محمد الحوثي: الوطن العربي مقبل على حروب مستمرة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
يناقش المؤتمر في يومين بمشاركة 600 مشارك من أطباء المخ والأعصاب والعمود الفقري من مختلف المحافظات، 40 بحثاً وورقة علمية يقدّمها كبار أطباء وجراحي المخ والأعصاب من اليمن وعدد من البلدان العربية والأجنبية عبر تقنية البث المباشر "الزوم" تستعرض أحدث المستجدات في مجال طب وجراحة المخ والأعصاب والأدوية والتقنيات المستخدمة في هذا المجال على المستوى المحلي والدولي ونقلها إلى البلد.
وفي الافتتاح الذي حضره عضو المجلس السياسي الأعلى محمد صالح النعيمي، أكد عضو المجلس محمد علي الحوثي، أهمية انعقاد المؤتمرات العلمية التي تسهم في تحديث بيانات ومعلومات الأطباء وصقل مهاراتهم العلمية والمهارية.
وعبر عن الأمل في أن يخرج المشاركون في المؤتمر بتوصيات علمية لعكسها على الواقع العلمي ليستفيد منها الوطن، خاصة بعد أن تعرض اليمن لحرب وعدوان منذ تسع سنوات استهدف القطاع الصحي وبنيته التحتية.
وقال محمد علي الحوثي " نحن بحاجة للعمل في الجانب الجراحي والابتكار من خلال التجارب العلمية والواقع المتاح أمامنا والخروج من الفلسفة الإسلامية التي كانت وما تزال تبحث عن العقل والحياة".
وأضاف "الوطن العربي والإسلامي مقبل على حروب مستمرة حتى يأخذ زمام المبادرة، وأمريكا لا تريد إيقاف تلك الحروب، وإسرائيل ترى في كل حرب وعدوان على دولة عربية أو إسلامية سلامة ونجاة لها، ما يستدعي على الأطباء التحرك والتعليم المستمر، خاصة والأمة اليوم مستهدفة وعليها أن تكون يقظة ولديها مبادرة وتواكب التطورات العالمية".
وحث عضو السياسي الأعلى الأطباء على تقديم أفضل الممارسات الطبية في جراحة المخ والأعصاب والانخراط في التعليم المستمر من خلال المشاركة في المؤتمرات العلمية الداخلية والخارجية التي تجدد المعلومات ومتابعة آخر ما توصل إليه الطب في مختلف الجامعات.
من جانبه اعتبر نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال لشؤون الخدمات الدكتور حسين مقبولي في كلمة له نيابة عن رئيس حكومة تصريف الأعمال، المؤتمرات العلمية مرتبة متميزة بين الأعمال في المجال الأكاديمي في مجالات العلوم التطبيقية والإنسانية.
وقال "ذلك التميز يأتي من أهل الاختصاص العلمي وإبراز تجاربهم في المجال التطبيقي، ولأن هذا التميز يأتي من استقراء فنون العمليات العديدة واكتساب الابتكارات والمهارات والأسلوب المنهجي في علوم الجراحة".
وأشار مقبولي إلى دور المؤتمرات العلمية في تطوير القدرات العلمية الجديدة للاختصاصيين وزيادة خبراتهم التراكمية في مجال اختصاصهم العام والدقيق، مؤكداً أن تطور مهاراتهم العلمية في مجالات بحثهم أصبح موضوعاً مهماً يجعل الأطباء أسرة واحدة.
ولفت إلى أهمية المؤتمرات العلمية لتبادل التجارب العلمية بين الأطباء، بما يعود بالفائدة على تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره نائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول ووزراء الصحة العامة والسكان والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور طه المتوكل، وعبدالوهاب الدرة، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب إلى ما يشهده اليمن من حراك علمي رغم الصعوبات نتيجة العدوان والحصار.
واعتبر المؤتمر الذي وصل نسخته الخامسة، أحد نماذج الحراك العلمي والبحثي، معبراً في أن يخرج المؤتمر بتوصيات مهمة ليتم تطبيقها وترجمتها على الواقع.
وأكد حازب أن المؤتمرات العلمية أحد وظائف الجامعات في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وكذا أحد اهتمامات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى في دعم ورعاية الأبحاث العلمية والابتكارات وتسخيرها لخدمة وتطور البلاد.
