحرب، سيُعيد الدول الخمس للعمل على الملف الرئاسيّ، وإيجاد الحلول، لكن هذا الأمر يصطدم برغبة تل أبيب باستئناف الحرب على "حماس" بعد انتهاء الهدنة، لأنّها تُريد تحقيق أهدافها في غزة، كيّ تظهر أنّها خرجت منتصرة بعد عمليّة "طوفان الأقصى".
 
ويعتبر المراقبون أنّ مهمّة لودريان لن تكون سهلة أبداً هذه المرّة، فهو سيعمل على تحييد لبنان عن الصراع في غزة من جهّة، ويُريد إيجاد مخرج لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، من جهّة ثانيّة، كي تنتظم الحياة السياسيّة في البلاد، وتنتطلق الإصلاحات، لمساعدة اللبنانيين على التعافي.
 
ويقول المراقبون إنّ لودريان، كان الأجدر به، أنّ يبحث الوضع الأمنيّ في لبنان مع الجانب الإيرانيّ، لأنّ قرار الحرب والسلم مرتبط حصراً بطهران، وليس عند "حزب الله" أو الحكومة اللبنانيّة، فإيران هي من ربطت لبنان بالساحات المقاومة، وهي من أوعزت لـ"الحزب" والحوثيين، والفصائل المواليّة لها في العراق وسوريا، بالتصعيد ضدّ إسرائيل والقواعد الأميركيّة في المنطقة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتهاء الهدنة حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

عدوان إسرائيلي على لبنان.. وإنذار لقرية في الجنوب للإخلاء

أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، مواطنين بإخلاء أماكنهم في قرية جنوبي لبنان، تمهيدا لتنفيذ هجوم ادّعى أنه يستهدف مواقع لـ"حزب الله"، في انتهاك متكرر لاتفاق وقف إطلاق النار.

وقال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تدوينة على منصة شركة "إكس": "الجيش سيهاجم، على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في قرية يانوح".

وأرفق أدرعي إنذاره بخريطة لمبنى في القرية، وأنذر المواطنين بـ"الابتعاد عن الموقع لمسافة 300 متر".



في وقت سابق، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بقذائف الهاون، السبت، أطراف بلدة الضهيرة في الجنوب اللبناني، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيرانه المسير في أجواء الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

يأتي ذلك في تواصل للخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله" التي دخل حيز التنفيذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت بقذائف هاون أطراف بلدة الضهيرة في قضاء صور بعدد من قذائف الهاون.

وفي القضاء ذاته، ألقت طائرة مسيرة إسرائيلية قنبلة صوتية على بلدة رأس الناقورة، حسب الوكالة اللبنانية.

ولم توضح الوكالة ما إذا كان القصف المدفعي أو الاستهداف بالقنبلة الصوتية أسفر عن وقوع إصابات أو أضرار مادية من عدمه.

وفي سياق الانتهاكات، وسع الطيران الإسرائيلي من نشاطه ليصل إلى العاصمة، حيث أفادت الوكالة اللبنانية برصد تحليق مكثف لطيران مسير في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الرئيسي لـ"حزب الله".

ويأتي تواصل الانتهاكات، بعد يوم من كشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن تلقي "تحذيرات من جهات عربية ودولية" تفيد باستعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة ضد بلاده.

وأشار رجي، وفق ما نقلت عنه الوكالة اللبنانية، إلى تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لحماية المنشآت اللبنانية، في وقت أكدت فيه هيئة البث العبرية الرسمية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل خطة لشن هجوم واسع "إذا فشل تفكيك سلاح حزب الله قبل نهاية 2025".



وأقرت الحكومة اللبنانية، في 5 أغسطس/ آب الماضي، خطة لحصر السلاح وضمنه ما يملكه "حزب الله" بيد الدولة قبل نهاية 2025، غير أن الحزب يرفض نزع سلاحه، ويطالب بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كامل أراضي البلاد.

وخلال الأسابيع الأخيرة، صعدت إسرائيل عمليتها العسكرية تجاه الأراضي اللبنانية بما يشمل عمليات قصف مكثفة لمناطق شرق وجنوب البلاد، إضافة لتنفيذ عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من "حزب الله".

وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة.

كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.


مقالات مشابهة

  • مرقص: البلد يسير نحو الأفضل في هذا العهد الرئاسي
  • عدوان إسرائيلي على لبنان.. وإنذار لقرية في الجنوب للإخلاء
  • “إما تفاوض أو لا تفاوض”.. بري يضع شروطا صارمة أمام إسرائيل
  • ميقاتي: المسار التفاوضي يوصل الى تفاهم ينطلق من اتفاق الهدنة لتأمين استقرار طويل الامد
  • جنبلاط يدعو إلى إجراء استفتاء حول انضمام لبنان إلى الاتفاقيات الإبراهيمية
  • عون: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل أولوية بالمفاوضات
  • 10 غارات إسرائيلية تستهدف الجنوب والبقاع الغربي في لبنان
  • بالفيديو.. غارات إسرائيلية على الجنوب
  • لا حلّ إلا بجيش يلبنن أمن البلاد
  • تجدد المعارك بين تايلاند وكمبوديا ووساطة ترامب توشك على الانهيار.. ماذا حدث؟