تجدد المعارك بين تايلاند وكمبوديا ووساطة ترامب توشك على الانهيار.. ماذا حدث؟
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
(CNN)-- استمرت الاشتباكات المسلحة بين تايلاند وكمبوديا، الأربعاء، في تحدٍّ لدعوات الولايات المتحدة لوقف القتال والالتزام باتفاقية السلام التي أقرها ترامب قبل أشهر، والتي باتت على وشك الانهيار التام.
وأفادت تقارير من الجانبين بمقتل ثمانية أشخاص على الأقل منذ بدء المناوشات الأخيرة. وبحلول، الثلاثاء، امتد القتال إلى نقاط أخرى على طول الحدود المتنازع عليها، مع اتهامات بشن هجمات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة في بعض المناطق.
وفي هذه الجولة الأخيرة من التصعيد، تم إجلاء نحو 400 ألف شخص من سكان المناطق الحدودية التي تفصل بين البلدين الواقعين في جنوب شرق آسيا.
وألمح وزير الخارجية التايلاندي، سيهاساك فوانغكيتكيو، إلى احتمال تصاعد الاشتباكات، مصرحًا لشبكة CNN في مقابلة صحفية بأن العمل العسكري سيستمر "حتى نشعر بأن السيادة والسلامة الإقليمية ليستا موضع تهديد".
القتال الدائر بين تايلاند وكمبوديا، على خلفية نزاعات حدودية تمتد لعقود على طول حدودهما البرية البالغ طولها 800 كيلومتر، هو الأعنف منذ الصراع الدامي الذي استمر خمسة أيام في يوليو/تموز.
ويبدو أن اتفاقية السلام الهشة أصلاً، التي وُقِّعت في أكتوبر/تشرين الأول بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشاد بها كدليل على قدرته على إنهاء الحروب، باتت الآن مُعرَّضة لخطر الانهيار.
وقال ترامب، الثلاثاء، إنه يعتزم إجراء اتصال هاتفي، الأربعاء، لوقف القتال، وفيما يلي ما يجب معرفته:
لماذا يتجدد القتال؟
لا نعلم على وجه التحديد، يتبادل الطرفان الاتهامات بإطلاق النار أولاً، ولم تتمكن شبكة CNN من التحقق من هوية الطرف المُطلق.
وأفاد سلاح الجو التايلاندي بأن كمبوديا كانت تُحشد أسلحة ثقيلة وتُعيد تموضع وحداتها القتالية، فيما نفت وزارة الدفاع الكمبودية هذه الادعاءات، وقال الجيش الكمبودي إن القوات التايلاندية "انخرطت في العديد من الأعمال الاستفزازية لعدة أيام"، دون تحديد تفاصيل.
وأفاد الجيش التايلاندي، الثلاثاء، بوقوع إطلاق نار في ست من أصل سبع مقاطعات تايلاندية متاخمة لكمبوديا.
وقالت البحرية التايلاندية إن القوات الكمبودية أطلقت أسلحة ثقيلة، من بينها صواريخ بي إم-21، على مناطق مدنية، واتهمت كمبوديا بنشر وحدات عمليات خاصة وقناصة على الحدود، وحفر خنادق لتحصين مواقعها، والتوغل في الأراضي التايلاندية في مقاطعة ترات الساحلية، في "تهديد مباشر وخطير لسيادة تايلاند".
وأعلن الجيش الكمبودي، الثلاثاء، أن الجيش التايلاندي شنّ "قصفاً متواصلاً طوال الليل" في عدة مناطق حدودية باستخدام "طائرات مسيّرة واسعة النطاق" و"دخان سام".
وأفادت وزارة الداخلية الكمبودية بمقتل سبعة مدنيين كمبوديين وإصابة نحو عشرين آخرين. في المقابل، أعلنت تايلاند عن مقتل أحد جنودها.
إلى أي مدى يمكن أن تتفاقم الأمور؟
حثّ الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كلا الطرفين على ضبط النفس، وفي كلمة ألقاها في تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، الثلاثاء، وعد ترامب بإجراء مكالمة هاتفية لإنهاء القتال.
وقال ترامب: "من غيري يستطيع أن يقول: سأجري مكالمة هاتفية وأوقف حربًا بين دولتين قويتين للغاية، تايلاند وكمبوديا؟ إنهما تتقاتلان، لكنني سأفعلها"، لكن يبدو أنه لم يُحرز أي تقدم يُذكر في خفض التصعيد على أرض الواقع.