وأشار إلى تزامن المؤتمر مع الذكرى السنوية للشهيد التي تمثل محطة لاستلهام مآثر وتضحيات الشهداء الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في الدفاع عن اليمن وسيادته.
وخلال الافتتاح بحضور نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين، أوضح رئيس المجلس الطبي الأعلى - رئيس المؤتمر العلمي الخامس لجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري الدكتور مجاهد معصار، أن المؤتمر يأتي ضمن سلسلة مؤتمرات علمية أصبحت تمثل ثورة علمية في العاصمة صنعاء.
وبين أن المؤتمر يشارك فيه نخبة من جراحي المخ والأعصاب والعمود الفقري من مختلف المحافظات وكذا مشاركة دولية عبر الزوم من مختلف دول العالم.
وأشار الدكتور معصار إلى أن المؤتمر يناقش بحوث وأوراق علمية ستنعكس إيجاباً بالفائدة على الكوادر الوطنية .. مشيراً الى أنه سيتم خلال المؤتمر تكريم الخريجين للعامين الماضيين في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري سواء الحاصلين على البورد المحلي أو العربي.
وأكد أن المؤتمر يسعى لتعزيز وتبادل الخبرات بين الجراحين اليمنيين والدوليين وتحقيق نتائج ودراسات جديدة من خلال الأبحاث المقدمة في المؤتمر وتقديم توصيات من شأنها المساهمة في تطوير الجراحة العصبية في اليمن.
فيما أشار رئيس الجمعية - أمين عام المؤتمر الدكتور ماجد عامر، أن المؤتمر يسعى لتطوير قدرات ومهارات أطباء الجراحة العصبية والمخ والعمود الفقري باليمن وتحسين وتوفير خدمات الطب الجراحي في هذا المجال خاصة للمرضى غير القادرين للسفر إلى الخارج.
وتطرق إلى تزامن انعقاد المؤتمر مع الاحتفال بالذكرى الـ 56 لعيد الاستقلال المجيد 30 نوفمبر والانتصارات الذي ظفر بها أبطال المقاومة الفلسطينية رغم معاناة الشعب الفلسطيني ودور اليمن قيادة وحكومة وشعباً في اتخاذ موقف مشرف على مستوى العالم بالقول والفعل.
بدوره عبر نائب رئيس المؤتمر الدكتور خالد بن ماضي عن سعادته بإقامة المؤتمر لمواكبة كل جديد وحديث في علم جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، خاصة وأنه يستضيف نخبة من الجراحين سواء من داخل اليمن أو مختلف بلدان العالم.
وتم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بحضور قيادات وزارتي الصحة العامة والسكان والتعليم العالي والبحث العلمي، وأعضاء المجلس الطبي ومجلس الاعتماد الأكاديمي ورؤساء الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية، والهيئات والمستشفيات، تكريم عضوي المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ومحمد النعيمي، ونائب رئيس الوزراء الدكتور حسين مقبولي، ووزير التعليم العالي حسين حازب ونائبه شرف الدين، بدروع المؤتمر.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: السیاسی الأعلى التعلیم العالی والبحث العلمی أن المؤتمر نائب رئیس
إقرأ أيضاً:
الاستقلال وديعة الجيش العربي
صراحة نيوز ـ العميد الركن مصطفى عبد الحليم الحياري
مدير الإعلام العسكري
الاستقلال في ذهنية الجيش العربي قيمة عليا، متأصلة في وجدانه وداخل مكنون جميع كوادره؛ فالاستقلال لم يكن حدثاً عابراً أو فصلاً عادياً في تاريخ الاردن، بل كان وما يزال أمانة تاريخية أُلقيت على كاهل الجيش العربي الأردني، الذي صانها بالعرق والدم، وجعل منها عنواناً للكرامة ومصدراً للسيادة، وكان الجندي الأردني منذ نشأة الدولة ولا زال في صميم معادلة الاستقلال، لا كقوة عسكرية دفاعية فحسب، بل كفاعل محوري في تثبيت ركائز السيادة الوطنية وحماية القرار الأردني الحر.
لقد حمل الجيش على عاتقه ومنذ لحظة التأسيس تحقيق الاستقلال، ومن ثم الحفاظ عليه وحمايته، فنشامى الجيش يرون في تأسيس الدولة فرصة لبناء كيان مستقل، وكانت خطواتهم العملية في الميدان تمهيداً حقيقياً لنيل ذلك الاستقلال، ممثلة ببناء المؤسسة العسكرية وتوسيعها وجعلها على درجة عالية من المهنية والاحترافية، لتكون جديرة بالحفاظ على دولة مستقلة ذات سيادة، فكان الاستقلال السياسي عن الانتداب البريطاني عام 1946 وقيام الدولة الأردنية الحديثة المستقلة.
وها هو الجيش العربي يواصل مسيرة الاستقلال، فبعد عشر سنوات من الاستقلال قرر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال تعريب قيادة الجيش عام 1956، والتخلّص من وجود الضباط البريطانيين، فكانت هذه الخطوة إعلاناً بأن الاستقلال في الأردن لم يكن مجرد انفكاك عن وصاية أجنبية، بل هو تأكيد مستمر على أن السيادة لا تكتمل إلا حينما يكون القرار الوطني نابعاً من إرادة شعبية حرة، ومسنوداً بقوة الجيش، وأن الاستقلال قيمة عليا مستمرة في وجدان ليس فقط العسكريين، وإنما كامل الأردنيين.
ومنذ تلك اللحظة ظلّ الجيش العربي الأردني حارساً أميناً للاستقلال، يذود عن ترابه، ويصون حريته، ويحفظ سيادته في وجه التحديات، فالاستقلال في وجدان الجيش ليس مجرد تكريم عابر أو لقب يُطلق، بل هو تكليف دائم، وتحمّل لأمانة الوطن بلا تردد، وهو عهد لا يقبل المساومة، يُترجم في كل ميدان إلى مواقف ثابتة وقرارات حاسمة، يوقّعها الجندي بدمه ويؤكدها بثباته على أداء الواجب مهما بلغ الثمن.
ومثلما أن الاستقلال وديعة الجيش العربي فإن هذا الجيش نفسه هو وديعة الهاشميين، اذ نالت القوات المسلحة حظاً وافراً من الرعاية الهاشمية منذ التأسيس ومروراً بالاستقلال وحتى وقتنا هذا، ومرت بالعديد من مراحل التطوير والتحديث شملت جميع النواحي تنظيماً وتسليحاً وتدريباً، واستطاعت خلالها مواكبة الجيوش المتقدمة في هذه المجالات، حتى وصلت لدرجة عالية من الاحترافية والكفاءة والتميز مكنتها من أداء أدوارها الدفاعية والإنسانية والتنموية على أكمل وجه، واستطاعت بهمة الهاشميين الأخيار أن تمد يد العون والمساندة لكل محتاج، داخل الوطن وخارجه، وحافظت على قيمها العسكرية المستمدة من العقيدة السمحة ومن مبادئ الثورة العربية الكبرى، وقد تم رفد مختلف وحدات القوات المسلحة بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الصناعات الدفاعية من الأسلحة والمعدات والآليات، بما يضمن رفع قدرات القتال في مختلف الظروف والأوقات، حيث تم إدخال الحديث من الطائرات والقوارب والدبابات وناقلات الجند لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة وحسب صنوفها واحتياجاتها العملياتية لتكون قادرة على حماية الوطن ومنجزاته وتنفيذ ما يوكل لها من مهام وواجبات.
الاستقلال ليس شعاراً للاستهلاك، بل هو مسؤولية مستمرة وهمة تتجدد كل يوم في مواقع العمل المختلفة ما تنعكس على سلوك الفرد وعلى ثقافة المجتمع ككل، الاستقلال مسؤولية علينا جميعاً لحمايته وصون منجزات هذا البلد.
وفي عيد الاستقلال التاسع والسبعين، نجدد العهد بأن يبقى الأردن قويًا بقيادته، موحدًا بشعبه، ثابتًا في مبادئه، متطلعًا بثقة نحو مستقبل أفضل، وفي هذا اليوم حري بنا أن نقف إجلالًا لتضحيات قواتنا المسلحة، ونرفع الأكف بالدعاء أن يحفظ الله وطننا، ويحمي مليكنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وأن يديم على الأردن نعمة الاستقلال والأمن والاستقرار.