وصرح وزير الخارجية التايلاندي، سيهاساك، لشبكة CNN بأن تايلاند لا تستبعد شنّ المزيد من الضربات، قائلاً إن العمل العسكري سيستمر "حتى نشعر بأن السيادة والسلامة الإقليمية ليستا موضع تهديد".
وقال رئيس الوزراء التايلاندي، أنوتين تشارنفيراكول، الاثنين، للصحفيين في بانكوك: "يجب على كمبوديا الامتثال لتايلاند لوقف القتال".
وقال الزعيم السابق المؤثر لكمبوديا ورئيس مجلس الشيوخ الحالي، هون سين، في منشور على فيسبوك، الثلاثاء: "يجب على قواتنا المسلحة بجميع أنواعها الردّ على جميع نقاط الهجوم".
ويؤكد هذا الخطاب الناري على الشكوك وانعدام الثقة المتأصلة بين الجارتين، والتي باتت تُهيمن على علاقتهما منذ النزاع الدامي الذي اندلع في يوليو/ تموز الماضي، والذي أسفر عن مقتل العشرات وتشريد نحو 200 ألف شخص على جانبي الحدود.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: إطلاق نار الإدارة الأمريكية البيت الأبيض دونالد ترامب كمبوديا تایلاند وکمبودیا
إقرأ أيضاً:
اتساع رقعة القتال بين تايلاند وكمبوديا.. وسقوط قتلى وجرحى
قالت تايلاند اليوم الثلاثاء إنها ستتخذ إجراءات لطرد القوات الكمبودية من أراضيها، مع تجدد القتال بين الجارتين في جنوب شرق آسيا على الحدود المتنازع عليها.
وأعلنت وزارة الدفاع في بنوم بنه أن القوات التايلاندية قصفت مواقع كمبودية ليل الإثنين الثلاثاء ما أسفر عن مقتل مدنيَين، لترتفع بذلك حصيلة القتلى المدنيين في كمبوديا في النزاع الحدودي المتجدد مع البلد المجاور إلى ستة.
وقصف الجيش التايلاندي مقاطعة بانتياي مينشي الحدودية ليل الإثنين الثلاثاء "ما أسفر عن مقتل مدنيَين كانا مسافرين على الطريق الوطني 56"، بحسب ما ذكرت وزارة الدفاع الكمبودية على فيسبوك.
وقال وزير الإعلام نيث فيكترا لوكالة فرانس برس إن أربعة مدنيين كمبوديين على الأقل قتلوا في قصف من الجانب التايلاندي الإثنين في مقاطعتي برياه فيهير وأودار مينشي اللتين تقعان أيضا على الحدود مع تايلاند.
وأشار فيكترا إلى أن حوالي 10 مدنيين آخرين أصيبوا الإثنين بجروح.
من جهته، قال الجيش التايلاندي إن جنديا قتل وأصيب 18 آخرون منذ بدء الاشتباكات الأحد.
وذكرت البحرية التايلاندية في بيان صباح اليوم أنه تسنى رصد قوات كمبودية داخل الأراضي التايلاندية في مقاطعة ترات الساحلية قبل إطلاق عمليات عسكرية لطردها، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وحسبما قالت القوات البحرية التايلاندية فإن القوات الكمبودية تزيد من وجودها وتنشر القناصة والأسلحة الثقيلة وتعزز مواقعها المحصنة والخنادق، مضيفة أنها ترى في هذه الأعمال "تهديدا مباشرا وخطيرا لسيادة تايلاند".
ويتبادل الطرفان الاتهامات بشأن تجدد الاشتباكات وذلك بعد أقل من شهرين على وقف لإطلاق النار توسّط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكانت اشتباكات الإثنين هي الأعنف منذ تبادل إطلاق الصواريخ والمدفعية الثقيلة الذي استمر خمسة أيام في يوليو، عندما قُتل ما لا يقل عن 48 شخصا ونزح 300 ألف.
وتتنازع تايلاند وكمبوديا منذ أكثر من قرن على السيادة في نقاط غير مرسومة على امتداد حدودهما البرية التي يبلغ طولها 817 كيلومترا، حيث أثارت النزاعات على المعابد القديمة النعرة القومية وتسببت في اندلاع مناوشات مسلحة من حين لآخر، والتي شملت تبادل قصف مدفعي دامٍ استمر أسبوعا في 2011.
وتصاعد التوتر في مايو في أعقاب مقتل جندي كمبودي خلال مناوشات، مما دفع البلدين إلى تعزيز كبير للقوات على الحدود وتصاعد الأمر إلى اشتباكات مسلحة بعد انهيار المساعي الدبلوماسية.